تسود تخوفات عدة من السياسات التجارية التي ينوي الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، تنفيذها، حيث تهدد بتصعيد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وباقي الدول، حيث تعهد الرئيس المنتخب بفرض تعريفات جمركية تتراوح بين 10% و 20% على جميع السلع المُستوردة إلى الولايات المتحدة، ما قد يُسبب تأثيرات كبيرة على الأسواق العالمية.

هل تشعل سياسات ترامب التجارية فتيل حرب تجارية عالمية؟

أشار خبراء «بلومبرج»، إلى إن هذه السياسات قد تٌؤدي إلى حرب تجارية عالمية، حيث ستكون الولايات المتحدة في مواجهة اقتصادية مُباشرة مع الدول الكبرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي.

وقال المتحدث الأسبق باسم البيت الأبيض والرئيس الأمريكي جورج بوش، بيت سيات: إن تهديدات ترامب الشفهية قد تُجبر الأطراف الأخرى على اتخاذ إجراءات ملموسة، مثل فرض تعريفات مضادة، وهذا يُشير إلى أن سياسات ترامب لن تكون مٌجرد تهديدات، بل قد تحدث تغييرات ملموسة في العلاقات التجارية.

كما حذر صندوق النقد الدولي من أن حربًا تجارية كبرى يمكن أن تخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 7%، مما يعادل تقريبًا حجم الاقتصادين الفرنسي والألماني معاً.

هل سيخفف ترامب من نيران الحروب المشتعلة في المنطقة؟

وتقول «بلومبرج»: يبدو أن سياسات ترامب التجارية لا تهدف إلى تهدئة الحروب الإقليمية، فعلى الرغم من حديث الرئيس عن تحقيق الأمن الاقتصادي للولايات المتحدة، إلا أن تصريحاته العدوانية تجاه الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى تظهر أن اهتمامه الرئيسي بالحرب التجارية أكثر من مُعالجة الأزمات العسكرية في مناطق مثل أوكرانيا، وفي آخر تصريحاته قال: «يبدو الاتحاد الأوروبي لطيفًا جدًا.. سيضطرون لدفع ثمن باهظ»، لذلك، تزيد سياسات ترامب من التوترات مع حلفاء أمريكا وتهديدهم بزيادة الرسوم الجمركية، مما يعكس انعدام التنسيق في سياسة الولايات المتحدة تجاه الأزمات الدولية.

ما هي الانعكاسات على الميزان التجاري لصالح أمريكا؟

توقعت «بلومبرج»، أن تُؤدي سياسة ترامب التجارية إلى تأثيرات مُتفاوتة على الميزان التجاري الأمريكي، ففي الوقت الذي يُمكن أن تساهم الرسوم الجمركية في زيادة العائدات الضريبية، وتعزيز بعض القطاعات المحلية في الولايات المتحدة، إلا أن الآراء الاقتصادية تُشير إلى أن هذه السياسات قد تُؤدي إلى ارتفاع الأسعار على السلع المُستوردة، مما يضر بالمستهلكين الأمريكيين.

وأشار خبراء «فاينانشال تايمز» إلى أن زيادة الرسوم الجمركية قد تُعزز الميزان التجاري الأمريكي على المدى القصير، لكنها قد تٌشكل خطرًا على المدى البعيد، حيث إنها ستؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج في الولايات المتحدة، وبالتالي سترتفع الأسعار على المٌستهلكين الأمريكيين، وبالإضافة إلى ذلك، خفضت أسهم الشركات الكبرى مثل «BMW» ومرسيدس بنسبة تتراوح بين 5% و 7% بعد فوز ترامب في الانتخابات، ما يعكس تأثير هذه السياسات على الأسواق العالمية.

كيف يمكن أن يؤدي إلى تصعيد التوتر بين أكبر القوى الاقتصادية؟

وتقول الوكالة أن سياسات ترامب التجارية تشكل مصدرًا رئيسيًا للارتباك في الأسواق العالمية، حيث إن تهديدات ترامب المستمرة بفرض تعريفات على السلع المستوردة تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية، مما ينعكس سلبًا على الاستثمارات والتجارة العالمية.

