تناولت صحيفتا "تايمز" و"غارديان" البريطانيتان اندلاع الحرب المفاجئ في سوريا بالتحليل واشتركتا في القول إن هناك عوامل منطقية لنشوبها وتوقعتا أن تستمر فترة طويلة.

قالت تايمز إن المعارضة السورية المسلحة استغلت انشغال حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد بقضايا أخرى؛ إيران بالحرب في لبنان وصراعها مع إسرائيل، وروسيا بحرب أوكرانيا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جيروزاليم بوست تناشد نتنياهو وترامب العمل لإعادة الأسرى وإنهاء حرب غزةlist 2 of 280 عاما على مذبحة الرماة.. السنغال تضغط على فرنسا لكشف الحقيقةend of list

وأوضحت أن هجوم المعارضة السورية الحالي لم يكن مصادفة، وعزته إلى أن روسيا حولت طائراتها وقواتها من سوريا إلى أوكرانيا، في حين أن إيران قد تدهورت قواتها ومليشياتها بالوكالة في سوريا خلال العام الماضي بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة.

كما عزته أيضا إلى غياب أقوى داعمين اثنين لإيران حققا انتصارات الأسد وهما قاسم سليماني، الجنرال الذي أشرف على القوات الإيرانية في سوريا ودبر تكتيكاتها القتالية، والآخر حزب الله اللبناني.

ولفتت الصحيفة البريطانية الانتباه إلى أن بدء هجوم المعارضة السورية على حلب تم يوم الأربعاء المنصرم وهو يوم وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.

روسيا وإيران لن تتخليا عن سوريا

وقالت تايمز إن هذا الهجوم ورغم أنه فاجأ روسيا وإيران، فإنهما يستعدان للعودة لأن سوريا مهمة للغاية بالنسبة لكليهما، ولن يسمحا بسقوطها دون قتال.

إعلان

بالنسبة لروسيا، توفر سوريا قواعد عسكرية في الفِناء الخلفي لحلف الناتو على طول البحر الأبيض المتوسط، وأصبحت بمثابة مركز لوجستي لا غنى عنه لمزيد من التوسعات في ليبيا وأفريقيا.

ورغم أن أوكرانيا أضعفتها وشغلتها، فإن روسيا ستظل لديها القدرة على إرسال تعزيزات إلى الأسد، وقد بدأت طائراتها المتبقية في البلاد بالفعل في تنفيذ غارات جوية في حلب وإدلب.

وبالنسبة لإيران، فإنها تعتبر سوريا عمقها الإستراتيجي، وخطها الأمامي ضد خصمها اللدود إسرائيل، وخطا يربطها بحزب الله في لبنان، وقد قُتل الآلاف من رجال مليشياتها وعشرات من ضباطها في سوريا (بحسب الصحيفة)، ولن تتخلى طهران عنها بسهولة.

وقالت تايمز إن ما ينذر به كل هذا هو المزيد من الموت والمعاناة للشعب السوري، الذي أصبح حكاية تحذيرية للحكومات العربية لتحذير شعوبها من التمرد أو المعارضة.

سرعة تغيير الخطوط الأمامية

وقالت إن تجدد القتال أدى إلى تغيير الخطوط الأمامية بسرعة، لكن من غير الواضح ما إذا كان قد جعل الحرب أقرب إلى التوصل إلى حل.

وأشارت الصحيفة إلى ما أسمته اضطرار جامعة الدول العربية لإعادة انضمام سوريا إليها، وقالت إن العرب وصفوا ذلك بأنه حبة دواء مرّة يجب تناولها، وذكرت 3 أسباب لذلك، أولا: أصبحت سوريا دولة مخدرات تصدر الأمفيتامينات إلى جميع أنحاء العالم، خاصة دول الخليج العربية، مما أدى إلى انتشار أوبئة المخدرات هناك. ثانيا: يحتاج ملايين السوريين الذين يقبعون في مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن وتركيا إلى العودة إلى ديارهم، إذ لم تعد تلك البلدان قادرة على تحمل تكاليف استضافتهم. ثالثا: لم تعد هناك معارضة قابلة للحياة لدعمها.

