تدشين العرض الأول للفيلم الوثائقي «الخنجر» بالمتحف الوطني
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
دشن المتحف الوطني اليوم العرض الأول للفيلم الوثائقي «الخنجر» من إنتاج قناة روسيا اليوم (RT Arabic) بالتعاون مع وزارة الإعلام، تحت رعاية معالي عبد الله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، بحضور عدد من أصحاب السعادة والمهتمين.
ويعرض الفيلم الأهمية التاريخية والثقافية للخنجر العماني، كما يبين كيف حافظ الخنجر على مكانته عبر العصور، حتى أصبح جزءًا لا يتجزأ من تراث وهوية سلطنة عُمان، ورمزا وطنيا يعتز به الشعب العماني.
وألقى سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني، كلمة أوضح فيها بأن تدشين الفيلم الوثائقي "الخنجر" يمثل خطوة نوعية للتعريف بأحد أبرز الرموز الثقافية العُمانية، التي تشكل جزءًا أصيلًا من هوية عُمان وتراثها العريق حيث إن الخنجر العُماني تم إدراجه في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في عام (2022م)، مضيفا أن المبادرة جاءت بالتعاون مع قناة روسيا اليوم العربية، والتعاون بين المتحف الوطني ومتحف الإرميتاج الحكومي عبر رمزية وسرد قصة الخنجر العُماني وتطوره عبر التاريخ، مسلطةً الضوء على الحرفية العالية التي يتميز بها العُمانيون في الحفاظ على هذا الرمز الأصيل.
وأكد الموسوي بأن المتحف الوطني ملتزم بإيصال رسالة عُمان الحضارية إلى العالم، وتعزيز الشراكات الدولية المتخصصة في المجال الثقافي والمتحفي، بما يسهم في دعم السياحة الثقافية وفتح آفاق جديدة لهذا القطاع، منوها بأن هذا الفيلم الوثائقي مثالٌ حيّ على أهمية التعاون الثقافي في إيصال مظاهر التراث العُماني إلى جمهور أوسع، ويعزز من مكانة سلطنة عُمان وجهةً ثقافيةً عالمية.
ومن جانبها عبرت أنيسة مراد، مديرة قسم البرامج في قناة روسيا اليوم بأن العمل على هذا الفيلم لم يكن مجرد جولة لرصد تاريخ الخنجر العُماني، ورحلة انتقال خنجر فريد من المتحف الوطني في مسقط إلى متحف الإرميتاج الحكومي الروسي فحسب، بل كان أيضًا رحلة اكتشاف لسلطنة عُمان وتقاليدها، لثقافة مدهشة في تصديها للعولمة وفي حفاظها على هويتها الوطنية، مشيرة إلى أننا في هذا نجد شبها كبيرًا مع روسيا التي تجتهد في الحفاظ على بصمتها الحضارية وسط عالم يضج بالمتغيرات.
ويأخذ الفيلم على مدار 28 دقيقة المشاهدين في رحلة عبر الزمان والمكان، لاستكشاف تطور وتاريخ الخنجر العُماني منذ القرون السابقة، وخاصة خلال عهد دولة أئمة اليعاربة في القرن السابع عشر، وصولا إلى بزوغ الخنجر السعيدي. كما يأخذهم في رحلة شيقة عبر البوادي العمانية الشاسعة والقفار، والسهول الخصبة والجبال الشاهقة، مرورا بالبحار الزرقاء لاستكشاف تنوع أنماط الخناجر العُمانية، التي اختلفت وتباينت في مناطق سلطنة عُمان متعددة الثقافات. ويسعى الفيلم للإجابة عن تساؤل مهم: ما الذي يجعل الخنجر العماني رمزًا للوجاهة والوقار، وهوية أصيلة تثبت جذورها العميقة في تاريخ وثقافة سلطنة عمان، متجاوزًا تأثيرات الموجات العولمة التي تهدد الهويات الوطنية.
كما يتتبع الفيلم رحلة سفر الخنجر من سلطنة عُمان إلى روسيا، حيث يتم الكشف عن خنجر نادر يعود إلى السلطان حمود بن محمد البوسعيدي، سلطان زنجبار من عام 1896 إلى 1902. يُعار هذا الخنجر القيّم من المتحف الوطني في مسقط إلى متحف الإرميتاج الحكومي في سانت بطرسبورج، حيث يُزين هذا الخنجر «قاعة عُمان» في المتحف الروسي.
الجدير بالذكر أن الفيلم الوثائقي من إعداد أنيسة مراد، وإخراج كريم نجيب، وموسيقى أحمد ومحمد صالح، وشارك فيه مجموعة من صانعي ومرممي الخناجر في سلطنة عُمان وموظفي المتحف الوطني، وتم تصويره في مواقع مختلفة في سلطنة عُمان منها المتحف الوطني، وجامع السلطان قابوس الأكبر، ودار الأوبرا السلطانية مسقط، ومتحف عُمان عبر الزمان، وولايتيْ نزوى وصور، بالإضافة إلى مدينة سانت بطرسبورج في روسيا الاتحادية.
