إرتـهـان الزبيدي .. جــهـل ام مُـغـريات؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
بقـلم / عــلوي شملان
مـؤكداً الان ان كثيراً من أبناء الجنوب الـطيـبـين واصحـاب الميـول الطوباوية ، في حـالة ما بين الصـدمة والبحث عـن مبررات لِـفـشل الرئيس عيدروس الزبيدي وعـجزه المؤكد عـن فـعل أي شيء ، وارتهانه واستسلامه وتبعيته الكاملة لرغبات أبو ظبي و( التابع لايستطيع ان يمثل نفسه وانما يُمثَـل ) حسب رأي كارل ماركس .
تـبدأ القـصة بـعـد إسـتعادة عـدن واغـلب مناطق الجنوب من ايدي الحـوثـيـين وقوات علي صالح أواخر يوليو 2015م ، حيـث انخـرطت عاصمتي التحالف في سـباقات مدروسة لإسـتـقـطاب القـادة الميدانـيـين عسكريين ومدنيـين وغيرهـم من قـادة المقاومة لصـالح الاجـندات المتباينة للعاصمتين ..
لكسب الولاءات عملت الرياض بالمبدأ والأسلوب التـقـليدي المعروف .. دعـم مالي وسياسي مقـابل الولاء .. فيما اشـتغـلت أبو ظبي بهـذا الاسـلوب الى جـانب اسـلوب التوريط المخابراتي الـقـذر والا اخـلاقي المعروف عنها في حـق حلـفائها وعملائها ومعارضيها على السواء ، للسيطرة عليهم وامساكهم عـن الطيران خـارج أجواء رغباتها ، بواسـطـة اذرعها واصابعها ومخالبها المخابراتية الـقذرة السامة …
كان عيدروس الزبيدي ضمن عـشرات القادة اللذين اسـتدعتهم العاصمتـين في خـريف 2015م والى هــذا الوقت كـان الرجـل عـلى نـقائه الأخــلاقي وحماسـه الوطني والنضالي .. لنعتـرف للزبيدي بالجـسارة في ميدان القـتال كمقاتلاً وقائداً ، وبـسلوكه النـقي واستقـامته الأخــلاقية ـــ سمعنا انه كان لايتعاطى القات ، ومواظباً عـلى الصلاة ـــ وفي الوقـت نفـسه لايجب إغـفال جـهله السياسي وضحالة وعيه المعرفي ،وربما شـهوته للسلطة وجوعـه للمال والرفاهية اللذي ربما اوقـعه في الشـراك الـقـذرة لملاعـيب السياسة وادواتها الـقذرة في ابوظبي …
بلاك ووتر و فاغـنر واسـبير ــ اميرال ريسورس ، وتراست قروب ، وجي فورتي ..هــذه اسماء وغـيرها الكثير من ألأسماء لشـركات ومؤسـسات امنية وتـقـنية ومالية مُظلمة الاهـداف ، هي الاذرع والاصابع الأمنية والتـقـنية والمخالب السامة التي بواسـطتها نـفـذت ــ ولاتزال ــ تُـنفـذ ابوظبي عملياتها المخابراتية والسياسية الـقـذرة والا اخـلاقية واعمالها الدموية في بلدان عـديدة بواسطة عـملاء محليـين أمثال حـفـتر في ليبيا وحميدتو في السودان ، والزبيدي وعمار صالح في اليمن ، تحت اشـراف طحنون بن زايد وعلي الشامسي ،والفلسطيني محمد دحـلان ،والروسي بوريس ايفانوف ، والأمريكي إريك دين برنس ..
يمنياً ــ وما يهمني هنا الجنوب ــ لم يكن مطلوباً من أي قـائد عسكري اوسـياسي الإلمام الكامـل بماهية هــذه الأسماء ووظائفها واعمالها القـذرة ، لـكـن درجة معـقولة من الوعي السياسي والاخـلاقي والحس بالمسؤلية كـانت ولا تزال كـفـيلة بوضـع خط فـاصل بين مايمكـن الموافـقة عليه وفـعـله ، ومالايمكن في شـأن العمل الوطني والعلاقة مـع الصديق او الحليف او الداعــم ..
وفي هــذا الخصوص يجـب التذكير بتواصـل ابوظبي بعد استعادة عـدن مـع كثيرين من قادة المقاومة الجنوبية ، اما بدعـوتهم الى ابوظبي ، او بواسطة ضباطها المتواجـدين في عـدن … وبحس المسؤلية الوطنية ،وشيء من الحس السياسي ، هـناك مـن تمنع وهناك من عارض رغـبة الهيمنة الكاملة المبكرة على الجنوب ، وغالبية من تمنعو او عـارضو تمت تصفيـتهم فيما بعد أمثال محافظ عـدن جعفر سعد والقائد المقاوم احمد الادريسي واخرين، والبعض تم ابعادهم من مراكزهم القيادية ..
وجـدت ابوظبي ضالتها في مجموعة أخرى ، دفـعت بهم الشهوة للسلطة والجوع للمال ومغريات الترف مـع انعدام الوعي بالمسؤلية التاريخية والحس السياسي لديهم الى القـبول بموافقة رغباتها وتـنفيذ اجندتها الأمنية والسياسية في الجنوب ، أمثال هاني بن بريك وشـلال شائع واخرين ..
