هل الجلوس قريبا جدا من الشاشة يمكن أن يضر بصرك؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
تحذر الأمهات مرارا وتكرارا من خطر التحديق المستمر في الشاشات، وهن على حق إلى حد ما. فمشاهدة الشاشة عن قرب لفترات طويلة يمكن أن تؤثر على البصر.
منذ ظهور أجهزة التلفزيون ذات الشاشات الكبيرة المسطحة، أصبحت أجهزة التلفزيون الصغيرة التقليدية قديمة، ولم تعد المخاطر المتعلقة بشاشات التلفزيون كما كانت في السابق.
فشاشات التلفزيون الكبيرة تجعل من الصعب رؤية كل شيء على الشاشة بالكامل عند الجلوس قريبا جدا، لذلك يميل المشاهدون إلى الجلوس بعيدا مما يقلل من الأضرار المحتملة.
ولكن الأجهزة اللوحية، الهواتف الذكية، وأجهزة الحاسوب تكون غالبا أقرب من طول الذراع، وهو ما يعتبر قريبا جدا من العيون، وفقا للخبراء.
تقول مارسيلا إسترادا، الأستاذة المساعدة في طب العيون بجامعة كاليفورنيا في ديفيس بالولايات المتحدة في حوار نشر 26 نوفمبر/تشرين الثاني في صحيفة واشنطن بوست: "كانت والدتك محقة، لكن الشاشة قد تغيرت، واليوم كل طفل لديه شاشة".
يشكل الأطفال، وخاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 15 عاما، الفئة الأكثر عرضة لمشاكل العين مثل قصر النظر، ولكن البالغين من الشباب وكبار السن قد يواجهون أيضا مشكلات في العين.
يقول مسيح أحمد، أستاذ مساعد في طب العيون بكلية الطب بجامعة بايلور في الولايات المتحدة: "الجميع في المدرسة وفي المنزل الآن يستخدمون هواتفهم وأجهزتهم اللوحية، وقضاء المزيد من الوقت في القيام بهذا النوع من العمل القريب يزيد من معدل الإصابة بقصر النظر. هذا يحدث بشكل رئيسي عند الأطفال لأن العين تتطور بشكل كبير خلال هذه الفترة".
لا لتحديق الأطفال في الشاشات قبل سن سنتين (شترستوك) قصر النظرقصر النظر يعني أنك تستطيع رؤية الأشياء القريبة بوضوح، ولكن تواجه صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة. في بعض الحالات، قد يؤدي هذا إلى مشاكل خطيرة في العين لاحقا، وفقا للخبراء.
إعلانعند مشاهدة الشاشة عن قرب، تنحرف العيون للداخل، مما يؤدي إلى انقباض عضلة خلف قزحية العين – العضلة الهدبية – مما يغير شكل العدسة. ينتج عن ذلك قصر النظر.
تقول إسترادا "تصبح عدسة العين أكثر سمكا. عندما تركز باستمرار على مسافة قريبة جدا، تقضي عدسة العين وقتا أطول في التكيف ويتغير شكلها لتركيز الصورة على الشبكية. إذا فعلت ذلك بشكل مفرط، فستحفز نمو العين بشكل أسرع"، مما يعزز قصر النظر.
يقول طبيب عيون الأطفال دانيل سير "تتوقف العيون عن النمو بين عمر 18 و25 عاما، لذلك من المهم جدا الانتباه إلى هذه المسألة عند الأطفال الأصغر سنا".
ويضيف "كلما تم اكتشاف قصر النظر في وقت مبكر عند الأطفال، زادت احتمالية أن يصبح قصر النظر شديدا، وهو شكل متطرف من قصر النظر يجعل الشخص يرى الأشياء فقط عندما تكون قريبة جدا من وجهه -على بعد قدم واحدة- مما يعرضه لخطر أكبر للإصابة بمشكلات تنكسية في العين مثل فقدان البصر، انفصال الشبكية، وإعتام عدسة العين، والجلوكوما".
