هدد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع القادمة من الدول الأعضاء في مجموعة البريكس، وذلك في حال قامت هذه الدول بإنشاء عملة جديدة مستقلة أو دعم عملات بديلة للدولار الأمريكي.

وجاء ذلك في منشور من حساب ترامب علي منصة «تروث سوشيال»، قائلًا فيه: «فكرة أن دول البريكس تحاول الابتعاد عن الدولار بينما نقف مكتوفي الأيدي ونراقب قد انتهت»، مؤكدًا أنه لا مجال لهذه الدول للبيع في الاقتصاد الأمريكي إذا تم الإقدام على هذه الخطوة، وفقًا لشبكة «CNN» الأمريكية.

تهديدات ترامب خطر علي أمريكا نفسها

رأي الخبراء دوليون أن تهديدات ترامب سيكون لها تأثير بشكل أكبر علي الولايات المتحدة وليس دول البريكس، حيث قال كبير الاقتصاديين الدوليين في نيويورك، جيمس نايتلي: إن التعريفات الجمركية ستؤدي إلى «زيادة محتملة في تكاليف المستهلك والتضخم»، ونتيجة لذلك: «قد يكون لها آثار اقتصادية واسعة النطاق، وخاصة في اقتصاد حيث يشكل الإنفاق الاستهلاكي 70٪ من إجمالي النشاط».

أما الرئيس السابق لقسم الصين في صندوق النقد الدولي، إسوار براساد، عبر عن تهديدات ترامب بأنها: «تبشر بوضوح بفجر جديد من الحماية التجارية الأمريكية التي ستجتاح العديد من شركاء الولايات المتحدة التجاريين».

ما قد يؤدي إلى: «تأثير مدمر على الولايات المتحدة وكذلك التجارة العالمية، حيث تتنافس البلدان في جميع أنحاء العالم لتخفيف ضربة التعريفات الأمريكية على اقتصاداتها ومحاولة إيجاد طرق للتهرب من التعريفات الجمركية».

كما يشير تهديد ترامب إلى «مدى ارتباك الإدارة القادمة بشأن نظام التجارة ورأس المال العالمي»، وذلك وفقًا لمايكل بيتيس، من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، الذي كتب على موقع منصة «إكس»: «لا تستطيع الولايات المتحدة خفض عجزها التجاري وزيادة هيمنة الدولار الأمريكي على العالم في الوقت نفسه لأن هذين الأمرين يفرضان شروطًا متناقضة تمامًا“.

دول البريكس تتحدى الهيمنة الأمريكية

وجاء تهديد ترامب في الوقت الذي يسعى فيه بعض القادة في دول البريكس، مثل الرئيس البرازيلي، لويس لولا دا سيلفا، إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي من خلال اقتراح إنشاء عملة مشتركة لدول أمريكا الجنوبية، كما أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن دول البريكس تدرس إمكانية تعزيز التنسيق بين بنوكها المركزية واستخدام العملات الوطنية في التبادلات التجارية.

وتعتبر مجموعة البريكس مهمة بالنسبة لكل من الصين وروسيا، حيث يشكل البريكس قوة لتوسيع نفوذ الصين الاقتصادية والجيوسياسية، وذلك في محاولة لتحدي الزعامة العالمية للولايات المتحدة.

أما بالنسبة لروسيا، فهي تجد في البريكس فرصة لتعزيز علاقاتها مع الدول الكبرى في مواجهة العزلة الاقتصادية والدبلوماسية التي فرضها الغرب عليها بعد الحرب الروسية الأوكرانية منذ فبراير 2022، وفي قمة البريكس الأخيرة، أبدى بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج تأكيدًا على أن العالم يقف معزولًا عن الغرب، وأن غالبية الدول تؤيد تحركاتهما لتحدي الهيمنة الأمريكية.

والجدير بالذكر أن مجموعة البريكس تتكون من 5 دول كبرى ذات اقتصادات ناشئة، وهم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، ما يمثل 40% من سكان العالم وأكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلى جانب توسع المجموعة لتضم مصر والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا وإيران.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البريكس ترامب تهديدات تعريفات جمركية الولايات المتحدة الصين الولایات المتحدة دول البریکس

إقرأ أيضاً:

سنجر: داعش خطر يهدد السياسة الأمريكية ويمثل تطورا جديدا في الإرهاب

قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال فترة عمله كنائب للرئيس في إدارة أوباما، أظهرت محاولات من المخابرات الأمريكية لترتيب وتنظيم العلاقة مع تنظيم داعش، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول استخدام التنظيمات المتطرفة كأدوات سياسية.

وأوضح سنجر، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الخطر القادم من داعش يُذكّر بالخطر الذي مثلته تنظيمات متطرفة سابقة مثل القاعدة، مشيرًا إلى أن استخدام أي تنظيم يحمل صبغة دينية متطرفة، سواء إسلامية أو مسيحية أو يهودية، كأداة سياسية، ينقلب في النهاية على مستخدميه، ما يؤدي إلى فقدان السيطرة على زمام الأمور.

وأضاف أن وجود داعش في منطقة الشام يمثل تهديدًا كبيرًا للسياسة الأمريكية وللشعب الأمريكي ذاته، مشيرًا إلى الحادث الإرهابي في لويزيانا كنموذج على وصول الفكر الداعشي إلى الأراضي الأمريكية، ذاكرًا أن منفذ الحادث كان جنديًا سابقًا في الجيش الأمريكي، حصل على ميداليات وشهادات تقدير، لكنه تبنى أفكار داعش ورفع علم التنظيم خلال عمليته التي راح ضحيتها أبرياء، ما يعكس خطورة هذا النوع من التطرف الفكري.

وأكد سنجر أن هذا الحادث يشير إلى تطور نوعي في الإرهاب، حيث بات التنظيم يجذب أفرادًا من داخل المجتمع الأمريكي ممن يمتلكون خلفيات عسكرية وأفكارا متطرفة.

مقالات مشابهة

  • بدء مراسم وداع وتشييع جنازة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر 
  • هل سيعلن ترامب: “دولة الخلافة الأمريكية” ؟؟!
  • وزير الخارجية الأمريكي يبدأ جولة حاسمة وسط أزمات سياسية عالمية
  • القيادة تعزي الرئيس الأمريكي في ضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة نيو أورليانز
  • القيادة تعزي الرئيس الأمريكي في ضحايا الحادث الإرهابي في نيو أورليانز
  • خبير: داعش خطر يهدد السياسة الأمريكية ويمثل تطورًا جديدًا في الإرهاب
  • سنجر: داعش خطر يهدد السياسة الأمريكية ويمثل تطورا جديدا في الإرهاب
  • سنجر: "داعش" خطر يهدد السياسة الأمريكية ويمثل تطورًا جديدًا في الإرهاب
  • زيلينسكي: الرئيس الأمريكي المنتخب قادر على وقف بوتين
  • ترامب: بايدن أسوأ رئيس في التاريخ الأمريكي