ووفقًا لتصريحات وزراء مالية مجموعة السبع، فإن ترامب قد يٌواجه ردود فعل من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، خاصةً إذا استمرت تهديداته بتطبيق تعريفات واسعة النطاق.

كما قال أحد خبراء البنوك المركزية في منطقة اليورو: «الرسوم الجمركية الأمريكية ليست تضخمية في أوروبا، لكن رد الفعل الأوروبي سيكون له تأثير أكبر، وبالتالي، قد تتصاعد التوترات بين القوى الاقتصادية الكبرى، خصوصًا إذا تبنت الدول الأخرى سياسات انتقامية أو فرضت رسومًا على المنتجات الأمريكية، وهذا قد يؤدي إلى حرب تجارية شاملة بين الولايات المتحدة وحلفائها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ترامب الإتحاد الأوروبي سياسات ترامب التجارية حرب تجارية الرسوم الجمركية الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة

إقرأ أيضاً:

حرب ترامب التجارية تشعل انهيار إقتصاد عالمي غير مسبوق .. تفاصيل

إذ يُهدد الاقتصاد العالمي بالانزلاق نحو ركود كبير، نتيجة تصاعد حرب تجارية طاحنة، بحسب ما ذكرته صحيفة "تشاينا وركير".

رسوم جمركية أمريكية غير مسبوقة فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية على وارداتها بمستويات لم تُسجَّل منذ القرن التاسع عشر.

وتشمل هذه الرسوم نسبة 10% تُطبَّق بشكل شامل تقريبًا على كل شريك تجاري حول العالم، بما في ذلك جزيرة نورفولك الصغيرة في المحيط الهادئ، التي يبلغ عدد سكانها 2188 نسمة فقط.

 الصين في مرمى أقسى العقوبات

تستهدف أشدّ الإجراءات العقابية الصين، التي لا يزال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يعتبرها التهديد الأكبر للإمبريالية الأمريكية.

فإلى جانب الرسوم الحالية، فُرضت رسوم جمركية إضافية بنسبة 34%، ما يرفع إجمالي العبء الجمركي على الصادرات الصينية إلى أكثر من 60%.

كما طالت إجراءات مماثلة دولًا مجاورة ترتبط بعلاقات اقتصادية وسياسية وثيقة مع بكين، في محاولة لإلحاق ضرر أعمق بالاقتصاد الصيني.

إذ ارتفعت الرسوم على واردات كمبوديا بنسبة 49%، وعلى فيتنام بنسبة 46%. فرض رسوم على الحلفاء أيضًا لم تقتصر الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الخصوم، بل طالت أيضًا الحلفاء.

فقد فُرضت زيادة بنسبة 24% على اليابان، رغم كونها أحد أهم الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة في منطقة المحيط الهادئ.

 كما حصل الاتحاد الأوروبي على نصيبه من الإجراءات بعقوبات جمركية بلغت 20%، بعد خلافات متصاعدة حول حرب أوكرانيا، مما يعزز من حدة التوتر داخل الكتلة الغربية. أوروبا تُهدد برد انتقامي في المقابل، بدأت المفوضية الأوروبية مناقشة إمكانية فرض رسوم انتقامية.

وأعلنت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي "مستعد للرد"، وسط مقترحات باستهداف شركات التكنولوجيا الكبرى وصادرات الخدمات الأمريكية تحديدًا.

حلفاء أمريكا في مأزق

يواجه حلفاء الولايات المتحدة المتضررون معضلة حقيقية.

فالصمت قد يُفسَّر كضعف يشجع على مزيد من الإجراءات العدوانية، بينما يحمل الرد الانتقامي مخاطر تصعيد إضافي قد يضر بالاقتصاد العالمي بشكل أكبر.

ورغم تلك المخاوف، تشير التقديرات إلى أن العديد من الدول قد تميل إلى الرد.

