كرموس: ظاهرة تجول السفراء في المنطقة الغربية ناتجة عن ضعف الدولة
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
قال عضو مجلس الدولة عادل كرموس، إن ظاهرة تجول سفراء الدول الأجنبية في المنطقة الغربية ناتجة عن ضعف الدولة وقصور الرقابة وغياب متابعة وزارة الخارجية.
وأضاف كرموس، في تصريحات لتلفزيون المسار، إن لقاءات السفراء بالمشايخ والأعيان تعكس عجز الأجهزة الحكومية والأمنية عن الحفاظ على سيادة الدولة.
الوسومالمنطقة الغربية ضعف الدولة ظاهرة تجول السفراء كرموس.المصدر: صحيفة الساعة 24
كلمات دلالية: المنطقة الغربية ضعف الدولة كرموس
إقرأ أيضاً:
ظاهرة أردوغان الصوتية
أعلنت أبو ظبي أن تركيا سلمتها ثلاثة متهمين بخطف وقتل الحاخام الإسرائيلي تسيفي كوغان الذي يحمل الجنسية المولدوفية قبلها بأيام في دولة الإمارات العربية المتحدة، وشكرت أبو ظبي أنقرة على هذا التعاون الذي اعتبرته إستراتيجياً ويساعد على ديمومة تقوية العلاقات بين البلدين.
كما وأعلنت أنقرة أنه تم القبض على الثلاثة أفراد المتهمين في قتل الحاخام خلال عملية خاصة قامت بها السلطات الأمنية في البلاد، وقامت باحتجازهم وتسليمهم إلى الإمارات، وقد قامت بذلك احتراماً للاتفاقيات والقوانين الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول.
لم تركز الكثير من الجماهير العربية والإسلامية على الحدث نفسه بقدر تركيزها على اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالنفاق والكذب بخصوص دعمه للقضية الفلسطينية وانتقاداته اللاذعة ضد الاحتلال الإسرائيلي ومجازره الشنيعة الذي يرتكبها يومياً ومنذ ١٤ شهراً في قطاع غزة، بسبب قيامه بتسليم المتهمين بقتل الحاخام.
أردوغان من خلال تصريحاته المنتقدة للمجازر الصهيونية لقادة الاحتلال الصهيوني كأنه يقول لأهل غزة: نحن معكم ونحن نراقب ما يحدث لكم ولكن ليس بيدنا حيلة لحمايتكم أو لوقف المجازر ضدكم. وقد مرَّ النبي صلَّى الله عليه وسلم على آل ياسر وهم يُعذبون، وما كان بوسعه إلا أن يقول لهم: "صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة."ومنهم من تفاخر بأنه لم يُخدع بنفاق أردوغان منذ البداية وأنه كان يعلم أنه كاذب في تصريحاته المؤيدة للمقاومة الفلسطينية والمنتقدة للعدوان الإسرائيلي الصارخ صد لفلسطينيين. ومنهم من أخذ يعدد مواقف الرجل ودولته التي يعتقدون أنها تخدم دولة الاحتلال.
بينما هم يرون ذلك، أرى أن أردوغان أكثر زعيم في العالم يكره الاحتلال الصهيوني لفلسطين الذي يعتبرها الرجل أرضا إسلامية يجب تحريرها والحفاظ عليها أكثر من أي بقعة أخرى على وجه الأرض، وهذا ينبع من فهمه والتزامه الديني حيث أن ذلك واجب على كل مسلم.
فالرجل هو الزعيم المسلم الوحيد الذي يتخطى فعله قوله بخصوص الانتهاكات الإسرائيلية اليومية للمسجد الأقصى ومدينة القدس وأهلها، حيث أنه يدعم المرابطين في المسجد الأقصى ومصاطب العلم فيه والأنشطة المختلفة التي يقوم بها الفلسطينيون لمحاولة الحفاظ على هوية أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.
وأردوغان هو الزعيم المسلم الوحيد الذي تقوم حكومة بلاده بإنشاء ورعاية الأوقاف في مدينة القدس ويقوم بدعم المقدسيين بطرق مختلفة وبطرق يحاول فيها مندوبوه الالتفاف على سياسات الاحتلال الذي يعمل على تهويد القدس.
صحيح أن هذه الأعمال ليس لها الكثير من النتائج الملموسة، ولكنها تعني الكثير عند الذي يعنيه المسجد الأقصى و يفهم ما يفعله الاحتلال فيه.
على أية حال، لن أرد على جميع المنتقدين لهذا الزعيم المسلم، و كن سأرد على بعض الإسلاميين وخصوصاً من الكتَّاب والمدونين الذين تصل أصواتهم للقاصي والداني، وما انتهرني للكتابة بالعربية، وقد كنت توقفت عنها منذ ١٢ عاماً، إلا أقلامهم البتراء.
