تفاصيل إطلاق سلطنة عُمان أول صاروخ علمي تجريبي
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
مسقط – تستعد سلطنة عُمان لتسجيل خطوة تاريخية في مسيرتها العلمية والتقنية بإطلاق أول صاروخ علمي تجريبي "الدقم-1" بإشراف من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ضمن البرنامج الوطني للفضاء، وبالتعاون مع شركاء إستراتيجيين في القطاع، بينما تتولى شركة "إطلاق" التابعة للشركة الوطنية لخدمات الفضاء تنفيذ المشروع واستثماره.
ومن المقرر أن ينطلق الصاروخ الأربعاء المقبل من منصة الإطلاق الواقعة جنوب منطقة الدقم في محافظة الوسطى. ويبلغ طوله 6.5 أمتار، ووزنه فارغا 80 كيلوغراما، بينما يصل وزنه إلى 123 كيلوغراما عند تحميل الوقود. وسيحلق إلى ارتفاع 140 كيلومترا فوق سطح البحر بسرعة تصل إلى 1530 مترا في الثانية، في رحلة تجريبية تستغرق نحو 15 دقيقة.
وقالت شركة "إطلاق" إن هذا الإطلاق التجريبي، الذي يتم لأول مرة في السلطنة "لن يكون متاحا للجمهور لأسباب تتعلق بالاحترازات الأمنية".
في تصريح للجزيرة نت، أوضح سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بالسلطنة أن هذا المشروع يأتي في إطار مبادرات إستراتيجية تستهدف نقل وتوطين علوم وتقنيات الفضاء وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتنفيذ مشاريع فضائية نوعية.
وأكد أن هذه الخطوة تعد البداية لإنشاء ميناء فضائي في السلطنة يهدف إلى تلبية الاحتياجات التجارية والبحثية في مجال الإطلاق الفضائي، بما يعزز مساهمة هذا القطاع في التنويع الاقتصادي وخلق فرص عمل.
من جانبه، أوضح علي بن عامر الشيذاني وكيل الوزارة أن الموقع الجغرافي للسلطنة يجعلها بوابة إقليمية مثالية للخدمات والتطبيقات الفضائية نظرا لقربها من خط الاستواء ومدار السرطان، وهذا يسهم في تقليل تكلفة ومدة وصول الصواريخ إلى المدارات المختلفة، علاوة على شواطئ عُمان البحرية الشاسعة المطلة على بحر العرب والمحيط الهندي، وهو ما يمنح منطقة أمان مطلوبة لتنفيذ مثل هذه التجارب والأنشطة الفضائية.
وتخطط السلطنة لإجراء 3 عمليات إطلاق أخرى عام 2025 في إطار جهودها لتعزيز ريادتها في قطاع الفضاء وتشجيع الابتكار والاستثمار في هذا المجال.
إعلانوتأسست الشركة الوطنية لخدمات الفضاء، المالكة لشركة "إطلاق"، عام 2021، وتهدف إلى تقديم خدمات متنوعة في قطاع الفضاء بما يسهم في جعل السلطنة وجهة إقليمية ودولية في هذا المجال.
وتتميز منطقة الدقم، بموقعها المثالي المطل على بحر العرب والمحيط الهندي، وهذا يتيح أمانا كبيرا لإجراء هذه التجارب. ويعكس هذا المشروع رؤية الحكومة لتعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي ويجسد التزامها بتطوير قطاعات العلوم والتكنولوجيا بما يتماشى مع أهدافها الوطنية.
وأطلقت السلطنة (من خارجها) ممثلة بشركة "عدسة عُمان" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أول قمر صناعي مسجل باسمها لدى المنظمة الدولية للاتصالات يختص بتقنيات الاستشعار عن بعد ومراقبة الأرض، ومعزز بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وبذلك انضمت السلطنة رسميا لمجال تكنولوجيا الفضاء.
ويعد هذا هو أول قمر صناعي بصري متقدم للحوسبة بالذكاء الاصطناعي طُوّر محليا، كما أنه الأول في كوكبة أقمار صناعية تهدف إلى تزويد عُمان بقدرات متطورة لرصد الأرض، ويُبرز هذا الإنجاز التزام السلطنة بالابتكار التكنولوجي والحلول المعتمدة على البيانات من أجل التنمية الوطنية.
