اكتشاف علاج جديد لمرض يؤرق حياة الملايين
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
في إنجاز طبي غير مسبوق، طوّر علماء علاجا مبتكرا لمرض يعاني منه ملايين البشر ويؤرق حياتهم اليومية، وذلك بعد 50 عاما من الاعتماد على أدوية غير فعالة وغير مناسبة لجميع المرضى.
تعد أمراض الجهاز التنفسي من الأزمات الصحية التي تؤثر على حياة العديد من الأشخاص حول العالم، حيث في كل 30 ثانية، يعاني شخص ما في العالم من نوبة ربو أو أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
على مدى عقود، ظل العلاج التقليدي لهذه النوبات التي قد تهدد الحياة دون تغيير، يعتمد على الستيرويدات، مثل بريدنيزولون.
ولسوء الحظ، لا تنجح هذه الأدوية مع الجميع ولها مستويات كبيرة من الآثار الجانبية الخطيرة، ما يقرب من ثلث المرضى الذين عولجوا بالستيرويدات ستسوء أعراضهم مرة أخرى في غضون شهر، مما يتطلب المزيد من العلاج ويزيد من خطر الآثار الجانبية.
لكن الآن، كشفت دراسة نشرت في مجلة "The Lancet Respiratory Medicine" أن دواءً يسمى "بنراليزوماب"، يعطى على شكل حقنة، قد يكون الأمل المنتظر للملايين، حيث تشير النتائج إلى أن هذا العلاج، الذي يتم إعطاؤه في وقت احتدام المرض، فعال للغاية ويجنب المرضى الآثار الجانبية للستيرويدات.
أجريت الدراسة على 158 مريضًا يعانون من نوبات الربو أو احتدام مرض الانسداد الرئوي المزمن في مستشفيين في بريطانيا، حيث تم توزيع المشاركين عشوائيًا على واحدة من ثلاث مجموعات: العلاج القياسي بأقراص بريدنيزولون، أو حقنة واحدة من البنراليزوماب وحده، أو مزيج من الاثنين.
أظهرت النتائج، أن 74% من الذين عولجوا بالبريدنيزولون وحده عانوا من فشل العلاج خلال 90 يوماً، بينما انخفضت معدلات الفشل إلى 47% الذين تلقوا "البنراليزوماب" وحده، ووصلت النسبة إلى 42% مع العلاج المركب.
أظهرت البيانات من المجموعات التي عولجت بالبينراليزوماب أن 45% فقط من المرضى عانوا من فشل العلاج، مقارنة ب 74% في مجموعة البريدنيزولون، ولكل أربعة مرضى عولجوا بالبينراليزوماب، تم منع فشل علاج واحد.
وامتدت فوائد "بنراليزوماب" إلى ما هو أبعد من معدلات فشل العلاج، إذ أبلغ المرضى الذين عولجوا بالبينراليزوماب عن تعافيهم من الأعراض بشكل أسرع وتحسن جودة الحياة. على سبيل المثال، كان المرضى قادرين على التنفس بشكل أفضل وشعروا بانزعاج أقل.
كما كان لدى بينراليزوماب أيضًا ملف أمان أفضل مقارنة بالبريدنيزولون، حيث كانت الآثار الجانبية المرتبطة عادةً بالبريدنيزولون، مثل ارتفاع نسبة السكر في الدم، غير موجودة لدى المرضى الذين تلقوا بينراليزوماب وحده.
وهذا يجعل العلاج واعدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يواجهون مخاطر كبيرة من الاستخدام المتكرر للبريدنيزولون، مثل كبار السن ومرضى السكري أو هشاشة العظام.
رغم أن "بنراليزوماب" قد تم اعتماده بالفعل لعلاج الربو المزمن، إلا أنه لم يتم ترخيصه بعد لاستخدامه في حالات التفاقم الحاد من الربو بالجرعة التي تم استخدامها في هذه الدراسة، وإذا أظهرت التجارب المقبلة في المرحلة الثالثة نتائج مماثلة، فقد يصبح هذا الدواء العلاج الأول من نوعه للمشاكل الصحية التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، بحسب موقع "ساينس أليرت".
وبينما ننتظر المزيد من الأدلة من الدراسات المستقبلية، فإن "بنراليزوماب" يمثل بارقة أمل لمرضى الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، الذين يواجهون تفاقمًا مستمرًا في أعراضهم، ما قد يساهم في تحسين نوعية حياتهم والحد من الاعتماد على العلاجات التقليدية ذات الآثار الجانبية.
