أكد وزير الخارجية بدر عبدالعاطي خلال افتتاح مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة (٢ ديسمبر ٢٠٢٤)، على إن الحدث الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وسكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، يستهدف تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية الراهنة في قطاع غزة، فضلا عن دعم جهود التعافي المبكر.

وقال الوزير:"نجتمع اليوم، في ظل استمرار المأساة غير الإنسانية، وغير المسبوقة، التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة للعدوان الغاشم الإسرائيلي المستمر، وهى مأساة فاقمت من معاناته الإنسانية المتواصلة منذ عقود بسبب استمرار الاحتلال، بل ويزيد منها ويكرسها عجز مؤسسات المجتمع الدولي والمنظومة القانونية الدولية عن اتخاذ قرار ومواقف رادعة  وحاسمة تحقن دماء الشعب الفلسطيني الشقيق، وتوقف الانتهاكات الفادحة والمستمرة التي ترتكبها سلطة الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتمنع محاولات خلق واقع جديد طارد للفلسطينيين من أراضيهم، ومعرقل لحقهم الشرعي، الثابت وغير القابل للتصرف، لإقامة دولتهم المستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

أضاف الوزير :" لقد فاق العدوان على قطاع غزة كل الحدود، إذ تواصل إسرائيل ارتكاب الفظائع على مرأى ومسمع من العالم منذ أكثر من عام دون رادع، وفي مشاهد مُرَوعةِ تعجزُ الكلماتُ عن وصفها، كما تستخدم اسرائيل التجويع والحصار كسلاح، والتهجير كعقاب جماعي للفلسطينيين، بالمخالفة الفادحة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي".

أردف :" على مدار ثلاثة عشر شهرا، وقف المجتمع الدولي متفرجاً أمام ما يتم ارتكابه من أفعال بشعة ومشاهد قتَل الأطفال والنساء، وتشريد للسكان المدنيين، وتدَمير المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس، وقصَف سيارات الإسعاف، بل واستَهداف العاملين في المجال الإنساني؛ بمن فيهم موظفي الأمم المتحدة الذين أودى القصف بحياة أكثر من ٢٣٧ منهم، غالبيتهم من شهداء وكالة الأونروا، فضلا عن تدمير أكثر من ٢٠٠٠ منشأة تابعة للوكالة في قطاع غزة؛ من بينها أكثر من ٦٥ من مدارسها. كل ذلك كان حصيلته قتل أكثر من ٤٣ ألـف فلسطيني؛ ٧٠% مـنهم من النساء والأطفال؛ فضلا عن نزوح أكثر من ٢ مليون شخص بسبب أوامر الإخلاء التي أصدرها الاحتلال، وباتت تغطي أكثر من ٨٥% من أراضي القـطاع".

 
وتابع :"وإمعانا في هذه الانتهاكات، تمنع سلطة الاحتلال المساعدات الإغاثية الإنسانية والطبية اللازمة من الدخول إلى قطاع غزة من خلال فرض الشروط والعراقيل غير المبررة وغير القانونية، وما تسمح بإدخاله بعد الضغوط التي تمارس عليها، لا يتناسب بطبيعة الحال مع حجم الاحتياجات الهائلة داخل القطاع، والناجمة عن التعرض المستمر للقصف والتشريد، وانتشار الأمراض والأوبئة، وبرد الشتاء القارس، وخطر تفشي المجاعة، بل ويجد ما يتم إدخاله صعوبة في توصيله إلى المحتاجين إليه لتعرضه للسرقة والتخريب بسبب غياب الأمن، وغير ذلك من المخاطر التي تحول دون قيام العاملين في المجال الإنساني بمهام عملهم".

أكد الوزير :"تزداد الكارثة حدةً مع الهجوم المستمر على وكالة الأونروا والمساعي لتقويض عملها، بل وتدميرها، وما سيترتب على ذلك من الانهيار التام للاستجابة الإنسانية داخل قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في العودة، وتدين مصر بشكل كامل، في هذا السياق إقرار التشريع غير القانوني لحظر عمل الوكالة؛ لما يمثله مـن سـابقة خطيرة بحظر دولة عضو بالأمم المتحدة لعمل إحدى وكالاتها، وتعكس استخفافا مرفوضا بالمجتمع الدولي ومؤسساته. وتشدد مصر على أن الوكالة لا بديل لها ولا يمكن الاستغناء عنها داخل القطاع. ولا يمكن أن يحل محلها أو يقوم بدورها أي طرف آخر أياً كان".

وأكد الوزير :"لقد كانت مصر في طليعة الدول التي هَبَت لإغاثة أشقائها الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر٢٠٢٣  حيث قدمت نحو٧٠% من المساعدات التي دخلت القطاع منذ ذلك الحين، مع تسهيلها إجراءات الشَحن الجوي والبحري والبري لاستقبال هذه المعونات. كما استضافت مصر آلاف من الجرحى من اشقائنا الفلسطينيين، ووفرت لهم الرعاية الصحية، فضلا عن تطعيم آلاف من الأطفال الفلسطينيين، وقدمت الدعم اللازم لالتحاق الطلبة الفلسطينيين بالمؤسسات التعليمية المصرية سواء من خلال وزارة التربية والتعليم أو الأزهر الشريف؛ وهذا ليس منة منا ولكن هذه مسئولية وواجب على مصر تجاه اشقائها الفلسطينيين، وبتوجيهات مباشرة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي".


