عرض فيلم واهب الحرية في افتتاح مهرجان أيام قرطاج
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
كشفت إدارة مهرجان قرطاج السينمائي الدولي عن فيلم عرض فيلم " واهب الحرية " والذي تم انتاجه عام 1987، في نسخة مرممة بعد 37 سنة من إنجازه، في عرض أول في تونس.
وكان قد نعى أيام قرطاج السينمائية المخرج والباحث العراقي قيس الزبيدي الذي وافته المنية يوم 01 ديسمبر 2024.
ويعتبر قيس الزبيدي واحد من أبرز رواد السينما الوثائقية العربية، كرس جانبا كبيرا من مسيرته للقضية الفلسطينية وكانت أعماله انعكاسا للراهن السياسي والاجتماعي العربي.
وفي إطار قسم "الأفلام المرممة" المبرمج في أيام قرطاج السينمائية تثمن الدورة 35 مسيرة عدد من صناع الأفلام العرب والأفارقة من بينهم قيس الزبيدي المخرج والباحث ومركب الأفلام وذلك بعرض فيلمه "واهب الحرية" 1987 في نسخة مرممة بعد 37 سنة من إنجازه، في عرض أول في تونس.
"واهب الحرية" لقيس الزبيدي، فيلم افتتاح أيام قرطاج السينمائية السبت 14 ديسمبر 2024، يوثق هذا الفيلم لنضالات الشعبين الفلسطيني واللبناني ضد الكيان الصهيوني.
يتضمن المهرجان هذا العام قسماً خاصاً بالسينما الفلسطينية يعرض أوّل تجارب الممثلة درة زروق الإخراجية، وهو فيلم وثائقي من إنتاجها بعنوان "وين صرنا؟"، الذي يتتبع رحلة لاجئين من غزة إلى الأراضي المصرية في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر
وستشهد الفعاليات العرض العالمي الأول لفيلم "النافورة" لرائدة الإخراج السينمائي في تونس، المخرجة سلمى بكار.
أفلام تونسيةوحضرت الأفلام التونسية في المسابقات الرسمية والوطنية كافة التي تنظمها الهيئة المشرفة على أيام قرطاج السينمائية في دورتها المقبلة.
وتشارك أربعة أفلام تونسية في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وهي "ماء العين" لمريم الجعبري و"الذراري الحمر" للطفي عاشور و"عايشة" لمهدي البرصاوي و"برج الرومي" للمنصف ذويب. كذلك تشارك ثلاثة أفلام محلية في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، هي "عالحافة" لسحر العشي و"في ظلمات ثلاث" لحسام سلولي و"ليني أفريكو" لمروان لبيب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قرطاج أيام قرطاج السينمائية واهب الحرية المزيد المزيد أیام قرطاج السینمائیة
إقرأ أيضاً:
على وقع محاكمات التيك توك في تونس.. الحرية الأخلاقية والمسؤولية (2-2)
4- الحرية الأخلاقيةأولا: الحرية والمسؤولية
ثمة خلط في المفاهيم لدى كثير من المتكلمين في الحرية، بما هي فكرة أو بما هي مطلب، إذ يرونها بلا ضوابط ولا موانع، فأن تكون حرا، بنظرهم، هو أن تفعل ما يوافق أهواءك ورغباتك حتى وإن كان في ذلك إيذاء للآخرين، ويرون أن أي تدخل خارجي لمنع بعض الممارسات إنما هو تدخل في الحرية الشخصية أو هو فعلٌ مسيء للحرية بل هو اعتداء على الحرية مطلقا.
هؤلاء لا يعترفون بحدود أخلاقية أو قانونية للحرية، لأنهم لا يعترفون بمشترك أخلاقي مدني، وإنما ينطلقون فقط من ذواتهم بما هي جملة الأهواء والرغبات والهواجس، أو ما يعتبرونه اختيارا وأفكارا دون تحديد لمعنى الاختيار ولمعنى التفكير.
