“رحلة 404” في هوليوود.. منى زكي: الحلم تحقق
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
متابعة بتجــرد: بعد عرض فيلم “رحلة 404” للنجمة منى زكي ضمن عروض “موسم الجوائز” الذي استضافته جمعية “هوليوود للفيلم العربي” في أميركا، أُقيمت ندوة تكريمية لصنّاع الفيلم احتفاءً بنجاحه، وجّهت خلالها زكي كلمة الى المرأة أكدت فيها أن لدى النساء الكثير من القصص الجيدة، لأن حياتهن حافلة بالحكايات المثيرة.
وقالت منى خلال الندوة: “أعتز وأفتخر بعرض فيلم “رحلة 404″ في هوليوود التي طالما ارتبطت بها ذكرياتي في الطفولة حين كنت أشاهد كبار النجوم بها خلال زيارتي لها، وبعد سنوات الحلم تحقق وصرت واحدة من النجوم الذين يُحتفى بهم على ممشى المشاهير في هوليوود”.
وأضافت: “كنت حريصة على توجيه كلمة الى النساء ليس فقط لأنني واحدة منهن، بل لأن أزمات المرأة دائماً تنسج حكايات خارج المألوف الذي قد لا يصدّقه العقل في أحيان كثيرة بسبب الصراعات والمواجهات التي تتعرّض لها، والأمر لا يتعلّق بمجتمعاتنا العربية فقط، فالنساء بشكل عام لديهن دائماً تحديات على أكثر من مستوى، وتبقى تجارب كل منهن دليلًا يكشف عن رحلات عدة تخوضها في الحياة مثل “غادة” بطلة فيلم (رحلة 404)”.
من جانبه، علّق المخرج هاني خليفة على هذا الحدث، قائلاً: “هذه هي المرة الأولى التي كان لي حظ وفير في التواجد بمدينة صناعة السينما العالمية “هوليوود” بفيلم لي أعتبره تجربة فارقة في رحلتي، والحقيقة أن التفاعل الذي لمسته من الحضور بعد عرض الفيلم فاق توقعاتي، خصوصاً أن فكرة الفيلم تحمل خصوصية ربما تثير شغفنا في مجتمعنا العربية لكن قد لا تحظى بنفس القبول في الخارج، وهو ما يؤكد أننا نجحنا في صناعة فيلم يخاطب العقل ويطرح التساؤلات مع النفس”.
وعلّقت المنتجة شاهيناز العقاد، قائلةً: “إنتاج فيلم مضمونه الأساسي وبطلته امرأة أمر يحمل صعوبات كثيرة في مجتمعاتنا العربية، لكنني أعتقد أن النجاحات التي حققها فيلم (رحلة 404) على مستوى العرض الجماهيري والوصول لتمثيل مصر رسمياً في مسابقة الأوسكار العالمية وأخيراً الاحتفاء به في هوليوود، سيجعل هناك فرصاً أكبر لتقديم سينما تجعل المرأة في صدارة الصناعة وليست مجرد بطلة مساعدِة بها، هذا بخلاف أن مجتمعاتنا العربية تمتلئ بقضايا المرأة التي تحمل وراءها الكثير من الملفات الشائكة التي حان الوقت لطرحها في مشروعاتنا السينمائية”.
فيلم “رحلة 404” هو بطولة: منى زكي، محمد فراج، محمد ممدوح، شيرين رضا، خالد الصاوي، محمد علاء، حسن العدل، سما إبراهيم، شادي ألفونس، رنا رئيس، جيهان الشماشرجي، عارفة عبدالرسول ونورا شعيشع…، ومن تأليف محمد رجاء وإخراج هاني خليفة، وتدور أحداث الفيلم حول شخصية “غادة” التي تواجه حالة طارئة وتحتاج الى مبلغ كبير من المال، قبل أيام من السفر الى مكة لأداء فريضة الحج، وفي تلك الرحلة تخوض “غادة” سلسلة من الأحداث تكشف عن ماضيها الملوث.