وأضاف :"كما أَنشأَت مصر أول مخيم إيواء بجنوب القطاع بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني. ويسرت إدخال أربعة مستشفيات ميدانية إلى قطاع غزة، مع استقبالها لمستشفيين عائمين بمدينة العريش لمعالجة المصابين. 


وليكن معلوما، أن مصر مستعدةً لإدخال أعداد كبيرة من الشاحنات يوميًا إلى قطاع غزة بمجرد أن تسمح الظروف الميدانية اللازمة لضمان النفاذ الآمن للمساعدات وتوفير المناخ الآمن لعمل وكالات الإغاثة، ونؤكد في هذا السياق على الأولوية البالغة للانسحاب الإسرائيلي الفوري من على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، فضلا عن الانسحاب من منطقة محور فيلادلفي".


وأشار إلى إنه  :"وفي الوقت ذاته فإن على المجتمع الدولي، وفي القلب منه مجلس الأمن، مسئولية واضحة للضغط على الاحتلال، لفتح معابره وتشغيلها بطاقتها الحقيقية، بكل ما يعنيه ذلك من تحمل إسرائيل باعتبارها سلطة الاحتلال مسئولياتها التي يحددها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وهذا هو الشرط الضروري، بل والحد الأدنى المطلوب لتخفيف حجم الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها القطاع، والتي يتحمل الاحتلال بشكل كامل مسئوليتها. 


لقد خلف العدوان المستمر على القطاع منذ أكثر من عام حجماً هائلاً وغير مسبوق من الدمار، الذى يحتاج إلى عقود من الزمن لإصلاحه، وهو الأمر الذى يتطلب تكاتف المجتمع الدولي لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة بشكل فوري ومستدام وتنفيذ خطط للتعافي المبكر من خلال تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية من غذاء وماء ومأوى وصرف صحي ورعاية صحية للسكان، فضلا عن إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك إصلاح الطرق والمباني العامة والشبكات الكهربائية وشبكات المياه، وإعادة إحياء الاقتصاد المحلي، لمساعدة غزة على التعافي من آثار هذا العدوان المدمّر، وإعادتها إلى أن تصبح مكاناً قابلاً للعيش بالحد الأدنى، لحين بدء مرحلة إعادة الإعمار بمجرد انتهاء العدوان والاحتلال".


وذكر  الوزير :"وعلى ضوء ما تقدم، يُشَجعُ الدَاعون لهذا المؤتمر، جميع الوفود المشاركة على الإعلان عن تقديم الدعم اللازم لأهل غزة والاعلان عن تعهدات مالية ملائمة وقابلة للتنفيذ الفوري، لإنقاذهم من الكارثة الإنسانية التي يتعرضون لها فى القطاع، وبما يمهد الطريق أمام التعافي المبكر ثم إعادة الاعمار، حتى لا نخذلهم إنسانيا كما خذلناهم سياسياً". 


 
وقال  الوزير :"لقد حان وقت التراجع عن سياسة المعايير المزدوجة؛ فالمطلوب، الآن وفوراً، هو موقف حاسم لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وأوامر محكمة العدل الدولية وباقي المؤسسات الدولية القانونية التي تطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وقيام سلطة الاحتلال بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وتزويد السكان المدنيين بالمؤن الغذائية، والإمدادات الطبية بموجب القانون الدولي الإنساني. 
ونؤكد مرة أخرى علي الأهمية البالغة لوقف العدوان الإسرائيلي والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية ورفض سياسة التهجير للشعب الفلسطيني الشقيق، سواء من قطاع غزة أو من الضفة الغربية".

وختم بقوله :"إننا نؤكد مرة أخري، علي الرفض الكامل لأن تكون هناك دولة فوق القانون، ولا تخضع للمسائلة ولا المحاسبة.. إننا في الختام نتوجه بتحية إجلال وتقدير إلى الشعب الفلسطيني الشقيق على صموده وكفاحه وتضحياته المستمرة دفاعاً عن أرضه وعن حقوقه. رحم الله الشهداء. وأقول إلى أشقائنا في غزة العزيزة، وفي كل الأراضي الفلسطينية، إن مصر، بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والحكومة المصرية، والشعب المصري، سيبقون دائماً على العهد، متمسكين بموقفنا الداعم للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧ ، مع الرفض الكامل لكافة المساعي الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الأشقاء الفلسطينيين من أراضيهم. كما ستستمر مصر في تقديم كافة سبل الدعم والمساندة والمساعدة لوقف نزيف الدم، وستواصل التحرك، بلا كلل، مع اشقائنا العرب، ومع اشقائنا في دولة قطر، ومع أصدقائنا في العالم للعمل علي التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والاسرى، وضمان النفاذ الفوري والمستدام للمساعدات الإنسانية". 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزير الخارجية الرئيس عبد الفتاح السيسي بدر عبدالعاطي مؤتمر القاهرة مؤتمر القاهرة الوزاري رعاية الرئيس المزيد المزيد الشعب الفلسطینی الدولی الإنسانی المجتمع الدولی سلطة الاحتلال قطاع غزة أکثر من فضلا عن

