مجلس سوريا الديمقراطية “قسد” يصدر بيانا بشأن الأوضاع في حلب
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
أدان مجلس سوريا الديمقراطية “قسد”، إعادة إنتاج العنف في سوريا، معرباً عن قلقه إزاء مجمل التطورات التي تشهدها سوريا، بما فيها سيطرة المجموعات المسلحة على مدينة حلب وريف حماه، دون مقاومة.
وأعرب مجلس سوريا الديمقراطية في بيان، عن إدانته لما يتعرض له المدنيون السوريون من تهديدات على امتداد الجغرافية السورية، ويناشد المجتمع الدولي ضرورة التحرك السريع والفاعل لوقف العنف المتصاعد في شمال غرب سوريا، فإنه يدعو إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على كافة الأطراف المتنازعة لوقف إطلاق النـ ـار والشروع في محادثات سلام شاملة وجديدة تُعبر عن الشعب السوري وتطلعاته، وبمشاركة جميع الأطراف السورية الفاعلة دون إقصاء.
وأضاف مجلس سوريا الديمقراطية: وإذ يحمّل مجلس سوريا الديمقراطية النظام السوري مسؤولية ما تشهده البلاد ورفضه جميع المبادرات التي من شأنها انقاذ السوريين من الكارثة، فإنه يحمّل الاحتلال التركي المسؤولية المباشرة عن التصعيد الأخير في شمال غرب سوريا، ويعبّر المجلس عن بالغ قلقه حيال الوضع الإنساني الذي يعانيه النازحون من منطقة الشهباء، وعليه نناشد الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التدخل الفوري لحماية جميع المدنيين السوريين في ظل التهديد المباشر الذي تشكّله المجموعات التابعة لتركيا، والمتورطة سابقاً في جرائـم حـرب وعمليات إبادة وتهجير قسري.
وحذر مجلس سوريا الديمقراطية، من مخاطر استغلال تنظيم "داعش" للتصعيد الأخير في شمال غرب سوريا، ويدعو التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعزيز دعمه لقوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد "داعـش"، كما ينظر المجلس بأهمية بالغة لقلق ومخاوف الأشقاء في دولة العراق ويؤكد على ضرورة التعاون بين القوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية بالتنسيق مع التحالف الدولي، لتعزيز مكافحة الإرهاب.
وأكد المجلس أهمية دور روسيا الاتحادية في دعم الحل السياسي الشامل، وبينما يؤكد مرة أخرى انفتاحه على الحوار مع تركيا ورفض جميع الذرائع التي تمهّد لاحتلال المزيد من الأراضي السورية.
وعليه فإن المجلس وفي هذه الظروف الحرجة يود أن يؤكد للشعب السوري ما يلي:
أولاً- إن استمرار الصراعات بين الأطراف السورية لا يخدم إلا أعداء الشعب السوري ويزيد من معاناة المدنيين، ويدعو إلى تغليب لغة الحوار على لغة السـلاح.
ثانياً- وقف جميع الانتهاكات التي تستهدف مكونات محددة في سوريا، مع التأكيد على أن الكرد وباقي الأقليات القومية والدينية هم جزءٌ أصيل من التاريخ والجغرافيا السورية.
ثالثاً- لا يمكن إنهاء الأزمة السورية إلا من خلال حل سياسي عادل يضمن حقوق جميع السوريين ويحقق العدالة والحرية والمساواة بعيدًا عن أي تدخلات أجنبية أو محاولات فرض واقع جديد بالقوة.
ختاماً، إن الحوار الوطني السوري هو المدخل الوحيد لحل الأزمة التي تعيشها سوريا من شمالها إلى جنوبها، والمجلس منفتحٌ على الحوار مع جميع السوريين بهدف تعزيز وحدة سوريا وأمنها وسيادتها، كما يناشد جميع السوريين الوطنيين في مختلف المناطق السورية عدم الانجرار خلف حملات التحريض والانتـ ـقام والدعايات المغرضة، والتمسك بخيار الحل السياسي الذي يتماشى مع القرار الأممي 2254 ويضمن تحوّلاً ديمقراطياً يعزز وحدة سوريا وسيادتها، في إطار نظام سياسي ديمقراطي لامركزي يُلبي تطلعات جميع السوريين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مجلس سوريا الديمقراطية قسد الأوضاع حلب المجموعات المسلحة مدينة حلب حماة ريف حماة جمیع السوریین
إقرأ أيضاً:
هل يختار حكام سوريا الجدد الديمقراطية أم الثيوقراطية؟
في ديسمبر (كانون الأول) 1993، نشرت صحيفة إندبندنت مقالاً لافتاً بعنوان "المحارب المناهض للسوفييت يضع جيشه على طريق السلام"، إلى جانب صورة لأسامة بن لادن في هيئة ودودة.
يجب بناء المؤسسات وإعادة اللاجئين والحفاظ على الاستقرار
ويقول باتريك هس في مقاله بموقع "أنهيرد" إن ذلك المقال كان طريقة شبه هزلية للتنبيه من الاعتقاد الخاطئ أن أعداء أعدائك سيظلون دوماً أصدقاءك. بهجة ممزوجة بالخوفلم ينسَ العالم بالطبع عواقب هذا الحكم الخاطئ. بالتالي، عندما طُرد الرئيس بشار الأسد من سوريا بعد ما يقرب من 31 عاماً على نشر ذلك العنوان الرئيسي، خفف الخوف من الحكام الجدد البهجة بنهاية النظام القديم، ومن الاتجاه الذي قد يختار للبلاد.
