سرايا - رصد خاص - يوسف الطورة - طرحت الولايات المتحدة الأمريكية على هامش مناقشة مع الإمارات العربية مجددا الملف السوري، إمكانية رفع العقوبات عن الرئيس السوري بشار الأسد إذا ابتعد عن إيران، وقطع طرق إمدادات الأسلحة إلى حزب الله اللبناني.

وتكثفت المحادثات في الأشهر الأخيرة نتيجة احتمال انتهاء صلاحية العقوبات الأمريكية الواسعة على سوريا في 20 ديسمبر الجاري، وكذلك بسبب حملة إسرائيل ضد شبكة إيران الإقليمية، بما في ذلك حزب الله في لبنان، وحماس في غزة والأصول الإيرانية في سوريا.



وأجريت هذه المناقشات بإنتهاء العقوبات دون تجديدها، قبل أن يشن معارضو الأسد هجوماً كبيراً في حلب الأسبوع الماضي، في أكبر عملية منذ سنوات.

تشير التقارير إلى أن التقدم الجديد للمعارضة هو مؤشر على ضعف في تحالف الأسد مع إيران، وهو ما تهدف المبادرة الإماراتية والأمريكية إلى استغلاله، ومع ذلك إذا لجأ الأسد إلى الدعم الإيراني لشن هجوم مضاد، فقد يعقد ذلك الجهود الرامية إلى خلق فجوة بينه وبين طهران.

وزار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، سوريا، أمس الأحد، لإظهار الدعم للأسد، بينما أجرى رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان مكالمة هاتفية مع الأسد خلال عطلة نهاية الأسبوع لمناقشة التطورات الأخيرة.

ونقلت تقارير إعلامية غربية عن مصادر أمريكية، ووسطاء سوريين ولبنانيين، ودبلوماسيين أجنبيين، أكدوا أن الولايات المتحدة والإمارات ترى في الوضع الحالي فرصة لفصل الأسد عن إيران، التي ساعدته على استعادة أجزاء كبيرة من بلاده خلال الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن إسرائيل اقترحت رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، لكن المبادرة الإماراتية بالتنسيق مع الولايات المتحدة لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً.

فيما لم يصدر تعليق رسمي حول المبادرة من الجانب السوري الرسمي، أو البيت الأبيض، بينما أشارت الإمارات إلى بيانها بشأن مكالمة محمد بن زايد مع الأسد.

قادت الإمارات جهود إعادة تأهيل الأسد بين الدول العربية ذات الأغلبية السنية، التي كانت قد قاطعته بعد اعتماده على إيران الشيعية غير العربية لقمع التمرد السني ضده.

واستضافت الإمارات الأسد في عام 2022، في أول زيارة له لدولة عربية منذ بدء الحرب، قبل أن تستعيد سوريا عضويتها في جامعة الدول العربية، بعد تعليقها لسنوات.

تأمل الإمارات منذ فترة طويلة في إبعاد الأسد عن إيران وبناء علاقات تجارية مع سوريا، لكن العقوبات الأمريكية عرقلت تلك الجهود، وفقا لتقارير رسمية.

تدخل "حزب الله" وراعيه الإيراني في سوريا منذ عام 2012 لحماية الأسد من المتمردين السنة، لكن قواعدهم وشحنات أسلحتهم عبر سوريا تعرضت مراراً لهجمات إسرائيلية، تهدف إلى إضعاف إيران في المنطقة.

في الأشهر الأخيرة، سحب حزب الله مقاتليه من سوريا، بما في ذلك من الشمال، للتركيز على مواجهة إسرائيل في جنوب لبنان، وهو احد اسباب ضعف المقاومة التي واجهها المسلحون من القوات الحكومية، خلال اقتحامهم مدينة حلب الأسبوع الجاري.

وتحدث مصادر أمريكية إلى أن المسؤولين في البيت الأبيض، ناقشوا المبادرة مع نظرائهم الإماراتيين، واشارت إلى اهتمام الإمارات بتمويل إعادة إعمار سوريا واستغلال "الوضع الضعيف" للأسد بعد الهجوم الإسرائيلي على حزب الله.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على سوريا بعد قمع الأسد للاحتجاجات ضده عام 2011، وتم تشديدها بشكل متكرر خلال سنوات الحرب، أكثرها قسوة مايعرف "قانون قيصر"، أقره الكونغرس عام 2019، وتشمل جميع القطاعات الاقتصادية السورية، ومن يتعامل مع دمشق، بغض النظر عن الجنسية.