هناك أيضا حالات وراثية مثل متلازمة ستكلر ومتلازمة مارفان التي تسبب قصر النظر الشديد. كما أن معاناة أحد الوالدين من قصر النظر تزيد من خطر الإصابة، خاصة إذا كان الوالد يعاني من قصر نظر شديد. وإذا كان كلا الوالدين يعانيان من قصر النظر، فإن الخطر يصبح أكبر، ودرجة قصر النظر تميل إلى أن تكون أسوأ.
لا يمكن علاج قصر النظر، ولا يمكن للأطفال "التخلص" منه، ولكنه يمكن تصحيحه باستخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، وبالنسبة للبالغين، الجراحة بالليزر، وفقا للمعهد الوطني للعيون.
يمكن للشباب الذين هم في أوائل العشرينيات أيضا أن يعانوا من تقدم متأخر في قصر النظر بسبب العمل القريب المفرط، وفقا لإسترادا. وبعد بلوغهم الأربعينيات، قد يصاب البالغون بطول النظر الشيخوخي، حيث تصبح العدسة أقل قدرة على الانحناء للتركيز على الأشياء. تلك الفئة العمرية قد تعاني من إجهاد العين أو التعب بشكل كبير، والبعض قد يصاب بازدواج الرؤية بسبب عدم القدرة على الحفاظ على التركيز القريب.
الشاشات تسبب الإرهاق والانزعاج لك ولبصرك (بيكسلز) نصائح للوقايةهناك خطوات يمكن للآباء اتخاذها لتقليل خطر إصابة أطفالهم بقصر النظر أو تفاقمه، وفقا للخبراء:
إعلان تقليل وقت الشاشة: تحديد وقت استخدام الشاشة لأغراض غير دراسية إلى ساعة واحدة أو أقل يوميا. يقول سير: "قد يكون هذا صعبا على المراهقين، ولكن الوقت المهم هو السنوات الأصغر عندما لا يزال لديك بعض السيطرة على استخدامهم لهذه الأجهزة". مسافة الشاشة: اطلب من الأطفال إبقاء الشاشة على الأقل على مسافة طول الذراع. حماية الأجهزة: وضع الجهاز اللوحي في غطاء ثقيل من الصعب على الطفل حمله لفترات طويلة، أو وضعه على حامل على مكتب. الخروج في الهواء الطلق: قضاء ساعتين يوميا في الخارج هو وسيلة وقائية جيدة ضد قصر النظر، كما تقول إسترادا. تشير الأدلة المتزايدة إلى أن زيادة وقت الطفل في الخارج يساعد على منع ظهور قصر النظر، على الرغم من أن بعض الأبحاث تشير إلى أنه من غير المحتمل أن يبطئ تقدمه في العيون التي تعاني بالفعل من قصر النظر. الفحوصات الدورية: إجراء فحص عين احترافي واحد على الأقل لكل طفل، بما في ذلك الأطفال الرضع، قبل دخولهم الروضة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات من قصر النظر
إقرأ أيضاً:
كم تتضرر صحتك من الجلوس فترات طويلة؟
يعاني كثير منا من شعوره بالذنب تجاه نفسه بسبب الجلوس على كرسي المكتب طوال اليوم، ثم الجلوس على الأريكة في المساء، فما تأثير ذلك على صحتنا على المدى البعيد؟
الطقس البارد والمظلم يقلل بشكل كبير من الرغبة في ممارسة الرياضة في هذا الوقت من العام، ولكن تحريك جسمك قليلا وبشكل متكرر يمكن أن يصنع العجائب لصحتك.
ما المخاطر الصحية للجلوس طويلا؟ وكم مرة يجب أن نحرك أجسامنا؟تقول لورا مولد، اختصاصية العلاج الطبيعي بمستشفى نوفيلد هيلث ليدز في المملكة المتحدة، في حوار مع صحيفة الإندبندنت البريطانية، "تشمل العلامات التي تدل على الجلوس فترات طويلة آلام المفاصل وتيبسها، خاصة في الظهر والعنق، وآلام العضلات وتشنجها، خاصة في الكتفين، وخلف الركبتين، والعضلات في مقدمة الوركين، وانخفاض مستويات الطاقة، والإرهاق، وصعوبة التركيز يمكن أن تكون أيضا مرتبطة بقلة النشاط".
