يمانيون/ تقارير لن تتوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، بهذه العبارة تختتم القوات المسلحة بيانات عملياتها البطولية ضد العدو الصهيوني وداعميه، وهي رسالة قوية وواضحة تقطع الطريق أمام كل ضغوطات ومحاولات الأعداء لاحتواء الموقف اليمني المساند لغزة أو التأثير عليه.

تحرص القوات المسلحة اليمنية أيضا على تذييل كل بياناتها بالآية الكريمة “والله حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير” لتؤكد بذلك أن اليمن قيادة وشعبا وجيشا لا يخشون في موقفهم هذا إلا الله، وأنه تعالى هو حسبهم، ومن يتوكلون عليه ويثقون بنصره، لأن النصر الحقيقي لا يكون إلا من عند الله.

فمعنى حسبنا الله هو الإيمان والثقة المطلقة بأنه سبحانه وتعالى هو الكافي بقدرته وعظمته وجلاله والقادر على دفع كل هم وخطر، وكل عدو، وهذا ما يجسده الشعب اليمني المؤمن والواثق بوعد الله تعالى.

إلى جانب ذلك يظل شعار “عاش اليمن حرا عزيزا مستقلا.. والنصر لليمن ولكل أحرار الأمة” حاضرا في نهاية تلك البيانات العسكرية التي يظل ينتظرها كل اليمنيين الأحرار بفارغ الصبر كونها تمثل شفاء لصدورهم المليئة بالغضب والسخط ضد العدو الصهيوني المجرم، الذي يواصل إبادة أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق بكل وحشية منذ قرابة سنة وشهرين إشباعا لغريزته في القتل وتعطشه لسفك دماء الأطفال والنساء والمدنيين، والذين لا يمر يوم دون أن يقتل ويصيب العشرات منهم.

وفي كل مرة تعلنها القوات المسلحة اليمنية مدوية وبملء الفم بأن تنفيذ هذه العمليات يأتي انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وردا على جرائم العدو الإسرائيلي المستمرة بحق الأشقاء في قطاع غزة، متحدية بذلك كل الحسابات والمخاوف التي تضع لها أنظمة وشعوب الأمة ألف حساب وتجعلها تتنصل عن واجبها ومسؤوليتها الدينية والأخلاقية والإنسانية في نصرة شعب فلسطين المسلم الشقيق خوفا من أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهما.

هنا يتجلى المعنى الحقيقي للحرية والاستقلال التي يتميز بها الشعب اليمني في ظل قيادته الحكيمة والشجاعة التي أوصلت البلد إلى ما هو عليه اليوم من مكانة، وحققت له الانتصارات العظيمة، وهذا يمثل ترجمة فعلية لشعار “عاش اليمن حرا عزيزا مستقلا.. والنصر لليمن ولكل أحرار الأمة”.

وفي آخر تلك العمليات البطولية وغير المسبوقة في تاريخ الأمة أعلنت القوات المسلحة أنها استهدفت مدمرة أمريكية وثلاث سفن إمداد تابعة للجيش الأمريكي في البحر العربي وخليج عدن.

العملية التي اشتركت فيها القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية نفذت بستة عشر صاروخاً بالستياً ومجنحاً وطائرةً مسيرةً، وكانت الإصابات دقيقة ومباشرة.

جاءت عملية استهداف المدمرة والسفن الأمريكية بعد ساعات فقط من إعلان القوات المسلحة عن عملية نوعية ضد هدف حيوي في منطقة “يافا” المحتلة التي تمثل عمق العدو الصهيوني بصاروخ فرط صوتي نوع فلسطين 2، والذي أصاب هدفه بنجاح.

وكانت وسائل إعلامية تابعة للعدو تحدثت عن إصابة العديد من الصهاينة، صباح أمس الأحد، خلال تدافعهم نحو الملاجئ بعد دوي صافرات الإنذار عقب إطلاق صاروخ باليستي من اليمن.

