هل شكلت طوفان الأقصى بالفعل تحديا وجوديا لإسرائيل؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
يشكك كثير من المعارضين لعملية طوفان الأقصى بكل ما يقال من أنها بأحداثها وتداعياتها شكلت تحديا وجوديا لإسرائيل، ويقللون في الوقت نفسه من قيمة وحجم تلك التحديات لأنها لم تخرج عن السيطرة العسكرية الإسرائيلية بحال، والتي استباحت لاحقا في عدوانها على غزة كردة فعل على العملية كل صور وأشكال القتل والتدمير والإبادة الجماعية.
ووفقا لأولئك المعارضين فإن عملية طوفان الأقصى مكنت الجيش الإسرائيلي من تحويلها إلى أداة وذريعة لوضع بعض مخططات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية المعدة مسبقا موضع العمل والتنفيذ، كتهجير أهل غزة والضفة الغربية، وقد تفضي نتائج تلك العملية بتداعياتها إلى دفع الجيش الإسرائيلي لإعادة احتلال غزة، وفرض حكم عسكري عليها.
يعتمد الحكم على عملية طوفان الأقصى إن كانت قد شكلت خطرا وجوديا على إسرائيل بالفعل أم لا "على زاوية التحليل" حسب الباحث والمحلل الاستراتيجي الأردني، الدكتور صبري سميرة، مضيفا أن "العملية من الناحية الأمنية مثلت تحديا غير مسبوق لمنظومة الردع الإسرائيلية وكشفت ثغرات كبيرة في استخباراتها واستعدادها العسكري، مما أضر بهيبتها داخليا وخارجيا".
وواصل حديثه لـ"عربي21" بالقول: "ومع ذلك، فمن الناحية الاستراتيجية بعيدة المدى، فإسرائيل ليست على وشك الانهيار، فهي لا تزال تتمتع بتفوق عسكري ودعم دولي واسع، خصوصا من الولايات المتحدة الأمريكية، لكن اللافت أن إسرائيل بذلت أقصى جهدها لاستغلال 7 أكتوبر لصالحها، ولتعزيز وجودها المادي والسياسي، وإضعاف الوجود الفلسطيني عبر الضربات القاسية على غزة".
د. صبري سميرة باحث ومحلل استراتيجي أردني
وتابع: "ورغم الخسائر الفلسطينية الفادحة، إلا أن الفلسطينيين كسبوا تعاطفا وتأييدا عالميا أعاد قضيتهم إلى الواجهة الدولية.. لكن في المقابل فإن الفلسطينيين يواجهون تحديا وجوديا ماديا وسياسيا استراتيجيا إذا لم يتقنوا الاستثمار السياسي لنتائج 7 أكتوبر، فقد تتحول كل هذه التضحيات إلى خسارة".
وحذر المحلل الاستراتيجي سميرة من أن "إسرائيل وأمريكا وحلفاءهما قد يجدون ترتيبات جديدة تُفرض على الفلسطينيين بما يناسب مصالحهم، لا مصالح الشعب الفلسطيني، فالكرة الآن في ملعب القيادات الفلسطينية التي يجب أن تتفاهم وتتحد على مشروع سياسي واقعي وقيادي استراتيجي، يتعايش مع الواقع ويستثمر الزخم العالمي لتحقيق أهداف فلسطينية عادلة ومستدامة".
وفي ذات الإطار رأى الرئيس السابق للحركة الإسلامية (الشق الجنوبي) في الداخل الفلسطيني- 1948، إبراهيم صرصور أن "عملية طوفان الأقصى كشفت الكثير من جوانب الضعف في البنية التحتية السياسية، الاجتماعية العسكرية والنفسية للمجتمع الإسرائيلي ومؤسساته التي تعتبر العمود الفقري لوجود إسرائيل، وهزت العملية الكثير من "المسلمات" الصهيونية".
وتابع مبينا المسلمة الأولى بالقول إن "القضية الفلسطينية كانت في طريقها إلى النسيان في ظل الدعم الدولي غير المحدود لإسرائيل من جهة، وقطار التطبيع الذي انطلق بأقصى قوة دون أن تحتاج إسرائيل لدفع أي نوع من الأثمان من جهة أخرى، فجاءت عملية الطوفان لتقلب الطاولة في وجه هذه "المُسّلَّمة" وأثبتت أن القضية الفلسطينية حية بدليل أنها أحرجت الأنظمة العربية حتى التي ذهبت بعيدا في تطبيعها مع إسرائيل".
وتابع: "وفرضت وجودها على أجندة اجتماعات قمتها المشتركة العربية ـ الإسلامية بغض النظر عن فعالية هذه المؤتمرات في وقف المجزرة ضد الشعب الفلسطيني، والأهم في هذا الصدد أن العملية أوقفت مخطط التطبيع الإسرائيلي السعودي الذي كان على وشك التوقيع، والذي لو تم لَدُقَّ المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية لأمد بعيد".