الجلوس فترات طويلة قد يؤدي أيضا إلى تفاقم أعراض الحالات الصحية الموجودة مسبقا مثل التهاب المفاصل، أو مشاكل التنفس، أو مشاكل الدورة الدموية.
الجلوس طويلا قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الحالات الصحية الموجودة مسبقا مثل التهاب المفاصل (بيكسابي) كيف يؤثر الجلوس فترات طويلة على عظامنا وعضلاتنا؟تقول اختصاصية العلاج الطبيعي كلارا كيرفين "يمكن أن يجعل الجلوس عظامك أضعف، ويؤدي ذلك في النهاية إلى هشاشة العظام وزيادة خطر الكسور؛ فالجلوس يضع ضغطا كبيرا على العمود الفقري وقد يؤدي إلى انضغاط الأقراص الفقرية، ومشاكل العمود الفقري يمكن أن تسبب آلاما شديدة، وقد تؤدي في النهاية إلى عدم القدرة على الحركة".
قلة النشاط يمكن أن تؤثر سلبا أيضا على وضعية الجسم، ولذا توصي كيرفين فتقول "توقف عن الانحناء واجلس مستقيما مع وضع القدمين بشكل مسطح على الأرض واجعل الشاشات عند مستوى العين".
يمكن أن يضعف الجلوس العضلات الكبيرة في الساقين وعضلات الأرداف، مما يؤدي إلى ضمورها. هذه العضلات ضرورية للمشي، والحفاظ على التوازن، واستقرار الجسم بشكل عام.
تقول كيرفين إن "الجلوس يمكن أن يؤدي أيضا إلى شد عضلات الوركين، مما قد يسبب مشاكل في مفاصل الورك".
وتزداد هذه المشكلات مع التقدم في العمر، فعدم تحريك كبار السن الجسم بانتظام يمكن أن يؤدي إلى ضعف العضلات أو فقدانها مما يجعلهم يواجهون صعوبة في النهوض من السرير أو الكرسي.
اجلس مستقيما مع وضع القدمين بشكل مسطح على الأرض واجعل الشاشات عند مستوى العين (شترستوك) كم مرة يجب أن نحرك أجسامنا خلال اليوم؟تقول خبيرة العلاج الطبيعي لورا ستوكس "ممارسة القليل من الحركة وبشكل متكرر هو المفتاح إذا كنت تعيش نمط حياة يتسم بالخمول أو تجد نفسك ملتصقا بمكتبك. الوقوف والتحرك قليلا يمكن أن يساعدا حقا في تقليل تيبس المفاصل وتشنج العضلات".
إليك هذه التمارين البسيطة ويمكنك القيام بها خلال اليوم:
١- دوران الكاحل
يقول المدرب الشخصي أولي بانكس "أثناء الجلوس، ارفع قدميك عن الأرض وقم بتدوير كاحليك في حركات دائرية بالاتجاه نفسه 5 مرات، ثم العكس. كرر هذا التمرين 3 مرات".
يساعد هذا التمرين على تنشيط تدفق الدم في الساقين والقدمين، فيمنع ذلك التيبس ويحسّن الدورة الدموية.
٢- تمديد الساق
يقول بانكس "مدّ ساقا واحدة أمامك واثن قدمك، ثم أعدها إلى الأسفل. كرر مع الساق الأخرى واستمر بالتبديل عدة مرات".
يمكن أن يمنع تمديد الساقين التيبس المزعج في ساقيك، خاصة إذا كنت جالسا وقتا طويلا.
٣- الخطوات السريعة
يقول بانكس "ارفع كعبيك عن الأرض بحيث تكون واقفا على مقدمة قدميك، ثم قم بالتبديل بسرعة بين رفع الكعبين للأعلى والأسفل كما لو كنت تجري في مكانك. قم بهذا لمدة 10 ثوان، ثم استرح 5 ثوانٍ، وكرر 10 مرات".
يساعد هذا التحرك السريع على تنشيط عضلات الساق وتعزيز الدورة الدموية.