الحرة:
2025-03-09@00:41:46 GMT

التقارب مع إيران.. هل تحول موقف ولي العهد السعودي؟

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

التقارب مع إيران.. هل تحول موقف ولي العهد السعودي؟

بعثت السعودية وإيران على مدار الأسابيع الماضية بإشارات إيجابية تجاه بعضمها البعض وسط أزمات إقليمية متلاحقة، مما أثار تسؤلات عن السبب وراء رغبة ولي الهد السعودي في الميل نحو طهران.

ويتساءل الكاتب، ستيفن كوك، عن السبب وراء التصريحات الإيجابية الأخيرة التي أطلقها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إزاء إيران وما إذا كانت تعني حدوث "تحول" في موقفه السابق المناهض لسلوك إيران الإقليمي.

يذكر أنه في أكتوبر الماضي، أعلنت السعودية أنها أجرت في بحر العرب مناورات عسكرية مشتركة مع عدة دول، من بينها إيران.

واستقبل محمد بن سلمان الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي، في الرياض خلال القمة التي عقدت بشأن غزة، 

وتبع ذلك زيارة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية، فيّاض بن حامد الرويلي، إلى إيران على رأس وفد عسكري رفيع المستوى.

وحينما كانت إسرائيل تستعد لتنفيذ هجوم على إيران في أكتوبر الماضي، أجرى وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، زيارات مكوكية لعدة دول عربية، في محاولة لضمان عدم دعمها لإسرائيل في هجماتها ضد بلاده، وذلك ضمن استراتيجية تأرجحت بين التودد والتهديد.

وحينها، أشارت تقارير صحفية إلى أنه بالتوازي مع تلك الزيارات، و"التقارب" مع السعودية، والتصريحات من الحكومة الجديدة في طهران عن التعاون مع دول المنطقة والبحث عن الهدوء، فإن إيران وجهت تهديدات واعتبرت أن من سيدعم إسرائيل في ضرباتها على إيران "سيكون شريكا لها".

وسبق أن استهدفت إيران عبر وكيلها في اليمن، جماعة الحوثي، أهدافا مدنية وعسكرية ونفطية في السعودية خلال السنوات الماضية، 

وكان للإمارات نصيب من تلك الهجمات أيضًا، قبل أن تهدأ الأمور في اليمن في ظل محاولات الوصول لاتفاق بين الحوثيين والرياض.

بين التهديد والتودد.. استراتيجية إيران مع دول المنطقة لمواجهة الضغوط حينما كانت إسرائيل تستهد لتنفيذ هجوم ضد إيران في أكتوبر، أجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، زيارات مكوكية إلى عدد من الدول العربية من أجل ضمان عدم دعمهم لإسرائيل في هجماتها ضد بلاده.

ومع إعلان فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، ووسط الحرب الدائرة في إسرائيل وغزة التي امتدت إلى لبنان وطالت إيران أيضًا، واصلت الرياض إشاراتها بشأن توطيد العلاقة مع طهران، وتوجه رئيس أركان الجيش السعودي إلى إيران في زيارة نادرة.

ودعا ولي العهد السعودي، في كلمته خلال القمة العربية- الإسلامية غير العادية بالرياض في الحادي عشر من نوفمبر، المجتمع الدولي إلى "إلزام إسرائيل باحترام سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة، وعدم الاعتداء على أراضيها". 

???? | سمو #ولي_العهد وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء والوفود المشاركين في #القمة_العربية_والإسلامية غير العادية، في صورة جماعية قبيل انعقادها في الرياض. 

https://t.co/AxmaVN0Y9m

— وزارة الخارجية ???????? (@KSAMOFA) November 11, 2024

 

هذا الخطاب، وفق تحليل كوك في فورين بوليسي، "يتعارض مع كل ما أصبح معظم الناس في واشنطن يؤمنون به عن محمد بن سلمان، مما أثار تساؤلات "ما الذي يحدث معه؟".

