"خياراتك وعاداتك تحدد موعد موتك". تبدو عبارة مألوفة، إذ تصلنا ولو بأسلوب مختلف عبر آلاف الصور ومقاطع الفيديو التي تتدفق يومياً من مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق مدربين رياضيين وأخصائيي تغذية و"لايف كووتش" وغيرهم من أصحاب الاختصاص أو خارجه الذين يحثّون المتابعين على اتباع أساليب حياة "صحية"، لكن أيضاً هي "معلومة" يستند إليها تطبيق "ساعة الموت" .

في الموقع الإلكتروني الخاص بتطبيق "Death Clock"، يعد مطوّره برينت فرانسن المستخدمين بأنه قادر على التنبؤ بموعد وفاتهم، وكذلك إطالة أعمارهم، بالاعتماد على بيانات تخص عاداتهم اليومية.

وهذا التطبيق فعلياً ليس الأول الذي يمكن لمستخدمي الهواتف الذكية إيجاده، فهناك نظائر له بعضها يحمل الاسم نفسه وآخر تحت اسم "العد التنازلي-Count down"، وقبلها في عام 2006، أطلق موقع إلكتروني بنفس الاسم، رصد منذ ذلك اليوم توقعات ومتابعة لحياة أكثر من 61 مليون مستخدم.

مصدر الصورة: الموقع الإلكتروني الخاص بالتطبيق "ساعة الموت"

لكن المختلف في التطبيق الجديد أنه يقدم نفسه على أنه "الأول" الذي يستعين بالذكاء الاصطناعي لحسابات أكثر دقة، من خلال متابعة أسلوب حياة المستخدمين، بالتركيز على عوامل عدة، منها "النظام الغذائي، النوم، الرعاية الصحية، الصحة العقلية (النفسية)، الأمراض، الحياة الاجتماعية".

موعد الموت "لحياة أفضل"!

في التعريف عن التطبيق الهاتفي الذي صدر منذ خمسة شهور، يرد أنه "سيساعد المستخدم على فهم تأثير عاداته الحالية على العُمر المتوقع له، ثم إجراء تغييرت لزيادة احتمالية عيش حياة أطول قدر الإمكان".

ويضيف "نحن جميعا سنموت. الأمر يتعلق فقط بمتى؟"، مشيراً إلى أنه مدعوم بـ"العلم والذكاء الاصطناعي" لتقديم "الحقيقة القاسية عن العُمر المتوقع"، مع خيارات ونصائح لتحسين العادات اليومية وجعلها أكثر صحية.

 و"ساعة الموت" تطبيق غير مجاني تم تطويره في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية، بحسب البيانات المتوفرة على الموقع الإلكتروني والتطبيق نفسه في متجر "أبل"، ويكلّف المستخدم نحو 15 دولاراً في الشهر، أو 80 دولاراً سنوياً. 

يقول إنه متوفر لمستخدمي الهواتف الذكية في أكثر من 100 دولة حول العالم، وحظي حتى لحظة كتابة هذا التقرير بأكثر من 125 ألف مستخدم.

والمستخدم، بمجرد أن يملأ البيانات المطلوبة، يتلقى التوقع بموعد الوفاة، والأسباب المحتملة لها، وكذلك عدد السنوات التي يمكن أن تضيفها "حياة صحية" للعُمر الافتراضي، بمعايير التطبيق الذي "اعتمد على 1217 دراسة شارك فيها أكثر من 53 مليون شخص" قبل إطلاقه.

وأوضح لصحيفة "الديلي ميل" البريطانية "لقد أخذنا كل العلوم الموجودة بحيث تتنبأ بموعد موت الناس، وهذا العلم ليس جديدا، فشركات التأمين الصحي والتأمين على الحياة تقوم بذلك منذ فترة طويلة، كذلك يفعل مركز السيطرة على الأمراض والحكومة الاميركية".

وفي مقابلة مع مجلة "بلومبيرغ" الأميركية، قال فرانسن إن النتائج التي حققها التطبيق لغاية اليوم "تمثل تحسناً كبيراً مقارنة بالتوقعات التقليدية المستندة للجداول الإحصائية".

صورة من التطبيق الإلكتروني عبر متجر "أبل"

ومنذ سنوات برزت العديد من الدراسات التي اعتمدت على الذكاء الاصطناعي للوصول إلى توقعات حول صحة الأفراد، كان يُنظر لبعضها بأنها "دقيقة جداً" وأحياناً "متحيّزة" نظرا لانتقائية في عيّنات الدراسة ومدى جودة خوارزميات البحث والتحليل الذكية.

من تجربة شخصية

ويُبدي مطور "ساعة الموت" اهتماماً بالغاً في العادات الصحية، حيث أنه أسس قبل إطلاق هذا التطبيق شركة "موست دايز" المعنية بتحسين أساليب العيش للأفراد، وفق بياناته على موقع "لنكد إن".

وأوضح فرانسن لصحيفة "الديلي ميل"، أن فكرة التطبيق نجمت عن أسباب شخصية، تتعلق برؤية أصدقاء له يعانون بسبب الإدمان على المخدرات، لذا أراد مساعدة الناس على إيجاد حلول طويلة الأجل لقضاياهم.

وأقرّ  أن فكرة التطبيق بحد نفسها "مخيفة" لكن اللعب على هذا الوتر "فعّال" برأيه لحثّ المستخدمين للسيطرة على نمط معيشتهم بمساعدة التكنولوجيا.

وقال فرانسن إنه عبر "ساعة الموت" يسعى لمساعدة الناس بنفس الطريقة التي ساعد بها نفسه.

