انطلق بالقاهرة اليوم الاثنين مؤتمر دولي لتعزيز الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، في حين دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى انسحاب إسرائيلي فوري من الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، مؤكدا أهمية عدم خذل قطاع غزة إنسانيا.

وأفادت وزارة الخارجية المصرية في بيان الاثنين بأن المؤتمر، الذي يشارك فيه 103 وفود لدول ومنظمات وهيئات دولية ومؤسسات مالية، يأتي لمواجهة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.

كما يهدف المؤتمر -بحسب البيان- إلى تأمين التزامات واضحة بتقديم المساعدات لغزة، وتعزيز الدعم الدولي لضمان استدامة الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، وحشد الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، والتخطيط للتعافي المبكر داخل القطاع.

ومن أبرز المشاركين بالمؤتمر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، وأمينة محمد نائبة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة.

عبد العاطي أكد أهمية عدم خذل قطاع غزة إنسانيا (مواقع التواصل) لا تخذلوا غزة

وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، دعا عبد العاطي إلى انسحاب إسرائيلي فوري من الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، مؤكدا أهمية عدم خذل قطاع غزة إنسانيا.

إعلان

وقال عبد العاطي "يجب الانسحاب الإسرائيلي الفوري من الجانب الفلسطيني من معبر رفح وفيلادلفيا (اللذين احتلتهما إسرائيل في مايو/أيار الماضي)"، وأكد أهمية التدفق للدعم الإغاثي الفوري لغزة.

وشدد على أنه "يجب وقف الحرب بغزة وإعادة الإعمار وتأهيل البنية التحتية"، وأشار إلى أن غزة تواجه مأساة يزيدها ويكرسها عجز المنظومة الدولية عن مواقف رادعة لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي".

ولفت إلى أن إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا والتهجير عقابا للفلسطينيين، متهما تل أبيب بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بطرق غير مبررة، وأكد أن مصر مستعدة لإدخال شاحنات إغاثة بأعداد كبيرة لغزة طالما توفرت الظروف الآمنة لذلك.

من جهته، طالب وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار بغزة ومنع اتساع التصعيد بالمنطقة، وأشار إلى "ارتكاب المجازر ضد الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير البنى التحتية وانتهاج سياسة القمع والحصار والتهجير القسري ومصادرة الأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل".

وأكد ابن فرحان أن هذا السلوك الإسرائيلي "يكرس المعاناة ويغذي التطرف في المنطقة، ويعمل على توسيع رقعة الصراع، ويقوض فرص التعايش المستدام".

وقال ابن فرحان إن "المملكة لم تدخر جهدا، أو تتأخر في تقديم العون للشعب الفلسطيني"، وأدان "تعريض العمل الإنساني في الأراضي الفلسطينية للانهيار بمهاجمة إسرائيل عاملين أمميين".

من جهته، دعا وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي المجتمع الدولي لممارسة كل أشكال الضغط الممكنة على تل أبيب لتسمح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وقال الصفدي "الناس في قطاع غزة جوعى ولا بد من التحرك الآن".

ودعا الصفدي المجتمع الدولي إلى ممارسة كل أشكال الضغط الممكنة على إسرائيل لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

وبدوره، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إلى العمل على خطط للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بغزة، والعمل على وضع خطة لإعادة توحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية في القطاع والضفة الغربية.

إعلان

وشدد مصطفى على ضرورة تنفيذ القرارات الأممية لوقف العدوان وإدخال المساعدات إلى غزة، معبرا عن أمله في أن يشهد المؤتمر تطلعا لتعهدات تعالج المطالبات الإنسانية الإغاثية العاجلة دعما لصمود الشعب الفلسطيني ومستقبله.

استجابة طارئة

من جانبه، وجَّه المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني مناشدة بقوله في المؤتمر "نحن بحاجة إلى استجابة إنسانية طارئة في غزة".

وأكد أن "أونروا تعمل وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتعمل على حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

ودعا لازاريني إلى إنهاء الحظر الإسرائيلي لعمل الوكالة الأممية.

والسبت، كشف برنامج الأغذية العالمي أن أزمة الجوع تتفاقم في أنحاء قطاع غزة، وأسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بنسبة تزيد عن 1000% مقارنة بمستويات ما قبل الحرب.

ويعاني الفلسطينيون في غزة سياسة تجويع جراء شح في المواد الغذائية، بسبب عرقلة إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بحسب تأكيدات مؤسسات أممية ودولية عديدة.
ويطالب المجتمع الدولي إسرائيل بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة لمنع حدوث مجاعة، لكن دون جدوى.

واستفحلت المجاعة في جل مناطق القطاع جراء الحصار الإسرائيلي، لا سيما في الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع، بينما تعيش مناطق القطاع كافة كارثة إنسانية غير مسبوقة، تزامنا مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني تواليا على نحو مليوني نازح فلسطيني، معظمهم يفترشون الخيام.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 149 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المساعدات الإنسانیة وزیر الخارجیة من معبر رفح عبد العاطی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

تصعيد إسرائيلي خطير ضد القطاع الحكومي في غزة.. على حافة الانهيار

رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الآونة الأخيرة من وتيرة الاستهداف المباشر للبنية الشرطية والحكومية في قطاع غزة، بما يتوافق مع تصريحات قادة الاحتلال التي تؤكد مواصلة الخطط للإطاحة بنظام حكم حركة حماس، وتدمير قدراتها المدنية والحكومية.

