4 خطوات لتجنب التفات القلب والوجه في الصلاة
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
في حديث نبوي بليغ جمع جوامع الكلم، قال رسول الله ﷺ: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ" [أخرجه الترمذي].
الالتفاف في الصلاةفي هذا الحديث يتجلى عمق أهمية الخشوع في الصلاة، حيث يوضح النبي ﷺ أثر الالتفات على العلاقة الروحية بين العبد وربه أثناء الصلاة.
1. التفات الوجه والجسد: الحركات الجسدية غير الضرورية التي تشغل المصلي عن صلاته.
2. التفات القلب: الانشغال بأفكار دنيوية أثناء الصلاة.
النهي هنا يهدف إلى تحقيق حالة من التركيز التام والانقطاع عن المؤثرات الخارجية، ليعيش المصلي تجربة روحانية كاملة، حيث يكون كأنما يقف أمام الله مباشرة.
وفق الحديث، الالتفات يقلل من خشوع العبد ويضعف صلته بالله. فالخشوع هو جوهر الصلاة وروحها، وهو الذي يجعل الصلاة تثمر في حياة المسلم تقوى واستقامة.
يقول ابن القيم رحمه الله: "الالتفات اختلاس من الشيطان، يختلس به من صلاة العبد".
الصلاة كصلة مباشرة بالله
تؤكد العبارة "يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ" على عظمة الصلاة كوسيلة تواصل مباشرة بين العبد وربه. فعندما يقف المسلم في صلاته بخشوع، يكون كأنه في حضرة الله، مما يعزز روحانية التجربة ويجعلها تؤثر على سلوكياته وأخلاقه.
كيف نتجنب الالتفات؟1. تحضير القلب قبل الصلاة: بالوضوء والدعاء.
2. تدبر معاني الآيات والأذكار: لاستحضار عظمة الله.
3. اختيار مكان هادئ: بعيد عن الملهيات.
4. تذكير النفس بأهمية الخشوع: كونه من أسباب قبول الصلاة.
الالتفات، سواء كان بالجسد أو القلب، يُضعف خشوع الصلاة، وهو أمر نهانا عنه رسول الله ﷺ لما له من تأثير سلبي على جودة الصلاة وقبولها.
لذلك، يجب على المسلم أن يحرص على التهيئة النفسية والبدنية قبل الصلاة، ليحقق الهدف الأسمى من هذه العبادة العظيمة: إقامة الصلة بالله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاة قال رسول الله ﷺ التفاف الله رسول الله فی الصلاة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: قبول القدر خيره وشره من أهم مظاهر الإيمان بالله
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الركن السادس والأخير: الإيمان بالقدر خيره وشره، وهو من أهم مظاهر الإيمان بالله، حيث يعني الرضا بالله ربا وحاكما، وهو كذلك ثمرة الإيمان بالله وحلاوته.
ويتمثل دستور الإيمان بالقدر في قوله تعالى : ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ ، وما قاله عبادة بن الصامت رضي الله عنه لابنه: «يا بنى إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله ﷺ يقول : « إن أول ما خلق الله القلم، فقال له : اكتب. قال : رب وماذا أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ». يا بنى إني سمعت رسول الله ﷺ يقول : « من مات على غير هذا فليس منى ». وقوله ﷺ لابن عباس رضي الله عنه « واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ».
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه ينبغي على المسلم أن يعتقد اعتقادًا جازمًا بأنه لا فعل إلا الله، وأن كل ما يجري في الكون، وكل ما جرى، وكل ما سيجري، هو فعل الله سبحانه وتعالى، وأن الله كتب هذا الفعل من الأزل.
وتوجد حكمة عالية في قضية القضاء والقدر، وهي حكمة الابتلاء بمسألة الرضا عن الله، فالإنسان لا يعلم ماذا كتب عليه غدًا؛ ولذلك من حقه أن يتمنى، وأن يسعى إلى تحقيق ما هو مباح ومشروع، فعندما لا تتحقق هذه الأماني والأحلام ويختلف ما رتبه المخلوق مع ما أراده الخالق يظهر الإيمان الحقيقي، فإذا كان ما كتبه الخالق أحب إليه مما رتبه لنفسه فذلك المؤمن الصالح، وإن أبى واعترض وسخط فذلك العاصي الجاهل، والذي قد يترتب على عدم رضاه وسخطه الخروج من الملة والعياذ بالله.
فالإيمان بالقضاء والقدر هو التعبير الفعلي للإيمان بالله، فإن كنت تؤمن بوجود الله وصفات كماله وجلاله وجماله، فيجب أن تؤمن بأثر هذه الصفات وهي أفعاله سبحانه وتعالى، فالإيمان بأفعال الله أن تؤمن بأنه لا فعل إلا لله، وأن ترضى بما يصدر في الكون عن الله حتى تكون عبدًا ربانيًا.
ولا تنافي بين اعتقادك أن الفعل لله وحده، وبين كونك مختارًا مريدًا، فإن اختيار الإنسان وإرادته محسوس لا ينكره عاقل، ومن أنكره كذب بالمحسوس، وكذب بنصوص القرآن، التي أثبتت للإنسان قدرة ومشيئة واختيارًا، قال تعالى : ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾، وقال سبحانه : ﴿مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ﴾.
فالصواب في تلك المسألة أن تثبت لنفسك فعلًا واختيارًا، وأن تعتقد أن الله هو الفعال وهو صاحب الأمر، ولا يخرج أمر من دائرة قهره سبحانه، فالقدر سر الله في خلقه، ولذا ترى بعض العارفين كأبي العباس الحريثي يقول : من نظر إلى الخلق بعين الشريعة مقتهم ومن نظر لهم بعين الحقيقة عذرهم. فالعارف مستبصر بسر الله في خلقه.
وبهذا نكون قد علمنا حقيقة الإيمان وأركانه، وهذه الأركان ليست كلها غيب محض بل بعضها غيب محض : كالإيمان بالله، والملائكة واليوم الآخر، وبعضها من عالم الشهادة إلا أنه متعلق بالغيب باعتبار، كالإيمان بالرسل فهم من حيث كونهم بشرا هم من عالم الشهادة، ومن حيث الإيمان باتصالهم بالوحي فهذا جانب الإيمان الغيبي، وكذلك الكتب فمنها غيب لم نره، ومنها رأينا بعضه مختلطا بالتحريف ككتب أهل الكتاب، ومنها ما رأيناه كما أنزله الله وهو القرآن الكريم، إلا أن جانب الغيب فيه هو إيماننا بأن هذا الكتاب هو كلام الله رب العالمين أوحى به لرسوله الأمين صلى الله عليه وآله وسلم.