وقالت تايمز إنه ليس هناك ما يشير في الوقت الحالي إلى أن الحكومات العربية ستعيد النظر في احتضانها للأسد، لكن قبضته على البلاد قد أصبحت أكثر هشاشة بعد استيلاء المعارضة على حلب، ثانية كبرى المدن في سوريا، خلال عطلة نهاية الأسبوع.

إعلان

 

فعالية عسكرية مفاجئة

أما صحيفة غارديان فقد شاركت تايمز في القول إن المعارضة السورية المسلحة استغلت انشغال روسيا وإيران، مضيفة أن هذا الصراع الأحدث في الشرق الأوسط سيستمر.

ولفتت غارديان إلى أن النجاح السريع الذي حققه هجوم المعارضة السورية يشير إلى فعالية عسكرية أولية مفاجئة.

وتساءلت عن سبب المفاجأة التي تعرضت لها قوات النظام السوري وقالت إن الإجابة ليست صعبة، إذ إن موسكو حولت تركيزها العسكري ومواردها إلى غزوها لأوكرانيا.

ونقلت عن معهد دراسة الحرب يوم السبت قوله إن أنظمة صواريخ إس-300 قد سُحبت من سوريا للحرب في أوكرانيا في عام 2022 وكان وجود روسيا منخفضا بشكل عام، مضيفة أن قدرة موسكو على تقديم الدعم المستمر للأسد ستكون حتما مفيدة على المدى الطويل.

وأوردت أن روسيا شنت سلسلة من الغارات الجوية في حلب وإدلب والمناطق المحيطة بها من قاعدة حميميم الجوية، مما أسفر عن مقتل 200 شخص على الأقل، لكن يبدو أنها لم يكن لها تأثير يذكر على تقدم المعارضة حتى الآن، مضيفة أنه من الواضح أن القصف الروسي الواضح للمستشفى الجامعي في حلب يوم الأحد، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصا، ليس له أي قيمة عسكرية أيضا.

إيران ستكون أكثر حذرا

كما نقلت غارديان عن بوركو أوزجيليك، خبيرة الشرق الأوسط في مركز الأبحاث التابع للمعهد الملكي للخدمات المتحدة قولها إن تدهور وكلاء إيران بشكل كبير، له تأثير لا جدال فيه على القوات البرية لنظام الأسد، وعكس أن إيران نفسها، التي خرجت أسوأ من تبادلاتها العسكرية المباشرة مع إسرائيل، قد تكون أيضا أكثر حذرا للتدخل أو السماح لوكلائها بالتدخل أيضا.

وأضافت أوزجيليك أن التحدي الحقيقي لقوات النظام السوري هو عدم استعداد إيران حتى الآن بصفتها راعية لحزب الله وروسيا لنشر أصول عسكرية وقوة جوية لإنقاذ النظام كما فعلت من قبل، وقد يؤدي التدخل العلني من إيران لدعم الأسد أيضا إلى مزيد من القصف من قبل إسرائيل.

إعلان

وختمت غارديان تحليلها بأنه من غير المرجح أن ينتهي الصراع المسلح في سوريا قريبا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات المعارضة السوریة فی سوریا تایمز إن إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل تنجح العقوبات الأمريكية على روسيا؟

فرضت عشرات الدول آلاف العقوبات على البنوك والشركات والأشخاص الروس، منذ أن أمرت موسكو الدبابات باختراق الحدود إلى أوكرانيا في شتاء عام 2022.

