أدى تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى قطع علماء البلدين أعمالهما المشتركة، مما يؤثر على أحد أكثر أشكال التعاون العلمي إنتاجية في القرن الحادي والعشرين، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وتسارعت عملية الانفصال التي بدأت في السنوات الأخيرة، بالتحقيقات مع الباحثين الصينيين في الولايات المتحدة، مع تصاعد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.

 

وتصاعد التوتر بين البلدين خلال السنوات الأخيرة بسبب عدة مواضيع، من بينها التجارة والتكنولوجيا والدعم العسكري الأميركي لتايوان، والوجود المتزايد لبكين في بحر الصين الجنوبي وعلاقتها القوية مع موسكو.

وأصبحت الصين قوة في الاكتشاف العلمي خلال العقود الأخيرة، ويخشى الكثيرون في واشنطن من أن بكين يمكن أن تكتسب ميزة أمنية وعسكرية ما لم تتخذ الولايات المتحدة خطوات حاسمة لقطع التعاون في البحث العلمي.

ومع ذلك، يحذر العديد من العلماء من أن قطع العلاقات العلمية قد يؤدي إلى إبطاء التقدم الأميركي في المجالات الحيوية، مثل التكنولوجيا الحيوية والطاقة النظيفة والاتصالات.

في حين أن الولايات المتحدة لا تزال القوة العلمية البارزة في العالم، فقد نما البحث العلمي الأساسي بلا حدود في عصر العولمة، تماما كما نمت الأعمال التجارية. 

وينطوي أكثر من 40 بالمئة من الإنتاج العلمي الأميركي - الذي يُقاس بعدد الأوراق عالية الجودة التي ينتجها العلماء المقيمون في الولايات المتحدة - على التعاون مع الباحثين في الخارج، وفقا لشركة "كليرفيت"، وهي شركة بيانات مقرها لندن تتعقب البحث العلمي العالمي.

وتعد الصين والولايات المتحدة الشريك الأول لبعضهما البعض في إنتاج البحث العلمي، ويملكان أكثر الأوراق التي يتم الاستشهاد بها عبر مختلف المجالات، وفقا لبيانات "كليرفيت".

وقالت ديبورا سيليغسون، الأستاذة المساعدة في العلوم السياسية بجامعة فيلانوفا، المستشارة السابقة للبيئة والعلوم والتكنولوجيا والصحة بسفارة الولايات المتحدة لدى بكين: "يبدو أن صانعي السياسة في الولايات المتحدة لديهم فهم متخلف لمن يستفيد من التعاون الصيني".

وبين عامي 2017 و2021، استحوذ التعاون بين الولايات المتحدة والصين على 27 بالمئة من الأبحاث عالية الجودة للعلماء المقيمين في الولايات المتحدة في علم النانو على سبيل المثال، ولكن النسبة كانت 13 بالمئة فقط بالنسبة للعلماء المقيمين في الصين. 

وقالت إميلي وينشتاين من مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة، وهو مركز أبحاث بجامعة جورج تاون: "إن الولايات المتحدة تدرك حقيقة أن النظام المفتوح الذي نثني عليه ونحتفظ به كأحد نقاط قوتنا الرئيسية، يحتمل أيضا أن يخلق ثغرة أمنية مناسبة لنا".

ونمت هذه المخاوف مع تسارع وتيرة التقدم في مجالات التكنولوجيا الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية، حيث يصعب التمييز بوضوح بين الاستخدامات العسكرية والمدنية.

ويقود النائب الجمهوري بمجلس النواب الأميركي، مايك غالاغر، جهودا لعدم تجديد اتفاقية بين واشنطن وبكين مختصة بالعلوم والتكنولوجيا.

وتم تجديد تلك الاتفاقية كل 5 سنوات منذ توقيعها لأول مرة عام 1979، بعد وقت قصير من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وفي رسالة إلى وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، في يونيو، جادل غالاغر و9 نواب جمهوريين آخرين، بأن "الولايات المتحدة تساعد في التحديث العسكري للصين من خلال الاتفاقية".

