شات بيت الصيني وإعادة تعريف الحروب في عصر الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
في ظل احتدام سباق التسلح التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين، يبرز الذكاء الاصطناعي كجبهة مركزية لتحقيق الهيمنة على المستوى الدولي، ولم يعد تحقيق التفوق في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مجرد ترف قومي، بل محددا جوهريا في سياق التنافس الإستراتيجي بين الدول العظمى لرسم حدود مكانتها في النظام الدولي.
ويظهر جليا أن الصين استثمرت بشكل مفرط في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدراتها العسكرية، معتمدةً على الابتكارات المحلية جنبا إلى جنب مع تكييف وتطويع التقنيات الغربية وذلك في سبيل تسريع عملية اللحاق الإستراتيجية مع الغرب والتي تعد البوصلة القومية لبكين في الوقت الراهن.
ومن بين آخر المنجزات الصينية في هذا السياق، ما تم الكشف عنه من تطوير العلماء الصينيين لنموذج "شات بيت" (ChatBIT)، وهو نظام ذكاء اصطناعي للاستخدامات العسكرية مبني على نموذج "لاما 2" مفتوح المصدر الذي طورته شركة ميتا (Meta).
شات بيتيمثل هذا المشروع مثالا حيويا على كيفية دمج الذكاء الاصطناعي المتقدم ضمن الإستراتيجيات الدفاعية، مما يعيد تشكيل ملامح الحروب الحديثة ويمهد الطريق لإعادة تعريف ميزان التفوق التكنولوجي والأمني التقليدي.
وفي الحقيقة، تعكس حالة "شات بيت" تحولا نوعيًا في الديناميكيات العسكرية، فإتاحة النماذج مفتوحة المصدر أصبحت تُمكّن الدول ذات الموارد المحدودة نسبيًا من تحقيق تفوق عملياتي في مجالات معينة.
إعلانفمن خلال تكييف نموذج "لاما 2" ليناسب الاحتياجات العسكرية، أظهر الباحثون الصينيون الإمكانات الكبيرة لهذه المصادر، مما أثار نقاشات واسعة حول الاعتبارات الأخلاقية والتداعيات الأمنية والإستراتيجية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري في حال انتهجت دول أخرى المسار ذاته، وأصبحت هذه النماذج ميدانا للتنافس العسكري والإستراتيجي.
في واشطن، كانت أصداء هذا الكشف التكنولوجي الصيني مزيجا من الانزعاج، والترقب والقلق. فالولايات المتحدة التي تعد رائدة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عالميا تستشعر الضغط الممارس عليها من قبل الصين.
وتسير الصين بخطوات متسارعة وثابتة وغير قلقة لتحقيق التفوق التكنولوجي في الذكاء الاصطناعي وذلك لقناعة قومية متأصلة بأن مصير الحروب في المستقبل سوف يكون رهينا لتطور الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا يشير الكتاب الأبيض الصادر عام 2019 بعنوان "الدفاع الوطني الصيني لعصر جديد" إلى أن الحروب الحديثة تتجه بشكل متزايد نحو مجالات أكثر ارتباطا بالأنظمة الإعلامية والذكاء الاصطناعي، مما يتطلب تحقيق تقدم كبير في أتمتة العمليات، وتطوير نظم المعلومات، وتعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي.
"شات بيت" هو نظام ذكاء اصطناعي للاستخدامات العسكرية مبني على نموذج "لاما 2" (شترستوك)وبالعود إلى نموذج "شات بيت" فقد تم تطويره بواسطة باحثين تابعين للجيش الصيني، معتمدين على نموذج "لاما 2" المفتوح المصدر الذي طورته شركة ميتا لكسر احتكار شركتي غوغل وأوبن إيه آي (Open AI) للنماذج الكبيرة.
ويأتي تطوير "شات بيت" من أجل تلبية احتياجات عسكرية محددة تشمل معالجة كميات ضخمة من البيانات بدقة عالية، والاستجابة للاستفسارات المعقدة في البيئات العملياتية.
بعبارة أخرى، صمم هذا النموذج لتوفير حلول فعالة للتحديات المعقدة التي تواجهها القوات المسلحة، بما في ذلك تحليل البيانات الاستخباراتية متعددة المصادر، وتقديم التوصيات التكتيكية، ودعم العمليات المشتركة التي تتطلب مستوى عاليا من التنسيق والدقة.
