دعا فلسطينيو بريطانيا حكومة المملكة المتحدة إلى التوقف عن إنكار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تُرتكب ضد الفلسطينيين، رغم الأدلة القاطعة والشهادات الموثقة التي تؤكد هذه الجرائم.

جاء ذلك في بيان أصدره المنتدى الفلسطيني في بريطانيا وأرسل نسخة منه لـ "عربي21"، تعليقا على التصريحات التي أدلى بها وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق ورئيس أركان الجيش السابق، موشيه يعالون، عبر القناة 12 الإسرائيلية، والتي أقر فيها بأن "إسرائيل تنفذ تطهيرًا عرقيًا في غزة، تهدم منازل السكان وتهجرهم لإقامة مستوطنات".



ورأى المنتدى الفلسطيني في بريطانيا أن هذه الاعترافات تضع المجتمع الدولي، وعلى رأسه الحكومة البريطانية، أمام مسؤولية أخلاقية وسياسية تجاه هذه الحقائق المروعة.

وطالب المنتدى الحكومة البريطانية بالاعتراف بالجرائم الموثقة دوليًا، وقال: "نطالب الحكومة البريطانية، بما في ذلك قادة المعارضة، بالاعتراف الرسمي بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. تأتي تصريحات يعالون كشهادة داخلية تعزز ما وثقته المنظمات الحقوقية الدولية على مدى عقود".

وأكد المنتدى أن على الحكومة البريطانية إعادة تقييم سياساتها تجاه إسرائيل، ووقف كل أشكال الدعم السياسي أو العسكري الذي يساهم في استمرار انتهاكات الاحتلال ضد الفلسطينيين.

ودعا المنتدى الحكومة البريطانية إلى دعم الجهود الدولية لتقديم القادة الإسرائيليين المسؤولين عن هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية، ومحاسبتهم على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. كما نطالب بفرض عقوبات محددة، تشمل حظر سفر وتجميد أصول المسؤولين المتورطين.

وأضاف: "يجب على بريطانيا دعم القرارات الدولية المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، بدلاً من تبني مواقف منحازة تتعارض مع قيم العدالة وحقوق الإنسان".

وناشد المنتدى حكومة العمال باحترام إرادة الشارع البريطاني، الذي عبّر مرارًا عن تضامنه مع القضية الفلسطينية ومعارضته لسياسات الاحتلال من خلال المظاهرات الجماهيرية والحملات الحقوقية.

وقال: "إن استمرار إنكار حقيقة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي يتنافى مع القيم التي تتبناها بريطانيا كدولة تدّعي الالتزام بالدفاع عن حقوق الإنسان. الصمت أو الإنكار أمام هذه الجرائم يعني تواطؤًا غير مباشر مع الاحتلال. إننا في المنتدى الفلسطيني في بريطانيا ندعو الحكومة البريطانية وقيادات الأحزاب إلى اتخاذ موقف تاريخي يرتكز على العدل والكرامة الإنسانية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال"، وفق البيان.

ورفض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر طلب تعليق جميع مبيعات الأسلحة لإسرائيل، على خلفية الإبادة التي ترتكبها تل أبيب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 14 شهرا.

جاء ذلك في تصريحاته أمام البرلمان البريطاني، الأسبوع الماضي، خلال جلسة أسبوعية للإجابة على استفسارات النواب.

وأشار النائب عن الحزب الوطني الإسكتلندي براندان أوهارا، إلى دعوة وجهها ستارمر لحكومة إسرائيل إثر عدم سماحها بدخول مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

وقال أوهارا مخاطبا ستارمر، مستنكرا: "ألم يحن الوقت للقيام بما هو أكثر من مجرد انتقاد الحكومة الإسرائيلية وتوجيه المطالبات لها؟ّ".

وأضاف متسائلا: "ألم يحن الوقت أيضا لوقف جميع صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، وفرض عقوبات ووقف التجارة مع جميع المستوطنات غير القانونية والاعتراف بفلسطين؟!".

