جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-07@13:12:08 GMT

أطباق شهية لحياة زوجية

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

أطباق شهية لحياة زوجية

 

 

جابر حسين العُماني **

jaber.alomani14@gmail.com

 

 

الحياة الزوجية الناجحة هي التي يبتكر فيها الزوجان الكثير من الحلول الإبداعية التي تمكنهما من التقرب إلى بعضهما البعض، بشرط أن تكون تلك الحلول فعالة وجذابة تسر النفوس وتبهجها، بل وتجعل من الزوجين يعيشان حياة المحبة والمودة والألفة والرحمة بينهما.

فما هي تلك الحلول الإبداعية التي نقصدها يا ترى؟

في مقالنا هذا نريد الحديث عن موضوع مهم لا يتعلق بإعداد الأطباق الشهية التقليدية التي نعرفها فحسب، على الرغم من أهميتها في الحياة الزوجية، ولكن أود التركيز على نوع آخر من الأطباق الشهية التي تساعد الزوجين على العيش بسلام ووئام وانسجام تام بينهما. فما هي هذه الأطباق؟ هنا نذكر أهمها:

• الطبق الأول - طبق العفو والتسامح:

يُعدّ التحلي بالعفو والتسامح والصبر والحلم ورحابة الصدر وحسن الظن بالآخر من أهم أسس الحياة الزوجية الناجحة، فعندما يتحلى الزوجان بتلك الصفات الحميدة، يصبح من السهل عليهما التغاضي عن أخطاء بعضهما البعض والمسامحة المستمرة بينهما، مما يؤدي إلى بناء حياة زوجية أفضل وأجمل.

ومن أجل تحقيق ذلك بأفضل وجه ممكن ينبغي على الزوجين أن يتخلصا تماما من أي مشاعر سلبية مثل الحقد والكراهية، وأن يتحليا بالإيمان المطلق بأهمية التمسك بالعمل الصالح وتقوى الله تعالى، وذلك بالتركيز على أهمية العفو والتسامح والرفق في حياتهما، واستبدال أدوات الغضب والتهور والانفعالات السيئة بالسّكينة واللطف والرّوية وبذلك يستطيع الزوجان بناء حياة زوجية سعيدة ومستقرة قائمة على التفاهم والاحترام والحب المتبادل.

• الطبق الثاني - طبق المشاعر الدافئة:

يجب على الزوجين الاعتقاد التام بأن الحياة الزوجية بحاجة ماسة إلى تدفق المشاعر الدافئة التي تُضفي أجواءً رائعة من السعادة والأنس بين الزوجين وذلك بإعداد طبق شهي من الكلمات العذبة أثناء الأجواء الهادئة، فالحياة الزوجية بحاجة ماسة إلى تلك الأساليب الراقية التي تجعلها أكثر ترابطًا ومحبة واتلافًا.

• الطبق الثالث - طبق الابتسامة والضحكات الهادئة:

 وهو من أهم الأطباق الزوجية الشهية التي تجعل الزوجين أقرب إلى بعضهما البعض، فالابتسامة لها أسرارها العظيمة وأثرها الأعظم، ومن تلك الأسرار سحر الآخر وجذبه بشكل أسرع وأجمل، خصوصًا عندما تكون تلك الابتسامات والضحكات مصحوبة باللباس الأنيق واللمسات الحانية، والكلام العذب والحب والدلال، وهو طبق له تأثير عظيم على العلاقة الزوجية، ومن شأنه أن يزيد من الألفة والمحبة والترابط بين الزوجين، ويجعلهما أكثر سعادة واستقرارًا واطمئنانًا، فما أجمله من طبق شهي رائع عندما يُقدم بإتقان.

• الطبق الرابع – طبق الحوار:

 وهو من ألذ الأطباق الزوجية التي تؤكد عليها الدراسات العلمية لصناعة حياة زوجية قوية ومتماسكة، فبالحوار تستقر النفوس وتزدهر، ومن خلاله يستطيع الزوجان السير بخطى ثابتة في عالمهما الزوجي، وذلك أن الحوار يعد مطلبًا أساسيًا في العلاقات الزوجية بين الأزواج، ويجب أن يكون اللبنة الأساسية لبناء الأسرة الصالحة والقوية، وهو في حد ذاته يعد مفتاحًا رئيسيًا للحياة الزوجية الناجحة، ومن خلاله يتم التواصل المباشر بين الزوجين والتعبير عن مشاعرهما وأحاسيسهما، ويساعد على حل الكثير من الخلافات الزوجية، وبناء جسور الثقة وتعزيز اللحمة الزوجية المقدسة بين الزوجين.

