الخليج الجديد:
2024-07-07@03:35:16 GMT

عن توقّعات موت العلمانية في إسرائيل

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

عن توقّعات موت العلمانية في إسرائيل

عن توقّعات "موت العلمانية" في إسرائيل

هل سيبقى ثمّة علمانيون في إسرائيل بعد 20 عامًا؟، أو هل يمكن الحديث، منذ الآن، عن موت العلمانية في إسرائيل؟

هل سيصبح المتديّنون أغلبية في إسرائيل؟ هل سيتلاشى المجتمع العلماني ويختفي؟ وهل باتت إسرائيل في مستهلّ سيرورةٍ ستنتهي بهجرة كثيفة للعلمانيين؟

كان دور العلمانية ضروريًا عندما لم تكن اليهودية قادرةً على إدارة الدولة والجيش.

أما وقد احتل المتدينون جميع هذه المواقع، فالعلمانية أنهت مهمّتها التاريخية!

كل ما قامت به العلمانية يستطيع القيام به اليوم متديّنون.. استنفدت العلمانية ذاتها عالميا، ولأنها تقود إلى نوع من التدمير الذاتي، يبدو الأجدى الانتقال للمرحلة التالية"!

يؤجّج اليمين مساعيه للهيمنة على وجهة إسرائيل المستقبلية بحسم الصراع مع الفلسطينيين ومستقبل أراضي 1967 ومأسسة الضم ونظام الأبرتهايد، وترسيخ هوية الدولة القومية اليهودية.

* * *

مع استمرار الأزمة التي تشهدها إسرائيل على خلفية ما يوصف بأنه "انقلاب قضائيّ" تدفع قدما به الحكومة الحالية، تتكرّر الحاجة إلى تأكيد أن قوة التيار اليمينيّ الاستيطانيّ القومي والديني، الذي تشكّل أطيافه ائتلاف هذه الحكومة، تشهد تصاعدًا مستمرًا منذ نحو عقدين، ما يؤجّج مساعيه إلى الهيمنة والتحكّم أكثر فأكثر في وجهة إسرائيل المستقبلية من طريق إنجاز موضوعين رئيسيين:

- الأول، حسم الصراع مع الفلسطينيين، ولا سيما ما يرتبط بمستقبل الأراضي المحتلة منذ 1967 بما يؤول إلى مأسسة الضم ونظام الأبرتهايد،

- الثاني، ترسيخ هوية الدولة وطابعها "دولة قومية يهودية".

ولا يخفي الناطقون بلسان هذا التيار غايتهم هذه منذ أعوام، فمثلًا قبل ثمانية أعوام نُشر تقرير موسّع في صحيفة "مكور ريشون" اليمينية تحت العنوان الموحي "بعد بضعة أجيال: هل نحن في طريقنا إلى دولة دينية؟"، أشير فيه، من ضمن أمور أخرى، إلى أن هذا السؤال هو المركزي الذي يشكّل هاجس أوساط مهتمة بمستقبل إسرائيل وسيرورات تطوّرها الديموغرافي والاجتماعي.

كما أنه يستبطن أسئلة ثانوية أخرى منها: هل سيصبح المتديّنون أغلبية في الدولة؟ وهل سيتلاشى المجتمع العلماني ويختفي؟ وهل باتت إسرائيل في مستهلّ سيرورةٍ ستنتهي بهجرة كثيفة للعلمانيين؟

لعل أكثر ما يستدعينا لأن نستعيد هذا التقرير أن التساؤلات السالفة جرى طرحها على مجموعة من المثقفين وعلماء الاجتماع والحاخامات اليهود الإسرائيليين، ولدى جمع إجاباتهم عليها، واستمزاج مواقفهم وآرائهم، خلصت كاتبة التقرير إلى أن حصيلة ذلك إبراز "المأساة العلمانية كما تتجسّد أمامنا، وهي تكمن في الخوف من يومٍ مقبلٍ تصبح فيه العلمانية غير ذات معنى أو أهمية، وتتحوّل إسرائيل إلى دولة شريعة أصولية يديرها متديّنون"!

بما يستدعي، بل يحتّم، في نظرها، طرح سؤال آخر: هل سيبقى ثمّة علمانيون في إسرائيل بعد 20 عامًا؟، أو هل يمكن الحديث، منذ الآن، عن موت العلمانية في إسرائيل؟

ومثلما أشار كاتب هذه المقالة مرارًا، لا يمكن الحديث عن مجتمع دولة الاحتلال وما يعتمل في داخله من تحوّلات بمعزل عن السياق السياسي العام. ووفقًا لهذا التقرير، ترتبط التحوّلات المُشار إليها بالتطرّف القوموي اليميني المتصاعد باستمرار، إلى جانب اعتداءات وانتهاكات أخرى تطاول سلطة القانون وحقوق الأقليات.