وتسعى السلطنة لترسيخ مكانتها على خارطة الفضاء العالمية عبر مبادرات مبتكرة ومشاريع طموحة تهدف إلى تعزيز قدراتها في علوم وتكنولوجيا الفضاء. وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية عُمان 2040 التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع قائم على الابتكار والمعرفة.
ويُعد "مركز مستوطنة الفضاء" في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أحد أبرز هذه المشاريع، يمتد على مساحة 20 ألف متر مربع، ويهدف إلى محاكاة الظروف الفضائية لإعداد رواد الفضاء قبل رحلاتهم، وتوفير بيئة للعلماء والباحثين لإجراء تجاربهم في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.
كما يوفر المهام التناظرية التي تحاكي تأثيرات العيش في الفضاء على الصحة النفسية والفيزيولوجية لرواد الفضاء، حيث يخوض المتطوعون تجربة العزلة لفترات طويلة لإجراء مهام تجريبية فضائية.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
اختراق علمي.. دور مفاجئ لعقار شائع الاستخدام في محاربة السرطان
الثورة نت/
توصل فريق من العلماء إلى اكتشاف مثير حول دور عقار شائع الاستخدام في تعزيز قدرة الجهاز المناعي على محاربة السرطان.
ووجدت الدراسة الحديثة، التي قادتها جامعة كامبريدج، أن الأسبرين قد يصبح علاجا واعدا للسرطان، بجانب الأدوية التي تم تطويرها لمنع انتشار السرطان.
درس العلماء 810 جينات في الفئران، واكتشفوا أن 15 جينا كانت لها تأثيرات على انتشار السرطان. وتحديدا، وجدوا أن الفئران التي تفتقر إلى الجين المسؤول عن إنتاج البروتين ARHGEF1 كانت أقل عرضة لانتقال السرطان إلى الرئتين والكبد. واتضح أن هذا البروتين يقمع الخلايا المناعية التائية، التي تعد أساسية في التعرف على الخلايا السرطانية المنتشرة وقتلها.
وأظهرت الدراسة أن ARHGEF1 يتم تفعيله عندما تتعرض الخلايا التائية لعامل التخثر ثرومبوكسان A2 (TXA2)، وهي مادة منتجة بواسطة الصفائح الدموية في الدم. ومن المعروف أن الأسبرين يقلل من إنتاج TXA2.
ووجد العلماء أن الأسبرين يمكن أن يمنع انتشار السرطان عن طريق تقليل TXA2، وبالتالي تحرير الخلايا التائية من القمع، ما يمكّنها من مهاجمة الخلايا السرطانية.
وفي الدراسة، أظهرت الفئران التي تناولت الأسبرين انخفاضا في معدل انتشار السرطان مقارنة بالفئران التي لم تتناول العقار، ما يدعم الفرضية بأن الأسبرين يمكن أن يكون علاجا محتملا للسرطان.
وحاليا، يجري العلماء بالتعاون مع الأستاذة روث لانغلي من جامعة كوليدج لندن، تجربة سريرية بعنوان Add-Aspirin لفحص تأثير الأسبرين في منع أو تأخير عودة السرطان في مرحلته المبكرة. وهذه التجربة تشمل مرضى مصابين بأنواع مختلفة من السرطان مثل الثدي والمريء والمعدة والبروستات والأمعاء.
ورغم النتائج المشجعة، حذر العلماء من الاستخدام الذاتي للأسبرين.
وقالت لانغلي: “الأسبرين قد يسبب آثارا جانبية خطيرة مثل النزيف أو قرحة المعدة، لذلك من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء في تناوله”.
وأضاف آلان ميلشر، أستاذ العلاج المناعي في معهد أبحاث السرطان بلندن: “هذه الدراسة قد تساهم في تطوير أدوية أكثر استهدافا لآلية الأسبرين، ولكن دون التأثيرات الجانبية الضارة”.
وأشارت تانيا هولاندز، مديرة معلومات الأبحاث في معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، إلى الحاجة لمزيد من الدراسات لفهم دور الأسبرين بشكل أعمق في الوقاية من السرطان.
نشرت الدراسة في مجلة Nature، وتم تمويلها من قبل مجلس البحوث الطبية وWellcome Trust.