تأثير الوضع الأمني في سوريا على العراق.. هل يعود خطر داعش من جديد؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع سيطرة المعارضة المسلحة السورية، على مدينتي حلب وإدلب، واحتمالية التحرك نحو دير الزور على الحدود السورية العراقية، دخلت القوات الأمنية العراقية في حالة تأهب قصوى، وبينما يقلل الخبراء من احتمالية عودة تنظيم داعش كتهديد كبير في العراق، لا تزال المخاوف قائمة بشأن الفراغ الأمني في سوريا وتداعياته على دول الجوار.
استعدادات العراق وتدابيره الأمنية
عززت القوات العراقية من استعداداتها لمواجهة أي تداعيات للأزمة السورية المتفاقمة، بما في ذلك تعزيز الحدود ونشر وحدات عسكرية إضافية لمنع تسلل المسلحين، وأوضح عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، علي البنداوي، أن "العراق اتخذ جميع التدابير اللازمة لتأمين حدوده مع سوريا وحماية أراضيه من أي تهديد محتمل".
داعش.. تنظيم ضعيف ولكن الخطر لا يزال قائماً
رغم أن العراق تمكن من القضاء على تنظيم داعش في 2017 بعد احتلاله لمدينة الموصل ومساحات واسعة من البلاد، لا يزال التنظيم يشكل تهديداً كامنًا، ويشير الخبراء إلى أن داعش فقد حاضنته الجغرافية والديموغرافية، مما يجعل من الصعب عودته بشكل واسع النطاق، لكن قدرة التنظيم على استغلال حالة عدم الاستقرار الإقليمي تظل مصدر قلق.
أحمد الربيعي، الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، أكد في تصريحات صحفية أن "داعش ينظر إلى العراق وسوريا كجبهتين مترابطتين، وأي ضعف أمني في إحداهما قد يعزز من نشاطه في الأخرى"، وحذر من احتمالية عودة داعش للنشاط في سوريا خلال الأشهر القادمة، مما قد يشجع التنظيم على تنفيذ عمليات نوعية في العراق.
تجربة 2014
تستند يقظة العراق الحالية إلى الدروس المستفادة من 2014، حين استغل داعش احتجاجات واسعة وحالة من عدم الاستقرار السياسي في غرب البلاد، ليستولي سريعًا على الموصل ويعلن ما يُعرف بـاسم"دولة الخلافة"، واستغرقت القوات العراقية سنوات بدعم من التحالف الدولي لاستعادة الأراضي والسيطرة على الوضع.
رغم التحديات التي واجهتها البلاد في الماضي، يرى الخبراء أن العراق أصبح أكثر استعدادًا لمواجهة أي تهديد مستقبلي، فالقوات الأمنية العراقية اكتسبت خبرة كبيرة في مواجهة التنظيم، كما أن نقص الدعم الشعبي لداعش بسبب ممارساته الوحشية يقلل من احتمالية عودته.
مخاطر الفراغ الأمني
يمثل الصراع المستمر في سوريا تحدياً معقداً للعراق، فالاحتمالية القائمة لصدام عناصر داعش مع الحكومة السورية كما حدث في إدلب الجمعة الماية، قد تفتح المجال أمام داعش لإعادة تنظيم صفوفه، وتعد المناطق الصحراوية الشرقية في سوريا، حيث تنشط خلايا التنظيم، منصة استراتيجية لعمليات عبر الحدود بسبب صعوبة مراقبتها والسيطرة عليها.
تداعيات إقليمية ودور الأطراف الخارجية
يدرك العراق جيدًا الترابط بين الأمن الإقليمي والدولي، فبينما يركز التحالف الدولي على احتواء داعش في سوريا، تزداد المخاوف من أن يؤدي تقليص الجهود في العراق إلى فتح المجال أمام نشاط إرهابي.
لا يزال التحالف الدولي، الذي لعب دوراً محورياً في هزيمة داعش، يدعم العراق من خلال التدريب وتبادل المعلومات الاستخباراتية والدعم الجوي، لكن أي تراجع في التزام التحالف أو تغيير أولوياته قد يؤثر على جهود العراق في مكافحة الإرهاب.
تدابير مواجهة التهديدات المستقبلية
رغم انخفاض احتمالية عودة داعش بشكل كامل، يشدد الخبراء على أهمية اتخاذ تدابير استباقية لمنع أي نشاط للتنظيم، ومنها:
تعزيز تأمين الحدود السورية: يُعد تحصين الحدود استراتيجية دفاعية أساسية لمنع تسلل المسلحين، مع استخدام أنظمة مراقبة متطورة وزيادة الرقابة الجوية.
