الهلال الأحمر: الأزمة في غزة ليست مجرد كارثة إنسانية بل أمر دبلوماسي عميق يتطلب اهتمامًا عاجلًا
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
قالت المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري الدكتورة آمال إمام إن الأزمة في غزة ليست مجرد كارثة إنسانية بل إنها أمر دبلوماسي عميق يتطلب الاهتمام العاجل والمركز، ولا يمكن أن ننسى معاناة المدنيين، بل لابد من معالجة احتياجاتهم وحمايتهم.
جاء ذلك خلال مشاركة المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري في فعاليات مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، الذي عقد اليوم /الاثنين/ تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي وبمشاركة دولية واسعة.
وأضافت الدكتورة آمال إمام "أنه من غير المقبول أن يستمر هذا الكابوس المدمر لأكثر من عام، ما يقرب من 14 شهرًا، وأن يستمر في التصاعد، وأن تزداد المعاناة قسوة، وأن يزداد الوضع يأسًا يومًا بعد يوم".
وتابعت "نشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة النطاق، ولكن من المهم أن نتذكر أن هؤلاء المتضررين ليسوا مجرد مسألة أرقام إحصائية، ولكن هؤلاء أناس حقيقيون لديهم احتياجات حقيقية ويستحقون دعمنا الثابت".
وأوضحت أنه لا بد من القول إن المساعدات الإنسانية لا ينبغي أن تُستخدم كذريعة للفشل في حماية أرواح المدنيين؛ لأنهم يستحقون أكثر من تعاطفنا بل يستحقون عملنا الجماعي المستمر.
وشددت على أن الهلال الأحمر المصري بدعم من الحكومة المصرية كان في طليعة الجهود المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة بصفته جهاز مساند للحكومة وممثلًا مفوضًا من قبل الحكومة المصرية كمستلم لجميع المساعدات التي تذهب إلى غزة عبر مصر، وتنسيق المساعدات الإنسانية وإدارة الخدمات اللوجستية لتسليمها إلى غزة خاصة من خلال مراكز الخدمات اللوجستية في العريش.
وأشارت إلى أن فرق الهلال المدعومة بأكثر من 50 ألف متطوع عملت مخلصة بلا كلل على الأرض بالمعدل المطلوب؛ لتوفير الوصول إلى الإمدادات المنقذة للحياة والضروريات الأساسية ودعم خدمات الطوارئ الأساسية على الرغم من كل التحديات والاختناقات من الجانب الآخر في إدخال المساعدات إلى غزة وحجم القيود التشغيلية التي تتجاوز التوقعات.
وأكدت أنه وبدعم من الحكومة المصرية، تعمل جمعية الهلال الأحمر المصري بالتعاون الوثيق مع الشركاء من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ولاسيما جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية الدولية؛ لضمان وصول المساعدات إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها وعدم نسيان الفئات الأكثر ضعفًا.
وأشارت المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري إلى أنه بهذه اللحظات الصعبة، كعاملين في المجال الإنساني نؤكد من جديد التزامنا بمبادئ الحياد والنزاهة والإنسانية، كما تم تكليف جمعية الهلال الأحمر المصري بتقديم الدعم للأفراد الذين يعبرون من غزة؛ بما في ذلك المصابين الذين تم إجلاؤهم طبيًا وأسرهم، وذلك بالتنسيق مع وزارتي الصحة والتضامن الاجتماعي، ويشمل مجموعة من الخدمات؛ بما في ذلك تقديم الرعاية الطبية، واستعادة الروابط الأسرية، وخدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، وتوزيع المواد الغذائية وغير الغذائية، ومستلزمات النظافة، والمساعدات النقدية متعددة الأغراض، والنقل، وما إلى ذلك.
وقالت "إن مهمة الهلال الأحمر المصري هي ضمان، عندما تسمح الظروف، تقديم المساعدات المنقذة للحياة والتي القطاع في أمس الحاجة إليها..لذلك نحث هذا الجمع على استخدام نفوذه وتكثيف جهوده الدبلوماسية؛ لتأمين وصول إنساني آمن وغير مشروط وغير معوق إلى غزة، حتى يصبح تدفق المساعدات المسموح بها إلى غزة مسارًا ثابتًا وقويًا".
وأضافت "أن وصول المساعدات مطلوب بشكل عاجل لإنقاذ الأرواح ويجب إعطاء الأولوية للغذاء والمياه الصالحة للشرب ومستلزمات النظافة والأدوية ومواد الصرف الصحي الأساسية والسماح بالمأوى المناسب كأولوية لإنقاذ الأرواح، دون أن يتم مهاجمتها قبل وصولها للمستفيدين، كما يجب رفع القيود المفروضة على تسليم مواد مثل: قطع الغيار للبنية التحتية للصرف الصحي، والألواح الشمسية، والمولدات، والمعدات الطبية والمواد اللازمة لإنتاج الغذاء على الفور".
وتابعت المدير التنفيذي للهلال الأحمر "أننا ندرك أن المساعدات الإنسانية وحدها ليست حلاً لهذه الأزمة، لذلك نكثف جهودنا لتلبية الاحتياجات الهائلة والعاجلة على الأرض، فإننا نفكر في المستقبل، والانتقال من الاستجابة للطوارئ للتعافي المبكر، وهو مرحلة حرجة تتطلب التخطيط والتنسيق الدقيقين".
وشددت على أن الهلال الأحمر المصري بالشراكة مع الأمم المتحدة والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وغيرها من المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية، ملتزم بتقديم الدعم المستدام؛ لتتمكن المجتمعات الفلسطينية من البدء في إعادة بناء حياتها بأمان وكرامة.