وتم الكشف عن عرض «البرومو» خلال الفعاليات الفنية المصاحبة لمنتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي في دورته الـ 27 في إطار مشاركة سلطنة عُمان ضيفَ شرفٍ للمرة الأولى، وستُنظم عروض خاصة للفيلم ضمن معارض ثقافية داخل سلطنة عُمان وخارجها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المتحف الوطنی
إقرأ أيضاً:
بعد غياب 3 عقود.. عُمان تعود لتصدير النحاس
مسقط – تشهد سلطنة عُمان محطة جديدة في مسيرتها الاقتصادية مع إعلان شركة تنمية معادن عُمان تصدير أول شحنة من مركزات النحاس بوزن 900 طن من منجم الأسيل بولاية صُحار (شمالي البلاد)، عبر ميناء صحار. وتجسد هذه الخطوة، التي تأتي بعد توقف استمر 30 عاما، التزام السلطنة بتنويع اقتصادها وتعزيز استدامته بما يتماشى مع مستهدفات رؤية عمان 2040.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة تنمية معادن عمان المهندس مطر بن سالم البادي، إن هذا الإنجاز يمثل علامة فارقة في قطاع التعدين، معبرا عن سعادته باستئناف تصدير النحاس من منطقة تاريخية تميزت وعُرفت بتعدين هذا المعدن منذ أكثر من 3 آلاف عام، وهذا يعكس استمرار الإرث التاريخي لعُمان في مجال التعدين.
وأشار البادي إلى أن قطاع التعدين يشهد تطورا ملحوظا في السلطنة من خلال إستراتيجيات الاستكشاف والاستخراج، وهذا يعزز القيمة المضافة للمشروعات التعدينية ويسهم في تحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية مستدامة.
رؤية طموحة وتوسع مستقبليويقع منجم الأسيل، الذي يمثل الخطوة الأولى نحو تحقيق رؤية الشركة، في منطقة الامتياز "11 بي" بولاية صُحار. وتنتج الشركة مركزات نحاس ذات جودة عالية بنسب تركيز تصل إلى 22%. ويبلغ متوسط الإنتاج السنوي من المنجم حوالي 500 ألف طن من خام النحاس.
قطاع التعدين يشهد تطورا ملحوظا في السلطنة من خلال إستراتيجيات الاستكشاف والاستخراج (الجزيرة)كما تخطط الشركة توسيع نطاق عملها بتطوير منجم البيضاء في ولاية لوى (شمالي البلاد) خلال عامي 2025 و2026، حيث يُقدر احتياطيه بحوالي 2.78 مليون طن من خام النحاس.
إعلانويُتوقع أن تستمر المرحلة الأولى من المشروع بين 4 إلى 5 سنوات، مع استمرار جهود التنقيب لتعزيز احتياطيات النحاس وضمان استمرارية الإنتاج.
النحاس.. معدن إستراتيجي لعصر التحولويبرز النحاس كمعدن أساس في تقنيات الطاقة المتجددة والإلكترونيات، والسيارات الكهربائية، والبطاريات، وهذا يعزز مكانة السلطنة في السوق العالمية. وأوضح رئيس مركز المؤشر للاستشارات الاقتصادية والمالية الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد بن سعيد كشوب، للجزيرة نت، أن توجه السلطنة نحو تطوير قطاع التعدين بدأ قبل 20 عاما، حتى وصل عدد التراخيص لأكثر من 13 منطقة امتياز واكتشاف أكثر من 16 مليون طن من النحاس، مشيرا إلى أن النحاس يُعد مادة إستراتيجية تدخل في الصناعات الحديثة، ما يضع عُمان في موقع تنافسي قوي عالميا.
وأشار كشوب إلى أن السلطنة تمتلك احتياطيات كبيرة وقد يصل الإنتاج حسب بعض الدراسات إلى 60 مليون طن من النحاس، مشددا على أهمية توظيف هذه الموارد لدعم الصناعات الوطنية وتنمية الاقتصاد المحلي، من خلال المشاريع الصناعية مثل مواد البناء والمواد الحرارية.
أفق واعد للاقتصاد العُمانيولا تتوقف السلطنة عند إعادة تطوير منجمي الأسيل والبيضاء، إذ تعمل على استكشاف مناطق أخرى محيطة لتعزيز احتياطيات النحاس، وتضع خططا طموحة للتوسع من خلال مشروع مزون للنحاس، الذي يُعد أكبر مشروع متكامل لإنتاج مركزات النحاس في سلطنة عُمان.
النحاس برز كمعدن أساسي في تقنيات الطاقة المتجددة والإلكترونيات والسيارات الكهربائية (رويترز)وأكدت السلطنة عزمها على استعادة مكانتها التاريخية في سوق النحاس العالمي، مع التركيز على استدامة القطاع وتعظيم عوائده الاقتصادية والاجتماعية.
وتعد سلطنة عمان من أقدم مواطن استخراج وصناعة النحاس في العالم، حيث يعود تاريخها إلى آلاف السنين. وكشفت التنقيبات الأثرية عن مواقع عديدة في تعدين وصهر النحاس في منطقة الباطنة وجبال الحجر، مؤكدة أن العمانيين الأوائل كانوا روادا في استغلال هذا المعدن الإستراتيجي.
إعلانوقد أسهم النحاس العماني في تعزيز التجارة القديمة، حيث كان يُصدر إلى حضارات مثل بلاد الرافدين ووادي السند عبر الموانئ العمانية الشهيرة مثل صحار. واحتفظت السلطنة بمكانتها كمصدر رئيس للنحاس الخام والمصنع، ما يعكس عمق ارتباطها بالتاريخ والصناعة.
وعُرفت سلطنة عُمان في النصوص الرافدية القديمة، السومرية والأكادية، باسم "مجان"، وهو ما يعني "جبل النحاس"، في إشارة إلى غناها بمعدن النحاس الذي كان يُصدّر إلى حضارات بلاد الرافدين منذ آلاف السنين. وقد كُتبت هذه النصوص بالخط المسماري، مؤكدة مكانة عُمان الإستراتيجية ومواردها الطبيعية.