في مشهد صادم يعكس وحشية جيش الاحتلال الإسرائيلي، تعرض شاب فلسطيني في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة لإصابة خطيرة في رأسه جراء استهدافه بقنبلة دخانية ألقاها جنود الاحتلال عليه مباشرة، خلال عملياتهم المستمرة منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في مخيمي جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع، التي تسببت في قتل وتجويع وتهجير آلاف الفلسطينيين.

وحاول الأهالي في مكان الحادث، بكل ما أوتوا من إمكانيات محدودة، إخماد القنبلة -التي استقرت في رأس الشاب- عن طريق وضع التراب على رأسه، وسط حالة من الهلع والخوف من تأثير الغازات السامة الناتجة عنها، لكن الشاب استشهد على الفور، في واقعة تجسد تعمّد الاحتلال استخدام أسلحة محرمة دوليا ضد المدنيين في القطاع.

مشهد صادم يظهر محاولة الناس إخماد قنبلة دخانية انفجرت في رأس شاب فلسطيني، ألقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عمليتها المستمرة في مخيم جباليا وبيت لاهيا شمالي قطاع غزة. pic.twitter.com/y4KPSwcBHa

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) December 1, 2024

وانتشر فيديو يوثق محاولات الأهالي إنقاذ الشاب الذي انفجرت القنبلة في رأسه، بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار صدمة عارمة وتفاعلا كبيرا بين الفلسطينيين والعرب.

إعلان

وتعليقا على ذلك، وصف الناشط خالد صافي القنبلة بأنها "أميركية الصنع زُرعت بأيدي صهيونية في جسد فلسطيني من غزة"، لافتا إلى أن السبب وراء استهداف الشاب هو رفضه النزوح من أرضه شمال غزة.

قنبلة أمريكية الصنع زُرعت بأيدي صهيونية في جسد فلسطيني من غزة صاحب الأرض والتاريخ والحق،
والسبب: أنه رفض النزوح من أرضه شمال قطاع غزة. pic.twitter.com/TKEzmIAYH0

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) November 30, 2024

أما الناشط تامر، فأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتفنن في اختيار الأساليب الوحشية لقتل الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدا أن بعضها لم يُعرف في التاريخ من قبل.

وكتب أدهم شرقاوي عبر حسابه بمنصة إكس قائلا "منذ أيام وأصدقائي في غزة يخبرونني عن ظاهرة جديدة حيث تتبخر أجساد الشهداء. لم أستطع فهم ذلك حتى شاهدت هذا الفيديو! اللهم عدلك وانتقامك لغزة".

أصدقائي في غزَّة يخبرونني منذ أيامٍ
أنَّ هناك ظاهرة جديدة
وهي أنَّ أجساد الشُّهداء تتبخّر!
لم أستطِعْ فهم المشهد ولا تخيله
حتى رأيت هذا الفيديو!
اللهم عدلك وانتقامك لغزَّة! pic.twitter.com/4cub61hn6o

— أدهم شرقاوي (@adhamsharkawi) November 30, 2024

بدورها، ترى الناشطة الفلسطينية مريم أبو طه أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم شكلا من أشكال الموت الجديدة في غزة من خلال استخدام قنابل تخترق الجسد وتنفجر داخله، قائلة "الموت بقنبلة داخل الجسد ما هو إلا تعبير عن مدى البشاعة واللامبالاة بالحياة الإنسانية التي يمارسها الاحتلال ضدنا في غزة".

View this post on Instagram

A post shared by مريم أبو طه ???? Mariam Abu Taha (@mariam_abu_taha)

وأشارت الناشطة أبو طه إلى أن هذه الصورة ليست فقط شهادة على جـريـمـة حـرب، بل هي صرخة للعالم ليشاهد الحقيقة، و"أنا أعلم أنه لن يتحرك ساكن".

وتساءل كثيرون عبر منصات التواصل الاجتماعي عن صمت العالم تجاه المجازر المستمرة في غزة، وعبّروا عن استيائهم من غياب تحرك حقيقي لوقف الإبادة الجماعية، كما شددوا على أن الأسلحة المستخدمة تعكس انعدام الإنسانية، وتهدف لإبادة الفلسطينيين بشكل ممنهج.

حسبنا الله ونعم الوكيل
الشهداء الذين يتبخرون بسبب قنابل يوجد فيها نسبة من مواد مشعه
أما هذا الشهيد المسكين فقد القيت عليه مباشرة قنبلة دخانيه وبإذن الله ارتقى إلى جنات ربي ولم يشعر بشيء.

تم تجربة كافة أنواع الأسلحة على غزة و أهلها
تم قتلهم بكل ألوان وأصناف الوحشية
و إني على…

— somy (@somyalyami) December 1, 2024

إعلان

وأضاف آخرون أن القنابل الدخانية هي قنابل حارقة فتاكة محرمة قانونيا، يستخدمها جيش الاحتلال في المناطق السكنية، خصوصا ضد المواطنين في شمال القطاع، مما يسبب أضرارا بالغة لهم.