إعلانيُظهر "شات بيت" قدرة الصين على تكييف التقنيات التجارية المفتوحة المصدر بما يتماشى مع أولوياتها الإستراتيجية، مما أتاح لها التفوق على نماذج منافسة مثل "فيكونيا-13 بي" (Vicuna-13B)، لا سيما في المهام الاستخباراتية والعملياتية ذات الطابع العسكري.
كما أن نتائج "شات بيت" لامست حاجز الـ90% فيما يتعلق بدقة الإجابات مقارنة مع نموذج "جي بي تي-4 أو" (GPT-4o) بالرغم من الفرق الكبير بينهما من حيث قوة معالجة التوكين.
ويمتاز نموذج لاما 2 الذي اعتمد عليه "شات بيت" بسعة 13 مليار توكين فقط في مقابل نموذج "جي بي تي-4 أو" بـ405 مليارات توكين.
نتائج "شات بيت" لامست حاجز الـ90% فيما يتعلق بدقة الإجابات مقارنة مع نموذج "جي بي تي-4 أو" (شترستوك) الاستخدامات العسكرية لنموذج "شات بيت"على مدار آلاف السنين، كانت السمة الرئيسية الملتصقة بالحروب هي الضبابية، فالتعامل مع ضبابية الحرب كان ومازال عاملا حاسما في كسب المعارك وبالتالي حسم نتيجة المعركة.
وتتعلق ضبابية الحرب بداية بمعرفة نوايا الخصم، ومن ثم تحركاته، وخططه العسكرية، وأخيرا الإدراك الظرفي لمجريات المعارك في ساحات القتال.
اليوم يجري تطويع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للتغلب على ضبابية الحرب من خلال رصد نوايا العدو، والتنبؤ بتحركاته بشكل مسبق، وتوفير إدارة ذكية للمعارك تحافظ على الوعي الظرفي، وتقليص الوقت اللازم في معادلة رصد الهدف ومن ثم تحييده والتي تسمى اختصارا بحلقة أودا (OODA).
بناء على المعلومات المتوفرة عن نموذج "شات بيت"، يمكن تلخيص دوره في العمل العسكري في النقاط التالية:
اتخاذ القرارات بسرعة ودقة: يُعزز "شات بيت" وعي القادة بساحة المعركة من خلال تقديم تحليل فوري ودقيق للبيانات، مما يساعد في تخطيط المهام بشكل مستقل ودعم القرارات التشغيلية تحت ظروف معقدة. دمج المعلومات من مصادر متعددة: يدعم النموذج دمج وتحليل البيانات من مجموعة واسعة من المصادر مثل الأقمار الصناعية، والاستخبارات السيبرانية، وشبكات الاتصالات، مما يوفر رؤية شاملة للعمليات العسكرية المشتركة. دعم العمليات المشتركة: يُمكن النموذج من تحسين التنسيق بين الأنظمة المختلفة في العمليات المشتركة (Multi-domain Operations)، بما يتماشى مع "دليل العمليات المشتركة لجيش التحرير الشعبي"، الذي دخل مرحلة التطبيق التجريبي في عام 2020. الاستخدام النفسي والإعلامي: يُستخدم "شات بيت" لإجراء عمليات التأثير الإستراتيجي من خلال إنتاج محتوى يعزز الروايات المؤثرة ويُضعف معنويات الخصوم، بالإضافة إلى تبسيط استخراج وتحليل البيانات لدعم الاستخبارات. التنبؤ الأمني وتحليل البيانات: يُسهم النموذج في تحسين الوعي الأمني عبر تحليل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي وتسجيلات كاميرات المراقبة وسجلات الجرائم، مما يُتيح اتخاذ قرارات استباقية أكثر رشدا. الحرب الإلكترونية: يدعم "شات بيت" إستراتيجيات التشويش الدفاعية والهجومية. فقد أظهرت التجارب الصينية تحسينا في كفاءة التشويش الإلكتروني من خلال استخدام هذا النموذج بنسبة تتراوح بين 25-31%. الحوار العسكري والاستخبارات المفتوحة: صُمم "شات بيت" ليكون أداة فعّالة للحوار العسكري وجمع المعلومات الاستخباراتية المفتوحة، مما يجعله نموذجا محوريا في دعم تحليل المواقف والعمليات العسكرية. شات بيت يسهم في تحسين الوعي الأمني عبر تحليل منشورات وسائل التواصل وتسجيلات كاميرات المراقبة (شترستوك)ولكن وعلى الرغم من الإمكانات الكبيرة التي أظهرها "شات بيت"، فإنه يعاني من بعض القيود ويواجه بعض التحديات التي تؤثر على فعاليته في السياقات العسكرية المتقدمة:
إعلان أولا، يعتمد "شات بيت" بشكل كبير على البيانات المفتوحة المصدر، مما يحد من قدرته على التعامل مع السيناريوهات التي تتطلب معلومات سرية أو مصنفة عسكريا.هذا الاعتماد على البيانات المتاحة بشكل علني قد يقلل من كفاءته في العمليات التي تتطلب مستوى عاليا من الخصوصية والأمان، ويطرح تساؤلات حول مدى دقته.