وجاء في الرسالة: "يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن تدمير نفسها".

وامتنع البيت الأبيض عن التعليق لصحيفة "وول ستريت جورنال" على الاتفاقية، وما إذا كان سيتم تجديدها.

وعارض العديد من العلماء الدعوات لقطع التعاون العلمي مع الصين، مستشهدين بالتعاون الناجح في هذا المجال. ويعد أحد الأمثلة على ذلك هو شراكة الطاقة النظيفة التي وقعها في عام 2011 الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، والزعيم الصيني آنذاك، هو جينتاو. 

وأسفرت الاتفاقية عن أكثر من 300 منشور تمت مراجعته من قبل الأقران، و26 طلب براءة اختراع و15 إطلاق منتج، كما عززت التعاون المناخي بين الولايات المتحدة والصين، مما ساعد على إرساء الأساس لاتفاقية باريس لعام 2015.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة البحث العلمی

إقرأ أيضاً:

قلق متزايد في الولايات المتحدة من سيطرة إيلون ماسك على الحكومة الأميركية

واشنطن"أ.ف.ب": تثير السلطة غير المسبوقة الممنوحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحليفه الأغنى في العالم إيلون ماسك القلق بشكل متزايد إذ بدأ الأخير يدخل تغييرات كبيرة على الحكومة الأمريكية.

وسيطر الملياردير المولود في جنوب إفريقيا على نظام مدفوعات وزارة الخزانة الأميركية الذي يدير تريليونات الدولارات. وأعلن بمفرده تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو إس إيد) الإنسانية فيما ساهم في إزاحة كبار المسؤولين.

وبالنسبة إلى شخص يهاجم عادة الموظفين الرسميين غير المنتخبين، لا يخضع الرئيس التنفيذي غير المنتخب لشركتي "تيسلا" و"سبايس إكس" لأي إجراءات محاسبة تذكر في وقت يقود حملة ترامب لخفض عدد الموظفين في الحكومة الأمريكية.

وسعى ترامب للتقليل من أهمية المسألة الاثنين لدى سؤاله عنها في المكتب البيضوي، مشيرا إلى أن "إيلون لا يمكنه القيام بشيء، ولن يقوم بشيء، من دون موافقتنا".

وأكد "سنعطيه الموافقة عندما يكون ذلك مناسبا وعندما لا يكون كذلك، فلن نفعل. لكنه يبلغنا" بكل الأمور. وتابع "إنه أمر يشعر بحماسة كبيرة حياله وأنا معجب" بما يقوم به.

وبدت سلطات ماسك غير محدودة تقريبا، ما دفع الديموقراطيين إلى اتهامه بالاستيلاء على السلطة بشكل غير دستوري.

وما زال ماسك حتى اللحظة غير مسجل لا كموظف فدرالي ولا كمسؤول حكومي، رغم أن الإعلام الأميركي ذكر الاثنين أنه بات الآن مسجّلا كـ"موظف حكومي خاص".

يشير معارضوه إلى أن ماسك كان أكبر متبرع لحملة ترامب الانتخابية الناجحة، إذ قدّم له مبلغا وصل إلى ربع مليار دولار.

كما أن شركاته ترتبط بعقود ضخمة مع الحكومة الأمريكية.

وسيطر فريق الإدارة المكوّن من شباب تم اختيارهم من شركاته الخاصة على نظام المدفوعات التابع لوزارة الخزانة الأميركية واحتلوا مناصب حكومية بارزة.

وساهم هؤلاء في التحرك الرامي إلى دفع الموظفين الفدراليين لأخذ مدفوعات نهاية الخدمة والمغادرة عبر رسائل وصلت بالبريد الإلكتروني تشبه إلى حد كبير تلك التي أُرسلت إلى موظفي تويتر عندما استحوذ ماسك على الشبكة الاجتماعية وغير اسمها إلى "إكس".

أعلن ماسك شخصيا أنه سيتم "إغلاق" وكالة "يو إس إيد" الضخمة أثناء دردشة حية على "إكس" واصفا إياها بـ"المنظمة الإجرامية".