ياعالم اسرائيل تستخدم اسلحة محرمة وتتفن في الإبادة في غزة .وبالاخص في الشمال ،????????????
من داخل منطقة بيت لاهيا المحاصرة في شمال غزة شهيد أثراستعمال قنبلة دخانية في رأسه المشهد يتحدث عن قسوةالمشهد.
من يشاهدهذه فليشارك لتصل لكل العالم
جرائم أسرائيل . https://t.co/jmYClNTEDe

— Hayat zyd (@ZyzyYhy) November 30, 2024

ولفت بعض الناشطين إلى أن غزة تتعرض لإبادة جماعية بمعنى الكلمة لم تشهدها البشرية عبر التاريخ. فكل أنواع وأشكال الظلم والقتل في العالم، سواء من الواقع أو الخيال، أصبحت تحدث في غزة، متسائلين "إلى متى هذا الصمت؟ أين منظمات حقوق الإنسان التي يُفترض أن ترعاها؟ يُبادون بأبشع الطرق، حيث تُجرى عليهم تجارب نووية وأسلحة ممنوعة دوليا".

#القنابلـالدخانية هي قنابل حارقة فتاكة محرمة دوليا في المناطق السكنية تستخدم في التمهيد للعمليات العسكرية وتسبب حروقا شديدة للأشخاص تدمر الأنسجة العضلية وتبلغ العظم
في #بيتـلاهيا قنبلة دخانية تخترق جسد انسان
يارب ما يكون حس باشي واستشهد ???? pic.twitter.com/MYch0g9SZ7

— ????????khadija_Elqatta (@khadija_Elqatta) December 1, 2024

لجنة تحقيق

بدورها، طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليا في شمال قطاع غزة تؤدي إلى تبخر الأجساد.

وقالت حركة حماس -في بيان- إن "الشهادات المروّعة التي يدلي بها المواطنون والأطباء في شمال قطاع غزة بعد الغارات والمجازر التي تُنفّذ ضد المدنيين الأبرياء، وتأكيد حالات استهداف بأسلحة وذخائر تؤدي إلى تبخر الأجساد، تشير بقوة إلى استخدام جيش الاحتلال الإرهابي أسلحة محرمة دوليا خلال حملة الإبادة الوحشية والمستمرة منذ 53 يوما في شمال القطاع".

إعلان

وطالبت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية وتمكينها من دخول شمالي القطاع والكشف عن طبيعة الذخائر التي يستخدمها جيش الاحتلال وحقيقة ما يرتكبه من انتهاكات واسعة للقوانين الدولية بحق المدنيين العزل.

وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على غزة، خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الاحتلال الإسرائیلی جیش الاحتلال محرمة دولیا pic twitter com قطاع غزة فی شمال فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

غزة بين فكي التصعيد والمراوغة.. إسرائيل توسع عدوانها والتهدئة معلقة

في مشهدٍ دموي متواصل منذ أكثر من عام ونصف، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العنيف على قطاع غزة، متسببًا بكارثة إنسانية غير مسبوقة.

وبينما تتعالى الأصوات الدولية المطالِبة بوقف الحرب، تتجه إسرائيل إلى تصعيد ميداني جديد، متجاهلة الجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى هدنة شاملة.

وفي هذا السياق، تكشف تقارير إعلامية إسرائيلية عن نوايا لتوسيع العمليات البرية واحتلال مناطق إضافية داخل القطاع، وسط حالة من الترقب والمخاوف من انفجار الأوضاع بشكل أكبر.

خطط لتوسيع العمليات البرية

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لتوسيع عملياته البرية واحتلال مناطق جديدة داخل قطاع غزة، مع تصعيد ملحوظ في شدة القصف الجوي الذي لم يهدأ طوال الأشهر الماضية.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش يستعد بالفعل لتوسيع عملياته الميدانية، مستفيدًا من حالة الجمود التي تخيم على المفاوضات الجارية بين الأطراف المختلفة، حيث لم يتم التوصل حتى الآن إلى أي تقدم ملموس.

بدوره، قال مراسل القناة 12 الإسرائيلية إن مصادر عسكرية إسرائيلية أبلغت خلال الأيام الماضية مسؤولين في المستوطنات المحاذية لغزة بخطط لتصعيد الضغط العسكري بشكل كبير، بما يشمل تعبئة واسعة لقوات الاحتياط بهدف تنفيذ عمليات برية مكثفة ومتزامنة في مناطق جديدة داخل القطاع لم تدخلها القوات حتى الآن.

وأشار المراسل إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى أيضًا إلى تعزيز الحماية الأمنية في المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع، تحسبًا لأي تطورات ميدانية مفاجئة.