إقرأ أيضاً:

سباق دبي الدولي للدراجات المائية يعود بحلة جديدة

 

دبي –الوطن:
يستعد نادي دبي الدولي للرياضات البحرية لتنظيم سباق دبي الدولي للدراجات المائية -الجولة الأولى من بطولة الامارات الدولية 2025- في مستهل فعاليات النادي في العام الجديد 2025 وذلك على مياه شاطئ الشروق في جميرا يومي الجمعة المقبل والسبت 11 الجاري.
ويعد السباق المرتقب يومي الجمعة المقبل والسبت 11 الجاري، فاتحة السباقات الدولية في روزنامة الاتحاد العالمي للسباقات البحرية -يو آي أم- في العام الجديد 2025 ، حيث يقام السباق بإشراف اتحاد الامارات للرياضات البحرية تحت مظلة الاتحاد الدولي وبمشاركة نخبة أبطال هذه الرياضة من مختلف أنحاء العالم ودول المنطقة.
ويتنافس المشاركون في السباق على ألقاب 10 فئات متنوعة تشمل فئات جالس وعددها 4 فئات هي جالس محترفين جي بي 1 وجي بي 2 وجي بي 3 وجي بي 4 (سبارك) ،بينما سيتنافس المشاركون في فئات واقف على ألقاب 6 فئات هي محترفين جي بي 1 وجي بي 2 وجي بي 4 (4 ستروك) مخضرمين جي بي 2 (2 ستروك) وناشئين جي بي 3 (2 ستروك)، إضافة الى سباق السلالم اشبال واقف جي بي 3.1 .
وسيشهد يوم الخميس المقبل بدء إجراءات المشاركة في السباق من خلال استكمال عملية التسجيل للمتسابقين واجراء الفحص الفني على الدراجات المشاركة بينما ستجرى يوم الجمعة المقبل التجارب الحرة في الفترة الصباحية وتنطلق المنافسات رسميا في نفس اليوم عقب فترة الظهيرة بسباقات فئات واقف مخضرمين وواقف جي بي 4 وجالس جي 3 وجالس جي بي 4 ، وسيشهد اليوم الختامي (السبت 11 يناير) إقامة سباقات الاثارة في المحترفين والهواة على مدار فترتين صباحية ومسائية.
ورحب محمد سيف المري مدير إدارة الشئون الرياضية في نادي دبي الدولي للرياضات البحرية بنخبة الأبطال المشاركين في سباق دبي الدولي للدراجات المائية والذي يعود هذه السنة بحلة جديدة هي تنظيم السباق في شكل مهرجان رياضي بحري على مدار يومين (الجمعة والسبت 10 و11 الجاري) وفي مكان مميز هو شاطئ الشروق (عرقوب جميرا)
ووجه محمد سيف المري الشكر الجزيل الى شركاء النجاح من الدوائر الحكومية والمؤسسات الوطنية لدورها المؤثرة في انجاح كل فعاليات النادي وفي مقدمة تلك الجهات بلدية دبي (إدارة الشواطئ العامة والقنوات المائية) و مركز شرطة الموانئ ومؤسسة دبي للإعلام (قنوات دبي الرياضية) وفي أي بي للخدمات الطبية.
ووجه مدير إدارة الشئون الرياضية في نادي دبي الدولي للرياضات البحرية الدعوة للجمهور الكريم لمتابعة الحدث يوم الجمعة المقبل والسبت 11 الجاري والاستمتاع بالتنافس الجاد بين الأبطال المشاركين واللذين يمثلون النخبة في هذه الرياضة في شاطئ الشروق والذي يعد مسرحا تنافسيا جميلا يوفر متعة المشاهدة للجمهور.


مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يؤكد أهمية التوافق الوطني لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان
  • أكثر من 70 شهيدا خلال ساعات في غزة.. والاحتلال يصعد عدوانه (حصيلة)
  • الدولية للهجرة: الأمطار تفاقم الكارثة الإنسانية على النازحين بغزة
  • سباق دبي الدولي للدراجات المائية يعود بحلة جديدة
  • وزير الخارجية المصري يؤكد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية
  • الشوا: ارتقاء أكثر من 10 شهداء في جباليا جراء المجازر الإسرائيلية اليوم
  • أكثر من 9 ملايين ريال لدعم مشاريع المساجد والأصول الوقفية
  • وزير الخارجية يؤكد وقوف مصر كليًا مع الشعب السوري ودعم استقرار الدولة
  • خطة الإستجابة الإنسانية في اليمن خلال 2024 هي الأسوأ منذ 5 سنوات بحسب الأمم المتحدة
  • وزير الرى: تسهيل إجراءات إصدار التراخيص لدعم قطاع السياحة