وفي رده على أوهارا، قال ستارمر: "لقد أعلنا موقفنا بوضوح بشأن بيع الأسلحة التي تمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها ضد الهجمات من إيران، وسنواصل ذلك".

وفي 2 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أن بلاده ستعلق بيع بعض الأسلحة لإسرائيل، مشيرا أنه سيتم تعليق نحو 30 من أصل 350 ترخيصا بهذا الخصوص.

في حين أفاد وزير الدفاع جون هيلي إن قرار بلاده تعليق 30 من 350 رخصة تصدير أسلحة إلى إسرائيل لا يغير دعم لندن "حق تل أبيب في الدفاع عن نفسها".

وانتقدت منظمات حقوقية دولية ومؤسسات غير حكومية قرار بريطانيا بفرض حظر جزئي على الأسلحة لإسرائيل ووصفته بأنه "غير كاف"، و"تم اتخاذه بعد فوات الأوان"، مطالبة بوقف إمدادات الأسلحة بشكل كامل.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي غربي إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت نحو 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.

وبموازاة الإبادة في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 797 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و600، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

وأول أمس السبت شهدت العاصمة البريطانية لندن مظاهرة ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف رفعوا شعارات رافضة لاستمرار الحرب ضد غزة ومطالبة بوقف إمداد إسرائيل بالسلاح.

إقرأ أيضا: عرب بريطانيا يدينون رفض حكومة ستارمر وصف العدوان الإسرائيلي بـ"الإبادة الجماعية"

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية بريطانيا الفلسطينيين الحرب موقف بريطانيا فلسطين حرب موقف المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة البریطانیة الإبادة الجماعیة الفلسطینی فی

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تقر باعتقال أبو صفية ومقررتان أمميتان تطالبان بالإفراج عنه

قال الجيش الإسرائيلي لشبكة "إيه بي سي" الأميركية إن حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في قبضة السلطات الإسرائيلية، بينما طالب خبراء أمميون إسرائيل بالإفراج عنه ووقف استهداف المنشآت الطبية في غزة.

وأضاف جيش الاحتلال أنه تم اعتقال أبو صفية للاشتباه في تورطه "بأنشطة إرهابية" وأنه يخضع للتحقيق الآن من قبل قوات الأمن.

وفي نفس السياق، قالت قناة "أي 24" الإسرائيلية إن مدير مستشفى كمال عدوان محتجز لدى الجيش الإسرائيلي وموجود حاليا في معتقل سدي تيمان.

ونقلت عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن أبو صفية قيد التحقيق من قبل الشاباك للاشتباه في علاقته بحركة حماس.

وسدي تيمان سجن في قاعدة عسكرية بصحراء النقب على بُعد 30 كيلومترا من قطاع غزة في اتجاه مدينة بئر السبع. أنشأه الجيش الإسرائيلي مباشرة بعد بداية عدوانه على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقب عملية طوفان الأقصى، ونقل إليه العديد ممن اعتقلهم في غزة، بينهم أطفال وشباب وكبار في السن.

وتقول تقارير حقوقية وإعلامية إن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا في هذا السجن انتهاكات حقوقية فظيعة بحق المعتقلين، وأذاقوهم فيه مختلف أصناف التعذيب والإهانة.

إعلان

قلق أممي

وكان خبراء أمميون قد عبروا عن قلقهم البالغ بشأن أبو صفية الذي اعتقله جيش الاحتلال قبل نحو أسبوع، وحثوا إسرائيل على الإفراج الفوري عنه، وعن جميع العاملين الآخرين في مجال الرعاية الصحية المعتقلين تعسفيًا.

وأكد الخبراء الأمميون أنّ الاعتداءات على المرافق الصحية جزء من الإبادة الجماعية، وأنه يتعين على القادة الإسرائيليين أن يتحملوا المسؤولية عنها.

وقال الخبراء الأمميون إنّ القوات الإسرائيلية نفذت عمليات إعدام لبعض الأشخاص في محيط مستشفى كمال عدوان، بينهم رجل فلسطيني كان يحمل علماً أبيض.

