هذا هو سر قوة البرهان في السودان أكثر من كونه قائد الجيش
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
عملياً لا يُمكن للقائد العام للجيش السيطرة على كل مجريات الحرب. المعركة العسكرية بطبيعة الحال تقودها غرفة عمليات تعمل بمهنية عسكرية وتتحرك بناءً على معطيات واقعية وتعمل وفق قواعد عمل معروفة مثل أي مهنة أخرى. وبالتالي لا مجال لتأثير المواقف الفردية في طبيعة عملها بما في ذلك مواقف القائد العام للجيش.
الفريق البرهان موقعه كرئيس لمجلس السيادة هو موقع سياسي يستند إلى شرعية دستورية هي شرعية وثيقة كورنثيا (* سيئة الذكر) التي جاءت به إلى هذا المنصب.
البرهان حالياً شئنا أم أبينا يمثل ليس الجيش وحسب وإنما الدولة، ولا يمكنه أن يغادر موقعه كقائد للجيش ورئيس لمجلس السيادة دون إثارة أزمة دستورية وأزمة اعتراف خارجي وسط هذه الحرب. وربما هذا هو سر قوة البرهان أكثر من كونه قائد الجيش.
الإنقلاب على البرهان في ظل الوضع الحالي سينتج سلطة ستكون في موقف ضعيف وبحاجة إلى اعتراف خارجي وستكون بكل تأكيد عرضة للغضوط الخارجية وللابتزاز أكثر من البرهان نفسه. عبارة عن سلطة إنقلابية وسط حالة حرب وفي الوقت نفسه لا تسيطر على البلد ولا على العاصمة وربما ولا حتى على الجيش؛ سلطة تواجه تمرد عسكري ومعارضة سياسية وحالة من التشكيك داخلياً وأيضاً خارجياً “من هؤلاء وماذا يريدون؟” و أسئلة كثيرة.
فموضوع تنحية أو إبعاد البرهان ليس مسألة بسيطة متعلقة بقيادة الجيش وحسب. ومهما كان أداء البرهان فسيفكر ضباط الجيش ألف مرة قبل الإقدام على أي خطوة ضده. هو حالياً أقوى رجل في الدولة بحكم منصبه الذي هو أخطر منصب في الدولة ويحدد مصير شعب بأكمله.
نحن لسنا ضد الإنتقاد السياسي لرئيس مجلس السيادة ولأداء الحكومة وقراراتها بشأن كيفية إدارة الحرب من الناحية السياسية؛ يشمل ذلك الموقف التفاوضي ومصير المليشيا وقرار مواصلة الحرب أو وقفها؛ هذه قرارات سياسية قابلة للنقاش. ولكن إدارة الحرب كعمليات عسكرية هذا عمل مهني بحت، خصوصاً إستراتيجية وتكتيكات المعارك وإداراتها بشكل يومي؛ هذا عمل مؤسسة الجيش ويجب أن نترك الجيش يشتغل شغله مع توفير الدعم والمساندة.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
جنوب السودان يرفع حظر تجول دام أكثر من 10 أيام بسبب أعمال شغب
جوبا (رويترز) – أعلن المتحدث باسم حكومة جنوب السودان يوم الاثنين رفع حظر التجول الذي فرض منذ أكثر من عشرة أيام بعد أعمال شغب دامية في العاصمة جوبا بسبب ما تردد عن قتل الجيش السوداني وجماعات متحالفة معه مواطنين من جنوب السودان.
اندلعت أعمال الشغب في جوبا ومناطق أخرى في جنوب السودان يومي 16 و17 يناير كانون الثاني، إذ عبر محتجون عن غضبهم إزاء ما اعتقدوا أنه ضلوع للجيش السوداني وجماعات متحالفة معه في مقتل مواطن من جنوب السودان في ولاية الجزيرة بالسودان.
وندد الجيش السوداني بما أسماه “الانتهاكات الفردية” في ولاية الجزيرة بعد أن وجهت منظمات حقوقية اتهامات له ولحلفائه بشن هجمات ذات دوافع عرقية على مدنيين بتهمة دعم قوات الدعم السريع المتحاربة مع الجيش في السودان.
وقال المتحدث باسم الشرطة في جنوب السودان جون كاسارا كوانج نيال لرويترز “هذا لإبلاغ الجمهور بأن حظر التجول الذي أعلنه المفتش العام للشرطة في 17 يناير قد رُفع”.
وأضاف “سبب رفع حظر التجول هو تحسن الوضع الأمني وهدوء المتظاهرين الغاضبين الذين كانوا يحاولون إثارة بعض العنف، وعاد الجميع إلى منازلهم”.