المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية يناقش كيفية مواجهه التطرف الدينى بالإسكندرية
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
أشاد الدكتور محمد عبدالرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بدور وزراة الأوقاف فى التعاون البناء والمثمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف جامعا وجامعة.
وعرض الأمين العام استراتيجية وزارة الأوقاف حول محاور التجديد الأربعة، وهي المحور الأول مواجهة التطرف الديني، المحور الثاني مواجهة التطرف اللاديني، المحور الثالث بناء الإنسان، المحور الرابع صناعة الحضارة.
وأوضح الدور الذي يقوم به المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية من خلال لجانه المختلفة (السيرة والسنة، الدراسات القرآنية، الإعداد العلمي، المعسكرات الداخلية والخارجية، التأليف، الوافدين) وكذلك الصالونات الثقافية، والإصدارات العلمية، ومجلتي منبر الإسلام والفردوس.
جاء ذلك خلال تفقد الامين العام للمجلس الاعلى للشؤؤن الاسلامية كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في جامعة الأزهر بالإسكندرية، وكان فى استقباله الدكتورة سعيدة محمد صبح، عميد كلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية، والدكتور عاصم محمود قبيصي وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، ولفيف من أساتذة ووكلاء الكلية وعدد من الأئمة.
ورحبت عميد الكلية في مستهل كلمتها بالأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ووكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية والضيوف، مثمنةً الدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف، ومدى التعاون البناء بين الجامعة ومديرية أوقاف الإسكندرية من خلال الدورات التدريبية.
وقالت الدكتورة سعيدة صبح، عميد كلية الدراسات الاسلامية والعربية، افتتح الدكتور محمد عبدالرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، معرض المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية للكتاب، الذي تستضيفه كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في جامعة الأزهر بالإسكندرية، إن المعرض مستمر لمدة 3 أيام ويختتم فعالياته الثلاثاء المقبل، ويضم مجموعات كبيرة مختارة من نوعيات وقضايا خاصة تهم الطالبات، من إصدارات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، مشيرًا إلى أنه مل لفت انتباهها عقب الافتتاح هو الإقبال غير المسبوق من جانب الطالبات على تفقد المعرض واقتناء الكتب التي تستهويهن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية الأوقاف والأزهر الإسلامية والعربية كيفية مواجهة الدكتور عاصم محمود قبيصي كلية الدراسات الأعلى للشؤون الإسلامیة المجلس الأعلى للشؤون وزارة الأوقاف العام للمجلس
إقرأ أيضاً:
فارس الخوري.. المسيحي خطيب الأموي ووزير الأوقاف الإسلامية
الله أكبر فالظُلام قد علموا
لأيِّ منقلب يهوي الألى ظلَمُوا
لقد هوى اليوم صرح الظلم
وانتفضت أركانه وتولّت أهلَه النّقمُ
هكذا هجا الشاب المتحمس فارس الخوري السلطان عبد الحميد بقصيدة قاسية عقب نجاح جمعية الاتحاد والترقي في عزله.
غير أنه سرعان ما اكتشف أنه كان ثمرة خديعة كبيرة من هذه الجمعية فانسحب منها بعد انتسابه إليها ظنا منه أنها ميدان نصرة الحق وبقي يحمل في نفسه الندم على مناصرتها ضد السلطان عبد الحميد؛ إذ كتب في آخر حياته:
"لم أندم في حياتي على شيء قدر ندمي على القصيدة التي نظمتها وهجوت فيها السلطان عبد الحميد، وتأكد لي فيما بعد بما لا يقبل الجدل أن هذا الخليفة المسلم راح ضحية ثأر اليهود، فشرعت منظماتهم للعمل مع الدول الاستعمارية على مناوأته شخصيا وعلى كيان الدولة العثمانية".
كان الخوري في غمرة الشباب والحماسة والاندفاع فظن أنه بمعارضته السلطان عبد الحميد يناصر الحق فقد كان همه تحسين مستوى التعليم والبريد والبرق، ورفض الرقابة الأمنية فقد اشتهر بمعارضته لمسألة فتح المكاتيب ومراقبتها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سفيرة الأناقة والتراث.. الدار العراقية للأزياء رحلة عبر التاريخ وهوية وطنlist 2 of 2"تحيا فلسطين" نصف قرن من نشيد مناهضة الحرب بالسويدend of listوبعد انسحاب الخوري من جمعية الاتحاد والترقي عام 1912م؛ دخل في مواجهتها مرشحا لـ"مجلس المبعوثان العثماني" (البرلمان العثماني) وفاز بأغلبية كبيرة رغم محاربة الاتحاديين الشرسة له.
خطيبا على منبر الأمويعندما احتلت فرنسا سوريا حاولت استمالة المسيحيين فأبلغ الجنرال غورو فارس الخوري بأن فرنسا جاءت إلى سوريا لحماية مسيحيي الشرق، فقصد الخوري الجامع الأموي يوم الجمعة وصعد المنبر وقال مخاطبا المصلين:
"إذا كانت فرنسا تدعي أنها احتلت سوريا لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي أطلب الحماية من شعبي السوري، وأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله".
فأقبل عليه المصلون وحملوه على الأكتاف وخرجوا به في مظاهرة تطوف أحياء دمشق وخرج المسيحيون من أهل دمشق يومها في مظاهرات حاشدة ملأت دمشق وهم يهتفون "لا إله إلا الله".
