مفتي الجمهورية: نسعى لوضع قانون يجرِّم الفتوى من غير المختصين
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
عقد الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- جلسةً حوارية مفتوحة اليوم بمقرِّ دار الإفتاء المصرية مع مسؤولي الملف الديني من مندوبي ومحرِّري الصحف والمواقع الإلكترونية. ناقش اللقاءُ استراتيجية دار الإفتاء والأمانة العامة وأولوياتها خلال الفترة المقبلة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
واستهلَّ المفتي كلمتَه بالتعبير عن سعادته بهذا اللقاء، مؤكدًا أن الإعلام يشكل أداة محورية لنقل صحيح الدين وبناء الوعي، قائلًا: "الإعلام يعدُّ أداةً فعَّالة ننظر إليها كصوت للحق، وهي مسؤولية كبيرة تؤجرون عليها في الدنيا والآخرة، خاصة مع تسارع الأحداث في المنطقة العربية".
وأشار إلى أهمية الشراكة مع الإعلاميين والصحفيين لتحقيق رسالة بناء الوعي، داعيًا إلى تقديم إعلام صادق ونزيه قادر على مواجهة التزييف الإعلامي الذي تمارسه بعض القوى. وأضاف: "ما يحدث في سوريا مؤخرًا ومن قبلها فلسطين يؤكد أننا في أمسِّ الحاجة إلى أقلامٍ وأصوات تعمل على إصلاح الموازين، خاصة في ظل ما تقوم به الآلة الصهيونية من جهود للسيطرة على الأدوات الإعلامية وتزييف الحقائق. لكن هذه الجهود ستذهب هباءً بوجود إعلاميين وصحفيين من أصحاب الخبرة والوعي يقومون ببناء الوعي الصحيح في مقابل آلات الهدم والتزييف."
وتابع مفتي الجمهورية مؤكدًا أهمية تكاتف الجهود الإعلامية والمؤسسية لإيصال رسالة دار الإفتاء في بناء الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة، مشددًا على أن: "دار الإفتاء ستواصل البناء على ما تم إنجازه خلال السنوات السابقة، ونعمل معًا على تحقيق الأهداف التي تخدم الوطن والمجتمع."
وأوضح المفتي أن الدار ستعمل خلال الفترة المقبلة على إعادة منظومة القيم الأخلاقية، مشيرًا إلى أن الأزمة الأخلاقية تعد أساس المشكلات التي تواجه المجتمعات، مضيفًا: “الإنسان هو محور الرسالات السماوية، ولهذا ستتركز الجهود على القضايا التي تمس المواطن مباشرة، مع التركيز على القيم الدينية والإنسانية التي تلبي احتياجات الواقع دون أن تصطدم مع أصول الدين.”
كما تحدث عن أهمية الاستفادة من الفضاء الرقمي باعتباره ضرورة حياتية وأداة تواصل فعالة مع الشباب، موضحًا أن: "دار الإفتاء تمتلك الوسائل والأدوات التي تمكنها من أن تكون رائدة في هذا المجال، وسنعمل على تطوير هذه الإمكانات لخدمة قضايا المجتمع."
وأضاف: “السوشيال ميديا من أهم الأدوات التي لا يمكن غض الطرف عنها، وهي واحدة من نعم الله، لكن الإشكالية ليست فيها ولكن في سوء استخدام هذه النعمة.”
ولأكَّد الدكتور نظير عياد أنَّ دار الإفتاء المصرية تسعى إلى بناء شراكات داخلية وخارجية مع المؤسسات الدينية ممثلة في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والكنيسة المصرية إلى جانب المؤسسات الأخرى. وقال: "من غير المقبول أن تعمل كل مؤسسة بمعزل عن الأخرى في ظل التحديات التي نواجهها."
وتناول الجهود التي تقوم بها بعض إدارات ووحدات الدار النوعية، مثل "مركز سلام"، موضحًا أنه يهدف إلى مواجهة التطرف والإسلاموفوبيا من خلال منظومة معرفية متكاملة تشمل رصد وتحليل الخطاب المتطرف، وإعداد برامج تدريبية، والتعاون الدولي مع مراكز أبحاث ومؤسسات متخصصة.
