في تطور سياسي جديد في فرنسا، يواجه رئيس الوزراء ميشيل بارنييه تهديدًا كبيرًا بسحب الثقة من حكومته، وهو ما قد يؤدي إلى سقوطها في الأيام المقبلة، حيث تتعلق الأزمة الحالية بمشروع الميزانية لعام 2025، مما أثار معارضة حادة من جانب حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس».

 

بداية الأزمة ومطالب حزب التجمع الوطني

بدأت الأزمة عندما أعلن حزب التجمع الوطني عن رفضه للمشروع الحالي للميزانية، الذي يتضمن تخفيضات في معاشات التقاعد وإلغاء بعض الفوائد المرتبطة بالتضخم؛ لذلك قدم الحزب مجموعة من المطالب للحكومة، التي وصفها بأنها حاسمة لاستمرار الدعم، وأبرزها زيادة المعاشات التقاعدية بما يتماشى مع معدلات التضخم وإلغاء التخفيضات المخطط لها في تعويضات الأدوية، بالإضافة إلى اعتراضات على رفع الضرائب على الغاز.

كما دعا الحزب إلى تقليص مساهمة فرنسا في ميزانية الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن هذه المطالب ضرورية لحماية الطبقات المتوسطة والضعيفة في البلاد.

ورغم هذه المطالب، أكدت الحكومة الفرنسية بقيادة «بارنييه»، أنها لن تقدم تنازلات أخري عقب إلغاء زيادة ضريبة الكهرباء، وأشار وزير الميزانية، لوران سان مارتن، إلى أن الحكومة ملتزمة بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في البرلمان بشأن قانون تمويل الضمان الاجتماعي، وأن أي تعديل جديد في هذا السياق يعتبر غير ممكن.

تصعيد الأزمة وتهديدات بسحب الثقة

وصلت الأزمة إلى ذروتها حين صرحت «لوبان» بأن الحكومة قد «أغلقت باب النقاش»، اليوم الإثنين، وهو ما اعتبرته خطوة تعني نهاية التفاوضات، مؤكدةً أنه إذا لم تقبل الحكومة بتقديم المزيد من التنازلات، وأن أمام حزبها خيار واحد فقط، وهو دعم اقتراح بسحب الثقة ضد الحكومة، وفقًا لوكالة «رويترز».

وإذا تم التصويت بسحب الثقة، فسيكون على «بارنييه» الذي عينه الرئيس إيمانويل ماكرون في سبتمبر الماضي بعد انتخابات عامة غير حاسمة، أن يواجه تحدي سياسي، خاصةً أنه ليس لديه أغلبية في البرلمان، لذلك حالة نجاح التصويت، فإن الحكومة قد تسقط ما يضع البلاد في أزمة كبيرة.

التهديدات الاقتصادية

سيؤدي سقوط الحكومة سيؤدي إلى تبعات اقتصادية وخيمة على فرنسا، حيث جاءت تحذيرات من وزراء مثل وزير المالية، أنتوان أرمان، تشير إلى أن الاقتصاد الفرنسي قد يواجه اضطرابًا كبيرًا في حال حدوث فراغ حكومي. 

ومن أبرز المخاوف الاقتصادية ارتفاع تكاليف الدين العام، وديون الحكومة الفرنسية التي ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة منذ أكثر من 12 عامًا.

وإذا سقطت الحكومة، قد تتبنى فرنسا إجراءات تشريعية طارئة، وهي إجراءات لن تتضمن أي تعديلات على معايير الضرائب والمعاشات وفقًا لمعدلات التضخم، وهذا يعني أن المعاشات قد تتعرض للخفض والضرائب سترتفع على 17 مليون شخص، مما يزيد من الضغط على الطبقات الاجتماعية في فرنسا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: لوبان بارنييه فرنسا التضخم سحب الثقة حزب التجمع الوطني بسحب الثقة

إقرأ أيضاً:

مراسل «القاهرة الإخبارية»: الحكومة الفرنسية تنتظر تحديات كبرى|فيديو

أكد خالد شقير، مراسل «القاهرة الإخبارية» من مارسيليا، أن ما تقوم به الحكومة الفرنسية الآن هو أنها اجتمعت للمرة الأولى في عام 2025 وعادت للعمل وكان الغائب الوحيد عن هذا الاجتماع هو وزير الخارجية الفرنسي، مشددًا على أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالبها بأهمية التحلي بالمسؤولية والوحدة؛ نظرًا للتحديات الكبرى التي تنتظر هذه الحكومة بعد سقوط أربعة حكومات في عام 2024.

وأوضح «شقير»، عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن هناك تحديات كبيرة أمام الحكومة الفرنسية، مؤكدًا أن الصحف الصادرة صباح اليوم في فرنسا تشدد على أن عادت مرة أخرى للعمل في الوقت الذي تستعد فيه المدارس والمصالح الحكومة للعودة بعد الغد للعمل مرة أخرى، مشددًا على أن الحكومة الفرنسية راهن عليها الرئيس الفرنسي وهي في اختبار حقيقي.
 

وأشار إلى أنه في أخر استطلاعات الرأي هناك أكثر من 80% من الفرنسيين يؤكدون على أن هذه الحكومة لن تنجح فيما فشلت فيه الحكومات السابقة، مشددًا على أن الأمور تبدو غير واضحة في فرنسا وتبقى الحكومة الفرنسية أمام تحديات كبيرة أهمها الموازنة الخاصة والضرائب وهي تحديات اقتصادية على طاولة الحكومة الفرنسية.
 

مقالات مشابهة

  • خبراء لـ"الرؤية": "ميزانية 2025" "مُتحفِّظة" في الإنفاق الإنمائي.. والتركيز على دعم الصناعات التحويلية يجب أن يكون "أولوية قصوى" لدى الحكومة
  • دول غربية تصل مسقط من أجل اتفاق سلام جديد في اليمن.. تفاصيل مهمة
  • الحكومة الفرنسية تنتظر تحديات كبرى.. أمام اختبار حقيقي (فيديو)
  • الزائرة الفيتوري: أواجه تهديدات بسحب الثقة إذا لم أتنازل عن منصب عمادة بلدية زلطن
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: الحكومة الفرنسية تنتظر تحديات كبرى|فيديو
  • القاهرة الإخبارية: الحكومة الفرنسية الجديدة أمام اختبار حقيقي
  • صادرات الكهرباء الفرنسية تسجل مستويات قياسية
  • باحث سياسي: توقيت الزيارة الفرنسية الألمانية إلى سوريا ملفت للنظر
  • صادرات الكهرباء الفرنسية لجيرانها تصل لمستويات قياسية
  • الخارجية الفرنسية: نريد تعزيز عملية انتقالية سلمية في سوريا