الحرية لا تكون إلا إنسانية ولا تكون إلا مسؤولة، ولا يمكن أن تكون مصدر سعادة لمجموعة من الأفراد وفي ذات الوقت مصدر شقاء غيرهم من الناس ممن يشاركونهم الانتماء لهوية ثقافية أو لهوية إنسانية
إن الأفعال الحرة إنما هي أفعال تنبع من وعي صاحبها بأهدافه وبوسائل تحقيق أهدافه، وما من إنسان واع إلا وهو إنساني في تفكيره وفي أهدافه، فلا يفعل ما يحقق رغباته على حساب حرية الآخرين. فما من فعل مُؤذٍ للغير إلا وهو فعل مناف للحرية، وإن الإنسان الحر هو إنسانٌ مسؤول يزن أفعاله بميزان العقل وبميزان الأخلاق؛ لا خوفا من القانون ولا من عقاب محتمل تسلطه عليه السلطة أو المجتمع، وإنما خوفا من أن يكون مصدر أذى لغيره من شركائه في المواطنة وفي الإنسانية.
إن الحرية لا تكون إلا إنسانية ولا تكون إلا مسؤولة، ولا يمكن أن تكون مصدر سعادة لمجموعة من الأفراد وفي ذات الوقت مصدر شقاء غيرهم من الناس ممن يشاركونهم الانتماء لهوية ثقافية أو لهوية إنسانية.
ثانيا: الحرية والتجمّل الأخلاقي
إن التحرر ليس عملية كسر لقيود مادية تشد أيدينا وأرجلنا ولا هو تحرر من القوانين ومن القيم، إن التحرر الحقيقي يبدأ بتحررنا من القيود الكامنة فينا، إنها قيود الغرائز والأهواء، وقيود الأنانية والجشع والطمع والجُبن، وقيود الكراهية والأحقاد، تلك القيود التي تمنع الإنسان الكامن فينا من أن يتحرر ليُعبّر عن عبقريته ومهاراته وجمال حضوره ولطافة عواطفه وشموخ كبريائه ومهابة شجاعته. إننا بقدر ما نكون متحكمين في أهوائنا وغرائزنا بقدر ما تتسع مساحة حريتنا، فنكون أقرب لجوهر الإنسان الحر ونكون أكثر تحليّا بجمال الحق والعدل والاستقامة.
البشرية المعاصرة تعرضت لعملية تشويه رهيبة في جوهرها الإنساني حتى صارت على درجة عالية من الغرائزية وما تؤدي إليه من عنف وأنانية ومن كراهية وتجبر وظلم وفساد، خاصة بعد هيمنة القوة الرأسمالية ومحاولات تحويلها العالم كله إلى سوق استهلاكية يخضع فيها الناس إلى "نمط" واحد في العيش وفي التفكير وفي التصرف
إن الذين يريدون تمييع مفهوم الحرية إنما هم أناس يفتقدون أي شعور بالمسؤولية وهم أناس مستسلمون لأهوائهم وشهواتهم، وإنما يحاولون التلبيس على عموم الناس فيوهمونهم بأن عدم المسؤولية تلك إنما هي حرية وبأن أنانيتهم إنما هي حرية شخصية، وأن تمردهم على القيم والقانون والأعراف إنما هو من معاني ثورة الحرية على القيود والتقاليد.
هذه المعاني لا يمكن فرضها بالقوانين ولا يمكن لأي سلطة أن تفرض الأخلاق في مجتمع يفتقد إلى وعي بالذات وبمعاني الهوية الإنسانية، مجتمع سيطرت عليه ثقافة الاستهلاك وسلبته وسائلُ الدعاية وقوةُ الإشهار سيطرتَه على شهواته حتى صار كائنا غرائزيا تتحكم به سوق البضائع؛ بما تمتلكه من قدرة رهيبة على الإغراء وعلى استثارة الغرائز والشهوات، معتمدة على متخصصين في علم النفس يساعدونها في عملية الدعاية والإشهار.
إن البشرية المعاصرة تعرضت لعملية تشويه رهيبة في جوهرها الإنساني حتى صارت على درجة عالية من الغرائزية وما تؤدي إليه من عنف وأنانية ومن كراهية وتجبر وظلم وفساد، خاصة بعد هيمنة القوة الرأسمالية ومحاولات تحويلها العالم كله إلى سوق استهلاكية يخضع فيها الناس إلى "نمط" واحد في العيش وفي التفكير وفي التصرف، "نمط" يفقد فيه الكائن البشري تميّزه الإنساني وتجَمُّلَه الأخلاقي وسموه القِيَمي.
هذه البشرية المعاصرة بحاجة أكيدة إلى ثورة كُبرى في الأفكار والقيم، ثورة يخوضها فلاسفة ومصلحون ودعاة وطلائع الأدب والإعلام والفنون.
x.com/bahriarfaoui1