وأثار تحرّك ماسك ومساعديه من دون أي قيود الدهشة على نطاق واسع.

وأفادت تقارير عن مواجهة لافتة بعد ذلك عندما طلب مساعدو ماسك الوصول إلى غرفة محصّنة في "يو إس إيد" حيث توجد معلومات "سريّة".

ووقعت حادثة مشابهة عندما أُعطي مسؤول في وزارة الخزانة إجازة إدارية، بحسب تقارير، بعدما رفض السماح لمساعدي ماسك بالوصول إلى هذا النوع من المعلومات.

وتنحى رئيس إدارة الطيران الفدرالي يوم تنصيب ترامب عندما انتقد ماسك إشراف الوكالة على عمليات إطلاق الصواريخ. وبعد أيام، اضطُر ترامب للمسارعة لتعيين بديل له عقب حادث تحطم الطائرة الدموي في واشنطن.

وفاقم قيام ماسك بما يشبه التحية النازية يوم تنصيب ترامب الجدل.

من جهته، شدد ترامب امس على أنه "في حال اندلاع نزاع، فلن نسمح له بالاقتراب منه"، في تصريحات لم تنجح في تهدئة المعارضين.

وبدأ الديموقراطيون الذين التزموا الصمت إلى حد واسع خلال أول أسبوعين لترامب في السلطة، التحرّك ضد خطوات ماسك.

وقالت السناتورة إليزابيث وارن "لم ينتخب أي أحد ماسك".

ويجري الديموقراطيون في "لجنة الطرق والوسائل" التابعة لمجلس النواب اتصالا طارئا مكرس في جزء منه لهذه المسألة.

وانتقد هؤلاء "إدارة الكفاءة الحكومية" على اعتبارها محاولة غير دستورية لممارسة سلطات رئاسية على أموال أقرها الكونغرس.

وقال زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر امس إن "الأمر أشبه بإدخال نمر إلى حديقة للحيوانات الأليفة وتمني الأفضل".

وفي تصريحات أدلى بها أثناء تظاهرة لموظفي "يو إس إيد"، قال السناتور كريس فان هولن إن "محاولة إيلون ماسك هذه للسيطرة... لن تصمد".

في الأثناء، تجري مراقبة الوضع عن كثب في واشنطن بانتظار النهاية المحتملة لشهر العسل في البيت الأبيض بين شخصيتين استعراضيتين ومغرورتين مثل ماسك وترامب.

وتفيد تقارير بأن ماسك لا يؤدي عمله في المبنى نفسه بعدما منع من الحصول على مكتب في الجناح الغربي لموظفيه ووضع بدلا من ذلك في "مبنى أيزنهاور"، وهو قسم منفصل ضمن مجمع البيت الأبيض.

مقالات مشابهة

  • الصين تأمل في اتفاق يجنبها حربا تجارية مع الولايات المتحدة
  • البحث العلمي تستقبل وفد مؤسسة التعاون الأوروبي في العلوم والتكنولوجيا
  • عاجل | حماس: ندين بشدة تصريحات الرئيس الأميركي الرامية لاحتلال الولايات المتحدة قطاع غزة وتهجير شعبنا الفلسطيني منه
  • عاجل | وزير الخارجية الأميركي: الولايات المتحدة مستعدة لقيادة غزة وجعلها جميلة مرة أخرى كما أشار ترامب
  • قلق متزايد في الولايات المتحدة من سيطرة إيلون ماسك على الحكومة الأميركية
  • جولة جديدة لـ«رامبو».. من الإمارات إلى الولايات المتحدة
  • الخاسرون من رسوم الصين على واردات الغاز المسال الأميركي
  • روبيو: الولايات المتحدة تدرس فرض إجراءات إضافية ضد الصين
  • التعليم العالي: شراكة مصرية-صينية جديدة في البحث العلمي
  • الصين تتحدّى ترامب.. هل تنفجر مواجهة تجارية قريبة مع الولايات المتحدة؟