الحكومة السودانية تدعو منظمات إقليمية ودولية لمناقشة مساندة الإمارات وتشاد للدعم السريع
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
بحسب وزير الثقافة والإعلام السوداني فإن دعم الدولتين لقوات الدعم السريع يمثل “عملاً إرهابياً” يستهدف الشعب السوداني ويدمر البنية التحتية للبلاد.
بورتسودان: التغيير
دعت الحكومة السودانية جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى عقد جلسات مناقشة بشأن ما وصفته بمخالفات دولتي الإمارات وتشاد للقوانين والمواثيق الدولية والإقليمية، متهمة إياهما بالمشاركة في الحرب الدائرة في السودان.
وقال وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد علي الأعيسر، خلال تنوير صحفي لوزارة الدفاع ببورتسودان، اليوم الإثنين، بأن دعم الدولتين لقوات الدعم السريع يمثل “عملاً إرهابياً” يستهدف الشعب السوداني ويدمر البنية التحتية للبلاد.
وأكد الأعيسر أن القوات المسلحة، بمساندة الأجهزة النظامية والقوات المشتركة والشعب السوداني، تعمل يداً واحدة للتصدي لما وصفه بالعدوان وحماية السودان من المرتزقة والعملاء.
كما وجه تحذيراً للقوى السياسية التي تدعم قوات الدعم السريع، معتبراً أن تلك الممارسات تعود بالضرر على الوطن والمواطن، ووصفها بأنها “مشروع خاسر”.
واندلعت المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، ما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة ونزوح ملايين السودانيين داخل البلاد وخارجها.
ومنذ ذلك الحين، وجهت الحكومة السودانية اتهامات لقوى إقليمية ودولية بتقديم دعم عسكري ولوجستي لقوات الدعم السريع.
دولة تشاد، التي تشترك مع السودان في حدود طويلة ومعقدة، تواجه اتهامات بدعم غير مباشر للنزاع، بينما تُتهم الإمارات بتوفير معدات عسكرية وتسهيلات مالية لقوات الدعم السريع.
هذه الاتهامات تأتي في سياق توترات إقليمية ودولية أوسع تتقاطع فيها المصالح الاقتصادية والجيوسياسية.
الحرب في السودان ألحقت أضراراً واسعة بالبنية التحتية وأثرت على الاستقرار الإقليمي، ما دفع الحكومة السودانية إلى تصعيد خطابها ضد الأطراف الخارجية، مطالبة بتدخل المنظمات الدولية والإقليمية لكبح الدعم الخارجي للأطراف المتنازعة.
الوسومالأمم المتحدة الإمارات الحكومة السودانية تشاد جامعة الدول العربية منظمة التعاون الإسلاميالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الإمارات الحكومة السودانية تشاد جامعة الدول العربية منظمة التعاون الإسلامي لقوات الدعم السریع الحکومة السودانیة
إقرأ أيضاً:
إدارات الدعم السريع وتقسيم السودان
تثير إدارات الدعم السريع المدنية التي أُعلن عن تشكيلها في المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات، مثل الخرطوم ودارفور، تساؤلات حول أهدافها وتأثيرها على وحدة السودان، لا سيما في ظل سيناريو التقسيم الذي يلوح في الأفق.
وبدأت قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، كقوة شبه عسكرية ذات دور محدود، لكنها تحولت تدريجيًّا إلى لاعب رئيسي في المشهد السوداني. ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، سيطرتِ القوات على أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم وبعض الولايات، وبدأت محاولات لتأسيس إدارات مدنية موازية للحكومة المركزية.
وتُعَد الخرطوم من أبرز المناطق التي شهدت تأسيس إدارة مدنية بإشراف الدعم السريع، تضم مجلسًا تشريعيًّا ومجلسًا قضائيًّا. برغم الادعاء بأنها تسعى لتقديم الخدمات للمواطنين وتخفيف وطأة الحرب، يرى مراقبون أن هذه الخطوات تعكس طموحات سياسية تهدف إلى شرعنة سيطرة الدعم السريع في مناطق نفوذها، وهو أمر قد يؤدي إلى انقسام فعلي في السودان.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء ولاية الخرطوم، بينما يظل الجيش محاصَرًا في بعض الجيوب. أما في دارفور وجنوب السودان، فالوضع لا يقل تعقيدًا، حيث باتت مناطق النفوذ العسكري تحدد طبيعة الإدارة. وهذا الوضع يذكّر بتجارب مماثلة في دول مثل ليبيا واليمن، حيث أدى النزاع المسلح إلى تقسيم واقعي وتأسيس حكومات متوازية.
ورغم إعلانها عن نجاحات خدمية مثل إعادة تشغيل مستشفيات ومحطات مياه، تواجه إدارات الدعم السريع تحديات كبرى، أبرزها غياب الأمن وثقة المواطنين. فالكثيرون يرون هذه الإدارات امتدادًا لعنف الميليشيات، ما يجعلها غيرَ قادرة على كسب الشرعية الشعبية.
ولا يمكن فصل الأزمة السودانية عن التدخلات الخارجية. فالدعم الذي تحصل عليه قوات الدعم السريع من جهات إقليمية ودولية يعزز موقفها العسكري، لكنه يفاقم أيضًا من الأزمة الوطنية. وهذه التدخلات تهدف غالبًا لتحقيق مصالح اقتصادية وچيوسياسية في السودان، مستغلة موارد البلاد وموقعها الاستراتيچي.
وفي ولاية الجزيرة، تسعى قوات الدعم السريع إلى ترسيخ إدارتها المدنية. ورغم بعض النجاحات الإدارية المعلنة، يرى مراقبون أن الهدف الحقيقي هو تقديم نموذج لإدارة بديلة يمكن استخدامُها كورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية مع الجيش.
ومع تزايد الإدارات المدنية التي تنشئها قوات الدعم السريع، يخشى كثيرون من سيناريو تقسيم البلاد إلى حكومات متوازية، كما حدث في ليبيا. هذا السيناريو يهدد بإضعاف الدولة المركزية، ويفتح الباب أمام صراعات طويلة الأمد.
ومن خلال إدارتها المدنية، تسعى قوات الدعم السريع لإثبات قدرتها على إدارة العمل المدني والعسكري، في محاولة لاستمالة المجتمع الدولي وإظهار الجيش السوداني كطرف غير قادر على الحفاظ على الأمن أو تقديم الخدمات.
والتقسيم الفعلي لمناطق النفوذ في السودان يعمّق من الانقسامات الاجتماعية، ويزيد من حدة التوترات العِرقية والإثنية، خاصة في مناطق مثل دارفور والجزيرة، مما قد يؤدي إلى صراعات أهلية تهدد النسيج الاجتماعي.
وختامًا، يواجه السودان تحديًا وجوديًّا يتمثل في خطر الانقسام بسبب إدارات الدعم السريع واستمرار التمرد.