يثير استخدام تقنية "التعرف على الوجوه" الكثير من الجدل داخل وخارج الولايات المتحدة، وذلك بعد تكرار حالات اعتقال أشخاص مشتبه بارتكابهم جرائم في أميركا، لاسيما من أصحاب البشرة السمراء، بسبب تلك التقنية، وفقا لما ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية.

وكانت آخر تلك الحالات ما حدث مع سيدة أميركية من أصول أفريقية جرى اعتقالها في فبراير، وأُطلق سراحها بعد أكثر من 10 ساعات، على خلفية جريمة لم ترتكبها.

وقدّمت بورتشا وودروف، وهي من سكان ولاية ميشيغن شمالي الولايات المتحدة، شكوى بتهمة الاعتقال الاعتباطي، ضد سلطات مدينة ديترويت والشرطة المسؤولة عن التحقيق في قضية سرقة سيارة باستخدام العنف.

وهذه المرأة التي اشتبهت بها السلطات بعد عملية بحث باستخدام برنامج للتعرف على الوجوه، أمضت "نحو 11 ساعة واقفة أو جالسة على مقعد خرساني" في مركز الشرطة، عندما كانت حاملاً في شهرها الثامن، وفق الشكوى.

وتعد قضية وودروف ثالث حالة معروفة للاعتقال بسبب التعرف الخاطئ على الوجه من قبل قسم شرطة ديترويت، والحالة السادسة في الولايات المتحدة، علما أن جميع تلك الحالات تعود لأشخاص من أصول أفريقية.

وقد دق خبراء الخصوصية ومنظمات حقوق الإنسان ناقوس الخطر بشأن عدم قدرة التكنولوجيا على تحديد الأشخاص الملونين بشكل صحيح، وحذروا من انتهاكات الخصوصية ومخاطر النظام الذي يهدف إلى التعرف على أي شخص من خلال صورته أو وجهه.

أبرز الدول التي تلجأ للتقنية

مع ذلك، تواصل وكالات إنفاذ القانون والوكالات الحكومية في جميع أنحاء الولايات المتحدة وحول العالم، التعاقد مع العديد من الشركات المختصة بتقنيات التعرف على الوجوه.

واستخدمت دول مثل فرنسا وألمانيا والصين وإيطاليا تقنيات مماثلة. وفي ديسمبر  الماضي تم الكشف عن أن الشرطة الصينية استخدمت بيانات الهاتف المحمول والوجوه لتعقب المتظاهرين.

وفي وقت سابق من هذا العام، أقر المشرعون الفرنسيون مشروع قانون يمنح الشرطة سلطة استخدام الذكاء الاصطناعي في الأماكن العامة قبل أولمبياد باريس 2024، مما يجعلها أول دولة في الاتحاد الأوروبي توافق على استخدام المراقبة بالذكاء الاصطناعي.

وفي السنة الماضية، تحدثت تقارير عن وجود عن مقترحات مثيرة للجدل للسماح لقوات الشرطة في الاتحاد الأوروبي بمشاركة قواعد بيانات تتضمن صورًا لوجوه الأشخاص، والتي وصفها أحد مستشاري سياسة الحقوق المدنية بأنها "البنية التحتية الأكثر شمولاً للمراقبة الحيوية التي سنشهدها على الإطلاق في العالم".

وي حين تسعى العديد من الحكومات في جميع أنحاء العالم لمواجهة أخطار الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإنه غالبا ما يتم إخفاء الأضرار المسجلة منذ فترة طويلة نتيجة استخدام تقنياته، كتلك الموجودة في أنظمة المراقبة.

وحتى في حالة مشروع قانون الاتحاد الأوروبي المتعلق بالذكاء الاصطناعي، الذي تم تقديمه مع عدة فقرات تقترح قيودًا على الاستخدامات عالية الخطورة للذكاء الاصطناعي مثل التعرف على الوجوه ، يقول بعض الخبراء إن "الضجة حول الذكاء الاصطناعي التوليدي قد صرفت الانتباه جزئيًا عن تلك المناقشات".

وقالت كبيرة مستشاري السياسات في منظمة الحقوق الرقمية الأوروبية، سارة تشاندر، في يونيو: "لقد كنا محظوظين جدًا لأننا وضعنا الكثير من هذه الأشياء على جدول الأعمال قبل هذا الضجيج في مجال الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي التوليدي".

وكانت منظمة العفو الدولية التي شنت حملة لحظر تلك التقنية، قد أكدت أن الصور  التي تستخدم في إعداد مثل الأنظمة تعتمد في الأغلب على الوجوه البيضاء، وبالتالي فإنها تتمتع بأدنى معدلات الدقة عندما يتعلق الأمر بتحديد الأشخاص من ذوي البشرة السمراء، والإناث والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عامًا .