إعلان مسيحي وزيرا للأوقاف الإسلاميةسنة 1944م، غدا فارس الخوري رئيسا للوزراء في سوريا فاحتفظ لنفسه بوزارة الأوقاف، فكان عامة العلماء والدعاة حينها في سعادة بالغة لهذا القرار، غير أن البعض حاول الاعتراض في البرلمان غامزا من قناة الخوري كونه مسيحي، فتصدى لهم نائب الكتلة الإسلامية في المجلس آنذاك الشيخ الدمشقي عبد الحميد طباع قائلا:
"إننا نؤمن فارس بك الخوري على أوقافنا أكثر مما نؤمن أنفسنا".
جلسة الاستقلال وموقف لا ينساه الزمنفي الأمم المتحدة التي ساهم الخوري بوضع نظامها وبروتوكولاتها، وكان يمثل سوريا فيها؛ طلبت سوريا اجتماعا للمطالبة برفع الانتداب الفرنسي عن أراضيها.
دخل الخوري بطربوشه الأحمر وبذلته البيضاء قبل بدء موعد الاجتماع متوجها بسرعة إلى مقعد المندوب الفرنسي وجلس على الكرسي المخصص لفرنسا.
لم يستطع السفراء المتوافدون على القاعة إخفاء دهشتهم من جلوس فارس الخوري المعروف لديهم جميعا باتزانه وزعامته في مقعد المندوب الفرنسي بينما مقعد سوريا موجود!
عندما دخل المندوب الفرنسي ووجد الخوري يحتل مقعد فرنسا توجه إليه طالبا منه المغادرة كون المقعد مخصص لفرنسا مشيرا بأصبعه إلى علم فرنسا الموجود أمامه، ومشيرا إلى مقعد سوريا الفارغ.
لم يتحرك فارس الخوري ولم يبد اكتراثا بل أخرج ساعته ووضعها أمامه وبدأ ينظر إليها والمندوب الفرنسي يحاول تمالك أعصابه وهو يطالب الخوري بترك مقعده.
ولكن فارس الخوري مستمر بالنظر في ساعته وهو يقول بصوت مرتفع يسمعه الجميع: 10 دقائق، 11، 12 دقيقة.
فقد المندوب الفرنسي أعصابه فبدأ بالصراخ في وجه فارس الخوري مطالبا بترك مقعد فرنسا وسط ذهول جميع المندوبين ومراقبتهم.
وفارس الخوري مستمر بعدم الاكتراث والتحديق في ساعته، مرددا بصوت عال: 19 دقيقة، 20؛ فهاج المندوب الفرنسي وحاول التهجم على فارس الخوري فحال بينه وبين مراده سفراء الدول ناظرين باستغراب إلى الخوري.
إعلانتماما عند انتهاء الدقيقة الـ25 وضع فارس الخوري ساعته في جيبه ووقف مخاطبا المندوب الفرنسي بصوت يسمعه كل من في القاعة:
"سعادة السفير: جلست على مقعدك 25 دقيقة فكدت تقتلني غضبا وحنقا، وقد احتملت سوريا سفالة جنودكم 25 سنة، وقد آن لها أن تستقل".
وفعلا في هذه الجلسة نالت سوريا استقلالها.
صوت فلسطينسنة 1947م أصبح فارس الخوري رئيسا لمجلس الأمن، وهذه السنة كانت ساخنة جدا فيما يتعلق بإرهاصات احتلال الصهاينة لفلسطين.
وكان الخوري في كل الجلسات رافضا لقرار التقسيم وكل القرارات المنبثقة عنه، وكذلك رافضا لكل اقتراحات الهدنة لأنها تأتي خدمة للصهاينة.
وكانت كلمته المشهورة التي يكررها دوما:
"قضية فلسطين لن تحل في أروقة مجلس الأمن، لكنها ستحل على ثرى فلسطين".
كان الخوري يظن أن القيادة المصرية التي عرفت دوره وتفانيه في الدفاع عن قضايا مصر في المحافل الدولية ستقدره وتحفظ له تلك المواقف.
لهذا سارع إلى مصر متوسطا عند جمال عبد الناصر لعدم تنفيذ حكم الإعدام بـ6 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين عقب حادثة المنشية الشهيرة، وقد كان يخاطب عبد الناصر بكل رجاء ويبين استعداده للتذلل التام لإنقاذ هؤلاء الأبرياء من حبل المشنقة.
كان رد عبد الناصر مخيبا للغاية، وأصيب فارس الخوري بعد إعدام قادة الإخوان المسلمين بحالة من الاكتئاب والإحباط فاعتزل في بيته ولم يعد يشارك في أي عمل سياسي ولم يبد رأيا في قيام الوحدة مع مصر ولا في الانفصال.
هل مات مسلما؟عام 1960م أصيب فارس الخوري بكسر في عنق الفخذ وهو في غرفة نومه فلزم الفراش حتى وفاته في الثاني من يناير/كانون الثاني عام 1962م.
يقول الشيخ علي الطنطاوي في ذكرياته عن مرض فارس الخوري ووفاته:
"لما مرض وطال مرضه رأيناه كلما عاده أحد من المسلمين حدثه عن الإسلام، وكان يكثر أن يطلب من شيخنا الشيخ محمد بهجة البيطار ومن غيره أن يقرأ عليه القرآن، وأوصى -ونفذت وصيته- أن يتلى القرآن في مجلس التعزية به إذا مات.
فكنت أحار في تفسير هذا كله، حتى نشر الأستاذ محمد الفرحاني كتابه عنه وقد كان ملازما له في مرضه لا يفارقه أبدا فإذا هو يؤكد أنه مات على دين الإسلام، فرحمه الله ورحم الفرحاني الذي فرّحنا بهذا النبأ".