بدورها باركت لجان المقاومة الفلسطينية قصف القوات المسلحة اليمنية للعمق الصهيوني “تل أبيب” بصاروخ فلسطين 2 الفرط صوتي والذي قالت “إنه يبدد أوهام وأحلام مجرم الحرب نتنياهو وقادة الكيان المجرم بتفكيك وفصل الساحات”.

وذكرت في بيان لها أن القصف اليمني للعمق الصهيوني يفقد الكيان ومستوطنيه الشعور بالأمن والاستقرار ويؤكد المأزق الاستراتيجي الذي وضعتهم بها قيادتهم المتطرفة من أجل مصالحها السياسية والشخصية.

كما باركت حركة المجاهدين الفلسطينية، القصف الصاروخي الذي نفذته القوات المسلحة اليمنية في عمق الكيان الغاصب، واعتبرته تأكيدا على مواصلة إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض لأبشع عمليات التطهير العرقي والابادة الجماعية في ظل صمت وتواطؤ دولي وتخاذل عربي وإسلامي.

وتوعدت القوات المسلحة في بيانيها بمضاعفة عملياتها العسكرية بالصواريخ والطائرات المسيرة مادام العدو الصهيوني مستمرا في ارتكاب الجرائم في قطاع غزة، معتبرة ذلك جزءا من تأدية الواجب الديني والأخلاقي والإنساني المتمثل في نصرة وإسناد المجاهدين في قطاع غزة والضفة الغربية.

وأمام الموقف اليمني المتعاظم تتوالى الاعترافات الأمريكية والغربية بحالة العجز التي وصلت إليها ما تسميها معركة القوات الأمريكية ضد قوات صنعاء في البحر الأحمر والتي وصلت بعد نحو عام إلى طريق مسدود وخطير حد وصفها.

وبين الحين والآخر تشير تقارير إعلامية أمريكية إلى أن الرد العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ومن خلفها تحالف بحري غربي لمنع الهجمات التي تنفذها القوات اليمنية فشل في تحقيق أي من أهدافه، كما أن العمليات الجوية الأمريكية البريطانية على اليمن لم يكن لها أي تأثير على القدرات العسكرية التي بات يمتلكها اليمن.

أصبحت القوات المسلحة اليمنية تشكل تحديا مباشرا لرأس الشر والطغيان أمريكا، وجعلت من اليمن لاعبا رئيسيا في المنطقة ومن أبرز القوى المناهضة لأمريكا في الشرق الأوسط، خصوصا وأن اليمن بموقعه الاستراتيجي المسيطر على البحر الأحمر كأحد أهم طرق الشحن العالمي، يمثل امتيازا كبيرا وسلاحا قويا من شأنه إضعاف الهيمنة الأمريكية التي ظلت سائدة لعقود من الزمن.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة العدو الصهیونی فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

اليمن والموقف الحازم

مقالات:

