أكبر منجم ذهب في العالم.. رحلة المعدن الأصفر من باطن الأرض إلى أيدي الصاغة
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
لطالما سحر الذهب قلوب البشر بجماله وبريقه، لكن خلف هذا المعدن الثمين تكمن رحلة مليئة بالأسرار والتحديات، تبدأ من أعماق الأرض لتصل إلى أيدي الصاغة والخزائن، وتزامنا مع إعلان الصين اكتشاف أكبر منجم ذهب في العالم، بحجم يُقدر بـ1000 طن وقيمة تتجاوز 83 مليار دولار، نستعرض مراحل التعدين المعقدة التي تجعل من هذا الكنز الثمين حقيقة ملموسة.
في الساعات الماضية، أعلنت الصين اكتشاف رواسب من خام الذهب عالي الجودة تحتوي على 1000 طن من المعدن النفيس، بحسب ما نشرته وسائل إعلام حكومية، تُقدَّر قيمة هذا الاكتشاف بنحو 600 مليار يوان، أي ما يعادل 83 مليار دولار أميركي، ما يجعله ربما أكبر منجم ذهب في العالم اكتشف حتى الآن، متفوقًا على احتياطي 900 طن في منجم «ساوث ديب» بجنوب إفريقيا، المعروف بأنّه أحد أعظم مناجم الذهب في العالم.
بالتزامن مع هذا الحدث، يمر الذهب بمراحل مختلفة بداية من إجراء عمليات التنقيب للعثور على خام الذهب بتركيزات قابلة للاستخدام تجاريًا، وتُستخدم التقنيات الجيوكيميائية والجيوفيزيائية لتحديد وجود رواسب خام مدفونة، ثم يقوم الجيولوجيون بالحفر للتحقق من جودة المعادن في المواقع المحددة، وفق موقع «miningforschools».
يجب أن يكون موقع المنجم جاهزًا للتطوير، لذا يتم بناء غطاء الرأس فوق عمود المنجم وحفر العمود عميقًا في الأرض لنقل الأشخاص والمواد إلى داخل وخارج المنجم، وتشمل البنية الأساسية الأخرى المطلوبة هياكل التعدين والطحن والمعالجة؛ وورش العمل المختلفة.
الذهاب تحت الأرضيتم نقل عمال المناجم ومواد التعدين والمعدات إلى أعماق الأرض عبر قفص المنجم في العمود الرأسي، والذي يمكن أن يصل إلى عمق 3.5 كيلومتر تحت السطح، كما يتم تعدين الذهب في حفرة مفتوحة، وهي تقنية تعدين يتم فيها الحفر على السطح لاستخراج الخام، ويظل المنجم مفتوحًا على السطح طوال مدة حياته.
يتضمن تخطيط المناجم وتطوير أنفاق في الأرض حتى يمكن الوصول إلى أماكن الذهب.
5- الحفربمجرد إنشاء واجهة الحفر وكشف الشعاب المرجانية الحاملة للذهب وهي عبارة عن حفريات تشبه الشعاب المرجانية في قلب الجبل، تبدأ عملية الحفر استعدادًا لتفجير الشعاب المرجانية.
6- التفجير والنقلبعد تفجير المنجم، يتم جمع الصخور المكسورة في الانفجار «خام الذهب» وهذا ما يسمى بالتكسير والكنس - ونقلها إلى العمود، عبر الناقلات والقاطرات تحت الأرض، لرفعها إلى السطح.
يتم رفع الخام إلى السطح في عمود مناولة المواد حيث يتم نقله إما عن طريق ناقل بري أو سكة حديدية سطحية أو شاحنة إلى دوائر التكسير والطحن حيث تبدأ عملية استخراج الذهب الخالص من الصخور.
8- السحقيتم إدخال القطع الكبيرة من الخام (الصخور المكسورة) إلى سلسلة من الكسارات ومطاحن الطحن لتفتيت الخام إلى صخور أصغر حجمًا بكثير بحيث يمكن استخراج الذهب بسهولة أكبر. في هذه المرحلة من العملية، يتم طحن الخام إلى جزيئات دقيقة تشبه الرمل.
9-المعالجةيتم دمج هذه الجزيئات الشبيهة بالرمل مع الماء لتكوين عجينة يتم إضافة مواد كيميائية إضافية إليها - السيانيد والكربون - لتسهيل إذابة الذهب والمساعدة في استخراجه. تلتصق جزيئات الذهب المستخرجة في هذه العملية بالكربون. تتضمن الخطوة التالية في العملية نزع الكربون من الذهب. تقوم معظم الشركات بسحب العجينة أو "المخلفات" للحصول على أي ذهب أو يورانيوم أو كبريتيدات متبقية.
