مقترح مصري لوقف إطلاق النار بغزة ورفض لوجود الكاميرات الإسرائيلية على الحدود
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
كشفت مصادر سياسية عن تصور تروج له القاهرة حالياً بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يتضمن تشكيل لجنة من الوسطاء والرعاة الإقليميين، لمراقبة تنفيذ أي تفاهمات يتم التوافق عليها خلال المرحلة الانتقالية التي تقدر مبدئيا بـ 60 يوما.
ويشمل التصور دورا واسعا لدولة الاحتلال الإسرائيلي في مراقبة العمل داخل معبر رفح الحدودي مع مصر عبر كاميرات مراقبة في كافة مراحل العمل، مقابل تمرير المساعدات بكميات كبيرة.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن مباحثات تجرى بين مصر والاحتلال حول إعادة فتح معبر رفح الحدودي، في إطار الجهود المبذولة لزيادة تدفق المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر ووقف إطلاق النار.
وأشار تقرير الصحيفة، نقلاً عن مفاوضين، إلى أن الجهود الحالية تهدف إلى البناء على الزخم الذي صاحب التوصل لوقف إطلاق نار في لبنان، الذي صمد على نطاق واسع لليوم الرابع بعد عام من القتال بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله.
وأوضح المفاوضون أنه في حال توصلت مصر والاحتلال إلى اتفاق في هذا الشأن، فقد يُفتح المعبر في وقت لاحق من كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
خلافات أمنية
وبحسب المصادر فإن هناك خلافات مصرية إسرائيلية واضحة ظهرت خلال مباحثات جرت مؤخراً بين الجانبين حول الترتيبات الأمنية في الشريط الحدودي بين قطاع غزة وسيناء.
ووفقاً للمعلومات، فإن المؤسسة العسكرية المصرية رفضت إجراءات نفذها الاحتلال الإسرائيلي بشكل أحادي في محور صلاح الدين "فيلادلفيا"، من بينها تركيب وسائل مراقبة وكاميرات تتجاوز مدى عملها المنطقة الحدودية إلى مسافات كبيرة داخل سيناء.
ونقل الوفد الأمني المصري هذا الرفض لمسؤولين إسرائيليين، مطالباً بحسم هذه الخلافات قبل الشروع في الحديث عن الترتيبات الدائمة لأي اتفاق لإنهاء الحرب في غزة.
رفض لأبراج المراقبة
بدأ جيش الاحتلال في إقامة أبراج مراقبة بارتفاعات كبيرة في ممر محور صلاح الدين، وتركيب كاميرات ومعدات تكنولوجية متقدمة لمراقبة المنطقة بالكامل.
كشفت المصادر المصرية أن حركة حماس أبدت مرونة كبيرة في أعقاب تحركات مصرية وأخرى من أطراف إقليمية. وتعهدت الحركة بعدم السيطرة أو التواجد المسلح في محيط معبر رفح، وعدم التأثير على حركة العمل به خلال الفترة الانتقالية المقترحة، والتي تتراوح بين 45 و60 يوماً، وفقًا للتصور الجديد الذي تروج له القاهرة.
مرحلة انتقالية وتسهيلات من حماس
ويتضمن المقترح مرحلة انتقالية تقدم خلالها حماس قائمة بأعداد الأسرى الأحياء لديها ولدى باقي الفصائل، يليها الشروع في تبادل جزئي للأسرى وبدء دخول المساعدات إلى قطاع غزة بمعدلات تصل إلى 250 شاحنة يومياً عبر معبر رفح، بإشراف مسؤولين من غزة في السلطة الفلسطينية وبمراقبة الاحتلال الإسرائيلي ودعم مصري.
وفقاً للمصادر، أكدت حركة حماس خلال اتصالات مع المسؤولين المصريين استعدادها لتقديم تسهيلات وإبداء مرونة لإدخال المساعدات وتخفيف الوضع الإنساني الصعب على أهل القطاع.
وتعهدت الحركة بالابتعاد تماماً عن معبر رفح خلال الفترة الانتقالية المقترحة، التي ستتبعها مفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق كامل يقضي بوقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من القطاع وفق جدول زمني يتم الاتفاق عليه.