وسأرد عليهم رداً فيه، إلى جانب الفهم السياسي، تأصيلاً دينياً يعرفوه ويفهموه جيداً، وذلك من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي هو خيرٌ مني ومهنهم ومن أردوغان.
أما الأمر الأول، فهو أن أردوغان لم يفعل شيئا لوقف العدوان على غزة وأهلها أكثر من التصريحات الفارغة والتي لا تدل إلا على نفاق الرجل.
بالنسبة لأردوغان، فبلاده ما زالت تتحكم في الكثير من شؤونها مجموعات ضغط لها أجندة تختلف مع أجندته. وفي مجال الاقتصاد مثلا، فإن هذه المجموعات شنت حربا شعواء على محاولات أردوغان لتقليل الفائدة لأنها جزء من الربا المحرم، ما اضطره إلى مراجعة هذه السياسة والعودة للسياسات المالية التقليدية.
فإذا كانت حرب أردوغان على الربا فعلت به هكذا، فما بالكم بحربه على إسرائيل؟
وهناك نقطة أخرى وهي أن أردوغان الذي رفع تركيا من الحضيض على كل المستويات ونقلها من دولة فقيرة متخلفة يتحكم فيها العسكر إلى دولة ديمقراطية حقيقية منتجة لغذائها وصانعة لسلاحها ومصدِّرة لكثير من الصناعات من بينها الحربية، إلا أن نصف شعبه ما زال مقتنعاً أنه غير جديرٍ لحكم البلاد وبالكاد يحظى بأكثر من نصف أصواته بقليل في الانتخابات التي تنصبه على رأس هرم البلاد.
فكيف له أن يقوم بأفعال قد تجره إلى حرب قاسية من الممكن أن تهلك وتدمر تركيا ونصف شعبها لا يقف خلفه. فأردوغان يفهم معنى هذا جيداً في بلاده وخصوصاً أن القوى العالمية الكبرى التي ستحاربه هي التي تقف خلف الغالبية العظمى ممن يعارضه من شعبه؟
ولكن أردوغان من خلال تصريحاته المنتقدة للمجازر الصهيونية لقادة الاحتلال الصهيوني كأنه يقول لأهل غزة: نحن معكم ونحن نراقب ما يحدث لكم ولكن ليس بيدنا حيلة لحمايتكم أو لوقف المجازر ضدكم. وقد مرَّ النبي صلَّى الله عليه وسلم على آل ياسر وهم يُعذبون، وما كان بوسعه إلا أن يقول لهم: "صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة."
وجود دولة مسلمة قوية تحمي ظهر المقاومة الفلسطينية بأمان، خيرٌ من عدم وجودها. فلا نعلم ماذا سيحصل لتركيا، التي تحتضن كل الإسلاميين الذين يحملون الفكر المقاوم للاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الغربية من جميع أنحاء العالم، إذا خاضت حربا عالمية لوحدها من أجل غزة!الأمر الثاني، أنه لم يوقف البترول الذي يمر عبر بلاده متجهاً إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي وربما يستخدم لهذا البترول وقوداً للدبابات التي تقصف وتقتل الفلسطينيين!
فلو فعل هذا، ربما يواجه مشاكل في علاقات بلاده وتضر بمصالحها أكثر من فوائد قطع الخطوط الذي لن يمنع وصول النفط إلى إسرائيل. فالاحتلال الاسرائيلي الذي يحصل على السلاح، وهو أداة القتل والإجرام المباشرة، بكل سهولة ومن خلال كل الطرق البرية والبحرية التي يمتلكها أو يشرف عليها الصديق والجار والقريب قبل البعيد، لن يعدم من يوصل له النفط من طريق أخرى؟ وهذه نقطة أخرى أيضاً، فهو لا يريد أن يفتح جبهة جديدة من أجل عمل لن يكون له أي تأثير في كبح جرائم الاحتلال في غزة.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم رفض أن تقطع قبيلة غفار خط المؤنة الذي يمُد قريش بالحبوب والطعام وغير ذلك من الأشياء التي تقويها على قتال المسلمين، وذلك حتى لا يثير حروب لم يكن الصحابة مع النبي جاهزون لخوضها.
والأمر الثالث هو قضية تسليم المتهمين بقتل المجرم الصهيىوني للإمارات. ويكفي دلالة على صدق الرجل ما يقوم به من حرب لا هوادة فيها ضد عملاء الموساد الإسرائيلي الذين يلاحقون النشطاء الفلسطينيين المقيمين عنده وحماية قادة المقاومة في بلاده، وقد واجه الكثير من الضغوط الدولية والعقوبات الغير معلنة من أجل ذلك.
وختاماً، وجود دولة مسلمة قوية تحمي ظهر المقاومة الفلسطينية بأمان، خيرٌ من عدم وجودها. فلا نعلم ماذا سيحصل لتركيا، التي تحتضن كل الإسلاميين الذين يحملون الفكر المقاوم للاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الغربية من جميع أنحاء العالم، إذا خاضت حربا عالمية لوحدها من أجل غزة!