مركز الأزهر العالمي للفتوى: غدًا أول أيام شهر جمادى الآخرة
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
يُهنئ مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الشعب المصري بغرة شهر جمادي الآخرة غدًا، وذلك وفقًا لنتائج استطلاع هلال شهر جمادي الآخرة لعام 1446 هـ بواسطة اللجان الشرعية والعلمية المنتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية، حيث أعلنت الجهات الفلكية والمراصد الشرعية أن غدًا الثلاثاء الموافق 3 ديسمبر 2024م هو أول أيام شهر جمادى الآخرة لعام 1446 هـ، وذلك بعد ثبوت رؤية الهلال مساء اليوم الإثنين.
التقويم الهجري وأهميته
وتأتي هذه المناسبة ضمن التقويم الهجري الذي يعتمد على حركة القمر لتحديد بدايات الأشهر الهجرية، والتي تلعب دورًا هامًا في تحديد التواريخ الإسلامية المهمة، ويُعد التقويم الهجري تقويمًا إسلاميًا رسميًا في عدة دول إسلامية، ويستخدم لتحديد الأعياد والمناسبات الدينية مثل شهر رمضان، عيد الفطر، وعيد الأضحى. ويعتمد في حسابه على دورة القمر، ما يجعله أقصر من التقويم الميلادي بحوالي 10-12 يومًا سنويًا.
جمادي الآخرةجمادى الآخرة وأهميته في التقويم الإسلامي شهر جمادى الآخرة هو الشهر السادس من السنة الهجرية، ويتسم بعدد من المناسبات التاريخية والإسلامية، بالإضافة إلى أنه يمثل فترة تقترب فيها الأمة الإسلامية من موسم رمضان المبارك، ويرتبط هذا الشهر بقيم دينية واجتماعية تدعو المسلمين إلى التذكير بأهمية العبادات والاستعداد للأعمال الصالحة.
ماذا كان يقول الرسول عند دخول الهلال الجديد
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسَنُّ له أن يدعو بدعاء خاص، وهو ما ورد في الحديث الشريف:
"اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال رشد وخير."(رواه الترمذي)وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يرددون هذا الدعاء مع رؤية الهلال، وهو دعاء يدعو فيه المسلم الله تعالى أن يكون الشهر الجديد مباركًا، مليئًا بالخير والبركات، وأن يعم فيه السلام والإيمان.
ويُستحب أن يُقال هذا الدعاء عند رؤية الهلال الجديد، في تذكير للمسلمين ببدء مرحلة جديدة، وفرصة لتجديد العهد مع الله تعالى بالعمل الصالح والعبادة.
دعوة للتأمل والاستعداد
مع دخول شهر جديد، يدعو العلماء والمشايخ المسلمين إلى استغلال هذا الشهر في الطاعات والعبادات، ومراجعة النفس وتجديد العهد مع الله عز وجل. كما يُذكر المسلمون بأن كل شهر يحمل فرصة جديدة للتقرب إلى الله والسعي نحو حياة أفضل في الدنيا والآخرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمادي الآخرة جمادي الآخرة شهر جمادي الآخرة هلال رؤية الهلال التقويم الهجري
إقرأ أيضاً:
البيت الرمضاني
عندما يطل علينا هلال رمضان، كنجمة تضيء سماء الروح، مؤذنًا بتحول مبارك في دروب حياتنا، ودخول شهر تتصفد فيه الشياطين، وتهفو فيه القلوب إلى خالقها بصفاء ونقاء ،عندما يحل شهر الغفران والعتق من النيران، تطمئن النفوس، وتستبشر القلوب، لعلمها أنها سترتوي من لذة العبادة، وتغترف من معين الطاعة.
إن الأجواء الرمضانية هي أبهى مواسم العام، لما يجده العبد من أنس في رحاب الله، وقربًا يغسل أدران الروح من الذنوب ،يبدأ يومه بصيام يزكي النفس، ثم قراءة قرآن تنير البصيرة، ثم إفطار يجمع الأحبة، ويختم يومه بصلاة تراويح ترفع الروح إلى عنان السماء، فهو طيلة اليوم يسبح في فلك العبادة، ويغدو قلبه معلقًا بخالقه، عندما يظمأ البطن، تنشط الروح للذكر والعبادة وعمل الخير، ولذلك يزداد الخير وأهله في هذا الشهر الفضيل، وكأنهم جنود مجندة لنصرة الحق والفضيلة.
إن البيت الرمضاني تتغير معالمه وبرامجه اليومية، ففي كل زاوية منه تجد قارئًا لكتاب الله، يتلو آياته بتدبر وخشوع، فتسمع دوي القرآن يتردد في جنبات البيت، حتى غير المسلمين يشعرون بتغير في نمط الحياة في هذا الشهر الفضيل، ببركة معاشرتهم للمسلمين، ويظلهم الخير والبركة ينطبق عليهم هم القوم لايشقى بهم جليسهم ، فتنالهم النفحات والأرزاق ،إن البيوت الرمضانية في هذا الشهر تتجسد فيها أسمى معاني الإيمان والاستسلام لله الواحد القهار، وتفوح منها رائحة الإخاء والتكافل.
إن من رحمة الله بعباده أن أوجد مواسم للخير، ومناسبات للطاعة، نقترب فيها منه سبحانه، ونعيش لذة العبودية الخالصة ،فإذا كانت هذه هي حلاوة الدنيا، فكيف ستكون عيشة الآخرة في جنات الخلد والنعيم المقيم؟ ولذلك وردت الأحاديث النبوية التي تلوم من دخل عليه رمضان ولم يغفر له، وذلك لأن هذا الشهر تُعتق فيه الرقاب من النيران، ويتقرب فيه البشر من الله، يدعونه خوفًا وطمعًا، ورجاءً وإنابة، ورد في حديث لأبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة، ورغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي” (سنن الترمذي).
إن مقاصد شهر رمضان هي أسمى وأجل من مجرد الإمساك عن الطعام والشراب، فجوهره تقوى الله، كما ورد في قول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”. ولذلك أجزل الله للصائمين الأجر، وجعل حسابه عنده من العطايا والأجور العظيمة، فالعبادات الأصل فيها الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم، فإنه لله، وهو يجزي به، وكل بما قدمت يداه من عمل صالح، روى أبوهريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي” (صحيح مسلم)، قال الأوزاعي: ليس يوزن لهم ولا يكال، إنما يغرف لهم غرفا.
إذًا، رمضان فرصة عظيمة للتغيير والتقرب إلى الله، فلنجعل من هذا الشهر بداية جديدة لحياة تفيض بالإيمان والعمل الصالح، ولنسع جاهدين لاستغلال كل لحظة فيه، بالتوبة والاستغفار، وبالدعاء والقيام، وبالإحسان إلى الناس ،عسى أن نكون من الفائزين برضا الله وعفوه، وأن نبلغ رحمته ومغفرته وعتقًا من النيران.