تباين المصالح الأمريكية وتأثير دعم إسرائيل على أمن سوريا
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
د. جمالات عبد الرحيم **
تعد العلاقات الدولية في منطقة الشرق الأوسط معقدة ومتداخلة، حيث تتداخل المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية لتشكيل مشهدا متغيرا باستمرار. أحد أبرز مظاهر هذه العلاقة هو دعم الولايات المتحدة وحلفائها لإسرائيل، والتي تتأثر بشكل كبير بالحالة الأمنية في سوريا.
تدعم الولايات المتحدة إسرائيل بشكل كبير، سواء من ناحية التمويل العسكري أو السياسية.
سوريا، التي تعاني من نزاع مسلح منذ عام 2011، تعد واحدة من أكثر المناطق هشاشة في الشرق الأوسط. تزايدت التدخلات الخارجية في الصراع، بما في ذلك تدخلات من إيران وروسيا والولايات المتحدة. في هذا السياق، يمكن أن يُنظر إلى دعم أمريكا لإسرائيل على أنه عنصر يعقد جهود تحقيق السلام والاستقرار في سوريا.
وعلى الرغم من ادعاءات الولايات المتحدة بأنها تسعى إلى استقرار المنطقة، إلا أن دعمها المستمر لإسرائيل قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع الجماعات المسلحة في سوريا، مثل حزب الله، الذي يتلقى الدعم من إيران. هذه الجماعات ترى في الدعم الأمريكي لإسرائيل تهديدًا لوجودها، ويؤدي ذلك إلى تفاقم الصراع.
ويبدو أنَّ الدعم الأمريكي لإسرائيل يأتي في إطار سياسة حماية المصالح الحيوية، حتى وإن كانت هذه السياسة تؤدي إلى عدم استقرار في سوريا. فعلى سبيل المثال، قد تكون أمريكا وحلفاؤها حريصين على منع إيران من تعزيز وجودها العسكري في سوريا، لكن هذا لا يعني أنهم ملتزمون بتحقيق السلام.
وبالنظر إلى التعقيد الذي يكتنف الأوضاع في الشرق الأوسط، فإن دعم أمريكا وحلفائها لإسرائيل لا يتطابق بالضرورة مع حرصهم الحقيقي على استقرار الأمن في سوريا. فبينما يسعون إلى تحقيق مصالحهم الاستراتيجية، قد يتجاهلون الأبعاد الإنسانية والأمنية للصراع السوري. لذا، فإنَّ تحقيق استقرار حقيقي يتطلب إعادة تقييم يتعلق بمصالح الدول الكبرى والعمل بشكل أكثر تنسيقاً نحو حلول شاملة للأزمات في المنطقة.
** خبيرة العلاقات الدولية وحقوق الإنسان
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
خبير: أمريكا تضغط على إيران بتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط
تحدث العميد نضال زهوي خبير عسكري واستراتيجي، عن تداعيات القرار الإيراني بسحب بعض قواتها من اليمن وما يحمله هذا القرار من رسائل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفقا لما نقلت صحيفة تلغراف عن مسؤول أمني إيراني، الذي قال إن بلاده أمرت عسكرييها بمغادرة اليمن، متخلية عن دعمها لحركة الحوثيين.
وقال زهوي، في مداخلة عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، إنّ هذا الأمر قد يكون جزءًا من "الجهد الإعلامي" الذي تديره مكاتب مختصة داخل السفارات الأمريكية، مشيرًا إلى أن الإعلان عن سحب القوات الإيرانية قد يهدف إلى تغيير الصورة الإعلامية للعلاقة بين إيران والحوثيين، مما يضعف الدعم الإيراني داخل اليمن والمنطقة.
وتابع، أنّ هذا القرار الإيراني قد يهدف إلى تهدئة الأجواء السياسية في المنطقة، لكن ليس بالضرورة أن يوقف الحرب في اليمن، مشيرًا، إلى أنّ أمريكا تضغط على إيران بتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط.
وأوضح أن السؤال الأساسي يتعلق ما إذا كانت إيران قد سحبت فعلاً قواتها من اليمن أم لا، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تكون مجرد تكتيك إعلامي وليس تحولًا جوهريًا في استراتيجية إيران بالمنطقة.
وذكر، أن هذا القرار من الممكن أن يوهن العلاقة بين إيران والحوثيين، ويزعزع الثقة بين الأطراف المتحالفة، مما قد يؤثر على دعم إيران للحوثيين في المستقبل.