وبحسب المصادر أبدت حماس مرونة بعدم اشتراطها انسحاباً إسرائيلياً كاملاً خلال المرحلة الانتقالية، سواء من محور صلاح الدين الحدودي أو من القطاع بشكل عام.
لقاءات في القاهرة
ويذكر أن وفداً قيادياً من حركة الجهاد الإسلامي وصل إلى القاهرة، السبت الماضي، لمناقشة التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في قطاع غزة، بدعوة من المسؤولين بجهاز المخابرات العامة المصرية.
وترأس الوفد نائب الأمين العام للحركة محمد الهندي، ولتقي برئيس جهاز المخابرات العامة حسن رشاد والمسؤولين المعنيين بملف الوساطة في الجهاز، قبل اللقاء مع وفد قيادة "حماس".
كما وصل وفد قيادي من حركة حماس إلى القاهرة، برئاسة خليل الحية القائم بأعمال رئيس حماس في غزة، والتقى رشاد والمسؤولين المعنيين بملف الوساطة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتشهد المنطقة حراكاً دبلوماسياً مكثفاً لبلورة اتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بجهود متعددة الأطراف للوصول إلى صيغة مقبولة من كافة الجهات المعنية.
وفقاً لمصادر تعتمد الصيغة على استنساخ التجربة الأخيرة في لبنان، حيث يتم تحديد فترة زمنية لتهدئة مؤقتة تتيح استكمال النقاش حول القضايا العالقة، بما يشمل ملف تبادل الأسرى واليوم التالي للحرب.
تعنت وعدوان الاحتلال
وتعثرت المفاوضات بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، بسبب إصرار نتنياهو على استمرار احتلال ممر نتساريم وسط قطاع غزة ومحور فيلادلفيا ومعبر رفح في الجنوب، بينما تتمسك حماس بإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.
تحتجز تل أبيب ما لا يقل عن 9 الاف و500 فلسطيني وتُقدر بوجود 101 أسير إسرائيلي في غزة. أعلنت حماس مقتل عشرات الأسرى بغارات إسرائيلية عشوائية.
تواصل تل أبيب عملياتها في غزة متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بحق نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.
كما يتحدى الاحتلال قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب الفوري وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
وقد حول الاحتلال غزة إلى أكبر سجن في العالم، حيث تحاصرها للعام الثامن عشر، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكان غزة، الذين يبلغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية، مع حرمانهم من الغذاء والماء والدواء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة الاحتلال رفح مصر صلاح الدين مصر غزة الاحتلال صلاح الدين رفح المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی إطلاق النار إلى اتفاق قطاع غزة معبر رفح فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبراء: رغبة ترامب في توسيع اتفاقات أبراهام قد تفضي لوقف إطلاق نار بغزة
رغم سياسة كسب الوقت التي يمارسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ بداية الحرب فإن عملية انتقال السلطة في الولايات المتحدة قد تفضي لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، برأي خبراء.
فقد حاولت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- من خلال الفيديو الذي نشرته للأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، إيصال رسالة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأن الحل في غزة لن يكون إلا من خلال بوابة الأسرى، كما يقول المحلل السياسي سعيد زياد.
وخلال مشاركته في الوقفة التحليلية "مسار الأحداث"، قال زياد إن المقاومة حاولت أيضا من خلال رسالة هذا الأسير تأكيد قدرتها على الاحتفاظ بالأسرى وسط الحرب وأنهم لن يخرجوا من القطاع أحياء إلا بصفقة.
وتمثل رسالة الأسير الجديدة -برأي الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين- "تحريكا لملف تبادل الأسرى الذي ظل راكدا طيلة الشهرين الماضيين بسبب الحرب في لبنان لأنها سوف تحرك الشارع الإسرائيلي ضد نتنياهو، لأن ذوي الأسرى أصبحوا يعتقدون أن الاتفاق الذي حدث في لبنان يمكن تكراره في غزة".