ثانيا، قد يكون "شات بيت" عرضة لهجمات سيبرانية أو محاولات تلاعب من قبل الخصوم أو ما يسمى بـ"الهجوم العدائي" (Adversarial Attacks) بما في ذلك استغلال نقاط الضعف لنشر معلومات مضللة أو تشويش على خصائص استجابة النموذج.وتعتبر هذه الثغرات جزءًا من التحديات الأوسع التي تواجه الذكاء الاصطناعي في الاستخدامات العسكرية، حيث يسعى الخصوم بشكل مستمر لإيجاد واستغلال نقاط الضعف التكنولوجية لتعطيل، وخداع أو حتى إضعاف الأنظمة الذكية.
ويتطلب التعامل مع هذه التحديات تطوير إستراتيجيات متقدمة للأمن السيبراني وتعزيز قدرة النموذج على التعامل مع محاولات التلاعب والمعلومات الزائفة، وهذا يعني أن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى عملية أمننة خاصة به تنقله من مستوى أداة لتعزيز الأمن إلى مادة تحتاج إلى تأمين بحد ذاتها.
وإلى جانب التحديات التقنية، يثير "شات بيت" قضايا أخلاقية حاسمة تتعلق بالاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي، فالطبيعة المزدوجة لتقنيات الذكاء الاصطناعي تجعلها قابلة للاستخدام في الأغراض المدنية والعسكرية على حد سواء، مما يطرح تساؤلات حول كيفية منع إساءة استخدامها في عمليات قد تنتهك حقوق الإنسان أو تؤدي إلى تصعيد النزاعات المسلحة.
وفي هذا السياق، يتعين على المجتمع الدولي أن يعمل على تطوير أطر حوكمة تتعامل مع هذه التحديات -وهنا قد يُشكك في قدرة المجتمع الدولي على القيام بذلك في المدى المنظور-، مع وضع ضوابط للاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري.
إعلانوحاليًا، هناك جهود متزايدة من قبل المنظمات الدولية لمناقشة وضع معايير تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب، لكنها لا تزال في مراحلها الأولية وتفتقر إلى توافق دولي واضح.
وربما يعد التوافق الأخير بين الولايات المتحدة والصين فيما يتعلق بتجنيب استخدام الذكاء الاصطناعي في الأسلحة النووية مؤشرا إيجابيا على جدية القوى العظمى في تحقيق توافق دولي حول الذكاء الاصطناعي العسكري ولكنه لا يكفي.
مستقبل تقنيات شات بوت العسكريةمن المتوقع أن تشهد تقنيات "شات بيت" والنماذج المشابهة تطورات كبيرة خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة، مما سيعزز من دورها في العمليات العسكرية بشكل كبير.
ويُرجح أن تتطور هذه النماذج لتصبح أنظمة أكثر استقلالية، قادرة ليس فقط على معالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي، ولكن أيضًا على التنبؤ بتحركات الخصوم بدقة غير مسبوقة بفضل تقنيات التعلم الآلي المتقدمة كالتعلم العميق وغيرها.
كما أن دمجها مع تقنيات ناشئة مثل الحوسبة الكمية، وتكنولوجيا النانو، والميتافيرس يمكن أن يُحدث قفزة نوعية في سرعة المعالجة ودقة اتخاذ القرارات، مما يسمح باستجابات أسرع في سيناريوهات المعارك الديناميكية خصوصا في ظل تشابك المجالات العسكرية الخمس: البرية، والبحرية، والجوية، والسيبرانية، والفضائية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي خفيفة الوزن مخصصة للحوسبة الطرفية (Edge Computing) سيتيح استخدامها في البيئات ذات الموارد المحدودة، مثل العمليات الميدانية الأمامية أو مهام الاستطلاع في المناطق النائية.