دعم الحوكمة المحلية: بناء الثقة مع المجتمعات المحلية في المناطق المحررة من داعش، من خلال تحسين الخدمات العامة وتوفير فرص اقتصادية، لمنع التنظيم من استعادة نفوذه.
التعاون الإقليمي والدولي: تعزيز التعاون مع دول الجوار والمنظمات الدولية لتبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق العمليات العسكرية.
مستقبل الأمن في العراق
رغم التقدم الكبير الذي أحرزه العراق في القضاء على داعش، لا يجب الاستهانة بقدرة التنظيم على التكيف واستغلال حالة عدم الاستقرار الإقليمي، ويظل الوضع في سوريا بمثابة تذكير بخطورة المشهد الأمني في المنطقة.
يعتمد استقرار العراق المستقبلي على قدرته في معالجة نقاط الضعف الداخلية والتصدي للتحديات الخارجية، من خلال الحفاظ على نهج يقظ وتعاوني والاستفادة من الشراكات الدولية، يمكن للعراق حماية مكتسباته في مواجهة التطرف.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: استعداداتها استقرار العراق الجماعات المتطرفة الحدود السورية العراقية الحدود السورية عودة داعش عناصر داعش فی العراق فی سوریا
إقرأ أيضاً:
بغداد تتحصن أمام تداعيات سقوط حلب والفصائل العراقية تحذر المعارضة السورية
1 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: تشهد الحدود الغربية للعراق مع سوريا حالة ترقب حذرة، بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية على مدينة حلب ورفع شعارات تحمل إشارات عدائية لبعض المكونات العراقية. في هذا السياق، استبعد مسؤولون عسكريون عراقيون تكرار الانهيار الأمني الذي وقع في عام 2014، مؤكدين أن الأوضاع تحت السيطرة وأن القوات المسلحة عززت وجودها على طول الحدود.
وفي خطوة استباقية، عمدت القوات العراقية إلى نصب كاميرات مراقبة وتحليق طائرات مسيرة، مع تأمين خط عمق يتراوح بين 7 إلى 10 كيلومترات خلف الحدود. وأكدت مصادر أمنية أن هذا التحرك جاء استعداداً لمواجهة أي تداعيات قد تنتج عن تصعيد الأحداث في شمال غرب سوريا، خصوصاً في ظل رصد بعض التحركات الداعمة للمعارضة السورية في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، أثيرت نقاشات واسعة حول انعكاسات التطورات السورية على العراق.
مغرد يُدعى “علي العراقي” كتب على منصة “إكس”: “الحدود الغربية للعراق اليوم هي خط الدفاع الأول، يجب أن نكون مستعدين لكل السيناريوهات”.
بينما اعتبرت مواطنة تدعى “سارة الأنصاري” في تدوينة لها على “فيسبوك” أن “ما يحدث في سوريا يعيد إلى الأذهان مخاوف الانقسام والتدخلات الخارجية، ويجب أن نتحلى بالوعي لتفادي الفتن”.
التوتر الحالي أثار قلقاً من احتمالات تقسيم سوريا وانعكاسات ذلك على الواقع العراقي.
وقال تحليل إن “تقسيم سوريا قد يفتح الباب أمام صراعات جديدة تمتد تأثيراتها إلى العراق، خاصة في ظل وجود مكونات متداخلة بين البلدين”. وأضاف أن هناك خشية من استغلال تنظيمات مسلحة ومنها داعش، الوضع لإثارة قلاقل على الجانب العراقي.
من جهة أخرى، أطلق فصيل “النجباء” وكتائب أخرى تصريحات تحذيرية ضد المعارضة السورية. ونشر أمين “كتائب سيد الشهداء”، أبو آلاء الولائي، تغريدة على منصة “إكس” قال فيها: “ما يحصل في حلب ليس مجرد معركة، بل مخطط لاستنزاف محور المقاومة بأكمله”. وأثارت هذه التغريدة جدلاً واسعاً بين مؤيدين يرون في الأمر دفاعاً مشروعاً، ومعارضين يعتبرونه تصعيداً غير ضروري.
في هذا المشهد المتشابك، تحدث باحث اجتماعي من الموصل قائلاً إن “الأحداث في حلب تذكّر العراقيين بمرارة سقوط الموصل عام 2014. الجرح ما زال مفتوحاً، وأي توتر جديد قد يعيدنا إلى دائرة الخوف والاضطرابات”. وأضاف أن “الخطاب الإعلامي والشعارات الطائفية تزيد من تعقيد المشهد، وتؤجج مشاعر الاحتقان بين مختلف المكونات”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts