أكد وزير الداخلية بسام مولوي، بعد اجتماع عقده مع المحافظين، على الدور البارز الذي قاموا به خلال الأزمة الأخيرة، مشيراً إلى تواصلهم الدائم مع وزارة الداخلية والهيئة الوطنية والأطراف المعنية للحفاظ على استقرار البلاد.

وعبّر مولوي عن تعازيه لعائلات الشهداء من موظفي الدولة، البلديات، والمخاتير الذين دافعوا عن وطنهم بإخلاص، مشيد بوحدة المواطنين خلال الأزمة، موضحاً أن حالة النزوح شهدت انخفاضاً كبيراً، ما يعكس تعاوناً وطنياً مشتركاً.



وأعلن مولوي عن نجاح المرحلة الأولى المتمثلة في إعادة اللبنانيين إلى قراهم وبيوتهم.

وأشار إلى التحدي الجديد المتمثل في إعادة الإعمار، موضحاً أنه تم بحث إزالة الردميات مع الحكومة.

كما شدد على ضرورة حماية الأملاك العامة والآثار خلال عملية إعادة الإعمار.

من جهة أخرى، أكّد مولوي أنه لم تُضف أي خيمة جديدة للنازحين السوريين خلال فترة الحرب، مع عودة حوالي 400 ألف نازح إلى سوريا.

وشدد على أن الأمن العام يدقق في هويات الداخلين إلى لبنان عبر المعابر الشرعية بالتعاون مع القوى الأمنية لضمان ضبط الأمن.

واختتم مولوي بتوجيه الشكر إلى المحافظين، مشيراً إلى أهمية الشراكة الوطنية في تثبيت الشرعية وبناء دولة القانون والنظام.


المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

التحديات التي تواجه خطة إعادة الإعمار

على مدار العقود الماضية، ظل التعاطي العربي مع القضية الفلسطينية يتأرجح بين التنديد، والاستنكار، والمبادرات التي سرعان ما تُطوى صفحتها أمام تعنت الاحتلال الإسرائيلي وغياب إرادة دولية حقيقية لإقرار الحقوق الفلسطينية التي لا تتعارض مع القوانين والأنظمة الدولية التي يتكئ عليها النظام العالمي. ولا يبدو في الأفق أن ثمة قدرة على التحول إلى مسار جديد ينطلق من موقف عربي يتواكب وحجم الخطر الجديد ومستوى التحولات التي يشهدها الخطاب العالمي تجاه القضية الفلسطينية خاصة من قبل الولايات المتحدة التي رغم انحيازها للاحتلال الإسرائيلي إلا أنها كانت تحاول الظهور بمظهر الداعم لعملية السلام والراعي لها.

رغم ذلك فلا يمكن التقليل من أهمية خطة إعمار قطاع غزة التي تبنتها القمة العربية خاصة إذا ما نظرنا لهذه الخطة من زاوية إنسانية بعيدة عن البعد السياسي والاستراتيجي.

ولا أحد يستطيع أن ينكر أهمية البعد السياسي في هذه اللحظة التي تمر بها القضية الفلسطينية بمنعطف تاريخي خطير حيث تحول الموقف الأمريكي من التوازن الظاهر على الأقل إلى موقف أشد تعنتا من الموقف الإسرائيلي نفسه حيث يريد الرئيس الأمريكي تهجير سكان غزة من أجل إعمارها وتحويلها إلى منتجع سياحي خاص به أو ببلده! وهذا الطرح الأمريكي هو طرح إمبريالي بحت لم تعمل عليه إسرائيل نفسها بشكل جدي لأنها تعرف استحالته خاصة في غزة. ولكن التحولات العالمية والضعف البيِّن في العالم العربي وفي دوله الكبرى جعل رئيس الولايات المتحدة يكشف عن نوايا جديدة في مسار تصفية القضية الفلسطينية منطلقة من توجهات استثمارية بحتة لرئيس لم يستطع حتى الآن الفصل بين المسارين.

لكن الخطة العربية سواء خطة إعادة الإعمار أو إنشاء الصندوق الائتماني فرغم بعدهما عن الموقف السياسي المؤثر في مجرى الأحداث إلا أنها قوبلت مباشرة بالرفض من دولة الاحتلال ومن الرئيس الأمريكي. وهذا أول التحديات التي قد تعمل على وأد المشروع ناهيك عن تحديات الإعمار العملية بدءا من المبلغ الضخم الذي تحتاج له عملية إعادة الإعمار وصولا إلى وجود مانحين يستطيعون الالتزام بما يعلنون عن مساهماتهم في الصندوق.

وهذا كله يجعل قطاع غزة المهدد الآن بعودة الحرب مرة أخرى يواجه الوضع القائم وهو وضع سيئ جدا بعد أن منعت إسرائيل استمرار دخول قوافل المساعدات. ما يعني أن الفلسطينيين في القطاع سيكونون أمام خيار واحد لا بديل له وهو خيار المواجهة مرة أخرى حتى لو عادت المواجهة إلى مستوى ثورة الحجارة.

وهذا يعني أيضا أن الشعب الفلسطيني، وفي الحقيقة الشعوب العربية، ستفقد ثقتها في قدرة النظم العربية على اتخاذ موقف حقيقي من تهجير شعب عربي من أرضه ونقله قسرا إلى أراضي دول عربية أخرى!

ولهذا، فإن على الدول العربية أن تعمل على أقل تقدير على ضمان نجاح خطة إعادة الإعمار وهذا النجاح، فيما لو تحقق، لا يجب أن يقتصر على جمع الأموال، بل ينبغي أن يكون جزءًا من مسار سياسي متكامل، يضمن للفلسطينيين حقوقهم، ويوحد صفهم، ويقطع الطريق على أية مخططات تهدف إلى تصفية القضية تحت عناوين مضللة.

مقالات مشابهة

  • مصر بين إفلاس استراتيجي وخطة إعادة تدوير الدمار الفلسطيني
  • التحديات التي تواجه خطة إعادة الإعمار
  • المجلس العالمي للتسامح والسلام يشيد بمخرجات القمة العربية غير العادية
  • وزير الداخلية الإيطالي: أطلقنا سراح انجيم بسبب مصالحنا الوطنية
  • 3 تجارب تاريخية اعتمدت عليها خطة مصر لإعمار قطاع غزة.. تعرف عليها
  • وزير الخارجية: قادرون على إعادة إعمار غزة خلال 5 سنوات
  • من القاهرة.. مصر تطرح خطة شاكلة لإعمار غزة والحفاظ على حق الشعب الفلسطيني خلال القمة العربية
  • حزب المصريين: قمة إعمار غزة سيذكرها التاريخ للدولة المصرية بكل فخر
  • العراق يؤكد على ضرورة توفير بيئة آمنة في غزة والمنطقة لبدء عملية الإعمار
  • الرئيس المؤقت الكوري الجنوبي يدعو لتضافر الجهود لمواجهة سياسة أمريكا