الشمال مشتعل.. ماذا يحدث في سوريا؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
تعيش سوريا حاليًا مرحلة حساسة في تاريخ نزاعها المستمر منذ أكثر من عقد، حيث تزداد التعقيدات الميدانية والدبلوماسية في ظل تصاعد الأعمال العسكرية في مناطق رئيسية.
وفي هذا السياق، أشار أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور طارق فهمي، إلى أن الأوضاع في سوريا تشهد تغييرات قد تكون لها تداعيات كبيرة على الأمن الإقليمي والدولي، خصوصًا مع تقدم "هيئة تحرير الشام" إلى مطار حلب، وهو ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة قد تؤثر بشكل بالغ على مستقبل البلاد.
وأضاف فهمي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن المناطق الشمالية، بما في ذلك حلب وإدلب وحماة، تشهد صراعًا عسكريًا متزايدًا قد يؤدي إلى تغيير الخريطة العسكرية في سوريا.
وتابع أن هذا التصعيد قد يمتد ليشمل مناطق أخرى مثل اللاذقية وحمص، في وقت يبدو فيه أن "نظام سوريا البيضاء" أو ما يعرف بالنظام في شمال غرب سوريا، لن يكون له تأثير يذكر في المشهد الحالي.
أشار فهمي إلى أنه في ظل الوضع الحالي، يمكن تصور سيناريوهين رئيسيين. الأول هو "سقوط المدن السورية تباعًا"، في ظل غياب دور حاسم من القوى الإقليمية مثل إيران وحزب الله، رغم دعمهم للنظام السوري. الثاني يتمثل في "الإنهاك التدريجي للطرفين"، مما قد يؤدي إلى إضعاف الأطراف الفاعلة في النزاع، ويتطلب التعاون مع القوى الإقليمية مثل تركيا.
وأكد فهمي أن التصعيد العسكري الحالي قد يترتب عليه نتائج سلبية على المدى القريب، مشيرًا إلى صعوبة التنبؤ بقدرة النظام السوري على الصمود في وجه الضغوط. كما أضاف أن التوترات الحالية تضع النظام أمام تحديات معقدة، حيث تزداد التدخلات الإقليمية والدولية، مما يزيد من تعقيد الوضع في سوريا والمنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا حلب إدلب حماة شمال سوريا هيئة تحرير الشام النظام السوري تحرير الشام المزيد المزيد فی سوریا
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث لجسمك عند التوقف عن القهوة؟ مفاجآت غير متوقعة!
شمسان بوست / متابعات:
في ظل التوقعات المتزايدة بأن تشهد أسعار القهوة صعودا صاروخيا بدءا من هذا العام، بشرت صحيفة “واشنطن بوست” عشاق القهوة مؤخرا بأن الحصول على جرعتهم الصباحية من الكافيين “سيصبح أكثر تكلفة”.
وقالت الصحيفة إن بيانات حديثة أظهرت أن سعر رطل البن المطحون بلغ 7 دولارات (الرطل يعادل 453.6 غراما)، بعد أن كانت قيمته 4 دولارات في 2020. وتوقعت أن يكون الارتفاع في أسعار القهوة “دون أي تحسن في الأفق”، وأرجعته إلى مزيج معقد من العوامل التي تشمل: الحروب التجارية المتصاعدة، وتغيرات المناخ الكارثية في أهم بلدين منتجين للقهوة بنوعيها (البرازيل وفيتنام)، وارتفاع استهلاك القهوة في الصين بنسبة 150%.
وفي الوقت الذي صرح فيه أندريا إيلي، رئيس شركة تحميص القهوة الإيطالية “إيلي”، مؤخرا بأن “أسعار القهوة بمحلات التجزئة قد ترتفع بنسبة 25%”، قال محلل سوق المشروبات جيم واتسون، “إن المعضلة التي يواجهها شاربو القهوة هي أنها عادة يومية قوية تسيطر عليهم، لذلك من المرجح أن يتذمروا بشأن السعر ويستمروا في الشراء، بدلا من التوقف عن احتساء القهوة”.
لكن نادية موفتشان، الرئيسة التنفيذية لشركة اتصالات مقرها لندن، فعلتها وتوقفت عن احتساء القهوة، ليس لارتفاع سعرها، ولكن لخوض محاولة ناجحة للسباحة ضد التيار الكاسح للهوس بالكافيين حققت نتائج مثيرة، قدمتها شبكة “فوكس نيوز” كتجربة مفيدة للراغبين في الإقلاع عن شرب القهوة.
تحدي الأيام الثلاثة العصيبة
“إذا لم تتمكن من العمل طوال اليوم بدون الاستعانة بشيء ما، فهذا إدمان”، لذا، تعتقد موفتشان أن القهوة بالنسبة لها- وبالنسبة للعديد من الناس- كانت إدمانا”.
تقول موفتشان، “لقد أحببت القهوة، أحببت مذاقها، أحببت تلك الطاقة التي تمنحك إياها في تلك اللحظة”، حتى تصاعد إدمانها للقهوة بسرعة، ولم تدرك أن هذا الحب على وشك أن يصبح “مشكلة”، حتى اشتركت في دورة للتخلص من السموم لمدة 3 أسابيع في نهاية عام 2020، وصفتها بأنها “مؤلمة للغاية”.
وأضافت، “عندما توقفت عن شرب القهوة لأول مرة، واختفت طقوسها المتمثلة في الاستيقاظ في الصباح وبدء يومي بفنجان منها، عانيت من أسوأ أعراض الانسحاب التي يمكن تخيلها خلال الأيام الثلاثة الأولى، ووقعت تحت وطأة صداع رهيب من لحظة استيقاظي حتى لحظة نومي، ولم أستطع العمل لشعوري بضباب دماغي مجنون، كما لم يكن لدي أي طاقة تسمح حتى بمجرد التفكير في ممارسة الرياضة التي أوصى بها برنامج المساعدة في إزالة السموم”.