كما ستعزز قدرات معالجة اللغة الطبيعية المتطورة (NLP) من كفاءة هذه النماذج في التعامل مع المهام الاستخباراتية متعددة اللغات، مما يزيل الحواجز اللغوية في العمليات المشتركة بين الدول.
في الختام، فإن التطورات المتعلقة بـ"شات بيت" وغيرها من النماذج الشبيهة تدفع بالمجتمع الدولي إلى مواجهة تحديات جديدة في سياق تنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي، خاصة مع استمرار الصين في توسيع حدود الابتكار لتعزيز تفوقها الإستراتيجي. ولذلك، تظهر حاجة ماسة إلى تطوير سياسات دولية تحكم الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي، وتطوير معايير لآليات الشفافية والمساءلة.
إعلانويعكس تطوير "شات بيت" في النهاية القدرة على تطويع التكنولوجيا الحديثة لتلبية احتياجات إستراتيجية، مما يجعله حجر زاوية في فهم ديناميكيات سباق التسلح التكنولوجي المستمر بين القوى العالمية الكبرى لا سيما الصين والولايات المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی فی تحلیل البیانات فی العملیات التعامل مع من خلال
إقرأ أيضاً:
شريف فتحي: حملة للترويج السياحي بواسطة الذكاء الاصطناعي
استعرض شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، النجاحات التي حققتها مصر في القطاع السياحي، في ظل الأوضاع الجيوسياسية المحيطة ، جاء ذلك الجلسة العامة لمجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي ، مؤكدا أن مصر تكثف جهودها من أجل تحقيق 30 مليون سائح نهاية العقد الحالي.
و لفت وزير السياحة إلى أن مصر استطاعت تحقيق نمو قياسي في 2023، مضيفا وفد 14،9 مليون سائح بإيرادات 14 مليار دولار أمريكي ، لافتا إلى أن مؤشرات الحركة الوافدة إلى مصر العام الحالي، تؤكد أن هناك معدلات نمو مرتفعة.
و أضاف: “ حتى نوفمبر وصل مصر 14 مليون سائح، ومن المتوقع أن يتم وصول 15،3 مليون سائح بنهاية العام ”، مشيرا إلى أن الوضع الجيوسياسي غير المستقر المحيط بمصر، أثر على نمو السياحة.
و أوضح أن التوقعات تشير إلى أن النمو يصل إلى 10%، و أنه حدث تباطوء لتصل نحو 5%، بسبب الظروف المحيطة التي أثرت على النمو المطلوب.
و استطرد : " تغير العوامل التي أثرت على تدفقات السياحة أدت لتغيير التنبؤات بشأن وصول السائحين في مصر:.
و لفت إلى أن 30 مليون سائح رقم تردد كثيرا للوصول إليها في 2030، وهو الأمر الذي يتطلب استقرار سياسي لضمان التدفقات السياحية، وما يتعلق بالبنية التحتية ، لافتا إلى أنه سيتم إعادة تقييم مستهدف الـ30 مليون سائح كل 6 أشهر.
و أكد وزير السياحة أن ما تملكه مصر من ثروة طبيعية ضخمة من نهر النيل وآلاف الكيلومترات على الشواطى والمحميات الطبيعية والصحارى والجبال وغيرها من الكنوز والآثار، تقدم عرضا ثريا لمختلف المنتجات السياحية التى تلبى احتياجات كافة السائحين بالعالم.
و قال أن بناء على ذلك تم صياعة رؤية استراتيجية جديدة للوزارة لتكون مصر هى المقصد السياحى الأكثر تنوعا فى العالم، متابعا، ويجب أن يكون لدينا الطموح والتصميم لتنفيذ تلك الرؤية.