ويشير التحليل إلى أنه في القمة ذاتها استخدم محمد سلمان تعبير "الإبادة الجماعية" للمرة الأولى لوصف تصرفات إسرائيل في غزة. 

وقال الأمير السعودي في تصريحاته: "تجدد المملكة إدانتها ورفضها القاطع للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، وراح ضحاياها أكثر من 150ألفا من الشهداء والمصابين والمفقودين، معظمهم من النساء والأطفال".

والتفسير المقنع لتقارب ولي العهد من إيران، وفق التحليل، أنه "بعد التدخل في الحرب الأهلية في اليمن، وفرض الحصار على قطر، وإجبار رئيس وزراء لبنان على الاستقالة، ودعم المعارضين للحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا، والفشل في تحقيق أي من أهدافه، خلص ولي العهد إلى أن إخضاع المنطقة لإرادته ليس في وسعه. وبدلا من ذلك، تحول الآن إلى الداخل، سعيا إلى ضمان الاستقرار داخل المملكة، والميل نحو إيران هو أحد السبل لإبقاء الفوضى خارج حدود المملكة".

وهذا التحول له "أهمية قصوى" بالنسبة لمحمد بن سلمان لأنه ينفق مئات المليارات من الدولارت على المشاريع الضخمة التي ستشكل مستقبل المملكة، وهو ما يحتم عليه السعي نحو تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي لضمان نجاحها.

ويقول إنه "ليس هناك ما يشير إلى أن السعوديين أصبحوا فجأة يثقون بالإيرانيين، لكنهم لا يريدون أن يقدموا لهم أي عذر لإفساد ما يجري في السعودية على المستوى الداخلي".

وكان برنامج "حديث الخليج " الذي تبثه قناة "الحرة" قد بحث ملف العلاقات السعودية الإيرانية، وما إذا كنا سنشهد مرحلة جديدة من العلاقات، أم سيستمر العداء والمنافسة بينهما. 

واعتبر يحيى عسيري، الناشط السياسي والحقوقي السعودي المقيم في لندن، أن التقارب السعودي الإيراني "خطوة إيجابية"، رغم أنها "تأخرت كثيرا". 

وتوقع الخبير العسكري والسياسي السعودي، محمد بن صالح الحربي، أن يحدث نوعا من "التقارب والاحتواء الاستراتيجي"، مشيرا إلى أهميته في هذه المرحلة التي تعيشها المنطقة.

السعودية وإيران.. هل انتقلت العلاقة من حروب الوكالة إلى "الاحتواء الاستراتيجي"؟ تقارب سعودي إيراني بعد قطيعة استمرت سنوات من العداء، يحدث تغييرا في العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بين أبرز أقطاب المنطقة الأكثر تنافسا وتنافرا في المنطقة.


 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: محمد بن سلمان إسرائیل فی ولی العهد إلى أن

إقرأ أيضاً:

السياسة وجهود التقارب بين المذاهب الإسلامية!

 

 

 

صالح البلوشي

 

 

جاءت تصريحات فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قبل عدة أيام، حول الخلاف بين المذاهب الإسلامية، في إطار موقف الأزهر التاريخي حول أهمية الحوار والتعارف بين المذاهب الإسلامية والتحذير من الخطابات المتشددة التي تروجها بعض الأوساط المعروفة بتوجهاتها الطائفية.

 

ولقد قال شيخ الأزهر في ثاني حلقات برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب": "إن الخلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافا حول الدين، وعلى كل من يتصدى للدعوة أن يحفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: 'من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم الذي له ذمة الله ورسوله فلا تخفروا الله في ذمته'، ويتقن فهمه الفهم الصحيح"، مؤكدا "أن الأمة الإٍسلامية حاليا في أشد الحاجة إلى الوحدة في القوة والرأي لمجابهة تحديات العصر والانتصار على أعداء الأمة، فهناك كيانات عالمية اتحدت دون وجود ما يوحدها، كما اتحدت دول الاتحاد الأوروبي وغيرها، ليس لشيء سوى أنها رأت ذلك ضرورة من الضرورات الحياتية العملية، ونحن أولى منهم بذلك بكل ما بيننا من مشتركات".