#Syria’s new President: HTS’ Jolani takes reigns after Assad ouster, abolishes Syrian Constitution
????️ Catch the day's latest news and updates ➠ https://t.co/dyydqF5v6I pic.twitter.com/KBjztXy0Bo
وفي 2013، أسس أحمد الشرع، جبهة النصرة بصفتها فرعاً لتنظيم القاعدة. وبعدما وجد أن مشروع الجهاد العالمي لا يرضيه، انفصل عن القاعدة في 2016، وخفض مستوى آيديولوجية مجموعته إلى الإسلاموية القديمة الواضحة. أعلن أن الشرع أصبح هذا الأسبوع رئيساً جديداً لسوريا في مؤتمر مغلق، كما ألغي دستور البعث السوري في 2012، وحُل حزب البعث.
تشكيك مبرر... ولكن يبدو أن هيئة تحرير الشام تخلت عن التعصب الذي حكمت به محافظة إدلب بين 2017 و2024، منذ تولت السلطة. كان هناك تواصلاً واضحاً مع المجتمعات الأقلوية ومن ضمنها المسيحيون والعلويون والدروز لطمأنتها على سلامتها.وأدان متحدث باسم هيئة تحرير الشام حرق شجرة عيد الميلاد في ديسمبر(كانون الأول) من قِبَل جهات مارقة، كما نظم المسيحيون احتجاجاً لاحقاً دون معارضة السلطات. ولا يُفرض الحجاب على النساء. وفي ليلة رأس السنة الجديدة، رقصت حشود من الشباب والفتيات في حفلات موسيقى تكنو في دمشق. وربما تلقى جهود الشرع لإعادة صياغة نفسه ديمقراطياً تشكيكاً مبرراً، لكن إطلالته بعيدة كل البعد عن طالبان. على الضفة الأخرى
مع ذلك، حتى لو أصبح الشرع رجل دولة براغماتياً حقاً، لا يزال هناك متشددون وأسماء غير مرغوب فيها داخل ائتلافه الحاكم، من ضمنهم حلفاء مقربون. على سبيل المثال، شادي الويسي، وزير العدل المؤقت، الذي ظهر في مقاطع فيديو من2015 يشرف على الإعدام العلني لامرأتين متهمتين بالدعارة.
Ahmad Sharaa has declared himself Syria’s new "president," but his rule looks more like a coup than a transition. If the economy crumbles, analysts warn he may pivot to Islamization, potentially setting #Syria on a path toward a state resembling #ISIS.https://t.co/IqUcIMJz2R
— Asia Times (@asiatimesonline) January 31, 2025وفي مقابلة مع قناة تلفزيونية لبنانية في ديسمبر(كانون الأول) الماضي حول دور المرأة في سوريا ما بعد الحرب، قال المتحدث الرسمي باسم هيئة تحرير الشام عبيدة أرناؤوط: "للمرأة طبيعتها البيولوجية والنفسية ولها فرادتها وتكوينها اللذين يجب أن يتوافقا بالضرورة مع مهام معينة".
نذير إلى أي مدى سيكون الشرع قادراً على موازنة توقعات المجتمع الدولي، والجمهور السوري العلماني إلى حد كبير مع توقعات حلفائه الإسلامويين، أمر لا يزال على المراقبين رؤيته. وظهرت المخاوف من النفوذ الهائل الذي يتمتع به هؤلاء الحلفاء في الشهر الماضي، بعد إقرار وزارة التعليم المؤقتة تغييرات أحادية الجانب على الكتب المدرسية، ما أعطى محتواها ميلاً أكثر إسلامية.وفي حين أن هذه التغييرات غير مفاجئة في ظل نظام إسلاموي، إلا أنها قد تكون نذيراً بما سيأتي مع صياغة الدستور الجديد، والذي أشار الشرع إلى أنه سيكون من مسؤولية لجنة قانونية. إن احتمال خضوع سوريا للحكم الديني سيعتمد على نفوذ المتشددين في هذه العملية. بين التشجيع والخطر لفت الكاتب إلى أنه قبل ذلك، يجب بناء المؤسسات وإعادة اللاجئين والحفاظ على الاستقرار. والعفو الذي عرضته هيئة تحرير الشام على أعضاء حزب البعث السابقين، والقوات المسلحة، أمر مشجع. لكن التقارير الأخيرة عن إعدام جنود من النظام السابق على يد ميليشيات مارقة، فضلاً عن كمين نصبه موالون للأسد لقوات وزارة الداخلية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تلقي بظلال من الشك على قدرة الحكومة المؤقتة على منع تكرار انزلاق شبيه بالانزلاق العراقي إلى العنف الطائف،ي بعد الدكتاتورية. إن انتشار الأسلحة والمظالم والخوف بين السكان يجعل هذا الاحتمال وارداً على نحو خطير.
لا زالت سوريا في بداية الطريق، وثمة العديد من الأمور التي قد تفسد التحول الديمقراطي في ظل المشهد الطائفي الذي تحكمه حكومة ما بعد الجهاديين. لكن حتى الآن في سوريا، يبدو أن البراغماتية تتفوق على التزمتـ، وحتى إذا كان الأخير أقرب مما أمكن أن يكون مثالياً، فإن هناك بالتأكيد أسباباً للتفاؤل.