و لفت وزير السياحة، إلى أن الوزارة تعمل على إبراز التنوع السياحى والرقابة على الأنشطة وبناء القدرات، وتقوم خطة على تنمية قطاع الاستثمار فى السياحة من خلال التوسع فى بناء الغرف السياحية وتقديم حوافز للاستثمار
و قال وزير السياحة والآثار،إن هناك خطة لإبراز التنوع السياحى، وذلك من خلال خطة متكاملة تعتمد على إبراز تنويع مصادر السياحة، تنويع المقاصد السياحية،
و أضاف :لدينا مقاصد كتير جدا، و الحملة الإعلانية الجديدة ستنتشر على مستوى العالم، مستطردا هذه الحملات بالذكاء الاصطناعي،و نستهدف السائح الخارجي .
و قال وفيما يخص الداخل جاري العمل على رفع الوعى الداخلى الخاص بالسياحة والآثار، وتعظيم الاستفادة من كافة المقومات التى تنفرد بها مصر.
وتابع: “ وجاري العمل لوضع خطة لتنمية وتطوير المنتجات السياحية، ولكل مشروع سياحي مدير مشروع، يتولى العمل للتنسيق ومتابعة خطوات وآليات العمل فى المشروع المستهدف، إضافة لاستهداف شرائح متنوعة من السائحين والتركيز على الشرائح ذات الإنفاق المرتفع”.
ولفت وزير السياحة إلى وضع خطة للتسويق للمعالم السياحية المصرية، واتخاذ مجموعة من الإجراءات لنقل مصر من الصورة التقليدية لصورة تهدف لخلق مجال جديد لجذب السائح.
و قال: “ هذا لن يكون من خلال التنورة والجمل بجوار الهمر، و لكن هناك العديد من الآليات التي يتم العمل عليها لضمان نجاح التسويق، والاعتماد على الأساليب الحديثة”.
و أكد أن هناك أزمة فى الطيران يعانى منها العالم اجمع، وذلك بسبب عدم وجود عدد كاف من الطائرات، مشيرا إلى اتخاذ حزمة من التيسيرات والحوافز والتسهيلات لرحلات الإقلاع والهبوط بمطاري الأقصر وأسوان لزيادة نسبة الإشغال خاصة فى فصل الصيف.
و قال شريف السياحة، وزير السياحة والآثار، أن ما تملكه مصر من ثروة طبيعية ضخمة من نهر النيل وآلاف الكيلومترات على الشواطئ والمحميات الطبيعية والصحاري والجبال وغيرها من الكنوز والآثار.
و لفت إلى أن مصر تقدم عرضا ثريا لمختلف المنتجات السياحية التى تلبى احتياجات كافة السائحين بالعالم مشيرا إلى صياغة استراتيجية جديدة للوزارة لتكون مصر هى المقصد السياحى الأكثر تنوعا فى العالم،
و أكد على العمل من أجل إبراز التنوع السياحى والرقابة على الأنشطة وبناء القدرات، وتقوم خطة على تنمية قطاع الاستثمار فى السياحة من خلال التوسع فى بناء الغرف السياحية وتقديم حوافز للاستثمار.
و لفت إلى إقرار مبادرتين من مجلس الوزراء فى ذلك الأمر، بالإضافة إلى تقديم تسهيلات ائتمانية للتوسع فى مشروعات قائمة تم البدء فيها.
و قال أن هناك منظومة جديدة لدى الوزارة تستهدف تحقيق التوازن فى الإشغال الفندقى، وذلك من خلال حملات تتناسب مع السوق وتسليط الضوء على المقومات السياحية، منها على سبيل المثال المتحف المصري الكبير.
و أشار إلى تقديم تسهيلات ائتمانية للتوسع فى مشروعات قائمة تم البدء فيها، وذلك من خلال إبراز التنوع السياحي والرقابة على الأنشطة وبناء القدرات، وتقوم خطة على تنمية قطاع الاستثمار فى السياحة من خلال التوسع فى بناء الغرف السياحية وتقديم حوافز للاستثمار فى هذا الصدد.
و قال فتحى:" التحرك فى الجهود الترويجية لأكثر من محور العمل مع منظمى الرحلات، وذلك من خلال إقامة مسابقات موجهة لمختلف الأعمار لتسليط الضوء على الآثار المصرية، مؤكدا أن ميزانية التسويق السياحى تقل عن ربع اعلان تقوم به دول منافسة فى الصدد.
و أكد وزير السياحة، أهمية العمل فى ميكنة الخدمات وذلك بهدف الحفاظ على استدامة النشاط السياحي والأثري.