والآن، بعد أكثر من 1000 يوم، بينما يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتولي منصبه، من المتوقع أن تخضع الأسئلة حول فعالية العقوبات ومستقبلها، لتدقيق متجدد، وفق ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الخميس.
العقوبات الاقتصادية وقال ترامب: "أريد استخدام العقوبات بأقل قدر ممكن". وأضاف: "سيكون هناك تحول في السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا"، بعد أن وعد بإنهاء الحرب في يوم واحد.
ويعتقد الخبراء أن العقوبات واستمرار المساعدات العسكرية قد يكونان ورقة مساومة في أي مفاوضات.
لم تنجح التوقعات في الأشهر الأولى من الحرب بأن القيود الاقتصادية ستقوض الرئيس فلاديمير بوتين أو تجعل الروبل ينهار، لا يزال بوتين راسخاً في الكرملين، وقواته تلحق ضرراً عقابياً كبيراً بأوكرانيا وتكتسب في ساحة المعركة.
ومع ذلك، فإن فكرة أن العقوبات الاقتصادية يمكن أن تؤدي إلى نهاية سريعة للحرب كانت دائماً نتاجاً للأمل أكثر من كونها تقييماً واقعياً، كما قال سيرغي غورييف، الاقتصادي الروسي الذي فر من البلاد في عام 2013 وهو الآن عميد كلية لندن للأعمال.
وقال غورييف إن "المقياس الأفضل للنجاح هو التساؤل عما إذا كانت العقوبات تعيق قدرة موسكو على شن الحرب بفعالية. والجواب على ذلك، كما يجادل هو والعديد من المحللين الآخرين، نعم".
بعد الهجوم، ردت الولايات المتحدة وأوروبا وحلفاؤها بسرعة فاجأت حتى المشاركين، إذ قيدوا بشكل كبير وصول موسكو إلى النظام المالي العالمي والدولار الأمريكي، مما أعاق قدرة روسيا على بيع النفط، وهو أكثر صادراتها قيمة.
وجمدت البنوك الغربية أكثر من 300 مليار دولار من الأصول الروسية. كما حظرت الحكومات شراء وبيع مجموعة واسعة من الخدمات والسلع، بما في ذلك بعض أسلحة التكنولوجيا المتقدمة.

One thing that's shocked me since Russia's invasion of Ukraine is how many Western academics and think tanks embrace the "sanctions don't work" narrative. The G7 cap and EU oil embargo clearly cut Russia's c/a surplus. The "sanctions don't work" crowd spreads misinformation... pic.twitter.com/BTv1poJtUj

— Robin Brooks (@robin_j_brooks) December 12, 2024 عقوبات وتحركت أوروبا، التي كانت قد حصلت في السابق على 40% من الغاز المستورد من روسيا، للتخلص من اعتمادها. قد تبدأ روسيا في بيع طاقة أقل لأوروبا بعد أن رفضت أوكرانيا يوم الأربعاء تجديد اتفاق يسمح بعبور الغاز الروسي عبر خط أنابيب يمر عبر أراضيها.
وقال غورييف: "تخيل عالماً لم يتم فيه فرض العقوبات". عالم لم تكن فيه التجارة الخارجية لروسيا محدودة للغاية وكان لديها إمكانية الوصول إلى جميع احتياطاتها الأجنبية المجمدة.
وأضاف "من الواضح جداً أن العقوبات تسببت في مشاكل لبوتين، وقد قللت من حجم الموارد في جيبه، وبالتالي أنقذت الأرواح في أوكرانيا"، مشيراً إلى أنه بدونهم، ربما تكون روسيا قد انتصرت في الحرب الآن.
وشعر الاقتصاد الروسي بالضغط. فقد دفع التضخم المتصاعد البنك المركزي في البلاد إلى رفع أسعار الفائدة القياسية إلى 21%. على الرغم من النفقات الهائلة من قبل الحكومة لتمويل الحرب، فإن النمو الاقتصادي العام يتباطأً. العديد من المنتجات والأجزاء إما غير متوفرة أو أكثر تكلفة أو يتم استبدالها ببدائل من دون المستوى المطلوب.
عندما يجلس ترامب للتفاوض مع بوتين، ستكون العقوبات "شريحة قيمة للغاية"، كما قالت إلينا ريباكوفا، نائبة الرئيس للسياسة الخارجية في كلية كييف للاقتصاد والباحثة غير المقيمة في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، وهو مركز أبحاث في واشنطن.
هناك اتفاق واسع النطاق على أن العقوبات الأكثر فعالية كانت تلك التي تنطوي على النظام المالي العالمي، وهي ساحة يمكن للولايات المتحدة أن تمارس فيها قوة فريدة.