• الطبق الخامس - طبق تبادل الهدايا:

ويعتبر طبق تبادل الهدايا من أكثر الأطباق شهرة في العالم، وهو يعمل على تجديد العلاقات الزوجية، وتنشيطها وتعزيزها، بل ويساعد على حل الكثير من المشكلات العالقة بين الأزواج، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تَهَادَوْا تَحَابُّوا فَإِنَّ اَلْهَدِيَّةَ تَذْهَبُ بِالضَّغَائِنِ"، لذا ينبغي الاهتمام البالغ بتبادل الهدايا بين الزوجين بين الحين والآخر لما لذلك من سحر فائق في إنعاش الحياة الزوجية بالمحبة والمودة وجعلها مترابطة ومتماسكة.

إن الاهتمام المتبادل بين الزوجين من خلال تلك الأطباق الشهية هو أساس نجاح الحياة الزوجية، وهو بمثابة نبض الحياة الذي يقوم على إنعاش العلاقة الزوجية بل ويحافظ على استمراريتها، ومن أهم مظاهر ذلك الاهتمام هو تقديم الأطباق الشهية التي تعرضنا لذكرها أعلاه والتي لا بد أن يقدمها الزوجين لبعضهما البعض بإخلاص وحب وتفانٍ بلا كسل وملل وتثاقل وإهمال، قال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قيم في الحياة.. الإصلاح ذات البين.. فضيلة للاستمرار

هي صفة لا تتوفر إلا في الحكماء والعقلاء من أهل القلوب المفعمة بالخير. فيها من المنافع ما لا يعد ولا يحصى، الإصلاح ذات البين، أو إعادة ربط جسور الود ما بين المتخاصمين. فضيلة يلم بها شتات المتعادين، فكيف تكون في إطار ما نصه الشرع والدين؟.

قبل الإجابة عن هذا السؤال، نجيب على سؤال يفرض نفسه، ما هي صفات التي يجب أن تتوفر في المصلح بين الناس؟

أجل سؤال وجيه، فعادة الذي يتلقى النصيحة يتأثر بشخص الناصح قبل ما يقوله هذا الأخير، لهذا وجب أن يتحلى المصلح بالعلم الكافي، ان الخبرة اللازمة في الحياة، والحكمة في اختيار الكلمات، وأسلوبا لينا بينا للإقناع، كما يجب أن يكون عن مقربة أو ذو معرفة بعض الوقائع التي سيتم الصلح حولها، ليقيس ما يلزم فيه القياس.

الناصح أو المصلح يجب أن تكون له السيرة الحسنة، والأخلاق القويمة، لما في ذلك من أثرٍ في قبول الإنسان المصلح والارتياح إلى رأيه، وأن تكون رسالته فيها الإخلاص لله تعالى في مساعيها الدينية والاجتماعية، والوقوف من جميع أطراف النزاع بدرجة متساوية.

طرق الإصلاح ذات البين:

1/ اعتماد معايير العدل وتقوى الله بعيداَ عن نزعات الهوى التي تأتي بنتائج عكسية، ولا تحقق رضى كافّة أطراف النزاع.
2/ اعتماد آداب النصح بشكلٍ عام من خلال الأسلوب، واختيار العبارات المناسبة لذلك، مع اعتماد السرّ فيه.
3/ حفظ خصوصيات أطراف النزاع وعدم تجاهلها أو إهمالها.
4/ عدم إفشاء ما يجب إسراره للضرورة التي تقتضي ذلك، ولما في الإفشاء من عرقلةٍ لجهود الإصلاح.
5/ العدل، وذلك بالوقوف بين المتخاصمين، بنفس المسافة، إلى حين إعادة الحقّ لأصحابه، والمصالحة في نهاية الأمر.
6/ الحوار، وتبادل أطراف الحديث بين المتخاصمين أسلوباً للإصلاح لما له من أثرٍ عظيمٍ في تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين.

مقالات مشابهة

  • حكم تنازل والد العروسة عن كتابة قائمة المنقولات الزوجية.. داعية تجيب
  • قط روسي يودع الحياة بعد 7 سنوات من المكوث عند قبر صاحبه / فيديو
  • أمينة الفتوى: قائمة المنقولات الزوجية حق شرعي أصيل للمرأة وليست أمرًا مستحدثًا
  • عاصفة مدمرة في أمريكا تودي بحياة 16 شخصًا وتشل الحياة في عدة ولايات
  • قيم في الحياة.. الإصلاح ذات البين.. فضيلة للاستمرار
  • لعشاق الفطائر.. اكتشفوا ألذ هذه الأطباق التي يجب تجربتها سواءً حلوة أم مالحة
  • بسبب خلافات زوجية .. سباك يتعدى علي زوجته بسلاح أبيض في المنوفية
  • سودانيون يشتكون من صعوبة الحصول على مقومات الحياة الأساسية
  • مريضة تفارق الحياة بسبب هجوم إلكتروني
  • خبر سعيد للباحثين عن الحياة لـ100 سنة.. التزموا بهذه النظام الغذائي