وحثت جميع الشركاء والحكومات والوكالات الإنسانية على التكاتف والمساهمة في استجابة منسقة وفعالة لمعالجة الاحتياجات المتزايدة الفورية، مع وضع الأساس للانتقال إلى مرحلة التعافي المبكر.
وقالت "إن الطريق إلى التعافي لا يزال طويلاً وغير مؤكد، كما أن دعم المجتمع الدولي، وتعاون جميع الجهات الفاعلة الإنسانية، والالتزام المستمر من جانب مصر والهلال الأحمر المصري، كلها أمور ضرورية لجعل هذا التعافي ممكنًا".
ولفتت إلى أن أولويات الهلال الأحمر المصري تتمثل في تعزيز إدارة المستودعات وسلسلة التوريد لاستيعاب المساعدات وضمان مساحة كافية لكميات كافية على مخزون يكفي باحتياجات فترات زمنية أطول.
وأضافت أنه في هذا الصدد، يشار إلى أن الحكومة المصرية قدمت دعمًا كبيرًا للهلال الأحمر المصري في تنفيذ عمله الإنساني، ويشمل ذلك قرار رئيس الوزراء بإعلان مستودعات الهلال الأحمر بالعريش كمستودعات جمركية؛ مما يسمح لها باستيعاب شحنات المساعدات العابرة المعفاة بالكامل من الضرائب، حيث أن هذا التسهيل يبسط عملية تقديم المساعدات مما يدل على التزام الحكومة بدعم الجهود الإنسانية.
وأشارت إلى أنه يتم أيضًا توسيع إنشاء نقاط الخدمة الإنسانية والحفاظ على الخدمات بالنقاط القائمة بالفعل؛ مما يسمح بقدر أكبر من الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل: الرعاية الطبية، والمساعدات الغذائية، والمياه والصرف الصحي، وإعادة الروابط العائلية، والدعم النقدي، والمأوى، وتعزيز قدرتنا على الاستجابة للطوارئ؛ لتعزيز جاهزية الاستجابة لسيناريوهات مختلفة للأزمة.
ووجهت المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري - في ختام كلمتها - الشكر للحكومة المصرية على دعمها وثقتها في الهلال الأحمر وعلى عقد هذا المؤتمر، مؤكدة أن الهلال الأحمر المصري بدعم من الحكومة يقف في تضامن ثابت مع المدنيين في غزة.
وأضافت "سوف نستمر في بذل كل ما في وسعنا لتوفير الإغاثة الفورية ودعم التعافي الطويل الأجل لهذا الشعب الفلسطيني الصامد..فالطريق أمامنا سيكون صعبًا، لكننا نعتقد أنه من خلال القوة الجماعية للمجتمع الدولي، يمكننا التغلب على بعض هذه التحديات".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحكومة المصرية كارثة إنسانية الهلال الأحمر المصري الأزمة في غزة المزيد المزيد الهلال الأحمر المصری المساعدات الإنسانیة الحکومة المصریة والهلال الأحمر إلى غزة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الهلال الأحمر المصري والسفارة اليابانية بالقاهرة يوقعان بروتوكول تعاون لتنفيذ مشروع تعزيز قدرات الأسطول اللوجستي
وقع الهلال الأحمر المصري والسفارة اليابانية بالقاهرة بروتوكول تعاون لتنفيذ مشروع تعزيز قدرات الأسطول اللوجستي للهلال الأحمر المصري، وذلك في إطار منحة المساعدات اليابانية للمشروعات الأهلية الأساسية وأمن الإنسان (KUSANONE).
وقع عن الطرف الأول الدكتورة آمال إمام، المديرة التنفيذية للهلال الأحمر المصري، وعن الطرف الثاني السفير إيواي فوميو سفير اليابان بمصر، وذلك بحضور الدكتور عادل العدوي وزير الصحة الأسبق وعضو مجلس إدارة المركز العام للهلال الأحمر المصرى، والدكتور أيمن السعيد، رئيس مجلس إدارة فرع الغربية وعضو مجلس إدارة المركز العام للهلال الأحمر المصرى، وأعضاء من بعثة سفارة اليابان بالقاهرة.
وأعربت دكتورة آمال إمام المديرة التنفيذية للهلال الأحمر المصري عن تقديرها لدعم برنامج التعاون الإنمائي الياباني المصري وللشعب الياباني على هذه المساهمة القيمة، والتي تأتي في وقتٍ حاسم لدعم أعمال الجمعية الإنسانية، تعزيزًا لجهود الهلال الأحمر المصري في الاستجابة للتحديات المتصاعدة التي تشهدها المجتمعات الإنسانية.
ومن جانبه أعرب السفير إيواي فوميو سفير اليابان بمصر عن الاحترام والتقدير العميق من اليابان تجاه الهلال الأحمر المصري لما يقوم به من دورٍ حيوي وهام في تقديم الدعم الانسانى بشكل عام خاصة لغزة.
هذا ويهدف التعاون الموقع إلى تعزيز بيئة الرعاية الصحية والبنية الأساسية للمستودعات الطبية على مستوى 12 محافظة من خلال دعم قدرات أسطول النقل الخاص بالجمعية من خلال شراء من ٣ إلى ٤ شاحنات نقل جديدة، وذلك لتعزيز القدرة على نقل الإمدادات الطبية والإغاثية بشكل أسرع بين المقرات المختلفة وأماكن تقديم الخدمات.
الجدير بالذكر أن برنامج المساعدة لمشاريع الأمن البشري على مستوى القاعدة "KUSANONE" بدأ في مصر عام 1994، ويقوم بدعم المشاريع الصغيرة التي تعود بالنفع المباشر على المستوى الشعبي، بالإضافة إلى المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلدان النامية.
1000231777 1000231779 1000231781 1000231775 1000231785 1000231783