10- الصهر والتكرير والتشكيلالذهب الذي يتم الحصول عليه بعد إزالة الكربون منه يتم صهره، أي تسخينه في درجات حرارة عالية حتى يتحول إلى سائل، ثم يُسكب لتشكيل قضبان ذهبية، ثم إرسال سبائك الذهب إلى مصافي المعادن الثمينة لمزيد من المعالجة والتكرير إلى درجة نقاء لا تقل عن 99.5% لتلبية معايير جودة التسليم الجيدة التي وضعتها جمعية سوق السبائك أو تشكيلها حسب المجوهرات المطلوبة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الذهب أكبر منجم في العالم منجم ذهب التعدين
إقرأ أيضاً:
بين الخطر والأمان.. رحلة كويكب عام 2032 بميزان التقديرات الفلكية
أحدثت الملاحظات الفلكية الجديدة تغييرا جذريا في التقديرات المتعلقة بالتهديد المحتمل الذي يمثله الكويكب "واي آر 4-2024"، الذي اكتشف مؤخرا في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ففي البداية، قدّر العلماء احتمال اصطدامه بالأرض في عام 2032 بنسبة 3%، وهي النسبة الأعلى المسجلة حتى الآن لجسم قريب من الأرض بحجم يتراوح بين 40 و90 مترا.
إلا أن الحسابات الأكثر دقة، المستندة إلى بيانات مرصد الجنوب الأوروبي الكبير في تشيلي ومراصد أخرى، قلّصت هذا الاحتمال بشكل كبير. فقد خفضت وكالة الفضاء الأوروبية "إيسا" النسبة إلى 0.001%، فيما وضع مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا "جاي بي إل" التقدير عند 0.004% فقط.
ورغم تراجع الخطر المحتمل، لا يزال الكويكب تحت المراقبة المستمرة نظرا لإمكانية تسببه في دمار واسع النطاق حال اصطدامه بالأرض.
وأكد أوليفييه هينو، عالم الفلك في مرصد الجنوب الأوروبي، أن "مستوى الخطر يتلاشى بسرعة". ومع ذلك، أشارت وكالة ناسا إلى احتمال ضئيل نسبته 1.7% بأن يصطدم الكويكب بالقمر، مما يعكس استمرار حالة عدم اليقين في تتبع الأجرام القريبة من الأرض.
رغم أن تحديث مسار "واي آر 4-2024″ جاء مطمئنا، لا يزال العلماء حذرين إزاء الأضرار المحتملة التي قد تنجم عن اصطدام مثل هذه الكويكبات بالأرض. فإذا ارتطم كويكب بهذا الحجم بكوكبنا، فإنه قد يطلق طاقة تفوق انفجار قنبلة هيروشيما بمئات المرات، مما يؤدي إلى دمار واسع النطاق يمتد على مستوى مدينة كبيرة كاملة.
إعلانوعلى الرغم من أن معظم هذه الطاقة ستتبدد غالبا في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، فإنّ انفجارا جويا قد يسبب أضرارا كبيرة. وقد أظهرت الأحداث التاريخية أن الاصطدامات الكويكبية أفضت إلى نتائج كارثية، إذ يُعد الاصطدام الذي وقع قبل 66 مليون سنة قبالة سواحل شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك المثال الأبرز، متسببا في انقراض الديناصورات وفقدان ثلاثة أرباع الأنواع الحية على الأرض.
وفي مواجهة مثل هذه التهديدات، كثّفت ناسا ووكالات الفضاء الأخرى جهودها لتطوير إستراتيجيات الدفاع الكوكبي، ففي عام 2022، نجحت وكالة ناسا في تنفيذ مهمة "دارت" -وهي تجربة لإعادة توجيه الكويكبات- إذ تمكنت من تغيير مسار الكويكب "ديمورفوس"، مما أثبت إمكانية تحويل مسار أي جرم قد يشكل خطرا على الأرض.
ومع استمرار العلماء في تحسين عمليات الرصد وتطوير إستراتيجيات الدفاع الكوكبي، يبقى تتبع الأجرام القريبة من الأرض أمرا بالغ الأهمية لحماية الكوكب، كما يُبرز التحديث الأخير لاحتمالات اصطدام "واي آر 4-2024″ مدى حالة غياب اليقين الذي يحيط بتوقعات مسارات الكويكبات، مما يستدعي مواصلة جهود المراقبة والتصدي للتهديدات الفضائية المحتملة.