كلام الناس
نورالدين مدني
عندما وصلني الطرد الذي حير ساعية البريد كما حيرني لأنه بدون اسم المرسل اليه ولم أعرف اسم الراسل هاشم صالح لكنني قلت لساعية البريد افتحي الطرد فإذا وجدنا به كتب أو صحف يكون لي بالفعل.
كان الطرد يحوي ثلاثة كتب واكتشفت اسم الراسل مكتوبا بوضوح في صدر كل كتاب هاشم الشوية فاتصلت به وشكرته وقصصت له ماحدث لأنه نسي كتابة اسم المرسل اليه.
الكتاب الذي لفت نظري لابدا قراءته أولا بعنوان (فلتغفري...) للكتابة السعودية أثير عبدالله النشمي، والكتاب رواية مشحونة بالمواقف العاطفية الحرة التي تمارس في بلاد الحرية السلوكية المقننة.
أنها قصة حب عبدالعزيز وجمانة بما فيها من ممارسات مفتوحة سردتها الكاتبة السعودية أثير بجراة وتحدي للتراث العقدي للمجتمع خاصة في دولة مثل المملكة العربية السعودية وان تغيرت الحياة فيها أيضا.
في مشهد من مشاهد اللقاءات الأولى بين عبدالعزيز وجمانة قال عبدالعزيز لها: ليتك تعلميني كيف احافظ على ليونتي ومرونتي، احتاج لأن اكون مثلك انت الشديدة الاخضرار كغصن طري نابض وحي.
تستمر العلاقة المفتوحة بينهما ومع اخريات وهو يطحنه القلق لمعرفته أنها تمارس حياتها مثله مع اخرين ومع ذلك كاد أن يتزوجها.
قررا بالفعل الزواج وسافرا إلى الرياض لإتمام مراسم الزواج وسط اسرتيهما لكنه فجأة قرر الانسحاب وعاد إلى كندا وتركها في موقف لاتحسد عليه.
من ضمن الأسباب التي دفعته للتراجع عن الزواج بها شكه في وجود علاقة حرة بينها وبين زياد المقيم معهما في كندا الذي ظل على علاقة ملتبسه معه.
لن ادخل معكم في تفاصيل هذه الرواية متعددة المشاهد والمواقف المتداخلة التي سردتها السعودية أثير بجرأة اكتسبتها من غربتها في كندا مبتعثة للدراسة فوق الجامعية.
يكفي انها أكدت صعوبة إمكانية قبول الآخر المنفتح على الاخر في علاقة زوجية أسرية مستقرة.
لخصت هذه النتيجة الراوية أثير في ختام الرواية على لسان عبدالعزيز في رسالة لجمانة جاء فيها : غارقة انتي في خيبتك وغارق انا في معصيتي لكنني احبك ياجمانة فاغفري!.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
زواجات أملج .. أرواح تتلاقى
عشنا الفترة الماضية أيام جميلة عنوانها الفرح والسرور والتعاون والتآلف والمحبة ، هذا ليس بغريب على مجتمعنا الأملجاوي الذي يُعرف عنه الترابط في السراء والضراء ، هذا المجتمع الذي يتحد أفراده مكونين نسيج إجتماعي رائع ، عنوانه الكرم والتواصل والتراحم وحب الضيف ومساعدة الجميع دون إستثناء .
زواجات أملج مختلفة في كل تفاصيلها ، نستطيع أن نقول عنها أن الأرواح تتلاقى فيها قبل الأجساد، والمروءة قبل الواجب ، بل أصبحت ثقافة تتناقلها الأجيال المختلفة، وعادة يطبقها الجميع بحب وسعادة ، فنحن نعيش أسبوع فرح كامل قبل يوم حفل الزواج، وفي بعض الأحيان يتجاوز الأسبوع، يتخلله إقامة العديد من مظاهر الزواج ، حيث الراية للعريس والحناء للعروس ، وإقامة بعض الألعاب الشعبية المختلفة، والجميل أن لكل وقت لون شعبى يؤدى فيه ، مثلاً لعبة العجل تؤدى في وقت العصر ، وفي الليل تكون لعبة الزريبي والمقطوف والرفيحي برفقة الزير والطيران وهي من الألوان الشعبية الأصيلة في المحافظة ، بالإضافة للعبة الرديح التي تلعب على مدى ساعات طويلة قد تتجاوز ١٢ ساعة ، فهي تبدأ غالباً بعد صلاة العشاء ونتنهي عند الساعة العاشرة صباحاً وقد تصل لوقت آذان الظهر، كما تؤدي بعض الفنون الأخرى كالسمسمية والألوان الجبلية والمحاورة .
هذه المهرجانات الزواجية، في بعض الأحيان نعيشها بشكل يومي في كل حي من أحياء المحافظة ، وهذا يدلِّل على ترابطنا ومحبتنا لبعضنا، وحرصنا على نجاح مناسبات الجميع .
naifalbrgani@