المصدر: وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الآثار الجانبیة
إقرأ أيضاً:
اكتشاف جديد قد يحدث ثورة في علاج السّكري
كشفت دراسة حديثة عن الآليات الأساسية لصناعة الأنسولين في خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس والتي تصنع الأنسولين، وحددت المستقبل المسؤول عن تحلل الأنسولين والذي عرف باسم مستقبل مثبط للأنسولين أو "إنسيبتور". ويعتقد أن هذا المستقبل سيشكل هدفا محتملا لعلاجات جديدة لزيادة مخزون الأنسولين وإفرازه في خلايا بيتا البشرية.
واكتشف البروفيسور هايكو ليكرت -مدير معهد أبحاث مرض السكري والتجديد في هيلمهولتز ميونخ في ألمانيا، والأستاذ في الجامعة التقنية في ميونخ، والعضو في المركز الألماني لأبحاث مرض السكري- بالتعاون مع فريقه المستقبلَ "إنسيبتور" عام 2021 ووصفوا دوره بأنه مثبط لمسار إشارات الأنسولين.
يقع كل من إنسيبتور ومستقبل الأنسولين على سطح خلايا بيتا، حيث يمكن أن يعوق إنسيبتور عمل مستقبل الأنسولين، وبالتالي يقلل من حساسية الخلايا للأنسولين. وتذهب الدراسة الحالية -التي نُشرت نتائجها في مجلة نيتشر ميتابولزم في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي- إلى أبعد من ذلك، حيث تظهر أن إنسيبتور يرتبط بالأنسولين الزائد داخل خلايا بيتا ويوجهه نحو التحلل. ويقول هايكو ليكرت وفقا لموقع يوريك أليرت: "هذه المعرفة حول وظيفة إنسيبتور تمنحنا فهما أعمق لكيفية تنظيم خلايا بيتا لتوازن الأنسولين لديها".
تجديد خلايا بيتا التالفةويشير وجود إنسيبتور المتزايد في خلايا بيتا إلى أن المستقبل يلعب دورا في إفراز الأنسولين، والذي تنظمه خلايا بيتا. وغالبا ما تتعطل هذه العملية في مرض السكري، وهذا يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. من خلال منع عمل إنسيبتور، وتمكن الباحثون من إعادة ملء مخازن الأنسولين في خلايا بيتا، وتعزيز إطلاق الأنسولين، ومنع موت خلايا بيتا. ويوضح ليكرت: "خاصة في الخلايا التالفة بالفعل، يمكن أن يساعد تعطيل إنسيبتور في تعزيز إنتاج الأنسولين وحماية خلايا بيتا".
علماء يصممون جرعة إنسولين ذكية لعلاج مرضى السكري (شترستوك) الأمل للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثانيتشير النتائج إلى أن استهداف إنسيبتور على وجه التحديد يمكن أن يكون إستراتيجية واعدة لتحسين وظيفة الخلايا المنتجة للأنسولين لدى الأشخاص المصابين بداء السكري. ويقول ليكرت: "هدفنا هو تطوير أدوية جديدة تدعم توازن الأنسولين في الخلايا وتطيل عمرها، بناء على اكتشافنا".
ويمكن أن يساعد هذا العلاج بشكل خاص الأفراد في المراحل المبكرة من مرض السكري من النوع الثاني على إبطاء تقدم المرض وتقليل خطر حدوث مضاعفات.
من المختبر إلى العيادة.. شركة ناشئة لعلاجات جديدة لمرض السكريولترجمة هذه النتائج من المختبر إلى تطبيقات في العالم الحقيقي، أسس ليكرت شركة ناشئة تعمل على تطوير أدوية تمنع بشكل خاص إنسيبتور لحماية أو تجديد خلايا بيتا. وهناك حاجة في البداية إلى دراسات في المختبر وعلى حيوانات التجارب قبل الانتقال للتجارب على البشر لاختبار سلامة وفعالية هذه الأساليب العلاجية الجديدة. ويقول ليكرت: "هدفنا هو تمهيد الطريق للتجارب على البشر وبالتالي المساهمة في علاج مرض السكري، ونأمل حتى الشفاء منه".