بقلم/ علي ضافر

بعد قرابة شهر من الهدوء النسبي، لا تزال المنطقة تتأرجح على شفا انفجار كبير قد يغيّر مجريات الأحداث، وذلك بسبب عدم حسم كثير من الملفات، والسقوف العالية والضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي تهدف إلى فرض حلول أحادية لصالح العدو الإسرائيلي، على حساب سيادة الدول العربية وحقوق الشعوب وتطلعاتها، وفي المقدمة الشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق، يهدد ترامب مجدداً باتخاذ “موقف صارم بشأن قطاع غزة السبت”، ويقول إنه “غير متأكد مما ستفعله إسرائيل”. ويأتي هذا التهديد بعد تعهد الوسطاء لوفد حماس إلى القاهرة بتجاوز العقبات، والضغط على العدو لتنفيذ التزاماته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وما ترتب عليه من إعلان المقاومة تراجعها عن قرار تأجيل الإفراج عن الأسرى الصهاينة.
تصريحات ترامب الأخيرة تأتي في سياق التهديدات المتكررة، خصوصاً من الرئيس ترامب، بتوسيع نطاق الصراع، وفرض خطط الضم والتهجير القسري على الشعب الفلسطيني، وهو ما يهدد بنسف كل الاتفاقات الموقعة، ونسف جهود ومساعي الدول العربية الوسيطة (إذا افترضنا حسن النية) لمحاولة احتواء الموقف. لكن ما سرب عن الخطة المصرية المدعومة سعودياً وإماراتياً ليس مبشراً، وإن تضمّنت تلك الخطة إعادة إعمار غزة وعدم تهجير أهلها، لكن فكرة إلغاء حماس من المشهد في غزة مرفوضة وغير منطقية ولا واقعية، كما لا يجوز أن تتبنى دول عربية مثل هذه الطروحات.
أمام الوضع والتحديات الراهنة، تبرز التظاهرات والتصريحات اليمنية من مختلف المستويات، لتعكس موقفاً حازماً في التصدي لمخططات التهجير والضم والإلغاء والشطب لأي من حركات المقاومة، وترفض بشكل قاطع أي انتهاك لحقوق الفلسطينيين ووجودهم.
في إطار التصعيد الأخير، قررت المقاومة الفلسطينية الإفراج عن الأسرى الصهاينة، بعد أن قدم الوسطاء تعهدات بتجاوز العقبات الصهيونية، ومهددات الاتفاق من دون تلكؤ ولا مماطلة. لا يبدو العدو جاداً في تنفيذ الاتفاق بشكل كامل وسلس، كما أن الموقف الأمريكي متناقض بشكل صارخ، ففيما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدّعي أنه هو الوسيط الذي يعمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة، ويعطي لنفسه الفضل في وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، فإن تصريحاته الأخيرة بخصوص تهجير سكان غزة لا تهدد الاتفاق فحسب، بل تهدد بإشعال حرب جديدة وواسعة في المنطقة، خصوصاً أنه لم يُظهِر تراجعاً عن خطته المرفوضة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، تلك الخطة التي تشمل تهجير سكان غزة وضم الضفة الغربية إلى كيان العدو الإسرائيلي، وتهدف إلى تمرير خطة أحادية الجانب تتجاهل الحقوق الفلسطينية، وتدعم النبوءات التلمودية في توسيع المغتصبات وضم الأراضي الفلسطينية بالقوة. وإن قرر تأجيل خطة التهجير أو حصل على مكاسب مرحلية للعدو، كما تسرب عن الخطة (المصرية _ العربية)، ذات النكهة الأمريكية، فإن مخطط ضم الضفة وما تشهده من أكبر عملية تهجير، يمثل عامل تفجير إضافياً، فالمقاومة الفلسطينية لن تسكت كما أن جبهات الإسناد، وخصوصاً اليمن، لن ترضى بتمرير ذلك، ما قد يدفع نحو تفجير الوضع من جديد.
وعلى المقلب الآخر، لا يزال المشهد في جنوب لبنان ضبابياً بخصوص استحقاق الثامن عشر من شباط/فبراير وانسحاب قوات العدو الإسرائيلي المحتل، رغم الرفض اللبناني الرسمي والشعبي المعلن لأي تمديد إضافي، ورغم تقديم الفرنسي سلماً للنزول الإسرائيلي من على الشجرة، وتسريع انسحابه من النقاط المتبقية جنوب لبنان.