معوقات لاتفاق
لكن جبارين يقول إن ثمة معوقات أمام تكرار سيناريو لبنان في غزة أولها أن مفاهيم الأمن القومي الإسرائيلي تختلف في الشمال عنها في الجنوب، وثانيها أن التوصل لصفقة في غزة كامتداد لصفقة لبنان ينسف فكرة فصل الساحات التي تحدث عنها نتنياهو واعتبرها واحدة من منجزات حربه ضد حزب الله.
إلى جانب ذلك، فإن نتنياهو وإن كان لم يحقق النصر المطلق في غزة، فإنه يحاول الحصول على التصرف المطلق في القطاع بعد الحرب ومن ثم فإن حديثه عن السعي لصفقة تبادل قد لا يتجاوز كونه مسكّنا للشارع الإسرائيلي، من وجهة نظر جبارين.
في المقابل، يقول المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس وورك، إن هناك إمكانية لإجراء نقاش كان مستحيلا قبل أسبوعين، مشيرا إلى أن متغيرات حدثت بعد وقف إطلاق النار في لبنان.
وأشار وورك إلى أن الولايات المتحدة ترى أن حماس قبلت ببعض بالأمور التي كانت ترفضها في السابق ومنها بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا مما يعني أن بعض العقبات الكبيرة قد تفككت في اللحظة الراهنة.
والأهم من ذلك، برأي وورك، "أن نتنياهو لم يحصل على الورقة البيضاء التي كان يعتقد أنه سيحصل عليها من ترامب مما جعله مستعدا بالفعل للقبول بصفقة في غزة".
وقال المتحدث إن الخلاف الجدي حاليا هو بشأن ما سيكون عليه شكل الحكومة في اليوم التالي للحرب، لأن كلا الطرفين له نظرة مختلفة لهذا الأمر، مشيرا إلى أن نتنياهو يريد حكما فلسطينيا بعيدا عن حماس والسلطة الفلسطينية، بينما حماس لا تريد الخروج من المشهد.
حماس تبحث عن الحل
لكن زياد رد على هذا الكلام بقوله إن تقديرات الولايات بشأن قبول حماس ببقاء قوات الاحتلال في فيلادلفيا "خاطئة وفاشلة وتعكس عدم فهم الولايات المتحدة للمقاومة الفلسطينية، التي لا يمكنها القبول ببقاء الاحتلال في هذا المحور".
وفيما يتعلق بموقف حماس من الحكم بعد الحرب، قال زياد إن حماس ليست معنية بالحكم وإنما بأن يكون هذا الحكم فلسطينيا، مشيرا إلى أنها "تجري مفاوضات في القاهرة الآن لكي تقطع الحديث أمام من يحاولون رسم اليوم التالي للحرب بأن تجعله وطنيا خالصا حتى لو لم تكن هي مشاركة فيه".
وختم زياد بالقول إن حماس "تحاول حل المسألة الفلسطينية وتوحيد المشهد داخل غزة، وهي أيضا تنطر لتبدل الحكومات الأميركية والإسرائيلية لأنه غالبا ما يفضي لصفقات كما حدث في مرات سابقة".
وعلى عكس الرأيين السابقين، يعتقد جبارين أن إسرائيل تحاول فرض واقع جديد تماما في غزة سياسيا وجغرافيا وديمغرافيا من خلال بقائها في محوري نتساريم وفيلادلفيا وشمال القطاع، مشيرا إلى أن نتنياهو "قد ينسحب مقابل إيجاد لجنة دولية لإدارة القطاع وفق معاييره هو التي تصب في فتح الشرق الأوسط أمامه".
غير أن وورك يرى أن ترامب يضغط حاليا باتجاه التوصل لصفقة تجعله قادرا على مواصلة العمل على توسيع "اتفاقات أبراهام" بمجرد دخوله للبيت الأبيض.
وختم بالقول إن المسؤولين في إدارة جو بايدن يتواصلون مع مجموعة ترامب ومع قادة إسرائيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس فيما يمكن وصفه بـ"رقصة الكراسي"، معربا عن اعتقاده بأن التوصل لحل في غزة ممكن في الوقت الراهن.