أحمد عبد الوهاب يكتب:: "زايد وراشد واتحاد الإمارات -سنشد عضدك بأخيك"
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، كان هدفه بناء أمة قوية. وكقائد حكيم، أدرك صلى الله عليه وسلم أن بناء الأمة يتطلب أولًا إصلاحًا داخليًا. فبدأ بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ثم الإصلاح بين الأوس والخزرج، وبعدها انطلقت النهضة الإسلامية من المدينة وامتدت إلى آفاق بعيدة.
على النهج ذاته، سار الشيخ زايد وإخوانه حكام الإمارات لتحقيق اتحاد الإمارات.
لكن خلف هذا الاتحاد، يقف بطل استثنائي، الشيخ زايد، صاحب فكرة الاتحاد ومؤسس الدولة الحديثة. لحيث لم يكن الاتحاد بالنسبة له مجرد فكرة سياسية فقط، بل رؤية شاملة تضمنت كافة جوانب الحياة، من تعليم وصحة إلى البحث العلمي والبنية التحتية. وقد تجسدت ثمار هذا الاتحاد خلال أكثر من خمسين عامًا، وعبّرت كلمات الشيخ زايد الخالدة عن ذلك بوضوح: "إن الاتحاد يعيش في نفسي وعقلي، ولا يمكن أن أتصور في يوم من الأيام أن أسمح بالتفريط فيه أو التهاون نحو مستقبله."
حب الشيخ زايد:
لا يختلف إماراتي أو مقيم على حب الشيخ زايد. حبهم له ليس مجرد مجاملة، بل شعور حقيقي ينبع من القلوب. تقول إحدى المقيمات التي عاصرت وفاته:
"بكيت عليه كبكاء البنت لأبيها، ليس كرئيس فقط، بل كإنسان يمنح الجميعدون تفرقة الأمان ويعاملهم بالرحمة." يتفاخر الإماراتيون بزايد كرمز لوحدتهم وقائد نهضتهم، فهو الذي قاد المجتمع من حياة البداوة البسيطة إلى حضارة مدنية حديثة، مع الحفاظ على التراث والقيم الإسلامية والعربية. واليوم، تُنقل سيرته للأجيال الجديدة كمنهج عملي يسير عليه قادة الإمارات لتطوير البلاد.
زايد وراشد: سنشد عضدك بأخيك:
"المرء بأخيه أقوى"—بهذه القاعدة تأسس الاتحاد الذي جمع بين الشيخ زايد والشيخ راشد، فكان راشد داعما كل الدعم لفكرة الشيخ زايد- فكرة الاتحاد. ومن المفارقات الجميلة أن كلا الاسمين يتحدان في عدد الحروف والوزن الصرفي "فاعل"، وكأنهما توأمًا للنجاح وهما بالفعل رمزًا للوحدة. أدرك الشيخان أن بناء دولة قوية ومستدامة لا يتحقق إلا من خلال التعاون والتفاهم. عملا بقوله تعالى "سنشد عضدك بأخيك" فكان الشيخ راشد حجر الأساس في تطوير دبي، وشارك الشيخ زايد رؤيته في ضرورة التكامل بين الإمارات وفي دعوة باقي اخوانهم من حكام الإمارات للاتحاد.
إنجازات الاتحاد:
على خطى الآباء، سار الأبناء مجسدين معاني الاتحاد في مبادرات ملهمة. فنجد على سبيل المثال لا الحصر مبادرة "تحدي القراءة العربي"، التي أطلقها سمو الشيخ محمد بن راشد، قد وحدت الأطفال والشباب حول قيم العلم والمعرفة حب وتنمية القراءة. كما دخلت الإمارات السباق العلمي العالمي بإطلاق "مسبار الأمل" لاستكشاف المريخ، وهو إنجاز كان يبدو مستحيلًا لولا روح الاتحاد التي تجعل من الصعب ممكنًا. هذه الإنجازات ليست سوى امتداد لرؤية الأجداد بروح الاتحاد.
دعوة للاقتداء:
في ذكرى العيد الوطني الـ53 لدولة الإمارات، أوجه دعوة إلى العالم العربي للاقتداء بتجربة اتحاد الإمارات، التي عززت قيم التعايش والعمل الجماعي. لنطبق قيم التسامح والعدالة التي أرسى النبي صلى الله عليه وسلم قواعدها بقوله: "اذهبوا فأنتم الطلقاء." ونعمل معًا لتوحيد صفوفنا خلف قياداتنا ومؤسساتنا لبناء مستقبل أفضل.
الاتحاد الذي غرسه الشيخ زايد والشيخ راشد وإخوانهما ليس مجرد قصة نجاح للإمارات، بل نموذج عملي يمكن أن يلهم العالم العربي. هو رسالة بأن الوحدة ليست كلمة تُقال، بل فعل يرتبط بالعلم، والعمل ثم العمل للريادة. ولن يتحقق هذا إلا إذا تمسكنا بحبل الله جميعًا: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا."
كل عام والإمارات والعالم العربي والبشرية بخير واتحاد وسلام. عيد وطني سعيد!
