كيف تأثر البحث العلمي بالتوترات السياسية بين واشنطن وبكين؟
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
أدى تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى قطع علماء البلدين أعمالهما المشتركة، مما يؤثر على أحد أكثر أشكال التعاون العلمي إنتاجية في القرن الحادي والعشرين، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وتسارعت عملية الانفصال التي بدأت في السنوات الأخيرة، بالتحقيقات مع الباحثين الصينيين في الولايات المتحدة، مع تصاعد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وتصاعد التوتر بين البلدين خلال السنوات الأخيرة بسبب عدة مواضيع، من بينها التجارة والتكنولوجيا والدعم العسكري الأميركي لتايوان، والوجود المتزايد لبكين في بحر الصين الجنوبي وعلاقتها القوية مع موسكو.
وأصبحت الصين قوة في الاكتشاف العلمي خلال العقود الأخيرة، ويخشى الكثيرون في واشنطن من أن بكين يمكن أن تكتسب ميزة أمنية وعسكرية ما لم تتخذ الولايات المتحدة خطوات حاسمة لقطع التعاون في البحث العلمي.
ومع ذلك، يحذر العديد من العلماء من أن قطع العلاقات العلمية قد يؤدي إلى إبطاء التقدم الأميركي في المجالات الحيوية، مثل التكنولوجيا الحيوية والطاقة النظيفة والاتصالات.
في حين أن الولايات المتحدة لا تزال القوة العلمية البارزة في العالم، فقد نما البحث العلمي الأساسي بلا حدود في عصر العولمة، تماما كما نمت الأعمال التجارية.
وينطوي أكثر من 40 بالمئة من الإنتاج العلمي الأميركي - الذي يُقاس بعدد الأوراق عالية الجودة التي ينتجها العلماء المقيمون في الولايات المتحدة - على التعاون مع الباحثين في الخارج، وفقا لشركة "كليرفيت"، وهي شركة بيانات مقرها لندن تتعقب البحث العلمي العالمي.
وتعد الصين والولايات المتحدة الشريك الأول لبعضهما البعض في إنتاج البحث العلمي، ويملكان أكثر الأوراق التي يتم الاستشهاد بها عبر مختلف المجالات، وفقا لبيانات "كليرفيت".
وقالت ديبورا سيليغسون، الأستاذة المساعدة في العلوم السياسية بجامعة فيلانوفا، المستشارة السابقة للبيئة والعلوم والتكنولوجيا والصحة بسفارة الولايات المتحدة لدى بكين: "يبدو أن صانعي السياسة في الولايات المتحدة لديهم فهم متخلف لمن يستفيد من التعاون الصيني".
وبين عامي 2017 و2021، استحوذ التعاون بين الولايات المتحدة والصين على 27 بالمئة من الأبحاث عالية الجودة للعلماء المقيمين في الولايات المتحدة في علم النانو على سبيل المثال، ولكن النسبة كانت 13 بالمئة فقط بالنسبة للعلماء المقيمين في الصين.
وقالت إميلي وينشتاين من مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة، وهو مركز أبحاث بجامعة جورج تاون: "إن الولايات المتحدة تدرك حقيقة أن النظام المفتوح الذي نثني عليه ونحتفظ به كأحد نقاط قوتنا الرئيسية، يحتمل أيضا أن يخلق ثغرة أمنية مناسبة لنا".
ونمت هذه المخاوف مع تسارع وتيرة التقدم في مجالات التكنولوجيا الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية، حيث يصعب التمييز بوضوح بين الاستخدامات العسكرية والمدنية.
ويقود النائب الجمهوري بمجلس النواب الأميركي، مايك غالاغر، جهودا لعدم تجديد اتفاقية بين واشنطن وبكين مختصة بالعلوم والتكنولوجيا.
وتم تجديد تلك الاتفاقية كل 5 سنوات منذ توقيعها لأول مرة عام 1979، بعد وقت قصير من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي رسالة إلى وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، في يونيو، جادل غالاغر و9 نواب جمهوريين آخرين، بأن "الولايات المتحدة تساعد في التحديث العسكري للصين من خلال الاتفاقية".
وجاء في الرسالة: "يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن تدمير نفسها".
وامتنع البيت الأبيض عن التعليق لصحيفة "وول ستريت جورنال" على الاتفاقية، وما إذا كان سيتم تجديدها.
وعارض العديد من العلماء الدعوات لقطع التعاون العلمي مع الصين، مستشهدين بالتعاون الناجح في هذا المجال. ويعد أحد الأمثلة على ذلك هو شراكة الطاقة النظيفة التي وقعها في عام 2011 الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، والزعيم الصيني آنذاك، هو جينتاو.
وأسفرت الاتفاقية عن أكثر من 300 منشور تمت مراجعته من قبل الأقران، و26 طلب براءة اختراع و15 إطلاق منتج، كما عززت التعاون المناخي بين الولايات المتحدة والصين، مما ساعد على إرساء الأساس لاتفاقية باريس لعام 2015.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة البحث العلمی
إقرأ أيضاً:
الصين تعلق تصدير معادن مهمة إلى الولايات المتحدة والعالم مع تصاعد الحرب التجارية
الصين – علقت الصين تصدير مجموعة واسعة من المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات وسط حربها التجارية مع الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الخطوة الصينية تهدد بخنق إمدادات المكونات الأساسية لشركات صناعة السيارات والطائرات الفضائية وشركات أشباه الموصلات والمقاولين العسكريين حول العالم.
وتعمل الحكومة الصينية على تطوير نظام جديد لمراقبة الصادرات، مما سيؤدي إلى وقف الشحنات من العديد من موانئها خلال هذه الفترة.
وأضافت الصحيفة أن إمدادات مغناطيسات الأرضية النادرة تمثل حصة صغيرة من إجمالي صادرات الصين وبالتالي لن تسبب أضرارا اقتصادية خطيرة للبلاد، لكنها قد تكون لها عواقب وخيمة على الولايات المتحدة ودول أخرى.
وإذا نفدت مغناطيسات الأرضية النادرة في المصانع في ديترويت الأمريكية وأماكن أخرى فيمكن أن تؤدي إلى توقف تجميع السيارات وغيرها من المنتجات المزودة بمحركات كهربائية. ويتفاوت المخزون الاحتياطي من هذه المعادن لدى الشركات لذلك يصعب التنبؤ بتوقيت انقطاع الإنتاج.
ويأتي الإجراء الصيني كجزء من رد بكين على الزيادة الحادة في الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب والتي بدأت في 2 أبريل الجاري.
وكانت الحكومة الصينية قد فرضت في 4 أبريل الجاري قيودا على تصدير ستة معادن أرضية نادرة ثقيلة، تكرر بالكامل في الصين، بالإضافة إلى مغناطيسات أرضية نادرة، ينتج 90% منها في الصين. ولا يمكن الآن شحن هذه المعادن، والمغناطيسات الخاصة المصنوعة منها، خارج الصين إلا بتراخيص تصدير خاصة.
وحتى العام 2023 كانت الصين تنتج 99% من إمدادات العالم من المعادن الأرضية النادرة الثقيلة، مع إنتاج ضئيل في منشأة في فيتنام، التي أغلقت العام الماضي بسبب نزاع ضريبي.
كما تستحوذ الصين على 90% من إنتاج العالم من مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة، والتي تقدر بحوالي 200 ألف طن سنويا، بينما تنتج اليابان معظم الكمية المتبقية، وتنتج ألمانيا كمية ضئيلة أيضا، لكنهما تعتمدان على الصين في الحصول على المواد الخام.
المصدر: “نيويورك تايمز”