خطر على الصين

الدولار الأمريكي هو بمثابة عملة عالمية. ويمكن للبنوك الأمريكية فقط التعامل مع المعاملات بالدولار. والنتيجة هي أن العديد من الأصول المالية في العالم — بما في ذلك أي حسابات بالدولار مملوكة لدول أجنبية ومؤسسات وأفراد — تخضع للإبهام الرقمي الأمريكي.
ولم تقطع واشنطن معظم وصول روسيا إلى هذا النظام فحسب، بل هددت أيضاً بقطع أي بنوك في جميع أنحاء العالم تتعارض مع قواعدها. هذا خطر حتى أن العديد من المؤسسات في الصين، التي انضمت إلى روسيا، لا تريد تحمله.
كما أدى نفي روسيا من نظام سويفت، وهو نظام الرسائل الذي يتيح المدفوعات الدولية، إلى زيادة كبيرة في تكلفة وتعقيد ووقت كل بورصة دولية، سواء لشراء الأدوية والآلات الكهربائية أو بيع النفط والأسمدة.

As a result of our unprecedented sanctions, the ruble was almost immediately reduced to rubble.

The Russian economy is on track to be cut in half.

It was ranked the 11th biggest economy in the world before this invasion — and soon, it will not even rank among the top 20.

— President Biden (@POTUS) March 26, 2022 تأثير العقوبات

ومع ذلك، إذا حققت العقوبات أكثر مما قد يتصور البعض، فقد كان لها تأثير أقل مما كان يأمل الكثير من الناس.
بمرور الوقت، وجدت روسيا، بمساعدة هائلة من الصين، عدة طرق لتخفيف تأثيرها من خلال توسيع التجارة مع الدول الأخرى، واستغلال الثغرات والتهرب من القانون.
على سبيل المثال، أعادت الصين والهند ملء صندوق أموال موسكو عن طريق الحصول على الكثير من النفط الروسي. كما وفرت الصين لروسيا إمكانية الوصول إلى أجزاء الأسلحة وأشباه الموصلات والمواد الأساسية الأخرى اللازمة للحرب.

أولئك الذين يقللون من قيمة العقوبات كورقة مساومة يجادلون أيضاً بأن الدول الغربية لم تذهب بعيداً بما فيه الكفاية أو تستجيب بسرعة كافية للظروف المتغيرة لتشديد الضغط على روسيا.
فقد أدت المخاوف بشأن خفض إمدادات الطاقة عندما كان سعر النفط يرتفع ويتصاعد التضخم، إلى إضعاف الولايات المتحدة وأوروبا للقيود المفروضة على تصدير الوقود الروسي.
إن قرار استبدال العقوبات الأوروبية الأكثر شمولاً على معاملات النفط الروسية بحد أقصى للأسعار يعني أن روسيا كانت قادرة على الاستمرار في كسب عائدات هائلة من صادرات الطاقة. وقد ساعد هذا المال تمويل حربها ضد أوكرانيا.
وبمرور الوقت، طورت روسيا طرقاً أخرى للتحايل على العقوبات، مثل تطوير أسطول الظل الخاص بها من السفن لنقل النفط بعد فرض قيود على استخدام روسيا لناقلات النفط الغربية والتأمين ضد الانسكابات النفطية.

ولا يزال الاتحاد الأوروبي يشتري ما يقرب من 50% من الغاز الطبيعي المسال الذي تصدره روسيا.
وقال جيفري شوت، وهو زميل بارز في معهد بيترسون، إن موسكو قادرة على بيع الكثير من الغاز والنفط بسعر مرتفع للغاية. وقال: "تم تطبيق العقوبات بذراع واحدة مقيدة خلف ظهرك".
ويقول شوت وغيره من النقاد إن العقوبات الجزئية وإنفاذها في كثير من الأحيان جعل الخناق الاقتصادي حول عنق روسيا أكثر مرونة مما كان يمكن أن يكون.

مقالات مشابهة

  • ما الذي يخطط له حزب الله؟
  • وزير خارجية فرنسا: البعثة الدبلوماسية ستعود إلى سوريا قريبا
  • البعثة الدبلوماسية الفرنسية تعود قريبا إلى سوريا
  • مصدر: واشنطن قد تضطر “لمهاجمة إيران قريبا”
  • هل تنجح العقوبات الأمريكية على روسيا؟
  • مفاجأة.. امريكا قد تضطر لمهاجمة إيران قريبا
  • مفاجأة.. واشنطن قد تضطر لمهاجمة إيران قريبا
  • فايننشال تايمز: الحرب التجارية تهدد نمو منطقة اليورو في 2025
  • “المعارضة الصهيونية”: “حكومة نتنياهو” ستسقط قريباً
  • الكشف عن الأهوال التي يتعرض لها الفلسطينيين في غزة