وأضاف: “لدينا الرغبة في أن يكون لمركز سلام مراكز فرعية داخل مصر وخارجها لمحاصرة الأفكار المتطرفة التي يمكن أن تستغل.”
وحول فوضى الفتاوى وجهود الدار لمواجهة هذه الأزمة، قال فضيلة المفتي: "يجري حاليًّا تعاون وتنسيق بين الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف المصرية لوضع إجراءات ودراسة فكرة مقترح قانون لتجريم الفتوى من غير المختصين. نعمل حاليًّا على دراسة مشتركة لكيفية مواجهة فوضى الفتاوى وتنظيم من له حق القيام بهذه المهمة."، وكل هذا من خلال تعاون جاد بين المؤسسات الدينية وتحت مظلة الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب -شيخ الأزهر-.
وأشار إلى مشروع "المؤشر العالمي للفتوى"، مؤكدًا أنه يمثل مبادرة رائدة لرصد اتجاهات الفتاوى عالميًّا وتحليلها لمواجهة التطرف الفكري. وقال: "الدار تسعى خلال المرحلة المقبلة إلى التوسع في قياس مؤشر الفتوى في أماكن عدة وذلك لإصدار تقارير دقيقة تساعد في الوقوف على مواطن التشدد والتطرف ومن ثم معالجة القضايا المعاصرة."
كما استعرض الدكتور نظير عياد جهودَ الدار في دعم استقرار الأسرة المصرية من خلال مركز الإرشاد الزواجي، الذي يقدم جلسات إرشادية وحملات توعية للمُقبلين على الزواج. وأشار أيضًا إلى وَحدة حوار التي تهدُف إلى معالجة القضايا المجتمعية وإجراء مراجعات فكرية تسهم في تعزيز الوعي، وذلك من خلال تفنيد أقوال الجماعات المتطرفة والكشف عن خلفياتها وأسبابها وطرق علاجها وعرض ذلك من خلال حوار علمي هادئ على صفحات ومنصات دار الإفتاء المصرية ومناقشات هادئة متزنة.
كما تحدث فضيلته عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم والمراكز والوحدات الموجودة بها والتي تكشف عن عمق رؤية وسرعة معالجة القضايا والمستجدات.
وفي ختام اللقاء، أعلن فضيلة الدكتور نظير عياد عن تنظيم دار الإفتاء ندوة دولية تحت عنوان: "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري"، يومَي 15 و16 ديسمبر الجاري، برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. تهدف الندوة إلى مناقشة دور الفتوى في إرساء دعائم الأمن الفكري ومواجهة التحديات المعاصرة.
وأكَّد فضيلته أنَّ هذه الفعالية تأتي ضمن رؤية دار الإفتاء لتعزيز دَور الفتوى في بناء الوعي المجتمعي ومواجهة الفكر المتطرف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصحفيين وسائل الإعلام مفتي الجمهورية المزيد المزيد دار الإفتاء المصریة الدکتور نظیر بناء الوعی من خلال
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: ميلاد السيد المسيح يعكس سنة الله في إرسال الأنبياء
قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن معجزة السيد المسيح عيسى عليه السلام تحدث عنها القرآن الكريم في سورة «مريم» التي لها مكانة خاصة ذكرها القرآن، معلقا: ميلاد السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام يحمل رسالة عظيمة تدعو إلى السلم والسلام من خلال وأد الفتنة ومنع تفاقمها.
وأكد عياد خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في حلقة جديدة من برنامج «اسأل المفتي» على قناة صدى البلد أن قول الله تعالى: "والفتنة أشد من القتل"، الفتنة هنا لا تقتصر على إيذاء نفس بعينها، بل قد تفضي إلى التشريد، القتل، والتدمير الشامل للبنى التحتية والمجتمعات.
