أطلق عالم الزلازل الهولندي الشهير فرانك هوجربيتس،في تصريح أثار جدلاً واسعًا في الأوساط العلمية والإعلامية، تحذيرًا غير مسبوق من احتمال وقوع زلزال قوي غدًا، دون تحديد موقع جغرافي محدد على خريطة العالم. هذا التحذير، الذي يعتمد على نظريات مثيرة للجدل تتعلق بتأثير الكواكب والهندسة القمرية، أعاد إشعال النقاش حول العلاقة بين الفلك والجيولوجيا، ومدى إمكانية التنبؤ بالكوارث الطبيعية.

ما وراء تحذيرعالم الزلازل الهولندي؟

يعزو هوجربيتس توقعاته إلى التقارب بين الهندسة القمرية الحرجة يومي 1 و2 ديسمبر، وهي ظاهرة نادرة تحدث عندما تصطف الكواكب والقمر في مواقع تجعل الجاذبية المشتركة على الأرض في أقصاها. وبحسب نظريته، فإن هذا

الاصطفاف يؤدي إلى زيادة الضغط التكتوني على الصفائح الأرضية، ما يرفع احتمالية حدوث زلازل كبيرة. يوضح هوجربيتس أن الأرض، في هذه الفترة، تقف عند نقطة التقاء مجموعة من الكواكب، مما يخلق تأثيرًا جاذبيًا هائلًا، قد يؤدي إلى زعزعة استقرار القشرة الأرضية.

عالم الزلازل الهولندي الهندسة القمرية الحرجة: ما هي؟

الهندسة القمرية الحرجة تشير إلى أوضاع محددة يكون فيها القمر والأجرام السماوية الأخرى في مواقع تزيد من تأثير الجاذبية على الأرض. يعتقد هوجربيتس أن هذا الاصطفاف يُحدث تغييرات دقيقة ولكنها حاسمة في الضغط الداخلي للأرض، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تحفيز الزلازل. وبرغم أن هذه الفرضية تفتقر إلى تأييد واسع في المجتمع العلمي التقليدي، فإنها تثير فضول كثيرين بسبب وجود بعض الأحداث الزلزالية التي سبقتها ظروف فلكية مشابهة.

تحذيرات بلا حدود من عالم الزلازل الهولندي

ورغم أن العالم الهولندي لم يحدد موقع الزلزال المتوقع، فإنه يشدد على أن جميع مناطق العالم قد تكون عرضة للخطر، خصوصًا تلك الواقعة على خطوط الصدع أو في مناطق النشاط الزلزالي المعروف. ويرى أن الدول ذات البنية التحتية الضعيفة ستكون الأكثر تأثرًا، إذا ما تحقق هذا السيناريو الكارثي.

تاريخ طويل من التنبؤات المثيرة للجدل للعالم الزلازل الهولندي

فرانك هوجربيتس ليس غريبًا على إثارة الجدل بتوقعاته التي تربط بين مواقع الكواكب والزلازل. سبق أن حققت بعض توقعاته شهرة واسعة، مثل زلزال تركيا وسوريا في فبراير الماضي، والذي أشار إليه قبل حدوثه بأيام قليلة. ومع ذلك، يظل كثير من العلماء يشككون في منهجه العلمي، مشيرين إلى أن التنبؤ الدقيق بالزلازل مستحيل حتى الآن.

العلم بين التأييد والنقد للعالم الزلازل الهولندي

في حين أن بعض العلماء يشيدون بمحاولات هوجربيتس لتوسيع نطاق فهمنا للزلازل باستخدام أدوات غير تقليدية، فإن الأغلبية يرون أن التنبؤ بالزلازل لا يزال مستحيلاً بالاعتماد على العوامل الفلكية فقط. يشير الجيولوجيون إلى أن الزلازل تتأثر بعوامل معقدة، تشمل حركة الصفائح التكتونية والضغوط الداخلية للأرض، وليس فقط الاصطفافات الكوكبية.

ماذا لو تحقق التوقع للعالم الزلازل الهولندي؟

إذا وقع الزلزال المتوقع غدًا، سيكون ذلك صدمة كبيرة، خاصة في ظل تحذيرات هوجربيتس المتكررة. وسيعيد ذلك النظر في الفرضيات التي تربط بين الفلك والجيولوجيا. لكن الأهم من ذلك هو أن تتحرك الحكومات والهيئات المسؤولة للاستعداد لأي طارئ، خصوصًا في المناطق المعروفة بنشاطها الزلزالي.

كيف نستعد للزلزال؟

مع تزايد المخاوف من احتمال وقوع زلزال قوي، يجب على الأفراد والمجتمعات اتخاذ خطوات بسيطة لكنها فعالة، مثل:

1. التحقق من سلامة المباني: يجب التأكد من أن المنازل والمباني مقاومة للزلازل، خصوصًا في المناطق ذات النشاط الزلزالي المرتفع.