وأضافت القناة أن هذه الخطوات تأتي في إطار خطط معدة سلفًا لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية، مع استمرار الجهود الخلفية التي تهدف إلى التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار، رغم أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن التصعيد هو الخيار المفضل حاليًا لدى إسرائيل لتعزيز موقفها التفاوضي.

الدكتور أيمن الرقبمقترحات وتعنت إسرائيلي

وفي هذا السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن إسرائيل لم تقدم أي إجابات واضحة للوسطاء في مصر وقطر بشأن مقترح حركة حماس الذي يقضي بتسليم جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب بشكل كامل ودائم على قطاع غزة.

وأضاف الرقب، في تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد"، أن المقترح المصري السابق الذي طرح في وقت سابق لم يلق موافقة إسرائيلية أيضًا، مما يعكس استمرار تعنت الاحتلال في التعامل مع الجهود الرامية إلى وقف الحرب.

وأوضح الرقب أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب حاليًا دورًا أكثر نشاطًا لدفع الأطراف نحو اتفاق ينهي القتال، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لزيارة المنطقة خلال الأيام المقبلة، حيث سيبحث عددًا من الملفات الإقليمية، وعلى رأسها ملف وقف الحرب في قطاع غزة.

وأكد الرقب أن "أهم الأولويات الآن هي وقف الحرب فورًا، والبدء بترتيبات جديدة لإدارة قطاع غزة"، مشددًا على أن الولايات المتحدة معنية بشكل كبير بالتهدئة في القطاع، خاصة مع تصاعد الانتقادات الدولية للآلة العسكرية الإسرائيلية التي تحصد أرواح المدنيين منذ أكثر من عام ونصف.

انتهاكات الاحتلال في غزة منذ 7 أكتوبر 2023

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، شهد القطاع تصعيدًا غير مسبوق في مستوى العنف والدمار، فقد شنت قوات الاحتلال آلاف الغارات الجوية والمدفعية، استهدفت خلالها الأحياء السكنية، والمستشفيات، والمدارس، ومراكز الإيواء، والبنية التحتية المدنية، مما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.

ورافق العمليات العسكرية حصار خانق على القطاع، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، مع نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والوقود والأدوية، كما تعرضت المؤسسات الصحية والبنية التحتية الحيوية للتدمير الممنهج، مما أدى إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الطبية.

ورصدت تقارير حقوقية دولية، منها تقارير صادرة عن منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، ارتكاب قوات الاحتلال انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب، من بينها القصف العشوائي لمناطق مكتظة بالسكان، واستخدام القوة المفرطة، واستهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، فضلاً عن التهجير القسري لمئات الآلاف من المدنيين.

وبرغم صدور العديد من قرارات الإدانة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، وفرض محكمة العدل الدولية في لاهاي إجراءات احترازية لحماية المدنيين الفلسطينيين، إلا أن إسرائيل استمرت في تجاهلها، وسط دعم سياسي وعسكري أمريكي وغربي مكشوف.

ومع دخول العدوان عامه الثاني، لا تزال غزة تواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، وسط غياب واضح للمساءلة الدولية الفعالة، وتجاهل صارخ للقانون الدولي الإنساني.

في ظل الجمود السياسي، والتعنت الإسرائيلي، ومواصلة العدوان، يبقى قطاع غزة على شفا كارثة إنسانية كبرى. وبينما تتحرك بعض الجهود الدولية الخجولة لمحاولة وقف الحرب، تصر إسرائيل على التصعيد الميداني، متجاهلة النداءات الإنسانية العاجلة. ومع استعداد الرئيس الأمريكي ترامب لزيارة المنطقة، يبقى السؤال معلقًا: هل تسفر هذه التحركات عن وقفٍ فعلي للعدوان، أم أن غزة ستظل تدفع وحدها ثمن ازدواجية المعايير الدولية؟

طباعة شارك غزة قطاع غزة إسرائيل هدنة غزة

مقالات مشابهة

  • غزة بين فكي التصعيد والمراوغة.. إسرائيل توسع عدوانها والتهدئة معلقة
  • مغردون: سكان غزة يعيشون في مجاعة لم يشهدها العالم
  • أبو عبيدة: مقاتلونا جاهزون للمواجهة.. تبايعوا على النصر أو الشهادة
  • القسام تكشف تفاصيل عن كمين قتلت فيه سائق دبابة للاحتلال في بيت حانون
  • الجهاد الإسلامي لعباس: استخدمت عبارات غير لائقة وتبنيت رواية الاحتلال
  • آلة القتل الإسرائيلية مستمرة في مجازرها وعشرات الشهداء في قطاع غزة
  • جيش الاحتلال يعترف بمقتل قائد دبابة وإصابة 3 آخرين في بيت حانون
  • أنباء عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين بمعارك مع المقاومة في غزة
  • إسرائيل تصدر أمر إخلاء لسكان منطقتين في شمال قطاع غزة
  • الدفاع المدني بغزة: الاحتلال ارتكب مجزرتين في جباليا