الخليج الجديد:
2024-11-07@14:32:06 GMT

عن توقّعات موت العلمانية في إسرائيل

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

عن توقّعات موت العلمانية في إسرائيل

عن توقّعات "موت العلمانية" في إسرائيل

هل سيبقى ثمّة علمانيون في إسرائيل بعد 20 عامًا؟، أو هل يمكن الحديث، منذ الآن، عن موت العلمانية في إسرائيل؟

هل سيصبح المتديّنون أغلبية في إسرائيل؟ هل سيتلاشى المجتمع العلماني ويختفي؟ وهل باتت إسرائيل في مستهلّ سيرورةٍ ستنتهي بهجرة كثيفة للعلمانيين؟

كان دور العلمانية ضروريًا عندما لم تكن اليهودية قادرةً على إدارة الدولة والجيش.

أما وقد احتل المتدينون جميع هذه المواقع، فالعلمانية أنهت مهمّتها التاريخية!

كل ما قامت به العلمانية يستطيع القيام به اليوم متديّنون.. استنفدت العلمانية ذاتها عالميا، ولأنها تقود إلى نوع من التدمير الذاتي، يبدو الأجدى الانتقال للمرحلة التالية"!

يؤجّج اليمين مساعيه للهيمنة على وجهة إسرائيل المستقبلية بحسم الصراع مع الفلسطينيين ومستقبل أراضي 1967 ومأسسة الضم ونظام الأبرتهايد، وترسيخ هوية الدولة القومية اليهودية.

* * *

مع استمرار الأزمة التي تشهدها إسرائيل على خلفية ما يوصف بأنه "انقلاب قضائيّ" تدفع قدما به الحكومة الحالية، تتكرّر الحاجة إلى تأكيد أن قوة التيار اليمينيّ الاستيطانيّ القومي والديني، الذي تشكّل أطيافه ائتلاف هذه الحكومة، تشهد تصاعدًا مستمرًا منذ نحو عقدين، ما يؤجّج مساعيه إلى الهيمنة والتحكّم أكثر فأكثر في وجهة إسرائيل المستقبلية من طريق إنجاز موضوعين رئيسيين:

- الأول، حسم الصراع مع الفلسطينيين، ولا سيما ما يرتبط بمستقبل الأراضي المحتلة منذ 1967 بما يؤول إلى مأسسة الضم ونظام الأبرتهايد،

- الثاني، ترسيخ هوية الدولة وطابعها "دولة قومية يهودية".

ولا يخفي الناطقون بلسان هذا التيار غايتهم هذه منذ أعوام، فمثلًا قبل ثمانية أعوام نُشر تقرير موسّع في صحيفة "مكور ريشون" اليمينية تحت العنوان الموحي "بعد بضعة أجيال: هل نحن في طريقنا إلى دولة دينية؟"، أشير فيه، من ضمن أمور أخرى، إلى أن هذا السؤال هو المركزي الذي يشكّل هاجس أوساط مهتمة بمستقبل إسرائيل وسيرورات تطوّرها الديموغرافي والاجتماعي.

كما أنه يستبطن أسئلة ثانوية أخرى منها: هل سيصبح المتديّنون أغلبية في الدولة؟ وهل سيتلاشى المجتمع العلماني ويختفي؟ وهل باتت إسرائيل في مستهلّ سيرورةٍ ستنتهي بهجرة كثيفة للعلمانيين؟

لعل أكثر ما يستدعينا لأن نستعيد هذا التقرير أن التساؤلات السالفة جرى طرحها على مجموعة من المثقفين وعلماء الاجتماع والحاخامات اليهود الإسرائيليين، ولدى جمع إجاباتهم عليها، واستمزاج مواقفهم وآرائهم، خلصت كاتبة التقرير إلى أن حصيلة ذلك إبراز "المأساة العلمانية كما تتجسّد أمامنا، وهي تكمن في الخوف من يومٍ مقبلٍ تصبح فيه العلمانية غير ذات معنى أو أهمية، وتتحوّل إسرائيل إلى دولة شريعة أصولية يديرها متديّنون"!

بما يستدعي، بل يحتّم، في نظرها، طرح سؤال آخر: هل سيبقى ثمّة علمانيون في إسرائيل بعد 20 عامًا؟، أو هل يمكن الحديث، منذ الآن، عن موت العلمانية في إسرائيل؟

ومثلما أشار كاتب هذه المقالة مرارًا، لا يمكن الحديث عن مجتمع دولة الاحتلال وما يعتمل في داخله من تحوّلات بمعزل عن السياق السياسي العام. ووفقًا لهذا التقرير، ترتبط التحوّلات المُشار إليها بالتطرّف القوموي اليميني المتصاعد باستمرار، إلى جانب اعتداءات وانتهاكات أخرى تطاول سلطة القانون وحقوق الأقليات.

