شهدت مدارس المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار بداية تطبيق الاختبارات الوطنية للعام الدراسي 2024/ 2025م، بمشاركة 56 مدرسة حكومية وخاصة، وتستمر لمدة 12 يوما.

تستهدف هذه الدورة من الاختبارات الطلبة في الصفوف الرابع والسابع والعاشر، بهدف تقييم مستوى تحصيلهم العلمي في مختلف المواد الدراسية، وقياس فعالية المناهج والبرامج التعليمية المطبقة.

وفي هذا السياق، قامت الدكتورة ميزون بنت بخيت الشحرية، المديرة العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار، بزيارة إلى مدرسة مضي للتعليم الأساسي بولاية ثمريت للاطلاع على سير تطبيق الاختبارات الوطنية، وأكدت أهمية هذه الاختبارات في دعم منظومة التربية والتعليم من خلال تزويد الوزارة بمؤشرات دقيقة عن واقع العملية التعليمية، مما يساهم في رفع مستوى التحصيل الدراسي للطلبة وتحسين جودة التعليم.

وأشادت الدكتورة الشحرية بالجهود المبذولة من قبل الفرق واللجان المشرفة على تنظيم الاختبارات، مؤكدة أن توفير بيئة مناسبة للطلبة والمعلمين يعد من أولويات العمل لتحقيق النجاح في هذا النوع من الاختبارات.

من جانبه، أوضح محمد بن أحمد الكثيري، المدير المساعد لدائرة القياس والتقويم التربوي، أن الاختبارات الوطنية تهدف إلى توفير بيانات دقيقة حول جودة التعليم والتعلم، مما يساعد صناع القرار في وضع الخطط والإجراءات التطويرية المناسبة لتحسين الأداء التعليمي. كما أشار إلى أهمية مشاركة جميع الطلبة في هذه الاختبارات، ودور الهيئة التعليمية وأولياء الأمور في دعم الطلبة وتحفيزهم على التفاعل مع هذه الاختبارات، التي تساهم في قياس أثر العملية التعليمية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاختبارات الوطنیة

إقرأ أيضاً:

فلكي من جبال ظفار

 

 

 

علي بن سهيل المعشني أبو زايد

asa228222@gmail.com

 

في قلب جبال ظفار الخلابة، حيث الضباب يغطي قمم الجبال، وتختلط روائح اللبان بنسمات الكوس الجنوبية القادمة من بحر العرب والمحيط الهندي، عاش رجلٌ كسر كل القواعد المعروفة عن الذكاء البشري. إنه الفلكي الشيخ عيسى بن مسعود بن علي جعبوب، الملقب بـ"أوحور"- رحمه الله، الذي أصبح أيقونةً للعبقرية الفطرية في جبال محافظة ظفار. رغم أنه لم يتلقَ تعليمًا نظاميًا وكان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، إلا أن موهبته في الحساب والفلك جعلت الجميع يحترمونه ويعتمدون على حساباته لما يُقرب من 70 عامًا.

النشأة: طفل الجبال الذي اكتشف موهبته مبكرًا

وُلد (أوحور) حوالي عام 1904م شمال منطقة السان بالجبل الأوسط بولاية صلالة. نشأ في بيئة ريفية تُنمّي الذكاء والفطرة السليمة، ومنذ صغره لفت الأنظار بقدرته على إجراء عمليات حسابية معقدة في ذهنه دون استخدام أي أدوات. إذ كان يستطيع حساب عدد أيام السنة ودقائقها وثوانيها، وكذلك دخول المواسم والفصول وخروجها، مثل الخريف والصرب والشتاء والغيض.

كما كان يعرف النجوم لكل فصل (سبعة نجوم)، أي ما يقارب اثنين وخمسين نجمًا في العام، منها أربعة نجوم مناصفة بين الفصول، حيث يدوم كل نجم ثلاثة عشر يومًا. أما النجم الأول والأخير من كل فصل فيُسمى "المناصف"، خاصة مع دخول الخريف الذي يبدأ بستة أيام ونصف من نجم "الشول" وينتهي بستة أيام ونصف من نجم "آليت"، وكذلك الحال في باقي فصول العام الأربعة.

العبقرية الحسابية ومعجزة الذاكرة الرقمية.

تمتع (أوحور) بموهبة نادرة جعلته أشبه بآلة حاسبة بشرية:

- كان يحفظ عدد دقائق وثواني السنة دون أي خطأ.

- كانت لديه القدرة على تقدير أعداد كبيرة من الناس بنظرة واحدة، حتى لو تجاوز عددهم الآلاف.