واثارت الإمارات ملف إنهاء العقوبات مع المسؤولين الأمريكيين منذ شهرين، بعد محاولات سورية غير ناجحة للحصول على إعفاء لمدة عامين بعد زلزال مدمر ضرب سوريا، فبراير 2023.

وتسعى المعارضة السورية في الغرب، تمديد عقوبات قيصر، التي تحظى بدعم حزبي في الكونغرس الأمريكي.

وذكرت تقارير نقلا عن دبلوماسي أجنبي في الخليج أن الإمارات والسعودية عرضتا في الأشهر الأخيرة، "حوافز مالية" للأسد لقطع علاقاته مع إيران، بالتنسيق مع واشنطن.

كما تعهدت الإمارات بتقديم أموال لمساعدة سوريا في إعادة بناء البنية التحتية المدمرة كوسيلة لإبعاد الأسد عن إيران.

وتحدثت تقارير عن تحذيرات إيرانية للنظام السوري "الابتعاد كثيراً"، في رسالة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي عبر مستشاره علي لاريجاني إلى الأسد مفادها: "لا تنسَ الماضي"، فسرت بمثابة تذكير دمشق من هم الحلفاء الحقيقيون.

منذ هجوم حماس 7 أكتوبر العام الماضي، حشدت إيران شبكتها الإقليمية لضرب إسرائيل، ومع ذلك تجنب الأسد إلى حد كبير الانخراط في الحرب، على الرغم من استهداف إسرائيل مواقع لحزب الله في سوريا وقصفها مجمعاً دبلوماسياً إيرانياً في دمشق.

وتجنب الأسد الانضمام إلى الحرب، لتجنب مزيد من الضربات الإسرائيلية على سوريا، ولا يزال تحت ضغط هائل لعدم السماح لحزب الله بإعادة التسلح عبر بلاده، وفقا لمسؤول أمريكي.

وتضمنت كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، لحظة إعلان هدنة مع لبنان: "على الأسد أن يفهم إنه يلعب بالنار".





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1178  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 02-12-2024 06:41 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
"وجبة قاتلة" .. سلحفاة تتسبب في عدة وفيات وعشرات الإصابات حوادث السيارات ذاتية القيادة .. من يتحمل المسؤولية؟ ساعة جمال عبد الناصر للبيع بسعر خيالي .. و عمرو أديب يعلق استرالية تكتشف أفعى سامة في سيارتها أثناء قيادتها إعلان خطوبة السفير التركي في عمّان "إردم... بالفيديو .. أزمات سير خانقة باتجاه عمّان اليوم النائب صالح العرموطي لـ "سرايا": سقطة... اللواء فايز الدويري يوجه رسالة شديدة اللهجة عبر... النائب العرموطي يتبنى قضية "الربا الفاحش"... حزب الله يرد على الخروقات الإسرائيلية بصواريخ في... "الشاباك" يكشف طرقا تستخدمها إيران...تركيا: من الضروري التوصل لتسوية في سورياسوريا .. فصائل المعارضة تحشد تعزيزاتها حول حماةتقدم المعارضة يعيد تخوفات سوابق النظام السوري...بعد ارتقاء الصحفي ميسرة صلاح .. وسم "الشهداء...إيران ترسل قوات إلى سوريا لدعم نظام الأسد4 اصابات بحادثين سير منفصلين على الطريق الصحراوي المقاومة تواصل التصدي للاحتلال في اليوم 423 للعدوان... " فقدت بصري" .. إلتون جون يصدم جمهوره نجوم لبنان يعودون للحفلات بعد وقف إطلاق النار وسم "الجنسية الكويتية" يعتلي منصات... خالد الصاوي يفجر مفاجأة عن سبب عدم إنجابه ..... تعالج من الإدمان .. ضبط فنان مصري متلبسًا بحيازة... رسالة مبابي إلى جماهير ريال مدريد منتخب كرة الطائرة الشاطئية للناشئات يفوز على نظيره العُماني السفير الأردني في قطر يزور النعيمات تتويج أبطال دوري الجولف لعام 2024 الوحدات يلتقي الشارقة الإماراتي بدوري أبطال آسيا 2 غدا ثلاثة أطفال ينسفون مبنى عملاقا في ثوان عارضة أزياء حسناء تقتل زوجها وتنتحر في جريمة غامضة بين الحنان والقسوة .. أسلوبك التربوي يؤثر على دماغ طفلك البرلمان البريطاني يجيز (الموت الرحيم) علماء يتوصلون إلى طريقة تحمي الأرض من كارثة فضائية متوقعة لخطورتها على المواطنين .. هدم فيلا فنان مصري شهير أول عاصمة أزياء كبرى تفرض مثل هذا الحظر .. لندن تمنع "الجلود الغريبة" في عروضها تفاصيل قضية المدرس المنتحر حرقا .. تنمر عليه طلابه ونشروا فيديو "مستفزا" ماذا ينقص هذه الصورة؟ حاول التوصل للإجابة في 6 ثوان رأس مفصولة في الثلاجة .. تفاصيل مقتل مصرية على يد جارها