وعادت طائرات الاحتلال اليوم السبت، لاستهداف مركبة تقل عناصر مكلفين بتأمين المساعدات في خانيونس ودير البلح، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم، وذلك ضمن قصفه المتكرر الذي يطال عناصر الأمن والشرطة والقيادات الحكومية.

والخميس الماضي، اغتال جيش الاحتلال مدير عام الشرطة في قطاع غزة اللواء محمود صلاح خلال غارة جوية أثناء تواجده في محافظة خانيونس، برفقة اللواء حسام شهوان عضو مجلس قيادة الشرطة.

تدمير قدرات "حماس" الحكومية
وقالت القناة الـ13 العبرية في تقرير لها، إنّ "إسرائيل تدرس تقليص إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بهدف تدمير قدرات حماس الحكومية".

وبهذا الصدد، نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مسؤول إسرائيلي قوله، أن تل أبيب تدرس الحد من المساعدات الإنسانية، لغزة بعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

بدوره، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول خلق فراغ إداري وحكومي وبيئة فوضوية في قطاع غزة.



وأوضح المكتب في بيان تلقت "عربي21" نسخة منه، أن "إقدام جيش الاحتلال على اغتيال مدير عام الشرطة في قطاع غزة ومساعده، يأتي ضمن مخطط واضح يهدف لخلق فراغ إداري وحكومي ونشر الفوضى والفلتان الأمني، في محاولة للنيل من صمود شعبنا وزعزعة استقراره".

وذكر أن عدد شهداء عناصر تأمين المساعدات وصل إلى 736 شهيدا، ما يظهر حجم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، والتي تستهدف كل من يُحاول تقديم العون والإغاثة للشعب الفلسطيني المنكوب.

تصعيد الهجمات
من جانبه، بيّن الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أنه "في خطوة تعكس تصعيدا خطيرا، تتجه إسرائيل نحو تصعيد هجماتها ضد البنية الشرطية والحكومية في قطاع غزة".

وتابع عفيفة قائلا: "هذا التحرك بدأ باغتيال قيادات أمنية بارزة في شرطة غزة، ويهدف إلى تدمير ما تبقى من قدرات الحكم في القطاع"، وفق ما أورده عبر قناته بتطبيق "تيلغرام".

ولفت إلى أنه "بحسب تقارير إسرائيلية، تُبرر هذه الهجمات بتوجيه المساعدات الإنسانية نحو تعزيز القدرات الحكومية للمقاومة، فيما ترى تل أبيب أن تدمير المؤسسات الحكومية سيضعف قدرة حماس على الحكم ويزيد الضغط الشعبي".



وشدد عفيفة على أن "إسرائيل تُراهن على تغيير جذري في سياستها تجاه غزة بالتزامن مع تولي ترامب الرئاسة. مسؤولون إسرائيليون يؤكدون أن مستوى المساعدات سيخضع لتقليص جذري، ما يعكس سياسة جديدة تهدف إلى محاصرة القطاع بشكل أعمق".

وحذر من أن "الهجمات المركزة على عناصر المخابرات العسكرية والشرطة تُنذر بانهيار المزيد من الخدمات الأساسية، ما سيُعمق الأزمة الإنسانية ويدفع غزة إلى حافة الانهيار".

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن مباحثات أجراها وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس نهاية الأسبوع الماضي، بخصوص ملف "اليوم التالي للحرب" في قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاجتماع بحث إيجاد بديل لحكم حركة حماس في قطاع غزة، إلى جانب مناقشة مسألة المساعدات الإنسانية وتبديل حكم حماس في مسعى للتقدم بصفقة تبادل الأسرى.

مقالات مشابهة

  • لماذا تسعى إسرائيل إلى تقليص مساعدات قطاع غزة بعد تنصيب ترامب؟
  • قناة عبرية: إسرائيل تدرس تقليص إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • تصعيد إسرائيلي خطير ضد القطاع الحكومي في غزة.. على حافة الانهيار
  • إسرائيل تدرس تقليل المساعدات الإنسانية لغزة بعد تنصيب ترامب.. ومسؤول يوضح السبب
  • إسرائيل تدرس خفض المساعدات لقطاع غزة مع قدوم ترامب
  • أكدت انفتاحها على كل ما من شأنه لمَّ الشمل الفلسطيني وإعادة الاعتبار لنظامه السياسي:حماس تدعو فتح للتجاوب مع جهود تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة غزة
  • عاجل| إعلام إسرائيلي: إسرائيل تدرس تخفيض إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة مع تولي ترامب منصبه
  • الأونروا تستعد لوقف أنشطتها في قطاع غزة
  • مقتل الضابط بجهاز المخابرات الفلسطيني رشيد شقو
  • الدفاع المدني الفلسطيني: ما يجرى الآن في غزة جنون واضح لقوات الاحتلال