تقرير: 70 ألف فلسطيني محاصرون شمال غزة يتعرضون للتجويع والاستئصال
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن قرابة 70 ألف فلسطيني ما يزالون محاصرين منذ شهرين كاملين دون طعام أو دواء، بينما تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي بملاحقتهم من مكان لآخر في شمال قطاع غزة، لتقتلهم وتهجرهم قسرًا في واحدة من أبشع حملات الإبادة الجماعية في العصر الحديث.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي، في تقرير له اليوم الإثنين أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، أنه تلقى معطيات صادمة عن الوضع الكارثي الذي يعيشه قرابة 70 ألف فلسطيني بقوا محاصرين في شمال قطاع غزة، بعد أن هجرت قوات الاحتلال أكثر من 150 ألفًا آخرين منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي الأخير في 5 أكتوبر الماضي.
وأشار الأورمتوسطي أن الجيش الإسرائيلي يتعمد قصف المنازل التي لجأ إليها المدنيون، وكان من بين أحدثها قصف منزل عائلة "لبد" في بيت لاهيا، ما أسفر عن استشهاد 25 فردًا من العائلة فجر الأحد. وقبل ذلك بيومين، قصف الجيش الإسرائيلي ثلاث بنايات سكنية في جباليا وبيت لاهيا تعود لعائلات "البابا" و"الأعرج" و"أحمد"، مما أدى إلى مقتل أكثر من 120 من سكانها، إضافة إلى فقدان أعداد غير معروفة حتى الآن تحت الأنقاض.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن من يفقد تحت الأنقاض بفعل القصف الإسرائيلي لا يمكن لأي جهة إنقاذه، إذ تمنع إسرائيل عمل طواقم الدفاع المدني منذ 41 يومًا. لذلك، فإن المصابين يموتون ببطء دون إنقاذ، نتيجة عدم إمكانية نقلهم إلى المستشفيات التي تعمل في ظروف مأساوية وتتعرض للقصف المتكرر. وأشار إلى أن الناجين الذين يتمكنون من التحامل على جراحهم للوصول إلى المستشفيات يواجهون خطر الاستهداف من مسيّرات كوادكابتر الإسرائيلية، وحتى إذا وصلوا، فإنهم قد يموتون بسبب نقص العلاج المناسب أو عدم توفر الكوادر الطبية.
كما أفاد المرصد الأورومتوسطي أنه وثق عشرات الحالات التي استهدفت فيها الطائرات المُسيّرة، بما في ذلك طائرات كوادكابتر، المدنيين الذين يضطرون للخروج من منازلهم أو مراكز الإيواء التي لجؤوا إليها بحثًا عن الطعام أو الماء.
وأشار الأورومتوسطي إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين، حيث يعمل على محو مخيم جباليا بالكامل عبر نسف المنازل باستخدام الروبوتات والبراميل المفخخة، بالإضافة إلى القصف بالقنابل الأميركية المدمرة، فيما تم كل ذلك رغم علمه بوجود سكان في العديد من المنازل والمربعات السكنية التي تُدمّر.
وأكد الأورومتوسطي أن الجيش الإسرائيلي حول مخيم جباليا، وجباليا، وبيت حانون، وبيت لاهيا إلى أكوام ركام وخراب ودمار شامل، من خلال تدمير وهدم وحرق المنازل ومراكز الإيواء، واستهداف كل مقومات الحياة. ونتيجة لذلك، حتى إذا انسحب الجيش من تلك المناطق، فإن عودة المدنيين الفلسطينيين للعيش فيها ستكون شبه مستحيلة.
وأعرب المرصد الأورومتوسطي عن أسفه العميق كون هذه الجرائم المروعة تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم بأسره، دون أي تحرك جاد لوقف ما تُعد واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في العصر الحديث.
وأكد أن هذا التجاهل الدولي يشكل وصمة عار لا تُمحى عن جبين المجتمع الدولي، الذي يواصل استثناء الفلسطينيين من حماية القانون الدولي وآلياته التنفيذية التي تعاجزت عن التدخل الفعّال بسبب التحيزات السياسية والضغط الدولي، مما يعكس نفاقًا عالميًّا للمبادئ التي يقوم على النظام العالمي، وازدواجية معايير مخزية وانتهاكًا صارخًا لمبادئ العدالة والإنسانية.
وجدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تأكيده أن تلكؤ المنظومة الدولية عن اتخاذ قرارات حاسمة تجاه مجازر إسرائيل في قطاع غزة، وخاصة في شماله، يجعلها متواطئة في هذه الجرائم، ويمثل ضوءًا أخضر لإسرائيل للمضي قدمًا في تصعيد جريمة الإبادة الجماعية، كما يعكس تجاهلًا صادمًا لحياة الفلسطينيين وكرامتهم.
وطالب المرصد الأورومتوسطي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ عشرات الآلاف من سكان شمالي غزة، ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل للعام الثاني على التوالي، وفرض العقوبات على إسرائيل، بما فيها حظر أسلحة شامل عليها، ومساءلتها ومعاقبتها على جرائمها كافة، واتخاذ جميع التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك. ودعا أيضًا إلى تنفيذ أوامر القبض التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع في أول فرصة وتسليمهم إلى العدالة الدولية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
كما تتحدى إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
إقرأ أيضا: ألمانيا: "إسرائيل" ليس لديها عذر لمنع إيصال المساعدات إلى غزة
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية فلسطيني الاحتلال غزة احتلال فلسطين غزة حصار المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرصد الأورومتوسطی الإبادة الجماعیة الأورومتوسطی أن التی ت
إقرأ أيضاً:
نزوح 130 ألف فلسطيني من شمال غزة
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، أن الحرب الإسرائيلية المتواصلة في شمال قطاع غزة، أدت إلى نزوح 130 ألف فلسطيني على مدى الأسابيع السبعة الماضية وزيادة تدهور الأوضاع الإنسانية. وقال مكتب الأمم المتحدة، إن الأعمال العسكرية المستمرة في قطاع غزة لا تزال تعرّض الفلسطينيين لخطر كبير خاصة المدنيين منهم، الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة في ظل الحصار الإسرائيلي بمحافظة شمال غزة، مؤكدًا على وجود نقص حاد في المأوى المناسب لمئات الآلاف من النازحين مما يترك ما يقرب من مليون شخص معرَّضين لخطر الظروف القاسية مع اقتراب فصل الشتاء، حيث أن حوالي 545 ألف شخص يعيشون في مبانٍ متضررة وملاجئ مؤقتة. وأشار المكتب الأممي إلى أن النقص الحاد في غاز الطهي أجبر الأسر في شمال غزة، على الاعتماد على حرق النفايات كوقود، مما يزيد من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، في وقت أصبحت خدمات الرعاية الصحية محدودة للغاية. من جهته كشف برنامج الأغذية العالمي أنه مع تفاقم أزمة الجوع في جميع أنحاء غزة، فإن أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بنسبة تزيد عن 1000%، مقارنة بمستويات ما قبل الحرب الإسرائيلية. وفي الضفة الغربية، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على تدهور وضع الفلسطينيين خاصة مع تزايد هجمات المستوطنين ضد المزارعين الفلسطينيين بشكل حاد منذ بدء موسم قطف الزيتون في أكتوبر من هذا العام. |