غير أن بيت القصيد هو تأكيد بعضهم أن هذه التحوّلات ناجمة عن تصاعد قوّة المواطنين العرب وازدياد وزنهم، ما يدفع كثيرين من اليهود إلى البحث عما يصفونها "هوية مميزة" و"قاسما مشتركا واسعا"، علاوة على ما في ذلك من ردّة فعل على الوضع الأمني.

على المستوى الخاص بالعلاقة الداخلية بين اليهود، المحور الأهم هو محور العلاقة بين المتدينين والعلمانيين. وفي هذا الصدد، المقاربة السائدة بين المتدينين اليهود هي أن السبب الأبرز للتحوّل نحو التديّن يتمثل في الشعور بالخواء والملل في عالم العلمانية.

وصاحب هذه المقاربة هو أحد مفكّري الصهيونية الدينية، الحاخام والأكاديمي موشيه راط، الذي يشدّد على أن ما ينعته بأنه "اليسار العلماني" حكم الدولة طوال عشرات الأعوام، وإن خسر فيبدو أن ثمّة سببا وجيها لذلك! ويضيف: "إننا نرى في أوروبا أيضا أنه كلما اتّسعت العلمنة والإلحاد تضاءلت معدّلات الولادة، بينما يهاجر العرب إلى هناك ويسيطرون!".

وردّا على سؤال آخر عما إذا كان يعتقد إن إسرائيل ليست في حاجة إلى علمانيين، قال راط: "لا أعتقد أننا في حاجة إلى علمانيين. وبنظرة إلى الوراء، يمكن القول كما قال الحاخام كوك إن دور العلمانية كان ضروريًا في المرحلة التي لم تكن فيها اليهودية قادرةً على تدبّر أمور إدارة الدولة والجيش... أما وقد أصبح المتدينون يحتلون جميع هذه المواقع، فبالإمكان القول إن العلمانية قد أنهت مهمّتها التاريخية.

كل ما قامت به يستطيع القيام به اليوم أشخاص متديّنون... وأعتقد أن العلمانية في العالم أجمع استنفدت ذاتها، ونظرًا إلى أنها تقود إلى نوع من التدمير الذاتي، يبدو من الأجدى الانتقال إلى المرحلة التالية"!

*أنطوان شلحت كاتب وباحث في الشأن الصهيوني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل العلمانية نتنياهو الأحزاب الدينية الصهيونية الدينية فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