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة عن إیران حزب الله فی سوریا

إقرأ أيضاً:

FA: واشنطن تستطيع مساعدة سوريا بسحب قواتها من هناك ورفع العقوبات

شدد باحثان على قدرة الولايات المتحدة على المساهمة في دعم سوريا الجديدة من خلال خلق الظروف التي تسمح بسحب قواتها من الأراضي السورية وتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة.

وأشار ستيفن سايمون الزميل في معهد كوينسي والأستاذ في كلية دارتموث، وجوشوا لانديز منسق مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، إلى أن انهيار نظام بشار الأسد المفاجئ، عقب الهجوم الذي شنته "هيئة تحرير الشام" وجماعات متحالفة معها، أدى إلى احتفالات واسعة بين السوريين الذين عانوا 13 عامًا من الحرب الأهلية.

ولفت الباحثان في مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز" وترجمته "عربي21"، إلى أن الطريقة المثلى لمساعدة الحكومة الجديدة هي منحها فرصة لتأكيد سيطرتها على كامل البلاد، خاصة في ظل استمرار تصنيف "هيئة تحرير الشام" كمنظمة إرهابية.

وأشار المقال إلى أن أحمد الشرع الذي كانت له علاقات مع تنظيم "القاعدة" في الماضي، أصبح الحاكم الفعلي لسوريا. ورغم تأكيده نبذ أفكار "القاعدة"، لا تزال "هيئة تحرير الشام" مدرجة على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة والأمم المتحدة.


ومع وجود قضايا خلافية لم تُحل بين الجماعات الدينية والعرقية، قد تواجه الحكومة الجديدة صعوبات كبيرة في توحيد البلاد وتعزيز سلطتها، حسب الباحثان.

وأوضح المقال أن الوضع الاقتصادي في سوريا مزرٍ للغاية، حيث يعيش 70% من سكان البلاد تحت خط الفقر. وانخفض الناتج المحلي الإجمالي منذ عام 2011 من 60 مليار دولار إلى 10 مليارات فقط، فيما تُقدر تكلفة إعادة الإعمار بحوالي 400 مليار دولار. هذه الأرقام تعكس الحاجة إلى دعم دولي وإقليمي عاجل لإعادة بناء الاقتصاد السوري وتحقيق الاستقرار.

وشدد الكاتبان على أن العقوبات المفروضة على سوريا تُعد عائقا كبيرا أمام تعافي البلاد. هذه العقوبات، التي كانت تستهدف نظام الأسد منذ عقود، أصبحت تؤثر بشكل مباشر على الشعب السوري العادي. ويعتبر رفع العقوبات أو تخفيفها خطوة ضرورية لتمكين الحكومة الجديدة من جذب الاستثمارات الأجنبية واستعادة النشاط الاقتصادي.

وأشار المقال إلى أن الولايات المتحدة حققت معظم أهدافها في سوريا، بما في ذلك إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية، وتقويض الدعم الإيراني لحزب الله في لبنان، ومنع نظام الأسد من الاستفادة من الموارد النفطية. بالتالي، يرى الكاتبان أن استمرار وجود القوات الأمريكية في سوريا لم يعد ضروريا، خصوصا مع تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية.