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الشیخ زاید
إقرأ أيضاً:
عيد الاتحاد.. رائعة شعرية جديدة لـ محمد بن راشد
محمد عبدالسميع
دولة نابضة بالحياة، تتحرك في دمائها العروبة ووحدة الصف، وتعتز بمجدها التليد وماضيها المشرف الأصيل، ومستقبلها المضيء بإذن الله؛ تلك دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحتفل بعيد الاتحاد الثالث والخمسين، والذي ينسجه شعراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في مدح الدولة وبنيانها، ومدح قائدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
قوّة الاتحاد
من يقرأ الأبيات التي تعطرت بهذا التاريخ، حتماً يجد أن قوة الاتحاد هي سبب من أسباب قوة العرب، وأن هذا البلد لا يعيش منعزلاً عن قضايا أمته وعروبته، في تأكيد لمقومات الدولة التي نشأت عربيةً، دينها الإسلام وتعمل لصالح العرب والإنسانية جمعاء، فهي حيةٌ حياة الخالدين، كما يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فقد أسعدت دولاً عديدة، وأمماً شتى، وشعوباً كثيرة، بسخائها، وعطائها، وبذلها المزيد مما يحتاجه الآخرون، وهي اليوم تلبس لباس العز في تقدمها، وفي عيدها المظفر، فكل يوم يمر، فيه قوة جديدة، وإضافة في العزم والبأس والشدة، دولة مرهوبة الجانب، بناها أهلها وقادتها بالعزم، فحق لهم أن يكونوا «أهل العزوم الغانمين»، حيث ترتفع اليوم راية الأمجاد في أعلى الأعالي، وفي كبد السماء، وقد حمى الله هذه الراية ورعاها بالمخلصين، الذين دافعوا عنها وجعلوا منها دولة أنموذجاً في هذه الحياة.
الدولة العريقة
هذه الدولة العريقة التي ابتدأت منذ تصميم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في أن تكون الأقوى والأنبل، والدولة الواقفة إلى جانب جيرانها، ها هي اليوم تمتد من الآباء إلى الأبناء، حيث تسلم رايتها صاحب السّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فهو الامتداد في العطاء والكرم، وقد كانت صفة «وضاح الجبين»، الصفة الرائعة لصاحب السمو رئيس الدولة، وسموه تعطي كفه الندية بكثرة، وينعكس عطاؤها على الجميع.
دولة العدل
لقد ارتفع بنيان الدولة، وعلا مقامها أكثر وأكثر، مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، صاحب الأيدي الأمينة، المعطاءة، الكريمة، الوفية للشعب الإماراتي وللأمة العربية، تلك الأيادي التي عبر عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بقوله: «أقوى يمين».
وعرج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على أن دولة الإمارات قامت على العدل، حيث العدل هو أساس كل التقدم والرخاء والثقة بالمستقبل والجهود، فلا يضيع حق أحد في بلد أصبح شعبها أسعد الشعوب على هذه الأرض قاطبةً، ألا يكفي أنها الإمارات الثابتة على مواقفها، والتي لا ينال منها أحد، وهي واثقة مطمئنة في السير إلى الأمام.. بلى؛ فدينها الإسلام وهي من صميم أمة العرب، ولها حضورها منذ بدايات الرسالة السماوية إلى اليوم، وهذا ما تعتز به، وتوليه عنايتها الفائقة، فلا يطمع بها أحد، ولن تثني عزمها الرياح العاتيات.
وحدة الصف
دولة نهجها واضح، لا تنفرد عن أمتها برأي، تواصل لمَّ وجمع الصف العربي نحو الوحدة والتكامل والرفعة، فهي الدولة التي «تهوى وحدة الصف الرصين».
إنّ الإمارات، وبما يعرف عنها الجميع، فيها كل أسباب الراحة والاطمئنان والثقة، بلد لا تعرف أن تتوقف عن العمل والإنجاز وتحدي المستحيل، وقد بلغت ذلك بحمد الله وحققت فيه أعلى النسب والأرقام والمنجزات، وهو ما يجعل من زوارها يعشقون أرضها وترابها ويعملون وفق نظامها العادل القويم، فهي الدولة العادلة الرشيدة التي قادها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى «الركن الركين»، وتلك قوة تضاف إلى قوة، في هذا التعبير الرائع الذي يزيد القصيدة بهاءً على بهاء.
العمل والجد
لقد جاء التعبير الشعري لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في أن الإماراتيين أناس اشتهروا بالعمل والجد، فلا يحبون أن يرقدوا، لأن العمل والإنجاز هو ديدنهم وطبعهم الذي نشؤوا عليه، فهم دائمو التحرك، وهذا تعبير جميل لوصف واقع الحال والعمل الدؤوب في دولة من أركانها كما هو وارد في القصيدة العدل واحترام حقوق الآخرين.
إنه بذل أقصى ما في الاستطاعة، حيث تقول القصيدة «دوم نتحرك ونسعى جاهدين»، ولأجل هذا كله فإنها دولة كما قدمنا في قراءة هذه القصيدة، تسري فيها الدماء العربية الأصيلة، وليست جماداً، حيث التحرك والحمية والنخوة والعمل هو ضد السكون والجماد وعدم الاهتمام، فحق لها إذاً أن يخلد اسمها في سجل الأحياء.
عيد أمة كاملة
أما عيد الاتحاد والمميز في كل أعياد الدنيا، فهو ليس عيد دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها، بل هو عيد أمة كاملة: (دنيا ودين)، حيث يتألق التعبير الشعري في وصف قيمة العيد ومعناه وفلسفته ورونقه وتميزه، ليكون الختام بتهنئة خالصة، وأبيات من الشعر الرائع نسجت لتؤكد حضور الدولة ومجدها وسؤددها الدائم بإذن الله، وهمة المخلصين من أبنائها الكرام.
نعم.. حلة جديدة من الشعر تتزين به صفحات المجد والرفعة والقوة، حيث اعتدنا كل عام على جديد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، واليوم تزدان القوافي العذبة، وتهتز القلوب طرباً لرونق الشعر الأصيل، الذي يعتبر وثيقة قوية، تؤكد عدل الإمارات وقوتها ووقوفها إلى جانب أمتها العربية بكل هذا الوفاء والسخاء، فهي راية المجد التي تظل خفاقةً في سماء الإمارات، يستظل بها الأبناء ومحبو الإمارات على الدوام.