السكوري في ميدايز : المغرب أحدث قطيعةً مع السياسات الإقتصادية التقليدية
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
زنقة 20 ا الرباط
ألقى يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، كلمة ختامية محورية ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة لمنتدى “ميدايز”، حيث تناولت مواضيع الصمود والسيادة الإقتصادية والتعاون الدولي.
وفي هذا الصدد دعا وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، يونس السكوري، إلى إعادة التفكير في العقائد المؤسسة للسياسات الاقتصادية التقليدية، مضيفا أن “الأطر التقليدية التي ورثها العالم بعد الحرب العالمية الثانية باتت محدودة”.
وأشاد الوزير بـ”التقارب الاستراتيجي بين المغرب ودول الكومنولث كنموذج عملي يعزز الصمود المتبادل في عالم متعدد الأقطاب”.
وأوضح السكوري أن المغرب أحدث قطيعة في هذا الإطار باختياره مساراً جديداً، مستشهداً بـ”استثمارات المملكة الاستراتيجية في الطاقات المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر، مؤكدا أن” الإبتكار والاستدامة والتماسك الاجتماعي يساهمان في ضمان السلام الاجتماعي، مشدداً على “أهمية الحوار الاجتماعي والإصلاحات الهيكلية لنجاح هذه الانتقالات الجريئة”.
وبخصوص السياق العالمي الذي يشهد تصاعد التوترات، خاصة في منطقة الساحل وبين القوى الكبرى، أكد الوزير يونس السكوي، أن “السيادة ليست عقبة، بل يمكن أن تكون رافعة لتعزيز التعاون الدولي ودعم السياسات الشاملة”، مبرزا “الجهود التي يقوم بها المغرب في التوفيق بين التحول الاقتصادي والسلام الاجتماعي تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله”.
وشدد المسؤول الحكومي على أن “الإصلاحات الجريئة والحكامة الشاملة هما المفتاح من أجل مستقبل مزدهر وصامد في عالم متغير”.
وعن آليات الصمود لمواجهة التحديات العالمية الناشئة، طرح الوزير السكوري تساؤلاً جوهرياً أمام الحاضرين: “هل يجب أن نستعد للجائحة المقبلة؟” أو “هل واجبنا بناء مجتمعات قادرة على التكيف مع الصدمات والأزمات المستقبلية؟”.
وأوضح أن “الفرق بين الخيارين كبير، حيث يركز الاستعداد للجائحة المقبلة على وضع سياسات من أجل البنية التحتية، بينما يتطلب بناء مجتمع صامد عملاً عميقاً على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والمجتمعية”.
واعتبر السكوري أن “هذا التفكير وجه النقاش نحو ضرورة تعزيز قدرات المجتمعات على الصمود والاستعداد”. مستعرضاً “الدروس المستفادة من أزمة جائحة كوفيد-19″، مؤكدا “على نقاط ضعف العديد من البُنى المؤسسية في العالم ودعا إلى إعادة تنظيمها لمواجهة التحديات المستقبلية بشكل أكثر فعالية”.
ولمواجهة هذه التحديات، دعا الوزير السكوري إلى إعادة النظر في ثلاثة ولاءات أساسية تتمثل في الولاء للمجتمع القائم على النظام في مقابل المجتمع القائم على المساواة”.
ويتعلق الأمر، حسب الوزير بـ”رؤيتين متناقضتين للعالم والتي تعتمد كليهما بشكل أو بآخر على الأجيال الشابة، حيث تعتمد الأولى على التسلسل الهرمي والعامل الزمني وأسلوب منتظم من أجل التفاعل مع تطلعات المجتمع، بينما تبرز الثانية تطلعات الأجيال الشابة التي تسعى إلى إعادة تعريف النظام وتحقيق أهدافها بسرعة”.
وأكد أن “حل هذه المعادلة يعد فعلا سياسيا جوهريا في إطار تعزيز الصمود، حيث يجب أن تكون المجتمعات في سلام داخلي، في إطار تماسك بين الأجيال، وتحترم التضامن بين الأجيال المختلفة.”
ودعا المتحدث ذاته إلى إعادة تنظيم أساليب التفاعل داخل المجتمع لتلبية تطلعات الأجيال الشابة بشكل أفضل.