View this post on InstagramA post shared by Mona Zaki (@monazakiofficial)
View this post on InstagramA post shared by Hollywood Arab Film Festival (@hollywoodarabfilmfestival)
main 2024-12-02Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: فی هولیوود رحلة 404
إقرأ أيضاً:
أثر ترجمة «رحلة ابن بطوطة» إلى الصينية في تعزيز العلاقات العربية الصينية
د. كلثوم لغدايش **
يُعَدّ ابن بطوطة، المعروف باسمه الكامل محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يوسف اللواتي، والمتحدّر من قبيلة لواته البربرية، أحد أعظم الرحّالة العرب بل ومن أبرز الرحّالة في العالم. فقد كان مغربيًّا أمازيغيًّا مُسلمًا، ومؤرّخًا وقاضيًا وفقيهًا، واشتهر بكونه السبّاق إلى التّعريف ببلاد الصّين والهند في زمنٍ لم يكن يُعرف عنهما إلّا القليل. بل إنَّ تجربته في بلاد الصين ساعدت في تشكيل صورة إيجابية عنها في ذهن القارئ العربي وغير العربي. ويشهد كتابه الشهير المعروف بـ"رحلة ابن بطوطة" على الرّوابط التّاريخية العريقة بين العرب والصّين في القرن الرابع عشر، مبرزًا عمق العلاقة التي كانت تربط هاتين الحضارتين آنذاك.
وقد عاش ابن بطوطة في القرون الوسطى وقام برحلات طويلة وسجل تجاربه في كتابه المسمى "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، الذي يُطلق عليه باختصار "رحلة ابن بطوطة"، والذي لقي إقبالًا كبيرًا لدى الشرقيين والغربيين، بفضل غِنى المعلومات التي يُقدمها عن الحضارات والشعوب وطقوسها وعاداتها في تلك الحقبة الزمنية.
وقد طاف ابن بطوطة في بلاد المغرب العربي ومصر والحبشة والشام والحجاز وتهامة والعراق وبلاد فارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وما وراء النهر والهند والصين والجاوة وبلاد التتار وأواسط أفريقيا والأندلس، في رحلة دامت تسعًا وعشرين سنة ونصف السنة.
وتكمن أهمية ترجمة كتاب "رحلة ابن بطوطة" إلى الصينية في كونها مرجعًا تاريخيًا يُستشهد به في توثيق العلاقات العربية الصينية، مما يجعله دليلًا على التبادل الحضاري بين الثقافتين العربية والصينية عبر العصور، ومفتاحًا في الدبلوماسية الثقافية اليوم.
وعمومًا، تكتسب الترجمة بين اللغتين الصينية والعربية قيمة خاصة، نظرًا لدورها الكبير في ربط العلاقات وتقريب المسافات بين الصين والعالم العربي. ومنذ فجر التاريخ، احتلت العلاقات العربية-الصينية مكانة بارزة، وتعاظم دورها في القرن الحادي والعشرين، الأمر الذي يُبرز الحاجة الملحّة إلى تعزيز الحوار والتواصل البنّاء بين الجانبين.
ونجد تَأكيد الرئيس الصيني شي جين بينغ في مقترح الأعمال الثمانية المشتركة على أهمية التبادل الثقافي الصيني العربي، وعلى ضرورة العمل المشترك لتعزيز الحوار بين الحضارات، الذي أعلن عنه في القمة الصينية العربية الأولى التي عقدت في الرياض، ثم أعاد التأكيد على ذلك مُجددًا في مبادرة الحضارة العالمية.
وبالتالي، فإنَّ ترجمة الأعمال الأدبية والفكرية والعلمية بين اللغتين الصينية والعربية هي بمثابة بوابة لفهم ثقافة وتاريخ الآخر، وهي وسيلة لبناء جسور التواصل والتفاهم بين الشعوب.