 

وقد كان لشيوخ الأزهر وعلمائها دور كبير في دعم دار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي تأسست في القاهرة عام (1368هـ / 1947م) على يد نخبة من العلماء المسلمين من السنة والشيعة وضم عند تأسيسها 20 عضوا من كبار العلماء من مختلف المذاهب.

 

ولكن من يتابع مسيرة التقريب بين المذاهب الإسلامية في العصر الحديث يجد أنها مرتبطة بالأجواء السياسية في المنطقة، فدار التقريب بين المذاهب الإسلامية- مثلًا- تم تجميد عملها بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران سنة 1980، كما يجد أن الخطابات المتشددة والطائفية تخفت في لحظات الهدوء وتظهر بدلا منها الخطابات التي تدعو إلى وحدة الصف والمصير، وأن هذه الأمة يجب أن تقوم من غفوتها وتعيد أمجادها وأن ذلك لن يتحقق إلا بوحدة الأمة ووقوفها صفا واحدا أمام الأعداء، وفي هذه اللحظات تتكرر مشاهد العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية وهم يلقون الكلمات العصماء والخطب الرنانة حول أهمية الوحدة وترك الخلافات الفرعية جانبا، ولكن ما أن تظهر مشكلة سياسية حتى تصحو الطائفية مجددا من غفوتها فإنها تعيد إنتاج خطاباتها السابقة ولكن بثوب جديد يلائم الوضع الحاضر.

 

من يقرأ الصفحات الدامية من التاريخ الإسلامي يجد بوضوح أن الطائفية هي سلاح سياسي تستخدمه الأنظمة والحكومات وحتى أحزاب المعارضة أيضا عندما تجد نفسها في خطر أو تريد تحقيق غاية سياسية معينة، وقد استخدمت في السنوات الأخيرة بالحرب الأهلية السورية من جميع أطراف الصراع بدون استثناء، ومنهم مثقفون وأدباء محسوبون على الفكر العلماني، مما يؤكد بأن الطائفية من الممكن أن تُستخدم ثقافيًا وأدبيًا أيضًا وليس دينيًا فحسب، ولذلك لا يمكن القضاء عليها بقرار سياسي أو فتوى دينية أو ندوة ثقافية أو مؤتمر للتقريب بين المذاهب أو صلاة مشتركة؛ وإنما بثورة معرفية تنويرية تفصل ما بين السياسة والقضايا الدينية وتؤكد أن المذاهب الدينية ليست وحيا من السماء وإنما اجتهادات بشرية ظهرت في سياقات زمكانية معينة، وأنها جميعها تنبع من منبع واحد وهو الكتاب والسنة، فليختلف السياسيون ما شاؤا أن يختلفوا فالسياسة في طبيعتها تقوم على الاختلاف ولكن دون أن يزجوا باسم الدين أو المذاهب في خلافاتهم من أجل شرعنتها للقضاء على الآخر المختلف.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • خامنئي يعلن موقف إيران من إجراء محادثات نووية مع أمريكا
  • السياسة وجهود التقارب بين المذاهب الإسلامية!
  • هل تخلت إسرائيل عن ضرب منشآت إيران النووية بسبب ترامب؟
  • تشكيل الخليج ضد أهلي جدة بالدوري السعودي.. موقف محمد شريف
  • غزة تنتمي للشعب الفلسطيني| موقف مفاجئ من الصين وأمريكا حول خطة مصر
  • ألمانيا تستنكر موقف إسرائيل من مساعدات غزة
  • زيلينسكي: سألتقي بولي العهد السعودي الأسبوع المقبل
  • زيلينسكي: سأزور السعودية الاثنين المقبل للقاء ولي العهد
  • لم تشهدها المنطقة منذ عقود.. أمطار غير مسبوقة تحول صحاري الرحامنة إلى مروج
  • لقاء غير مسبوق بين و اشنطن وحماس.. تحول استراتيجي يكسر المحظورات ويهز إسرائيل