وأشار الخبراء الأمميون إلى أنّ أكثر من 1750 فلسطينياً من العاملين في المجال الطبي والصحي قُتلوا، كما اعتُقل كثيرون تعسفياً.

بيان مشترك

وفي بيان مشترك أمس الخميس، جددت كل من تلالنغ موفوكينغ المقررة الأممية المعنية بالحق في الصحة، فرانشيسكا ألبانيز المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية، دعوة إسرائيل للإفراج عن أبو صفية وأعربتا عن قلقهما البالغ إزاء مصيره.

وأكدت موفوكينغ وألبانيز -في بيانهما- ضرورة إنهاء هجوم إسرائيل الحالي على غزة، خاصة المنشآت الطبية من ناحية، وضمان الإفراج عن أبو صفية وجميع العاملين الصحيين المحتجزين تعسفيا من ناحية أخرى.

وأضاف البيان الأممي "نشعر بالقلق البالغ إزاء مصير أبو صفية، وهو طبيب آخر تعرّض للاختطاف والاحتجاز التعسفي من قوات الاحتلال، والسبب هذه المرة هو تحديه أوامر الإخلاء و(رفضه) ترك مرضاه وزملائه".

وذكر أيضا أن الاعتداء الصارخ الذي تشنه إسرائيل على الحق في الصحة بغزة، وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة، بعد مرور أكثر من عام على الإبادة الجماعية، يؤدي إلى مستويات جديدة من الإفلات من العقاب.

وسلّطت الخبيرتان الضوء على جانب من المآسي التي تحمّلها أبو صفية نتيجة أعمال الإبادة الإسرائيلية الجماعية الراهنة في غزة، مشيرتين إلى أن ابنا له قُتل أمامه، وأن هذا الطبيب أُصيب أثناء تأدية واجبه، ورغم ذلك واصل تقديم الرعاية للمرضى.

إعلان

والثلاثاء، طالبت موفوكينغ -عبر منصة إكس- إسرائيل بإطلاق سراح أبو صفية وإيقاف الإبادة الجماعية في غزة.

وقبلها بيوم، وجّهت ألبانيز المطالبة ذاتها، ودعت عبر منصة إكس أطباء العالم إلى قطع جميع العلاقات مع إسرائيل، كوسيلة مؤثرة ومنددة بتدميرها نظام الرعاية الصحية في غزة.

وفي خضم المجازر الإسرائيلية المتواصلة في شمال غزة، سطع اسم أبو صفية بوصفه رمزا للإنسانية والصمود في مواجهة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها القطاع منذ نحو 15 شهرا.

والجمعة الماضية، اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان، وأضرم النار فيه وأخرجه عن الخدمة، واعتقل أكثر من 350 شخصا كانوا داخله، من بينهم مديره الدكتور أبو صفية.

مقالات مشابهة

  • بعد الشمال إسرائيل تنقل المحرقة إلى محافظة غزة
  • مصادر أمريكية: إدارة بايدن أخطرت الكونجرس بصفقة أسلحة محتملة مع إسرائيل بـ 8 مليارات دولار
  • ماسك يفجر قنبلة في بريطانيا: ستارمر شريك في جرائم جنسية ضد قاصرات
  • نائبة بالشيوخ الكولمبي: إسرائيل تواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة
  • بعد قرار الحكومة بشأن ضريبة المحمول المستورد.. ما الهواتف التي تصنع في مصر؟
  • تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع فلسطين وللمطالبة بوقف العدوان على غزة
  • إيلون ماسك يهاجم السلطات البريطانية: الشعب لا يريد الحكومة الحالية
  • إسرائيل تقر باعتقال أبو صفية ومقررتان أمميتان تطالبان بالإفراج عنه
  • مقررتان أمميتان تجددان مطالبة إسرائيل بالإفراج عن أبو صفية
  • أبرز الأسلحة التي ظهرت في حروب الشرق الأوسط