وبحسب دراسة أجراها المعهد الوطني للمعايير والتقنية (NIST) الأميركي خلال عام 2017 على 140 حالة للتعرف على الوجوه، تبين أن "المعدلات الإيجابية الخاطئة هي الأعلى في غرب وشرق أفريقيا وشرق آسيا، والأدنى في الأفراد في شرق أوروبا".

لكن حتى لو كانت تقنية التعرف على الوجه دقيقة تمامًا، فلن تكون أكثر أمانًا ، كما يقول المعترضون عليها.

وفي هذا الصدد تؤكد مجموعات الحريات المدنية أن تلك التكنولوجيا يمكن أن تخلق شبكة مراقبة واسعة وغير محدودة، تحطم أي مظهر من مظاهر الخصوصية في الأماكن العامة.

وأشاروا إلى أن تلك التقنية "ستساعد على التعرف على الأشخاص أينما ذهبوا، حتى لو تواجدوا في المواقع التي يمارسون فيها السلوك المحمي دستوريًا، مثل الاحتجاجات وممارسة الشعائر الدينية".

ومما زاد المخاوف، هو أن بعض أنظمة التعرف على الوجه تعتمد على تقنيات مثل "Clearview AI" التي تستخدم صورًا مأخوذة من الإنترنت دون موافقة مسبقة.

ولذلك يمكن استخدام صور وسائل التواصل الاجتماعي وصور الرأس الاحترافية وأي صور أخرى موجودة في المساحات الرقمية العامة، لتدريب أنظمة التعرف على الوجوه، والتي تُستخدم بدورها لتجريم الأشخاص.

وكان قد جرى حظر تقنية "Clearview" في العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك إيطاليا وألمانيا، وتم منعها من بيع بيانات التعرف على الوجه إلى الشركات الخاصة في الولايات المتحدة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الذکاء الاصطناعی على الوجه

إقرأ أيضاً:

تركيا تساعد الولايات المتحدة على تجاوز الأزمة

تركيا – بدأت تركيا تصدير نحو 15 ألف طن من البيض إلى الولايات المتحدة في ظل تفش مدمر لإنفلونزا الطيور أدى إلى خفض الإنتاج الأمريكي وارتفاع الأسعار، حسبما قال مسؤول تركي.

ووفق وكالة “رويترز” فإن نفوق ملايين الدجاجات البياضة تهدد تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخفض التكاليف اليومية، حيث تقوم متاجر البقالة بتقنين الإمدادات وترفع المطاعم أسعار أطباق البيض.

وقال رئيس الرابطة المركزية لمنتجي البيض في تركيا إبراهيم أفيون، إن الشحنات إلى الولايات المتحدة من تركيا بدأت هذا الشهر وستستمر حتى يوليو.

وأضاف: “سيتم التصدير من خلال شركاتنا الأعضاء بالتراخيص المطلوبة، بينما ستنسق شركتان العملية”.

وتابع: “سيتم شحن ما مجموعه 15 ألف طن من البيض، ما يعادل 700 حاوية”.

وتعمل الولايات المتحدة على احتواء إنفلونزا الطيور، الذي تم اكتشافه لأول مرة في الأبقار الحلوب في تكساس في مارس الماضي، وانتشر منذ ذلك الحين إلى أكثر من 970 قطيعا في 17 ولاية.

وأصاب الفيروس ما يقرب من 70 شخصا منذ أبريل، معظمهم من عمال المزارع المعرضين للدواجن أو الماشية المصابة، وتوفي شخص واحد مصاب.

وبدأ تفشي المرض في الدواجن في عام 2022 وأدى إلى نفوق حوالي 162 مليون دجاجة وديك رومي وطيور أخرى، وفقا لبيانات الولايات المتحدة، ويؤدي ارتفاع حالات الإصابة الأخيرة إلى تفاقم نقص البيض.

وقال أفيون إن الشركات الأمريكية بحثت عن أسواق استيراد بديلة، بسبب شح المعروض مما أدى إلى إجراء مفاوضات مع منتجين أتراك.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن تدر الصفقة عائدات تصديرية تقدر بنحو 26 مليون دولار، مضيفا أن تركيا تعد من بين أكبر 10 دول مصدرة للبيض في العالم.

المصدر: رويترز

مقالات مشابهة

  • ترامب: لن نسمح للمهاجرين غير الشرعيين باحتلال الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تقترح قرارًا خاصًا في الأمم المتحدة بذكرى الحرب في أوكرانيا
  • معلمون يسلطون الضوء على تعزيز الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم
  • استخدام الذكاء الاصطناعي في السياحة الرياضية أبرز توصيات الملتقى الدولي الرابع بجامعة أسوان
  • أبرز الإقالات التي أجراها ترامب منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة
  • تركيا تساعد الولايات المتحدة على تجاوز الأزمة
  • الصين تستهدف مكافحة إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي
  • انسحاب أمريكي جديد من جهود مكافحة تغير المناخ
  • الذكاء الاصطناعي.. قفزة تقنية في العمليات الدفاعية
  • الولايات المتحدة ترفض قرارا أمميا يدعم أوكرانيا