خسائر فادحة في الأسواق المالية مع تصعيد ترامب للحرب التجارية مع الصين وتحويلها إلى أزمة عالمية، شهدت أسواق الأسهم العالمية موجة بيع حادة هي الأكبر منذ جائحة كورونا.

فقد خسرت المؤشرات تريليونات الدولارات خلال أول 24 ساعة، واستمرت الخسائر في يوم التداول التالي دون مؤشرات على التراجع. وبالتزامن، هبطت عوائد السندات الحكومية في العديد من الدول، مع توجه المستثمرين نحوها كملاذ آمن.

وصرح جورج سارافيلوس، خبير العملات في "دويتشه بنك"، قائلًا: "الأسواق لا تفعل شيئًا سوى التسعير في ظل ركود عالمي".

الطبقة العاملة تتحمّل العبء الأكبر رغم أن أسعار الأسهم قد لا تعني الكثير للطبقة العاملة والفقراء حول العالم، إلا أن المؤشرات المالية تعكس توقعات الطبقة الحاكمة لمستقبل الاقتصاد.

وهذه التوقعات القاتمة تُنذر بتداعيات حقيقية ستؤثر على حياة الناس في مختلف أنحاء العالم.

في الاقتصادات الرأسمالية المتقدمة، يُتوقع أن ترتفع أسعار السلع الاستهلاكية بشكل كبير بسبب السياسات الحمائية، مما يُفاقم التضخم ويزيد احتمالات الركود، وهو مزيج كارثي للطبقات الفقيرة والمتوسطة.

هل تنجح "الترامبية الاقتصادية"؟ يرى ترامب أن فرض الرسوم الجمركية سيساعد في تقليص الاعتماد على الواردات وتحفيز الصناعة المحلية. إلا أن البيانات الأولية تُشير إلى أن هذه النتائج قد لا تتحقق بسهولة.

إعادة إنعاش قطاع التصنيع الأمريكي تتطلب استثمارات ضخمة ومستدامة، وهو ما لا يبدو أن الطبقة الرأسمالية الأمريكية مستعدة له، خاصة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.

أما خيار تدخل الدولة

وضخ استثمارات عامة في البنية التحتية الصناعية، فلا يُعد جزءًا من أجندة ترامب الاقتصادية حاليًا، بل على العكس تمامًا.

صفقات تجارية جديدة ام بديل مؤقت؟ من المحتمل أن يسعى ترامب لتوقيع صفقات تجارية ثنائية مع بعض الدول، ليعرضها كـ"انتصارات اقتصادية".

لكن في ظل تفاقم الركود العالمي، قد تبدو هذه الصفقات حلولًا مؤقتة لا تُعالج أصل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالنظام العالمي

مقالات مشابهة

  • ميدفيديف: الولايات المتحدة وحلفاؤها كادوا يشعلون حربا عالمية ثالثة
  • الصين: سنقاتل حتى النهاية إذا أصرت الولايات المتحدة على شنّ حرب تجارية
  • حرب ترامب التجارية تشعل انهيار إقتصاد عالمي غير مسبوق .. تفاصيل
  • تصعيد جديد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.. بكين تتعهد بالقتال حتى النهاية
  • محمود محيي الدين: نشهد حربا تجارية عالمية والعام الجاري قد يمثل نهاية النظام الاقتصادي الدولي بشكله المعتاد
  • احتجاجات واسعة ضد سياسات ترامب في الولايات المتحدة ومدن أوروبية
  • إيلون ماسك يدعو إلى منطقة تجارة حرة بين أمريكا وأوروبا.. ويعتزل سياسات ترامب التجارية
  • لميس الحديدي: زلزال رسوم ترامب يربك الاقتصاد العالمي
  • الولايات المتحدة تستعد لاحتجاجات حاشدة ضد سياسات ترامب
  • إينار تنجين: سياسات ترامب التجارية تضر بالاقتصاد الأمريكي وتزيد التضخم