كريم خالد عبد العزيز يكتب: البيت والوطن.. هوية عميقة تتجاوز الجدران والحدود
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
عندما ننظر إلى الأمور من حولنا نظرة تحليلية عميقة، سنفهم الحياة بشكل أعمق وأفضل من غيرنا الذي لا ينظر إلا إلى قشور الأشياء. وبالرغم من الجهد الذي نبذله في التفكير الزائد لأننا نهتم بالتفاصيل، إلا أننا نكتشف تميزنا فيما بعد، عندما نجد أنفسنا لدينا فلسفة خاصة في فهم الأشياء من حولنا وفي فهم الحياة بشكل عام .
التعلق والارتباط بالمكان دائمًا يبرز عمق الفكر، والعاطفة والحساسية مصدر للفكر العميق .... البيت ليس فقط جدرانًا تحتوينا بأجسادنا، بل مكان له روح يشهد على كثير من ذكرياتنا ومشاعرنا العائلية، ومراحل حياتنا المختلفة، بدءًا من الطفولة مرورًا بالشباب إلى النضج وحتى إلى الشيخوخة .... مكان يتميز بالمشاعر العائلية الدافئة التي لا تقدر بثمن .... عالم صغير موازٍ نتأهل فيه نفسيًا لمواكبة عالمنا الخارجي في الواقع.
وكذلك الوطن ليس مجرد تقسيم جغرافي أو أرض نعيش عليها، بل هو التاريخ والماضي المرتبط بمن سبقونا من الأجيال الذين صنعوا حضارته وثقافته .... وهو علاقات إنسانية تربطنا بأحبابنا وأصدقائنا الذين فرحنا وعشنا معهم .... وشعور بالانتماء والارتباط الذي يعزز من قيمتنا وهويتنا وشخصيتنا.
الذي ينظر هذه النظرة العميقة للحياة من حوله لا بد وأن يكون شخصًا حساسًا بطبعه وعاطفيًا يحب الارتباط ويتعلق بالمشاعر الموجودة خلف هذه الأشياء .... وبقدر ما يعتبر هذا الشيء جميلًا، بقدر ما نفتقده هذه الأيام بين أشخاص يميلون للعملية والمادية بسبب طبيعتهم السطحية .... أشخاص استسلموا للظروف التي صنعت منهم أشخاصًا يخافون من التمسك والارتباط.
لذلك يجب أن نعزز انتماءنا بأوطاننا ونرسخ في أذهاننا أن الوطن جزء من هويتنا وشخصيتنا .... ويجب أن نسعى للاستقرار النفسي داخل بيوتنا ونعزز الترابط الأسري من خلال المشاركة والتفاعل الإيجابي الذي يجعل أهل البيت كيانًا وجسدًا واحدًا .... للأسف الشديد، طبيعة الحياة العملية السريعة جعلت من البيت محطة للراحة المؤقتة ولم تعد بيوتنا كالماضي .... وكذلك أجيال اليوم تترك أوطانها وتهاجر على أمل إيجاد حياة أفضل في الخارج ولا تضع في الحسبان أنها تتخلى عن هويتها بشكل غير مباشر .... يا رب احفظ أوطاننا وبيوتنا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العاطفة التعلق كريم خالد عبد العزيز المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
معاريف: خسارة سوريا خلقت أزمة استراتيجية عميقة لإيران
قالت صحيفة معاريف العبرية، إن الضغط الشعبي، بدأ يؤثر على الاستراتيجية العسكرية لإيران، والتي لم تعد تجرؤ منذ وقت طويل على إرسال قوات إيى الخارج.
ونقلت عن الكاتبة مايا كوهين عن بني سابتي الباحث في برنامج إيران في معهد INSSقوله، إن حتى عندما كانوا يرسلون بعض القوات وكانوا يفقدون عددا من جنودهم الإيرانيين كل بضعة أيام، كانت هناك انتقادات شديدة، لذا بدأوا في إرسال مرتزقة أجانب.
وأضاف: "فقدان السيطرة في سوريا خلق أزمة استراتيجية عميقة لإيران، فاليوم، في المدى القصير، لا توجد علاقة ولا سيطرة على الإطلاق لأنهم ركزوا فقط على المسار السوري ولم يطوروا مسارات أخرى، ليس لديهم أي خيار آخر".
وتابع: "يصف سابتي ما يحدث بـ"دومينو من الانسحابات لمنظمات الإرهاب في المنطقة، حتى المنظمات العراقية الموالية لإيران انسحبت خوفا من أن يستهدفها الأمريكيون".
وقال إنه على الرغم من الخطاب الديني لخامنئي حول الدفاع عن الأماكن المقدسة، يلاحظ سابتي أن هذا استمر في خط ثابت: "هذا كان دائما عذرهم المعتاد، نحن لا ندافع عن دول، ولا عن أنظمة، نحن ندافع عن مقدسات الإسلام". لكن في الواقع الحالي، كما يلخص سابتي بحدة: "ما الفائدة من مدينة مقدسة إذا كنت لا تملك ما تأكله ولا حتى هواء للتنفس؟".
وشدد على أن الثمن الباهظ للتدخل الأيراني في سوريا، "بدأ يظهر داخل إيران نفسها، وهناك غضب كبير جدا بشأن هذا الموضوع، يشير حيث لا كهرباء، لا مياه، تلوث هواء شديد، ولا غاز لتدفئة المنازل".
وقال إن هذا ليس فقط نتيجة للفشل في سوريا، بل هو نمط متكرر: "في كل مكان من هذا القبيل يتم استثمار عشرات المليارات من الدولارات، ثم يتبخر المال ببساطة في أفضل الأحوال، هناك حزب الله مثلا، الذي أصبح اليوم محايدا إلى حد كبير".
ورأى أن الاستثمار الضخم في المشاريع الإقليمية جعل النظام الإيراني في مأزق: "من جهة، يجب عليهم الحفاظ على المنظمات أو الدول التي تقدم الدعم، ومن جهة أخرى، هذا أمر صعب للغاية ومحاولة إعادة الاستثمار في مشاريع من هذا النوع قد تثير غضب الجمهور وتؤدي إلى احتجاجات كبيرة".