المفتي يدين حادث الدهس في الولايات المتحدة: انتهاك فج لحرمة النفس البشرية المفتي: الخوف من الله يحرك قلبي نحو البحث عن حكم شرعي متوازنوتابع نظير عياد قائلا: الآيات التي تحدث بها السيد المسيح في المهد، كما ورد في القرآن الكريم: " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) إلى قوله تعالى وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا"، تتضمن المبادئ التي اتفقت عليها الشرائع السماوية جميعًا، مثل التوحيد، أصول العقيدة، الشريعة، والأخلاق.
وأوضح أن ميلاد السيد المسيح يعكس سنة الله في إرسال الأنبياء، الذين كانت رسالتهم دائمًا الدعوة إلى التوحيد وإرساء القيم الأخلاقية النبيلة، مؤكدًا أن رسالة السيد المسيح كانت دعوة للسلم، البر، والإحسان، وهي أصول دينية تتفق عليها جميع الأديان السماوية.
وأدان الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، حادث الدهس المأساوي الذي وقع في مدينة نيو أورليانز بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي أسفر عن وقوع عدد من الضحايا والمصابين، مُعربًا عن خالص تعازيه لأسر الضحايا وأمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.
وأكد مفتي الجمهورية، أن هذا العمل الإجرامي يعد انتهاكًا فِجًّا لحُرمة النفس البشرية التي كرَّمها الله في جميع الشرائع السماوية، مبينًا أن الإسلام بقيمه السامية وأحكامه المحكمة، يجرِّم أي اعتداء على الأرواح، ويعتبر إزهاق نفس بريئة، جريمة عظيمة تهتز لها الأرض والسماء.
واختتم المفتي بيانه بالدعاء إلى الله عز وجل أن يلهم أُسر الضحايا الصبر والسلوان، وأن يمنَّ على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظ العالم من ويلات العنف والإرهاب.
ويذكر أن، أعلنت السلطات الإسرائيلية مساء اليوم الأربعاء عن إصابة اثنين من مواطنيها في حادث دهس وقع في مدينة نيو أورليانز الأمريكية، حيث يجري التحقيق حول الحادث والاشتباه في كونه "عملًا إرهابيًا".
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان مقتضب إن "مواطنين إسرائيليين أُصيبا في الحادث الذي وقع في الحي الفرنسي في نيو أورليانز، حيث تم دهسهما أثناء الهجوم الذي شهدته المدينة اليوم"، وأضافت الوزارة أن "القنصلية العامة في هيوستن تتواصل مع المستشفيات وعائلات المصابين، وبتوجيه من وزير الخارجية جدعون ساعر، فإن ممثل القنصلية في طريقه إلى نيو أورليانز للاطمئنان على حالة المواطنين الإسرائيليين".
وفقا للتقارير الواردة من قناة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، فقد لقي 10 أشخاص على الأقل مصرعهم وأصيب نحو 30 آخرين إثر قيام شاحنة بيضاء بدهس حشد من المارة في شارع بوربون بالحي الفرنسي في نيو أورليانز، وقالت الشرطة المحلية إن السائق أطلق النار بعد أن قفز من الشاحنة، ما أسفر عن إصابة اثنين من رجال الشرطة.
وأعلنت الشرطة المحلية أن السائق كان يسعى "لدهس أكبر عدد ممكن من الأشخاص" قبل أن يلوذ بالفرار، وتم لاحقًا العثور على السائق جثة هامدة، لكن التحقيقات ما تزال جارية للكشف عن ملابسات الحادث.
من جانبها، وصفت عمدة نيو أورليانز، لاتويا كانتريل، الحادث بأنه "عمل إرهابي"، على الرغم من إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أنه لم يتم تصنيف الحادث بعد كـ "عمل إرهابي"، وأضاف مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه تم العثور على عبوات ناسفة بدائية الصنع في الشاحنة المستخدمة في الهجوم، وهو ما يزيد من احتمالية أن يكون الهجوم مدبرًا.
هذا وقد أكدت شرطة نيو أورليانز أن التحقيقات ما زالت جارية لتحديد دوافع الهجوم وتوضيح ما إذا كان له صلة بأي نشاطات إرهابية.