الموقف الأمريكي يمثّل الوجه الآخر للصهيونية، رغم ادعاء ترامب “الحرص على السلام”، فإن الواقع يفضح هذا الادعاء الزائف ويكشف خطواته المتناقضة تماماً، إذ يقدم الدعم العسكري والسياسي والمالي للمجرمين الصهاينة، ويتبنى طروحاتهم ومشاريعهم التلمودية ويضغط على الدول العربية، مثل مصر والأردن، لتكون جزءاً من هذه المخططات تحت طائلة التهديد بقطع الدعم المالي عنها إذا رفضت إملاءاته وخططه الرعناء. وهذا يكشف نية عدوانية استعلائية حقيقية لتوسيع نطاق الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة.
الموقف اليمني: موقف حازم ورؤية استراتيجية
في ظل هذا التصعيد، يأتي الموقف اليمني بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ليشكل رداً قوياً ضد تلك المخططات، إذ أعلن السيد عبد الملك، قبل أيام، بوضوح استعداد اليمن للتدخل العسكري، إذا ما تم تنفيذ خطط تهجير الفلسطينيين بالقوة، أو نكث العدو بالاتفاق وعاد إلى التصعيد مجدداً في غزة أو لبنان. المواقف التي يعلنها السيد عبد الملك ليست مجرد حرب نفسية وتهديدات جوفاء، بل تأتي في إطار التنسيق المستمر مع فصائل المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة، والتشديد على موقف ثابت لا يتغير في مواجهة أي محاولات لفرض حلول أحادية تتجاهل حقوق الشعوب.
في هذا السياق، يمكن فهم الموقف اليمني أنه موجّه ليس فقط ضد العدو الإسرائيلي، بل ضد المنظومة السياسية الأمريكية التي تدير اللعبة بشكل أحادي. ويدرك السيد عبد الملك تماماً أن الاستمرار في تجاهل حقوق الفلسطينيين سيؤدي إلى مزيد من التصعيد، وهذا ما يسعى اليمن إلى تفاديه عبر تأكيد جاهزية اليمن للمشاركة في أي مواجهة عسكرية مقبلة، إذا تطلب الأمر.
التحديات أمام الحلول السياسية
في الوقت الذي تزداد فيه التهديدات من الولايات المتحدة و”إسرائيل”، تظل القضية الفلسطينية في دائرة الضوء. وقد أثبتت المقاومة الفلسطينية في غزة موقفها الثابت في عدم التنازل عن أي من حقوقها، فعلى الرغم من الضغوط والتهديدات الأمريكية، لا يزال الموقف الفلسطيني راسخاً في رفض التنازل عن أي من عناصر القوة، وهو ما يعكس روح التحدي والصمود في مواجهة التهديدات. فيما يظل السؤال الأهم: هل سيصمد الموقف العربي، هل سيعلن (لا) عريضة في وجه ترامب؟ وهل ستنجح الجهود الدولية في إلزام العدو الإسرائيلي بتنفيذ تعهداته في اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة وجنوب لبنان؟ الأيام والليالي والميدان كفيلة بالإجابة عن كل هذه التساؤلات.
وإلى ذلكم الحين، يبقى الموقف اليمن على قدر كبير من الأهمية والمسؤولية في آن معاً، فهو يمثل صوتاً قوياً ونقطة فاصلة، في وجه مخططات الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، ويؤكد ضرورة وحدة الموقف العربي الإسلامي والتمسك بحقوق الشعوب في مواجهة الاعتداءات والتجاوزات، وإلا ستكون المنطقة أمام مشكلة لا تهدد فلسطين وحدها، بل تشكل تهديداً وجودياً للجميع.

 

مقالات مشابهة

  • اليمن يجسد أروع صور التضامن الإسلامي في المعركة المقدسة ضد هيمنة الأعداء
  • شاهد | القوات المسلحة اليمنية لاعب عسكري متقدم بعد معركة الإسناد
  • رسالة قوية لترامب.. مصر وإسبانيا ترفضان أي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار
  • بعد زيادة المخصصات العسكرية .. هل تستعد إيران للحرب؟
  • الجيش اليمني يعلن إحباط أعنف عملية هجومية للحوثيين جنوب مأرب
  • قيادة قرآنية وشعب مقاوم.. اليمن يكتب معادلة النصر
  • هل تستعد إيران للحرب؟.. الميزانية العسكرية تثير جدلا كبيرا
  • قيادة قرآنية وشعب مقاوم .. اليمن يكتب معادلة النصر
  • من القوات المسلحة اليمنية إلى “إسرائيل”!!
  • اليمن والموقف الحازم