يبقى السؤال الان عـن اسـباب وجـود عـيدروس قاسم الزبيدي عـلى رأس قائمة المرتهـنين لرغـبات ابوظبي اللذين ربما تم الإمساك باجنحتهم وتوريطهم للبقاء كمرتهنين وتابعن ومنفذين .. جـهـل سياسي ام ضعف امام مغريات الترف بعد حرمان طويل ، خـصوصاً وقـد عُـرف عـنه التدين والاستقامة الأخـلاقية ، الى درجة انه قـبل عام 2015م لم يكن يتعاطى القات حسب ماقيل من معارفه ، حيث انه من العام 1994 حتى اواخـر مارس 2015م ،كـان ضمن الاف العسكريـيـن والمدنـيـين الجنوبيـين اللذين طالهم ظلم وتهميش نظام عـلي صـالح وشـركائه ..
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
نجاة عبد الرحمن تكتب: مصر وغزة بين الدعم الإنساني والدور السياسي
يشهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق خلّف آلاف الضحايا ونزوح مئات الآلاف، وَسَط صمت دُوَليّ نسبي ومواقف متباينة من القِوَى الإقليمية والدولية. في هذا السياق، يبرز الموقف المصري كأحد أكثر المواقف العربية وضوحًا وتوازنًا، يجمع بين التحرك السياسي والدعم الإنساني، وبين تأكيد السيادة الوطنية والحفاظ على الدور التاريخي لمصر كوسيط رئيسي في القضية الفلسطينية.
الدور الدبلوماسي المصري في أزمة غزة
منذ اندلاع الحرب الأخيرة، تحركت القاهرة دبلوماسيًا لاحتواء التصعيد، وقدمت عدة مقترحات لهدنة إنسانية تشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. كما نسّق وفد أمني مصري مع الأطراف الفاعلة، خصوصًا قطر والولايات المتحدة، للتمهيد لمرحلة تهدئة جديدة.
ولعل الأهم أن مصر رفضت بشكل قاطع المقترحات الإسرائيلية التي تدعو لتوليها إدارة غزة بعد الحرب، معتبرة ذلك انتقاصًا من سيادتها، وتجاوزًا لحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
التحرك الإنساني وخطة الإعمار
على الجانب الإنساني، أعلنت مصر خِطَّة شاملة لإعادة إعمار غزة، حظيت بدعم من القمة العربية في القاهرة، وتشمل إعادة بناء البنية التحتية وتحفيز الاقتصاد المحلي في القطاع.
هذا الدور الإنساني لم يكن مجرد عمل إغاثي، بل خطوة استراتيجية تعزز مكانة مصر لدى الفلسطينيين وتربطها إيجابيًا بحياتهم اليومية ومستقبلهم بعد الحرب.
تأثير الموقف المصري على الداخل الفلسطيني
* تعزيز الثقة بين مصر والفصائل الفلسطينية: رفض مصر تولي إدارة غزة، وحرصها على دعم فلسطيني خالص، يعزز مصداقيتها أمام حماس وباقي الفصائل.
* تخفيف الاحتقان الشعبي: التحركات المصرية الأخيرة ساعدت في ترميم العِلاقة ب الشارع الفلسطيني الذي طالما شكك في حياد القاهرة.
* إمكانية رعاية المصالحة الفلسطينية : قد تُوظف مصر رصيدها السياسي للعب دور أكبر في إعادة ترتيب البيت الفلسطيني داخليًا بعد انتهاء الحرب.
الموقف المصري في السياق الدُّوَليّ
* تعزيز الشراكة مع الغرب: الدور المصري كوسيط فعّال يمنحها أوراق قوة في علاقاتها ب الولايات المتحدة وأوروبا، ويزيد من الاعتماد الدُّوَليّ عليها.
* التوازن مع إسرائيل: رغم التنسيق الأمني، ترفض مصر الانصياع لأي دور وظيفي في خدمة أهداف تل أبيب، ما يثبت استقلالية موقفها.
* تحسين الصورة الإقليمية: مصر تُعيد تقديم نفسها كقوة إقليمية عقلانية، تتعامل مع الأزمات بحنكة سياسية بعيدًا عن الخطاب الشعبوي أو الانفعال.
الموقف المصري من حرب غزة الحالية يُعد نموذجًا نادرًا في المشهد العربي، إذ يمزج بين الدبلوماسية الهادئة، والالتزام بالقضية الفلسطينية، والحرص على المصالح الوطنية. مصر لا تسعى لفرض نفوذ على غزة، بل لتثبيت استقرار يُرضي الجميع دون التفريط في الحقوق أو الوقوع في فخ الاستغلال السياسي.
هذا الموقف قد يفتح لمصر آفاقًا أوسع في المستقبل، سواء عبر الإشراف على عملية إعادة الإعمار، أو المشاركة في أي ترتيبات سياسية لما بعد الحرب، بما يُعيد للقاهرة مكانتها كقلب العالم العربي النابض.