أما المسلمة الثانية، فتتمثل وفقا لصرصور في تصريحاته لـ"عربي21" من كون "إسرائيل تستطيع أن تعتمد على قوتها العسكرية لفرض أية معادلات مستقبلية على الأرض، ولن تستطيع أي قوة إقليمية أو دولية أن تحول بينها وبين ذلك، لكن عملية الطوفان أثبتت أن إسرائيل ليست أكثر من نمر ورق تمثل (جالوت) المعاصر المدجج بالسلاح، والتي أسقطه قتيلا (داود) الجديد الفلسطيني الذي لا يحمل إلا مقلاعا تحمله يد تتصل بقلب مؤمن بقضيته ملتزم بمنهج ربه وبهموم شعبه".
إبراهيم صرصور الرئيس السابق للحركة الإسلامية (الشق الجنوبي) في الداخل الفلسطيني
وأردف بأن "الذي حصل بالفعل أن عملية طوفان الأقصى كشفت ضعف إسرائيل، وقدرة تنظيم صغير ومحدود الإمكانيات المس بأقدس مقدساتها ألا وهي (القدرة العسكرية) بكل سهولة، فكيف لو واجهت إسرائيل جبهة عريضة من دول مصممة على استنقاذ الأرض والمقدسات"؟
ولفت إلى أن المسلمة الثالثة التي هزتها عملية الطوفان الدعوى القائلة بأن "المجتمع الإسرائيلي مجتمع متماسك رغم الخلافات التي تنشب ببين الحين والآخر بين مكوناته وأحزابه السياسية والأيديولوجية وحتى العرقية/الإثنية، لكن عملية الطوفان كشفت عن تهافت المجتمع الإسرائيلي وعمق الخلافات بين مكوناته المختلفة..".
من جهته وبرؤية مغايرة، علق الكاتب الفلسطيني المقيم في تركيا، أيمن خالد على موضوع التقرير بالقول إنه "في عالم السياسة هناك نموذجان: الرغبات والمصالح، فإذا ذهبنا نحو الرغبات المخزنة في عقولنا فالنتائج كارثية وهي استعداء المحيط العربي واتهامه بالتقصير أمام صوابية السابع من أكتوبر".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "لكن إذا نظرنا إلى المصالح فالمصالح تقول إن السابع من أكتوبر كارثة لأنه لم يحقق نتائج مادية ملموسة ولكن فقط حقق لنا رغبات، وهي رغبات قديمة مخزنة في عقولنا مفادها أن رؤية ضعف الخصم مكسب".
أيمن خالد.. كاتب فلسطيني مقيم في تركيا
وذكر الكاتب الفلسطيني خالد المعارض لعملية طوفان الأقصى أن "الصورة الحقيقية هي أننا في عالم الرغبات نرى ما في عقولنا ولا نرى الحقائق، وفي عالم المصالح نرى عقولنا وضعفها وتقصيرها عن الأداء الأنسب وبالتالي تتطلب لغة المصالح الاعتراف بالخطأ والاحتكام للعقل، ومصافحة الخصوم في الرأي".
وأردف بأن "عدم توجيه تهمة صهاينة العرب للناس الذين اعترضوا على السابع من أكتوبر لأن رؤيتهم بُنيت على المصلحة التي تقول إن إسرائيل أمن قومي أمريكي، وأن قدراتنا على مواجهة أمريكا معادلة خاسرة، وأن المقاومة السلمية هي الحل لأنها لا تخسر خسارة المقاومة المسلحة" مؤكدا على أن "السلام الناقص أفضل من الحرب الخاسرة" على حد تعبيره.
.
وبدوره أكدّ الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، سري سمور، أن "عملية طوفان الأقصى شكلت في توقيتها تحديا وجوديا حقيقيا لإسرائيل، لكن الذي أنقذ الوجود الإسرائيلي هو التدخل الأمريكي المباشر أو شبه المباشر، والمسارعة إلى شن حرب الإبادة، والاستنفار في المنطقة بأسرها".
وأضاف: "فمن حيث توقيت العملية فإسرائيل كانت تشهد ما يعرف بالأزمة القضائية، وهي تغيير سياسي جذري في المؤسسات الإسرائيلية، والذي قاده اليمين ونتنياهو، في الوقت الذي كان المجتمع الإسرائيلي يشهد انقساما مجتمعيا وسياسيا حادا بين الطرفين، وجاءت هذه العملية كضربة أخرى لإسرائيل".