وأكد السكوري على أهمية تعزيز مشاركة المجتمع المدني، مشيداً بالنموذج التنموي الجديد الذي أُطلق تحت الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، كإطار استراتيجي أساسي لبناء مجتمع أكثر شمولية بآليات أكثر مرونة.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: إلى إعادة
إقرأ أيضاً:
"البام" ينتظر تقريرا من السكوري حول خارطة التشغيل الحكومية مع تصاعد حدة الخلافات
لا تهدأ المشاكل داخل حزب الأصالة والمعاصرة؛ فهذه المرة يتعين على هذه القيادة التي بالكاد أنهت عاما على توليها زمام الحزب، أن تعثر على طريقة لتسوية « مشكلة السكوري » كما توصف الحالة التي وجد فيها هذا الوزير نفسه وجها لوجه مع حزبه.
بدأت مشكلة يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، بخارطة الطريق الحكومية لإنعاش التشغيل، فحزب الأصالة والمعاصرة لم يكن مرحبا بهذه الخارطة، منتظرا موقفا لم يأت من وزيره في التشغيل. وما حدث بالضبط كان كالتالي: أراد الحزب من وزيره في التشغيل أن يعرض تقييما شاملا لهذه الخارطة في اجتماع مكتبه السياسي الثلاثاء الفائت 25 فبراير. كانت هذه النقطة جوهرية في جدول أعمال هذا الاجتماع حيث كان مرتقبا أن يصدر موقف إزاء هذه الخطة. لكن قبل أن يبدأ الاجتماع، وقع أمران مثيران: السكوري بعث باعتذار عن مشاركته في الاجتماع بدعوى تعرضه لوعكة صحية، ثم تلاه نشر خارطة الطريق من لدن رئيس الحكومة، ما يعني كونها باتت معتمدة دون الحاجة لخوض مناقشات إضافية.
معتقدا أن الأمرين بعيدين عن مصادفة، شعر حزب الأصالة والمعاصرة بكونه تعرض لضربة غادرة، وساءت العلاقات بينه وبين وزيره في التشغيل في هذه المرحلة. لكن هناك فرصة ثانية: يتعين على السكوري أن يعرض تقريره حول هذه الخارطة في الاجتماع المقبل للمكتب السياسي. في الغالب سينعقد هذا الاجتماع الثلاثاء المقبل. إذا لم يحدث ذلك، فإن السكوري سيواجه بشكل حتمي، مزيدا من الغضب الصادر عن قادة حزبه. تنطوي هذه المشكلة على تحد إضافي لصلابة التحالف الحكومي في هذا الوقت حيث بدأت بالفعل حملة انتخابية مبكرة في أفق 2026.
لكن الأحداث المرتبطة بهذه المشكلة مازالت تغذي بعض الشكوك. ففي مناسبتين متتالتين متصلتين بحزب الأصالة والمعاصرة، ظهر السكوري متوسطا قادة حزبه، المركزيين كما المحليين، متجاوزا كما يبدو، عاصفة الانتقادات داخل حزبه.
في المناسبة الأولى، الأحد الفائت، وكانت جنازة زميله في الحزب، محمد بنعيسى، توسط السكوري صفا من القادة الوطنيين كعضو القيادة الجماعية للحزب، فاطمة السعدي، وعضو المكتب السياسي عبد الرحيم بوعزة (بث صوره مع السكوري على حسابه الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي)، علاوة على مسؤولين محليين بالحزب مثل المنسق الجهوي للحزب بالشمال، عبد اللطيف الغلبزوري، ونائبه في البرلمان، عادل الدفوف، وأيضا العربي المحرشي.
أما المناسبة الثانية، فقد كانت حفل حزبه الثلاثاء بالرباط، إطلاق مبادرة تستهدف الشباب في أفق انتخابات 2026، سميت بـ »جيل 2030″. ظهر السكوري في الحفل أيضا، متقدما الصفوف، جنبا إلى جنب مع المنسقة الوطنية لحزبه، فاطمة الزهراء المنصوري، وزميلها في القيادة الجماعية المهدي بنسعيد، وكذلك فاطمة السعدي.