كما تُسهم الترجمة في زيادة التفاهم بين الأفراد والمجتمعات، وخلق بيئة مناسبة للتعاون في مختلف المجالات. من هنا، فإنَّ الترجمة ليست مجرد عملية نقل للكلمات من لغة إلى أخرى، بل هي عملية ثقافية بامتياز.
وبحسب إحصائيات المحقق عبد الهادي التازي، فقد تُرجم كتاب "رحلة ابن بطوطة" لأكثر من خمسين لغة منها، ما تُرجم مباشرة عن اللغة العربية، ومنها ما تُرجم عبر لغات وسيطة. ومن بين هذه اللغات الخمسين نجد اللغة الصينية، التي شهدت ثلاث ترجمات صينية مختلفة للكتاب. وهذا يشير إلى القيمة الكبيرة التي يعرفها الكتاب في أوساط المجتمع الأكاديمي الصيني، وخصوصًا في مجال التاريخ، والجغرافيا، الإثنولوجيا والديانات.
وأول الترجمات الصينية الثلاث نجد الترجمة الجزئية الصادرة سنة 1912 للمترجم والباحث الصيني البروفيسور تشانغ شينغلانغ، المتخصص في علم التاريخ، والذي قام بترجمة جزئية للكتاب إلى الصينية، ولا سيما الجزء المتعلق بالصين والهند. من ثم نجد ترجمة الأستاذ ما جين بنغ الصادرة سنة 1985، والأخرى هي ترجمة للأستاذة لي قوانغ بين الصادرة سنة 2004، صدرت ترجمتها عن أكاديمية المملكة المغربية عام 1997، وبتحقيق عبد الهادي التازي.
وقد أُهدي الملك الراحل الحسن الثاني نسخة من الترجمة الصينية لكتاب "رحلة ابن بطوطة" في الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الصيني إلى المغرب سنة 1987، والذي وضع في متحف الهدايا في القصر الملكي، نظرًا للقيمة الكبيرة للكتاب.
ولترجمة كتاب "رحلة ابن بطوطة" إلى اللغة الصينية أهمية بالغة وقيمة كبيرة، لأنها عززت العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين العربي والصيني، وذلك من خلال فتح قنوات الحوار بين الطرفين. فقد ذكر لنا ابن بطوطة أحوال الصين في القرن الرابع عشر، وتحدث عن ازدهار الصناعات في الصين، مثل صناعة الفخار التي لا مثيل لها، وتَصَدُّرُ الصينِ المرتبة الأولى في صناعة السُّفن، وذكر الأمن والأمان الذي لم يرَ مثله في أي مكان، وكذا حُسْن الضيافة وحُسْن التعامل مع الغرباء مثله، وتحدث عن ازدهار التجارة في الصين، وغير ذلك من الشواهد في الكتاب التي أُعجب بها الصينيون، وأصبحت لهم دليلًا يشهد على تاريخ العلاقات العربية الصينية القديمة، ويؤكد على قوتها وخلوها من أية شوائب. وهذا الفهم للتاريخ المشترك بين الصين والعرب، يُشَجّع الحوار، والحديث عن الاختلافات والأهداف المشتركة وتعزيز العلاقة بين الطرفين في الحاضر. كما أن صدور الترجمة الصينية للكتاب فتح لمعاهد الدراسات الشرقية في الصين بابا للدراسات الاستشراقية لكون الرحلة ذكرت الكثير من التفاصيل عن العالم الإسلامي، والذي لم يكن معروفًا عنه الكثير في الصين، وبالتالي ملأت هذه الترجمة الفراغ الذي كان يعرفه هذا النطاق، وفتح صفحة جديدة في الصداقة العربية الصينية وأوجد جسرًا في الدبلوماسية الثقافية، بفضل التبادل والتواصل الثقافيين وبالتالي ساهم في تعزيز الحوار الحضاري والعلاقات بين الدول العربية والصين
** باحثة ومترجمة مغربية مختصة بالدراسات الصينية
يُنشر بالتعاون مع مركز الدراسات الآسيوية والصينية