2. التدريب على خطط الإخلاء: معرفة أماكن الأمان في المنزل والعمل، والتدرب على التحرك بسرعة عند وقوع زلزال.


3. حقيبة الطوارئ: تجهيز حقيبة تحتوي على مستلزمات أساسية مثل الماء، الطعام، الأدوية، والمصباح اليدوي.


4. متابعة التحذيرات الرسمية: الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة، وعدم الاعتماد فقط على التحذيرات غير الرسمية.

رسالة للعالم من عالم الزلازل الهولنديرسالة للعالم من عالم الزلازل الهولندي

سواء تحقق الزلزال أم لا، فإن تحذيرات هوجربيتس تسلط الضوء على أهمية البحث العلمي المستمر لفهم الظواهر الطبيعية المعقدة. كما تذكرنا بأننا نعيش على كوكب متغير وغير مستقر، ما يجعل تعزيز جاهزيتنا للكوارث أمرًا حتميًا.

في النهاية، سيبقى يوم الغد محل اهتمام العالم بأسره، مترقبين ما إذا كانت تحذيرات العالم الهولندي ستتحقق أم ستبقى مجرد توقعات أخرى في سلسلة طويلة من الجدل حول إمكانية التنبؤ بالزلازل، وحتى ذلك الحين، تظل الوقاية خيرًا من العلاج، والاستعداد لكل الاحتمالات ضرورة لا غنى عنها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفلك الهولندي عالم الزلازل فرانك هوجربيتس هوجربيتس المزيد المزيد عالم الزلازل الهولندی

إقرأ أيضاً:

"الاقتصاد والنظام العالمي بعد جائحة كوفيد".. اضطرابات في عالم متشكك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يناقش كتاب "الاقتصاد والنظام العالمي بعد جائحة كوفيد"، من تحرير الصيني تشاو جيان يينغ، وترجمة ريهام دشيش، اتجاه العولمة الاقتصادية، وخطر الركود الاقتصادي العالمي، والسلسلة الصناعية المتأثرة بجائحة فيروس كورونا، وتأثير الوباء على سلسلة التوريد العالمية وكيفية استجابة الصين والنظام العالمي في حقبة ما بعد الجائحة، والحوكمة العالمية، والعلاقات بين القوى الكبرى، ومخاطر وخيارات ومسارات العلاقات الصينية الأمريكية في ظل الجائحة.
ويوضح الكتاب، الذي يشارك ضمن إصدارات بيت الحكمة للثقافة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، المشاكل التي تواجه أوروبا والعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي بعد الوباء، ويلقي نظرة عامة على الاضطراب المالي العالمي الحاصل بسبب وباء فيروس كورونا، من خلال مناقشة الأسباب والخصائص والتأثيرات والتدابير المضادة، ويحذر من عدم الاستعداد لنوع جديد من الركود طويل الأجل وغيرها من الموضوعات الرئيسية التي كانت موضع قلق ومناقشة على نطاق واسع.


ويظل السؤال الرئيسي، الذي تتوالد منه الأسئلة التي يطرحها الكتاب ليناقشها، هو: كيف ننظر إلى العالم في حقبة ما بعد جائحة فيروس كورونا. وما يجب الإجابة عنه هو أن العالم في حقبة ما بعد جائحة فيروس كورونا يجب أن يكون مرتبطًا بالعديد من التناقضات المحتملة. 
ويتساءل الكتاب: ما الروابط والاختلافات بين هذه التناقضات؟ وإلى أي مدى ستستمر في تغيير العالم الذي نعرفه؟ وهل النظريات الحالية والنماذج التاريخية كافية للتنبؤ بملامح العالم واتجاهاته في حقبة ما بعد الجائحة؟ وكيف نتعامل مع قضايا الأمن التقليدية وغير التقليدية في ظل العولمة والمعلوماتية؟

مقالات مشابهة

  • آلاف الأشخاص يغادرون جزيرة سانتوريني اليونانية وسط مخاوف من وقوع زلزال
  • اليونان.. هزات أرضية مستمرة تدفع سكان جزيرة سانتوريني للمغادرة
  • اليونان.. هزات أرضية مستمرة تدفع سكان جزيرة سنتوريني للمغادرة
  • زلزال سانتوريني.. هروب السكان بسبب الهزات المتتالية وخوفاً من تسونامي
  • انهيارات أرضية وإغلاق طرق.. مخاطر مُرتقبة تعصب بالبحر المتوسط عقب زلزال اليونان
  • مخاوف من سيناريو كارثي.. 200 زلزال بالبحر المتوسط يثير الذعر باليونان
  • أنور قرقاش: الإمارات نموذج للنجاح والاستقرار في عالم متغير
  • "الاقتصاد والنظام العالمي بعد جائحة كوفيد".. اضطرابات في عالم متشكك
  • التحليق في عالم متجدد
  • المسلماني لجمهور معرض الكتاب: مصر لديها قوة ناعمة كبرى.. ويجب تقديمها للعالم