أزمة فكر لا كهرباء

يبلغ إنتاج مصر من الطاقة الكهربائية 63 ألف ميجاوات تقريبا وفق الأرقام الرسمية للدولة.. فى حين يتراوح الاستهلاك بين 28 ألف ميجاوات و34 ألفا فى أعلى درجات الاستهلاك.. أى أن مصر تنتج ضعف حجم استهلاكها من الكهرباء تقريبا.. إذن لدينا فائض من الانتاج يوازى حجم الاستهلاك.. وهو ما يعنى أن تكون مصر دولة مصدرة للكهرباء.. وهذا ما سعت له الدولة خلال السنوات الماضية.. سمعنا كثيرا عن اتفاقيات ثنائية بين مصر وعدد من دول الجوار.. لكن لا نعرف على وجه التحديد ما الذى تم فى تلك الاتفاقيات حتى الآن.. أو لماذا لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن؟
وجاء قرار الحكومة.. بقطع الكهرباء لمدد تصل لـ3 و4 ساعات يوميا.. بدعوى تخفيف الأحمال.. ليطرح العديد من الأسئلة حول مبررات ذلك القرار.. والذى جاء عكس المتوقع تماما.. ساقت الحكومة أو سربت تبريرات عديدة.. منها ما يتعلق بشبكات التوزيع.. ومنها ما قال إن هناك نقصا فى إمدادات الغاز لتشغيل محطات الكهرباء «وللغاز قصة أخرى».. ومنها ما قال إن السبب هو توفير ما ينفق على الكهرباء لتوفير العملة الصعبة.
لكن هذه التبريرات طرحت سؤالا آخر.. وأين مشروعات الطاقة المتجددة.. بعيدا عن الوقود الأحفورى وتكلفته المرتفعة.. ويكفى هنا الإشارة إلى محطة برنبان للطاقة الشمسية.. والتى تنتج وحدها ما يعادل 90%  من انتاج السد العالى من الكهرباء.. وهو ما يطرح استفهاما آخر أكبر.. هو إن كان تخفيف الأحمال لتقليل الإنفاق على الوقود الأحفوري.. فلماذا لم تلجأ الدولة إلى توفير العجز عبر محطات الطاقة المتجددة.. ربما تحمل إجابة هذا السؤال العديد من الجوانب الفنية.. وهنا أيضا نسأل كيف لم يتم الاستعداد لهذه الجوانب الفنية مسبقا.. وتبقى خلاصة أزمة الكهرباء فى مصر.. أنه ليس هناك أزمة حقيقية فى الكهرباء.. بل هو سوء إدارة ليس أكثر.. فكيف لدولة أن تنتج أكثر من ضعف استهلاكها.. ثم نقبل بوصفها بأن لديها أزمة؟
وعلى ذكر الإدارة.. ما الذى قدمته الحكومة للتعامل بشكل جدى مع أزمة الطاقة.. أو التحول إلى الطاقة الخضراء.. العديد من حكومات العالم تقدم الكثير من المزايا والدعم لمواطنيها لتشجيعهم على التحول من استهلاك الوقود الأحفورى إلى الطاقة النظيفة.. هناك من يقدم اعفاءات جمركية.. أو امتيازات ضريبية.. وهناك من يقدم تمويلا يصل إلى 10 آلاف دولار.. كل ما اتذكره فى هذا الشأن.. هو قرار السيد معيط وزير المالية السابق بتقليص إعفاء السيارات الكهربائية من الجمارك.. من ثلاث سنوات إلى سنة واحدة.
فما الذى يمنع الدولة من تقديم إعفاء كامل وغير مشروط لاستيراد السيارات الكهربائية والهايبرد؟.. ما الذى يمنع من إضافة الخلايا الشمسية لكود البناء فى كافة المدن الجديدة والقديمة.. ليكون كل مبنى جديد قائما بذاته لا يحتاج إلى توصيلات كهرباء.. ولماذا لا تلغى الدولة كافة أشكال الجمارك والضرائب بكافة مسمياتها وألوانها عن الخلايا الشمسية ومستلزماتها.. وكل عناصر وأشكال توليد الطاقة الخضراء..  ما المانع من تيسير إجراءات تركيب الخلايا الشمسية فى المبانى القائمة بالفعل.. والتنازل عن الشروط والرسوم المجحفة التى تفرض فى هذا الإطار.. لن أقول ان تمنح الدولة تمويلا أو حوافز.. فقط ليس مطلوبا من الحكومة أكثر من إزالة العوائق التى وضعتها هى بنفسها أمام الانطلاق فى طريق الطاقة المستدامة.. والتى كثيرا ما تحدثت عنها فى المحافل الدولية.. فأقل ما ستجنيه من هذه التيسيرات إظهار الجدية امام المانحين الدوليين والممولين فى هذا الاتجاه.. فقد ينظر أصحاب العقول المنغلقة إلى حجم الجباية التى سيفقدها نظير هذه التيسيرات.. ولهذا نقول إن ما ستجنيه الدولة من وفورات وتمويل سيكون أضعاف ما تجنيه من جبايات أثقلت كاهل المواطن واعاقت أى تقدم مفترض.. فليس هناك مشكلة بلا حل.. لكن هناك حلول بلا عقول إدارية واقتصادية قادرة على الاستفادة منها.

مقالات مشابهة

  • عوداً على بدء .. حرب المصطلحات وإبادة غزة
  • ✒️حاج ماجد سوار: إلى البرهان وصحبه
  • أزمة فكر لا كهرباء
  • سَاعَتَان مع البُرْهَان…!
  • «القاهرة الإخبارية»: «معسكر الدولة» الإسرائيلي يفوز بـ23 مقعدا في استطلاع رأي لـ«واللا»
  • خلافات وفوضى تهدد الداخل الإسرائيلي.. أستاذ علوم سياسية يوضح
  • صمود غزة.. ومصر أيضاً
  • عباس العقاد يكشف أفكار وأسرار الصهيونية العالمية
  • باحث: الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل حال دخولها في جبهة صراع جديدة (فيديو)
  • أمن الدولة تُمهل متهمين 10 أيام لتسليم أنفسهم / أسماء