وردا على سؤال "عربي21" "لماذا شكلت عملية طوفان الأقصى تحديا وجوديا حقيقيا؟"، قال سمور: "أولا هذا باعترافاتهم هم، ولو شُكلت لجنة تحقيق سيتجلى الأمر بوضوح، ويظهر هذا إذا ما تتبعنا بعض العناوين الرئيسية، فإسرائيل دائما ما تتفاخر أنها متفوقة في المجال الأمني والاستخباراتي، ولا يفوت مؤسساتها الأمنية شيء، لكن أن تتم عملية الطوفان بهذه الصورة دون أن تتمكن أجهزتها الأمنية من معرفتها مسبقا، وتبقى مغيبة بعد ذلك لساعات ولا تعرف ما الذي حدث بالضبط، فهذا اختراق للمنظومة الأمنية التي تقوم إسرائيل عليها بالأساس".
وتابع: "من المعروف كذلك أن إسرائيل تقوم على الردع، وهو ما فشلت به في السابع من أكتوبر بعد أن قامت حماس بتنفيذ عملية قوية كعملية الطوفان، وهو ما أضعف نظرية الأمن الإسرائيلية، وأظهر مدى هشاشة قوة الردع لديها، والقدرة على زلزلة تلك النظريات والمسلمات".
سري سمور.. كاتب ومحلل فلسطيني
ولفت إلى أن قوة إسرائيل كذلك "تتمثل بقدرتها على تأمين الحماية والأمن للمستوطنين الإسرائيليين في المستوطنات الإسرائيلية، وتأمين ملاذات آمنه لهم داخل فلسطين المحتلة، وهو ما سقط في طوفان الأقصى وبات شعورا عاما في أوساط الإسرائيليين من عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على تأمين ملاذا آمنا لهم في المستوطنات، بدليل الهجرة العكسية".
واستدرك سمور مشيرا إلى أن "طوفان الأقصى الذي شكل تحديا وجوديا بالفعل لإسرائيل انقلب، إذا ما أردنا الدقة، خلال عام بسبب التدخل الأمريكي القوي في المنطقة، ما وضع المقاومة في حرب مع أمريكا بوكالة إسرائيلية، فالجيش الإسرائيلي يقاتل بتسليح وتمويل وتخطيط ودعم وإسناد أمريكي، فالتدخل الأمريكي أنقذ إسرائيل من تهديد وجودي حقيقي".
وأنهى كلامه بالقول إن "عملية الطوفان أحدثت زلزالا في الحالة الإسرائيلية بأكملها، رسميا وشعبيا، وستظهر تداعيات هذا الزلزال وارتداداته بعد توقف الحرب، وقد ظهرت بعد وقف إطلاق النار مع حزب الله وبعد وقف إطلاق النار عينات صغيرة مما يتحدث به الإسرائيليون، وهي مخيفة، فما الذي سيقولونه بعد ذلك عن غزة بعد هذه الحرب الطويلة؟ ستكون هناك نتائج صادمة للمجتمع الإسرائيلي، وستزيد الهجرة العكسية، وستتجرأ أية قوى معادية لإسرائيل مستقبلا لمواجهتها عسكريا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير تقارير غزة احتلال الفلسطيني احتلال فلسطين غزة قراءة طوفان الاقصي تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عملیة طوفان الأقصى السابع من أکتوبر عملیة الطوفان
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء زيارة الرئيس الجابوني إلى القاهرة؟.. خبراء يجيبون
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي،السبت، رئيس جمهورية الجابون في قصر الاتحادية، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
كلمة الرئيس السيسيرحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الجابوني بريس أوليجي أنجيما، بالوفد الجابوني في زيارة وصفت بالمهمة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين وتحقيق التكامل الإفريقي.
وأشار السيسي إلى عمق العلاقات التاريخية بين مصر والجابون ودور الأخيرة الحيوي في إقليم وسط إفريقيا.
كما أشاد بالتنسيق المستمر بين البلدين في قضايا القارة الإفريقية، معربًا عن تقديره للخطوات الإيجابية التي تتخذها الجابون لتحقيق الاستقرار والتنمية.
وأكد الرئيس السيسي دعم مصر الكامل للعملية الانتقالية في الجابون، التي وصفها بـ "الناجحة"، وهنأ نظيره الجابوني على إتمام الاستفتاء على الدستور الجديد، معتبرًا ذلك خطوة أساسية نحو استكمال المرحلة الانتقالية.
كشف الرئيس السيسي عن مباحثات ثنائية تناولت فرص تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار، مع التركيز على زيادة معدلات التبادل التجاري وتوسيع علاقات القطاع الخاص.
كما تم الاتفاق على تنفيذ مشروعات بنية تحتية بالجابون تشمل تطوير الطرق ومشروعات الكهرباء والصرف الصحي، بما يدعم جهود التنمية هناك.