بين المناسبتين فاصل زمني لا يتعدى يومين، وهو يوحي بأن الأزمة التي واجهت السكوري داخل الحزب قد تبددت. لكن هل ذلك صحيح؟
في الواقع، فإن الصور الملتقطة لا تعكس الطريقة التي التقطت بها، ولا المضامين التي أوحت بوجودها. في جنازة زميله بنعيسى بأصيلة، وفق أفراد كانوا شهودا، فقد كان الأمر محصورا في لفتة أدب من بعض أعضاء الحزب الذين كانوا بصدد التقاط صورة جماعية، ونادوا على الوزير الذي كان مارا بالقرب من المكان. ولم يكن الوضع مختلفا في الرباط، فالوزير الذي شق طريقه إلى الحفل، مثله مثل باقي الحاضرين، وجد نفسه بجوار رئيسته في الحزب. في غالبية الصور التي اعتمدت من لدن الحزب، جرى حذف تلك التي يظهر فيها السكوري.
اعتُبرت مشاركة السكوري في المناسبتين « أمرا عاديا »، كما قال لنا مسؤول بالحزب، مذكرا باستمرار الوضعية « الصعبة » للوزير داخل حزبه.
تسببت خارطة الطريق الحكومية لإنعاش الشغل في انقسامات بين أطراف الأغلبية الحكومية، لكنها لم تبرز بشكل علني إلا مع المشكلة المثارة في حزب « الجرار » مع وزيره السكوري.
كمتا ذكرنا في مادة سابقة، قال لنا مسؤول في حزب الأصالة والمعاصرة، إن هيأته « لا تجد نفسها » في خارطة الطريق التي بدأت الحكومة، تنفيذها الأربعاء الفائت، بواسطة منشور صادر عن رئيسها، عزيز أخنوش، وتضمنت سلسلة من المبادرات، عددها ثمانية، تسعى إلى تقليص معدلات البطالة المتفاقمة في البلاد.
داخل المكتب السياسي، يُعتقد بشكل واسع بأن للحزب ووزيره في التشغيل « أفكارا متباعدة » حول ملف التشغيل. عضو بارز في قيادة « الجرار » قال موضحا « إن مسافة التباعد بين الحزب ورئيس الحكومة بشأن هذا الملف، هي نفسها الفاصلة بين الحزب ووزيره في التشغيل ».
في الواقع، وحسبما رشح من المناقشات الدائرة في الحزب، فإن خارطة الطريق المخصصة لتنفيذ الخطة الحكومية في مجال التشغيل، لم تجد صدى في « البام » ليس بسبب الربط الجوهري بين خلق الوظائف، ونزول المطر مستقبلا، وإنما بسبب مخاوف قادة هذا الحزب من الطريقة التي وزعت بها صلاحيات القطاعات الحكومية المعنية بتنفيذ خارطة الطريق هذه. وبالفعل، فقد أُسندت إلى الوزراء المنتمين إلى التجمع الوطني للأحرار أبرز الصلاحيات المتصلة بتحديد المستفيدين من الإجراءات المتضمنة في خارطة الطريق، لاسيما الشركات بأصنافها التي ستحصل على الدعم العمومي بهدف رفع طاقة التوظيف.
على خلاف ذلك، يرى قادة « البام » أن وزير التشغيل لم يحصل سوى على صلاحيات غير محسوسة، وتتعلق فقط بالشق المتعلق بإعداد الوثائق والسياسات وتوسيع التكوين. وفي بعض الحالات، اعتبر دور السكوري في خارطة الطريق هذه، من لدن حزبه، بمثابة « ساعي بريد لوزراء التجمع الوطني للأحرار في الفلاحة، والاستثمار الذين سيحق لهم إعداد قوائم المستفيدين، ولوائح الدعم ». ولقد شدد قيادي في « الجرار » على أن حزبه « لا يرضيه أن يبقى دوره متفرجا على وزراء حليفه الحالي، ومنافسه المستقبلي، وهم يوزعون الأموال والوظائف على مقربة من موعد الانتخابات » في 2026.
ويمثل التسابق المبكر إلى حكومة المونديال عام 2026، تهديدا جديا لوحدة الحكومة التي تشكلت من ثلاثة أحزاب نهاية 2021. وبالرغم من أن أخنوش أخذ تعهدات من حليفيه في الأصالة والمعاصرة، والاستقلال، بوقف هذه الحملات في آخر اجتماع لرئاسة الأغلبية الشهر الماضي، إلا أن هذه الهدنة، كما يظهر الآن، قد لا تصمد طويلا.
كلمات دلالية أحزاب أخنوش أزمة البام السكوري المغرب تشغيل سياسية