 

فمثلا في المناسبات الاجتماعية كالأعراس وغيرها، حيث كان الناس يتجمعون، وجرت العادة قديمًا تقسيم الحضور إلى مجموعات متساوية (مثلاً خمسة أشخاص لكل مجموعة، يوضع لهم قسم من اللحم والتمر)، كان الشيخ عيسى (أوحور) بمجرد أن يلقي نظرة سريعة على الحضور، يعرف عددهم ويشير إلى عمال الوليمة أن عدد الأقسام كذا وكذا، وكذلك يطلب من الحضور أن يتحلقوا كل خمسة معًا (عَرفَت).

ومن القصص التي تُروى عنه -رحمه الله- أنه في أحد الأيام نزل من الجبل إلى مدينة صلالة، والتقى هناك بفلكي مشهور كان يمتلك مكتبةً ضخمةً من الكتب عن النجوم والحسابات الفلكية. وعند الحديث عن حساب النجوم بينهما، اختلف الرجلان في تحديد موعد ظهور نجم مُعين (أو موسم)، وكان الفارق بينهما يومًا واحدًا فقط.

بينما استند الفلكي إلى كتبه القديمة، اعتمد (أوحور) على حسابه الذهني فقط. وعندما اشتد الجدال بينهما، قال (أوحور) بثقة: "اذهب وراجع كتبك، ثم نلتقي غدًا". وفي اليوم التالي، بعد مُراجعة دقيقة، اكتشف الفلكي المتعلم أنَّ حسابات (أوحور) كانت صحيحة، مما أثار دهشة الجميع.

أسرار عبقريته: بين الفطرة والملاحظة الدقيقة

رغم أن (أوحور) كان أميًا، إلا أن حياته في جبال ظفار منحته مهارات فريدة:

-الاعتماد على الطبيعة، كان يربط بين حركة النجوم وتغير الفصول، مما ساعده في الحسابات الفلكية.

-الذاكرة السمعية، حيث كان يحفظ التواريخ والأرقام من خلال الاستماع والحفظ منذ عمر مبكر.

-الملاحظة الدقيقة، فقد طور عينًا مدربة لتقدير الكميات والأعداد بسرعة.

حياته الشخصية وإرثه الثقافي

عاش (أوحور) -رحمه الله- حياةً بسيطةً على قمم جبال ظفار، ولم يسعَ للشهرة أو الثروة، وكان شهمًا كريمًا متواضعًا. كما كان مستشارًا حكيمًا، في تحديد مواسم الزراعة ودخول الفصول وخروجها، وكذلك الأشهر والنجوم.

وتُوفي رحمه الله- عام 1994م عن عمر يناهز 90 عامًا، لكن عبقرية هذا الفلكي ستظل تُحكى في المجالس الظفارية ما بقي الدهر.

دروس من حياة الفلكي العبقري الأُمِّيّ

ترك (أوحور) إرثًا ثقافيًا وعلميًا مهمًا في ظفار، يُذكرنا بأن:

1. العلم ليس حكرًا على المتعلمين، فالذكاء الفطري والفراسة قد تنتج عبقريات نادرة.

2. التراث الشفهي قد يحفظ علومًا دقيقة، تتفوق أحيانًا على السجلات المكتوبة.

3. الطبيعة أعظم معلم لمن يتعلم قراءة أسرارها.

اليوم، يُعد (أوحور) جزءًا من الهوية الثقافية لظفار، وشاهدًا على قدرة العقل البشري الذي لا يعرف حدودًا. ربما لو تعلّم (أوحور) في الجامعات، لكان عالم رياضيات أو فلكيًا مرموقًا، لكنه كان فلكي الجبال، الذي تحدى المنطق بأدواته الفريدة: عين ثاقبة، وبصيرة نافذة، وذهن متقد، وقلب متعلق بجبال ظفار.

مقالات مشابهة

  • محافظ الشرقية يؤكد أهمية تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية
  • الجبهة الوطنية يُشيد بزيارة ماكرون لمصر.. ويؤكد أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين
  • مات بعد زيارة وزير التعليم.. أهالي المنوفية يستعدون لتشييع جثمان مدير إدارة الباجور التعليمية
  • الاثنين.. انطلاق اختبارات “نافس” الوطنية
  • عاجل | الاثنين.. انطلاق اختبارات “نافس” الوطنية
  • وفاة مدير إدارة الباجور التعليمية عقب زيارة وزير التربية والتعليم
  • فلكي من جبال ظفار
  • المدير العام للتربية والتعليم بالخرطوم يطلع اليونسيف بمطلوبات دعم العملية التعليمية
  • الولايات المتحدة تبدأ تحصيل رسوم ترامب الجديدة على واردات دول عدة
  • تفقد اختبارات الثانوية العامة بمحافظة إب