أكد السيسي على استعداد مصر لتقديم الدعم للجابون في القطاع الصحي، بما يشمل توفير الدواء المصري في السوق الجابوني، كما تم الاتفاق على تعزيز التعاون في مجالات الزراعة، الطاقة المتجددة، الصناعة، النقل، وبناء قدرات الكوادر الجابونية.
واختتم السيسي كلمته بالتأكيد على أن زيارة الرئيس بريس أنجيما تمثل خطوة مهمة نحو الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي، معربًا عن تطلعه إلى تفعيل نتائج الزيارة بما يخدم تطلعات الشعبين المصري والجابوني، ويسهم في تحقيق مستقبل مشرق للقارة الإفريقية.
قوة اقتصادية وسياسيةمن جانبه قال الدكتور رامي زهدي، المتخصص في الشؤون الإفريقية، بإن زيارة الرئيس الجابوني للقاهرة تأتي في إطار العلاقات التاريخية والمتميزة بين مصر والجابون، والتي تشهد تطورًا مستمرًا على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
أضاف زهدي في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن الجابون، رغم صغر مساحتها وعدد سكانها، تُعد دولة ذات قدرات اقتصادية قوية ونافذة في منطقة وسط وغرب القارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين تستند إلى مجالات تعاون متعددة، منها التبادل التجاري، جذب الاستثمارات، وتعزيز القيمة المضافة للمنتجات المحلية الأفريقية.
أكمل أن توقيت الزيارة يأتي بعد التحولات السياسية التي شهدتها الجابون في عام 2023، مما يعكس رغبة البلدين في تعزيز التنسيق الثنائي واستكمال التعاون الذي أُرسيت دعائمه خلال الزيارات السابقة، لا سيما الزيارة التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الجابون في أغسطس 2017، والتي كانت أول زيارة لرئيس مصري للدولة.
وأكد زهدي أن الجابون تمتلك موارد طبيعية غنية، تشمل النفط والأخشاب والمعادن، مما يجعلها شريكًا استراتيجيًا لمصر في تعزيز العلاقات الاقتصادية ودعم خطط التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن التنسيق المستمر بين البلدين في القضايا الإقليمية، مثل الأمن والسلم في منطقة غرب ووسط إفريقيا، ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
لفت المتخصص في الشؤون الإفريقية، إلى أن التعاون العسكري بين مصر والجابون يمثل جانبًا حيويًا يعزز من العلاقات الثنائية ويخدم المصالح المشتركة.
على الجانب الاقتصادي، أوضح حسام عيد، الخبير الاقتصادي، أن زيارة الرئيس الجابوني إلى القاهرة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول القارة الأفريقية، مشيرًا إلى أن مصر باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد أفريقي بعد جنوب إفريقيا للعام الثاني على التوالي، تمثل بوابة رئيسية للتعاون الاقتصادي على مستوى القارة.
وأضاف عيد في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن اللقاءات الثنائية التي جرت بين الجانبين من المتوقع أن تسفر عن توقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية هامة تدعم الاقتصاد الجابوني من ناحية، وتعزز مؤشرات نمو الاقتصاد المصري من ناحية أخرى، خاصة فيما يتعلق بزيادة حجم الصادرات المصرية.
وأكمل حديثه قائلًا: "من المتوقع أن يكون لهذه الاتفاقيات مردود إيجابي كبير على مؤشرات الاقتصادين المصري والجابوني، مما يعزز فرص نمو التجارة البينية بين البلدين".
وأشار عيد إلى أن قطاع الطاقة سيكون من أبرز مجالات التعاون المشترك بين مصر والجابون، حيث يمثل هذا القطاع أهمية كبيرة لكلا البلدين، موضحًا أن المنتجات الصناعية ستحتل المرتبة الثانية في قائمة الاتفاقيات الاقتصادية، متوقعًا أن تشهد الفترة المقبلة طفرة في حجم التبادل التجاري بين الجانبين.
وأكد عيد أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والجابون تمتد لسنوات طويلة، وأن هذه الزيارة تعكس رغبة الجانبين في تعزيز هذا التعاون بشكل أعمق، مضيفًا أن مصر تمتلك قدرة كبيرة على التوسع اقتصاديًا في القارة الأفريقية، مما يمكنها من لعب دور بارز في دعم دول القارة لتحقيق معدلات نمو مستدامة.
واختتم الخبير الاقتصادي حديثه بالتأكيد على أهمية التعاون الأفريقي المشترك لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، مشيرًا إلى أن هذه الاتفاقيات ستدعم بشكل مباشر توجه الدول الأفريقية نحو تحقيق معدلات نمو أكبر خلال السنوات المقبلة.