غير أن بيت القصيد هو تأكيد بعضهم أن هذه التحوّلات ناجمة عن تصاعد قوّة المواطنين العرب وازدياد وزنهم، ما يدفع كثيرين من اليهود إلى البحث عما يصفونها "هوية مميزة" و"قاسما مشتركا واسعا"، علاوة على ما في ذلك من ردّة فعل على الوضع الأمني.

على المستوى الخاص بالعلاقة الداخلية بين اليهود، المحور الأهم هو محور العلاقة بين المتدينين والعلمانيين. وفي هذا الصدد، المقاربة السائدة بين المتدينين اليهود هي أن السبب الأبرز للتحوّل نحو التديّن يتمثل في الشعور بالخواء والملل في عالم العلمانية.

وصاحب هذه المقاربة هو أحد مفكّري الصهيونية الدينية، الحاخام والأكاديمي موشيه راط، الذي يشدّد على أن ما ينعته بأنه "اليسار العلماني" حكم الدولة طوال عشرات الأعوام، وإن خسر فيبدو أن ثمّة سببا وجيها لذلك! ويضيف: "إننا نرى في أوروبا أيضا أنه كلما اتّسعت العلمنة والإلحاد تضاءلت معدّلات الولادة، بينما يهاجر العرب إلى هناك ويسيطرون!".

وردّا على سؤال آخر عما إذا كان يعتقد إن إسرائيل ليست في حاجة إلى علمانيين، قال راط: "لا أعتقد أننا في حاجة إلى علمانيين. وبنظرة إلى الوراء، يمكن القول كما قال الحاخام كوك إن دور العلمانية كان ضروريًا في المرحلة التي لم تكن فيها اليهودية قادرةً على تدبّر أمور إدارة الدولة والجيش... أما وقد أصبح المتدينون يحتلون جميع هذه المواقع، فبالإمكان القول إن العلمانية قد أنهت مهمّتها التاريخية.

كل ما قامت به يستطيع القيام به اليوم أشخاص متديّنون... وأعتقد أن العلمانية في العالم أجمع استنفدت ذاتها، ونظرًا إلى أنها تقود إلى نوع من التدمير الذاتي، يبدو من الأجدى الانتقال إلى المرحلة التالية"!

*أنطوان شلحت كاتب وباحث في الشأن الصهيوني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل العلمانية نتنياهو الأحزاب الدينية الصهيونية الدينية فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

وزير دفاع الاحتلال: سيتعين علينا تجنيد اليهود المتشددين على نطاق واسع

علق وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، على تعليق بعض الدول الأوروبية إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، وقال: "نحن نعرف كيفية إنتاج الذخيرة وجلب الأسلحة والحصول على الموارد".

وفيما يتعلق بتجنيد اليهود المتشددين "الحريديم"، أضاف جالانت خلال زيارة لقاعدة عسكرية بالقرب من الحدود اللبنانية: الجنود هم شعب إسرائيل، ولا يوجد أحد آخر. آمل أن أكون هنا في زيارة وأرى جنودًا متشددين في الفرق".

وتابع: يتعين علينا أن نتحمل العبء بطريقة مشتركة، وفي الفترة المقبلة سنحتاج إلى المزيد من المقاتلين في جيش الإسرائيلي".

وأكد: سيتعين علينا تجنيد المزيد من الإسرائيليين، وخاصة السكان الأرثوذكس المتطرفين، على نطاق واسع".

مقالات مشابهة

  • السيد القائد: اليهود لا يمتلكون المقومات الذاتية لأن يفرضوا لهم كياناً متماسكاً وصامداً
  • باحث: لبنان ليست ولاية إيرانية وحزب الله فشل في ردع إسرائيل
  • باحث: لبنان ليس ولاية إيرانية.. وحزب الله فشل في ردع إسرائيل
  • «داء اليهود»
  • أمن القاهرة يكشف لغز جـ.ثة «ترب اليهود» في البساتين| ما القصة؟
  • وزير دفاع الاحتلال: سيتعين علينا تجنيد اليهود المتشددين على نطاق واسع
  • ما علاقة الفلسطينيين بعداء إسرائيل لهذه الدولة الأوروبية؟
  • الجيش الاسرائيلي: غالانت وافق على توصية الجيش بإصدار 7000 أمر تجنيد جديد يطال اليهود المتشددين
  • إسرائيل تصادق على إصدار 7000 أمر تجنيد إضافي بحق اليهود الحريديم
  • رغم دعم إدارة بايدن.. 72% من اليهود الإسرائيليين يفضلون ترامب على هاريس