وتتباين آراء خبراء الصحة النفسية بخصوص فعالية الذكاء الاصطناعي حول توقعات مواعيد الوفاة، وكذلك التطبيقات المستخدمة لهذا الغرض، فالبعض يرى الأمر كحافز للإنسان من أجل حياة أفضل خالية من الأسباب التي تؤثر سلباً على صحته الجسدية والعقلية، بينما يحذر البعض الآخر من أن فكرة المتابعة اليومية للعادات وتغيّر الأرقام والحسابات بخصوص العمر المتبقي للفرد، قد تعرّضه للقلق والإحباط وربما الاكتئاب خصوصاً إذا شعر بأنه فقد السيطرة على عاداته.

كذلك، قد يُنظر لهذه الأرقام التي يوفرها تطبيق "ساعة الموت" وغيره من التطبيقات التي لا تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بأنها "حتمية تماماً" دون الأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى غير التي تعتمدها لمراقبة طبيعة الحياة المعاصرة المعقدة نوعاً ما والمتغيرة، وكذلك الفروقات الجوهرية بين الأفراد وردود أفعالهم بحسب البيئة التي يعيشون فيها.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: ساعة الموت أکثر من

إقرأ أيضاً:

وكيل النواب يحذر من التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي «فيديو»

تحدث النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، عن أهمية الذكاء الاصطناعي وما أحدثته التكنولوجيا من تطور كبير، محذرًا من التحديات الكبرى التي تواجه استخداماته، والتي تتطلب تضافر الجهود العربية لوضع استراتيجية تضمن الاستخدام الأمثل لهذه التقنيات.

وقال وكيل مجلس النواب، خلال أعمال دائرة الحوار العربي للذكاء الاصطناعي، التي نظمتها جامعة الدول العربية تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي في العالم العربي وبثها الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج «على مسئوليتي»، المذاع على قناة «صدى البلد»، أن تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية »، برئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وبحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومحمد أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، والدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري والدكتور عبد المجيد بن عبد الله، رئيس جامعة نايف للعلوم الأمنية.

وتابع أبو العينين: « ما شاهدناه خلال الفترة الأخيرة من استخدامات خطيرة للذكاء الاصطناعي في مجالات التسليح وعمليات الاغتيال عن بُعد، والتي تابعناها في منطقتنا، يحتم علينا التحرك العاجل لوضع رؤية واضحة لمستقبل الذكاء الاصطناعي»، معتبرًا أن ذلك «واجب حيوي وخطير» يستلزم الإسراع في اتخاذ خطوات استباقية لمواكبة التطور، ووضع ضوابط لاستخداماته.

وطالب وكيل مجلس النواب المصري مائدة الحوار العربية بضرورة وضع استراتيجية عربية متكاملة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، تشمل سياسات وتشريعات وممارسات واقعية، مشددًا على أهمية البدء بمناقشة التحديات التي تعيق تحقيق هذه الاستراتيجية، لضمان تحقيق أقصى استفادة منها لخدمة المنطقة العربية.

كما شدد على ضرورة أن تستفيد الدول العربية من دروس الثورات الصناعية السابقة، والتي لم تتمكن خلالها من امتلاك مفاتيح التكنولوجيا، بل اكتفت باستيرادها حتى اليوم. وأكد أنه "آن الأوان لأن تستثمر الدول العربية في قدراتها العقلية والعلمية لتحقيق نهضة تكنولوجية وصناعية وفكرية كبرى".

وأشار إلى أن الشباب العربي أصبح أكثر وعيًا بأهمية استثمار قدراته في المجالات التكنولوجية، ويسعى لاستكشاف آفاق جديدة نحو المستقبل، مما يستدعي وضع استراتيجية واضحة لبناء مستقبل هذه الصناعة التكنولوجية الحيوية.

وجدد التأكيد على أهمية وضع خارطة طريق لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الدول العربية، في ظل ما تمتلكه المنطقة من إمكانيات قادرة على تطوير تطبيقات وتكنولوجيا تعبر عن احتياجاتها، خاصة مع تصاعد المخاطر المرتبطة بالأسلحة التكنولوجية.

اقرأ أيضاًدائرة الحوار العربية تناقش تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحدياته الأخلاقية

وزير الاتصالات يؤكد أهمية وضع إطار تنظيمي لحماية الدول العربية من مخاطر الذكاء الاصطناعي

أبو الغيط يفتتح دائرة الحوار العربية حول الذكاء الاصطناعي في العالم العربي:

مقالات مشابهة

  • «مكالمة الموت».. تفاصيل رحلة الصيد الأخيرة في حياة "عقرب".. المحكمة تعاقب الصيادين بالسجن المشدد 15 عامـًا.. التحريات: المتهمون لم يستجيبوا لتوسلات الضحية
  • بلجيكا تستعين بالذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن والاتصالات
  • بهذا السعر.. الكشف عن أول حذاء مصمم بالذكاء الاصطناعي
  • أكثر من 200 هزة أرضية في بحر إيجة خلال 48 ساعة
  • مكالمة الموت.. تفاصيل رحلة الصيد الأخيرة في حياة «عقرب»
  • وكيل النواب يحذر من التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي «فيديو»
  • تحرير 131 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق
  • الاتحاد الأوروبي يبدأ تطبيق “قانون الذكاء الاصطناعي” رسميًا
  • حازم عمر: صفقة الهدنة الحالية بغزة تطبيق حرفي لوثيقة مايو 2024 التي رفضتها إسرائيل
  • الأبراج التي لا تناسبها حياة العزوبية