منذ سيطرته على إدلب عام 2017، أظهر أحمد الشرع قدرة على التكيف مع الظروف الجديدة، فقد قام بتطهير صفوف جماعته من المقاتلين الأجانب، وتبنى أجندة وطنية سورية بدلا من الأجندة الأيديولوجية السابقة لتنظيم "القاعدة". كما عزز علاقاته مع تركيا وقطر للحصول على دعم مالي، ما ساعده في التقدم نحو دمشق، حسب المقال.

ويرى المقال أن انسحاب القوات الأمريكية يجب أن يكون مشروطا بتقديم ضمانات واضحة من الحكومة السورية الجديدة. هذه الضمانات تشمل السيطرة على تنظيم الدولة الإسلامية ومنع عودته، وحماية الأقليات، لا سيما الأكراد، والحفاظ على استقرار المناطق الغنية بالنفط والزراعة في شمال شرق سوريا.

وأشار المقال إلى أن مصير الأكراد في سوريا يشكل عقبة رئيسية في أي مفاوضات حول الانسحاب الأمريكي. رغم تطمينات الشرع للأكراد، فإن التوتر المستمر بين الأكراد وتركيا يمثل تحديا كبيرا، حيث تعتبر تركيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" منظمة إرهابية متحالفة مع حزب العمال الكردستاني، وهو ما يزيد من تعقيد أي تسوية سياسية.

ويؤكد الكاتبان أن تسليم حقول النفط للحكومة الجديدة يمكن أن يؤدي إلى تحسين الاقتصاد السوري بشكل سريع. ويمكن للولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، مثل السعودية والإمارات، أن يلعبوا دورا حاسمًا في دعم مشاريع إعادة الإعمار، ما يساهم في تشجيع اللاجئين على العودة إلى وطنهم.


ويرى الكاتبان أن بقاء القوات الأمريكية في سوريا قد يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه، خاصة إذا حاولت الحكومة الجديدة تحدي هذا الوجود العسكري. ومن الأفضل أن تسعى واشنطن إلى اتفاق يشمل انسحابا منظما مقابل ضمانات من الحكومة الجديدة بشأن تحقيق الاستقرار، وحماية حقوق الأقليات، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية.

ويشدد المقال على أن تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا منذ عقود يُعد خطوة ضرورية لتعافي البلاد. هذه العقوبات أثرت بشكل كبير على حياة السوريين العاديين، مما زاد من معاناتهم بسبب نقص الكهرباء والمياه النظيفة والرعاية الصحية. ويجب على واشنطن التفكير في هذه الخطوة كجزء من استراتيجيتها لدعم الاستقرار في سوريا.

واختتم الكاتبان بأن خلق الظروف لانسحاب القوات الأمريكية لن يكون مهمة سهلة، لكنه سيحقق فوائد كبيرة على المدى الطويل، سواء للولايات المتحدة أو لسوريا والمنطقة ككل. ويتطلب ذلك تعاونا دوليا لتحقيق تسويات سياسية متوازنة تعزز من استقرار البلاد وتدعم إعادة إعمارها.

مقالات مشابهة

  • إيران: جاهزون لبدء مفاوضات فورية للتوصل إلى اتفاق نووي
  • إيران: مستعدون للدخول بمفاوضات نووية بناءة ودون تأخير
  • ألمانيا: رفع العقوبات عن سوريا سيعتمد على تقدم العملية السياسية
  • إيران تعلن استعدادها لاستئناف المفاوضات النووية في إطار رفع العقوبات
  • رفع العقوبات الأوروبية على سوريا.. "سلاح ذو حدين"
  • FA: واشنطن تستطيع مساعدة سوريا بسحب قواتها من هناك ورفع العقوبات
  • وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا بدمشق لبحث علاقات أوروبا بالإدارة الجديدة
  • هل تبدأ مرحلة إعمار سوريا في عام 2025؟
  • إسرائيل : دمرنا منشأة للصواريخ أقامتها إيران في سوريا شهر سبتمبر
  • توتر في علاقات الجزائر مع سوريا ومالي.. ما هي الأسباب؟