بعد 3 أيام فقط من هذا الجحيم، بدأت موفتشان تشكك في كل شيء، لكنها سرعان ما شعرت بتحدي نفسها وواصلت إصرارها على التحرر من الوقوع في أسر القهوة، حتى جاء اليوم الرابع.
انفراجة اليوم الرابع
وهو اليوم الذي شهد تحولا كبيرا في تحدي موفتشان، حيث قالت لشبكة “فوكس نيوز” الأميركية، “استيقظت وأدركت أنني أمتلك طاقة أكبر من أي وقت مضى، فلا ضباب في الدماغ، ولا تعب، ولا صداع، “لقد كان الأمر مذهلا حقا”.
شعرت موفتشان أنها تحافظ على نفس مستوى الطاقة طوال اليوم، “بدلا من لحظات الانهيار التي كانت تعتريها حين كانت تشرب القهوة”، وأضافت: “بمجرد أن تخلصت من الكافيين في الصباح، أدركت أن لدي مستويات طاقة مستقرة، وأنني لست بحاجة إلى الكافيين، بل إن إنتاجيتي في العمل ارتفعت، ولم أشعر بالنعاس بعد الغداء”. كما فوجئت ببعض النتائج غير المتوقعة بعد الإقلاع عن القهوة، بما في ذلك “الحصول على بشرة أكثر صحة وأقل جفافا”.
ولهذا أصبحت نادية موفتشان ترى إن الإقلاع عن شرب القهوة “يستحق المحاولة”، ونصحت قائلة: حتى لو كنت تعتقد أنك لن تتمكن من تحقيق ذلك، حاول فقط أن تخوض التجربة، وانظر كيف تسير الأمور في غضون أسبوع، “وسوف تجد أن فرص شعورك بتحسن كبير مرتفعة للغاية”.
فوائد القهوة في الحدود الصحية
في مقال نشرته الجمعية الطبية الأميركية مؤخرا، تحت عنوان “ما يتمنى الأطباء أن يعرفه المرضى عن تأثير الكافيين”، ناقش خبراء الجمعية تأثير الكافيين على الجسم، وما يمكن أن يحققه من فوائد ما دام في الحدود الصحية، حيث يساعد في ممارسة الرياضة والقدرة على التحمل، وكذلك في الحد من أعراض الاكتئاب، لأنه “يحفز الدوبامين”.
لكن الخبراء أوصوا شاربي القهوة بالانتباه إلى مستويات الاستهلاك، مشيرين إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية، تعتبر أن أقل من 400 مليغرام من الكافيين يوميا (من 20 إلى 100 مليغرام في المرة الواحدة)، يمكن أن يكون آمنا وفي الحدود الصحية، لكن الإفراط في تناول القهوة قد يسبب مشاكل، مثل “الصداع النصفي، والقلق، وأعراض الانسحاب المزعجة”.
وأكد الخبراء أن أفضل طريقة لجني فوائد الكافيين هي “تناوله في جرعات صغيرة ومتكررة”، وقالت مختصة الأعصاب نيكول كلارك، “إذا كنت تشعر بالتوتر، فهذا يعني أن كمية الكافيين التي تتناولها كبيرة للغاية”.
كما حذرت مختصة التغذية الشاملة المعتمدة روبن دي سيكو، من أن “الكافيين يمكن أن يعطل النوم أيضا”، وأوصت بالمواظبة على “ترطيب الجسم وممارسة الرياضة والتعرض لأشعة الشمس”، لتخطي نوبات النعاس وزيادة التركيز والطاقة بشكل طبيعي، “دون اعتماد على الكافيين”.
خطأ التوقف المفاجئ
وفقا لموقع “كليفلاند كلينك”، يأتي الكافيين في مجموعة من الأطعمة، أشهرها القهوة والشاي؛ لكنها جميعا تشترك في أن “الإقلاع عن الكافيين فيها يكون صعبا للغاية”، لتعود الجسم عليه يوميا.
والحل هو “تقليل الكافيين ببطء بدلا من التوقف المفاجيء، والتورط في المعاناة من أعراض الانسحاب التي تُعد أحد الأسباب الأكثر شيوعا للاستمرار في إدمان الكافيين، وتجنب الإقلاع عنه”.
وذلك لما تسببه من “صداع وغثيان وتعب وآلام في العضلات، وارتعاش وانفعال، وصعوبة في التركيز”؛ لدرجة قد تدفعك إلى العودة إلى شرب القهوة أو تناول دواء يحتوي على الكافيين للتخلص من الصداع المؤلم؛ وهكذا تتكرر دورة الاعتماد على الكافيين مرة أخرى.
تقول مختصة التغذية المعتمدة بيث سيروني: إذا كنت تتناول كوبا من القهوة كل صباح، فهذا ليس بالأمر المقلق، ولكن إذا كنت تتناول الإسبريسو يوميا طوال اليوم، فهذه مشكلة كبرى؛ “وكلما زاد استهلاكك للكافيين، زادت احتمالية تعرضك للآثار الجانبية المزعجة”.
ولتجنب هذه الآثار غير المرغوب فيها، بما في ذلك الصداع المؤلم، “انسحب ببطء ولا تتوقع أن تتخلى عن عادة الكافيين بين عشية وضحاها، حيث يمكن أن يؤدي الإقلاع عن الكافيين فجأة إلى زيادة اعتمادك عليه”.