تُسهم الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، في خلق حالة ثقافية مستدامة تلبي احتياجات الجمهور المتنوعة، وتحرص على تعزيز الثقافة ونشر المعرفة بمختلف أشكالها، وتنفيذًا لهذا شاركت الهيئة خلال شهر نوفمبر الماضي 2024، في العديد من الأحداث الثقافية المصرية، والعربية، فضلا عن إصداراها مجموعة من المؤلفات المختلفة في كافة فروع المعرفة.

مشاركة في 4 معارض دولية

فعلى مستوى الفعاليات الدولية، شاركت الهيئة في 4 معارض دولية، وهم: معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ 43، وتفقد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، جناح الهيئة، مثنيا على الجناح المصري، ومشيدًا بتنوع الإصدارات في الجناح التي تعكس ثراء الثقافة المصرية وتراثها العريق، كما شاركت الهيئة في معرض الكويت الدولي للكتاب بدورته الـ47، بمجموعة كبيرة من إصداراتها المتنوعة في كافة فروع المعرفة، وشهد الجناح إقبالا كبيرًا من زوار المعرض، وأيضًا شاركت الهيئة في معرض الجزائر للكتاب لعام 2024، بإصداراتها الفكرية والأدبية، ومعرض إسبوع الطفل الثقافي بالمملكة العربية السعودية.

3معارض محلية

وعلى مستوى الفعاليات المحلية، نظمت الهيئة خلال نوفمبر 3 معارض، وهم: معرض جامعة الأزهر بنين، ومعرض الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام، ومعرض جامعة الأزهر بنات، وقدمت الهيئة خلال المعارض الثلاث، مجموعة كبيرة من إصداراتها المتنوعة في كافة فروع المعرفة. 

إصدارات هيئة الكتاب في نوفمبر

على مستوى الإصدارات، أصدرت الهيئة خلال نوفمبر مجموعة كبيرة من العناوين في كافة فروع المعرفة، من بينها: "التجريب في مسرح الطفل والشباب المعاصر"، للدكتور  محمد عبد المعطي، و"تاريخ تطور الادب النسائي الياباني الحديث والمعاصر"، للدكتور كرم خليل سالم ، وكتاب  "بلاغة الحواس في الشعر المعاصر مفاهيم البلاغة الجديدة بين النظرية والتطبيق"، للدكتور  محمد زيدان، وكتاب "كلمات الوطن"، للكاتب أشرف أبو الريش، و"شذرات من الكوميدا الرومانية"، للدكتور حاتم ربيع حسن، و"كل النهايات حزينة" للكاتب عزمي عبد الوهاب، و"السرد الحاوي قراءات في الرواية والقصة المصرية"، للكاتب فرج مجاهد عبد الوهاب، ومجله المسرح عدد 44، ومجلة فنون عدد 72، ومجلة أدب ونقد عدد 436، ومجلة إبداع 54، و"أحب رائحه الليمون"، للكاتبة سهام ذهني، و"الكونجو الديمقراطية.. لعنة الموارد  وإرث الاستعمار"، للكاتبة ايمان عبد العظيم وغيرها.

فعاليات المركز الدولي للكتاب

أقامت الهيئة مجموعة من الندوات الثقافية، بالمركز الدولي للكتاب، من بينها ندوة مناقشة كتاب "فاطمة اليوسف.. رائدة الصحافة المصرية" للكاتبة ميرفت البربري، وبمشاركة الكاتب حسين بكرة، والكاتب عبد السلام فاروق، كما تم مناقشة كتاب مسرحي بعنوان "قضية حميدة" للكاتب طارق الحريري، بمشاركة الكاتب أحمد خميس الحكيم، والكاتبة رشا عبد المنعم، والكاتب فادي نشأت، أيضًا تم مناقشة كتاب "ظلال السرد.. مرآة للذات ونافذة على الآخر" للكاتب على عطا، وبمشاركة الكاتب عيد عبد الحليم، والكاتب الدكتور محمد السيد، والدكتور رضا عطية.

تجهيز مكتبة "اقرأ نون السحار" بمحور شينزو أبي

شاركت الهيئة في افتتاح مكتبة "اقرأ نون السحار" بمدينة نصر، التي تمثل خطوة مهمة نحو تفعيل توجيهات القيادة السياسية الرامية لتعزيز البنية الثقافية والتعليمية في مصر، وذلك ضمن رؤية الدولة لتأصيل الثقافة وتنمية المجتمع بما يخدم أهداف الوطن التنموية، وتم تجهيز المكتبة على أعلى مستوى فني، بالتعاون مع مؤسسة "مكسيم الخيرية" التابعة لمجموعة مكسيم الاستثمارية، والهيئة المصرية العامة للكتاب، ومكتبة مصر العامة، وأمدت الهيئة المكتبة بالإصدارات والسلاسل المعرفية المتعددة، وتقع المكتبة على محور شينزو أبي، بمدينة نصر، وتبلغ مساحتها الكلية 625 مترًا مربعًا، منها 105 مترًا مربعًا مخصصة للقراءة للكبار، و16 مترًا مربعًا مخصصة للأطفال، كما تضم المكتبة مساحة خارجية تصل إلى 300 متر مربع، وتخصص كحديقة مفتوحة، وتحتوي على 6000 كتاب، كما أعلنت الهيئة الكتاب، عن مسابقة "نيلنا نحميه ونحافظ عليه" بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين حالة ثقافية مستدامة المزيد المزيد شارکت الهیئة فی الدولی للکتاب الهیئة خلال

إقرأ أيضاً:

سيرة نضال تأسيس مكتبة قرّاء المعرفة

في زقاقٍ ضيّقٍ من أزقة العاصمة مسقط، وبعد منعطفات عدة في منطقة غلا، إحدى قرى ولاية بوشر، وُلدت الفكرة. كانت بذرة صغيرة في ذهن رجلٍ جرّدته الحياة من أمانها الوظيفي، وتركته في مهبّ الريح بلا مصدر رزق. لكنه كان يدرك أن الأمان لا يُشترى بالرواتب، بل يُكتسب بالإيمان بالفكرة وبالقدرة على تحويل الخيال إلى حقيقة.

عن رجل آمنت به عائلته، بدءا من والدته وزوجته رفيقة دربه، وانتهاءا بابنيه علي وعمر. فخلق من السقوط انطلاقه. ففي لحظة فارقة، حين أُغلق باب الوظيفة خلفه، لم يكن ذلك فقدان عمل فحسب، بل كان سقوطًا في هوّة مظلمة. ومواجهة منهكة أمام سؤال يتناوله كسكين بربرية حادة: «من أنا دون وظيفة وراتب؟! أين مكاني إن لم يكن بين جدران الوظيفة التي اعتدتُ عليها؟! كيف لي أن أواصل هذه الحياة دون شريان الراتب؟!»..

كانت أيامه الأولى في هذا التيه أشبه بملاحقة الظلّ؛ سبعة أشهر من الضياع واللهاث بحثًا عن استقرار وظيفي. ثم عمل مؤقتًا في شركة للدعاية والإعلان، استمر لبضع يوم! حتى اكتشفَ بأنها لم تكن أكثر من جسر مهترئ لا يوصل إلى شيء. وعاد من جديد لتبتلعه دائرة الإحباط الكبير.

لم يكن إبراهيم الصلتي مؤسس «مكتبة قرّاء المعرفة» رجلًا عاديًا. كان كيانًا مشبعًا بالكتب، يتنفس الورق، وينبض بالحبر. صنع من عثرته نجاحًا، حتى أصبحت اليوم الغرفة الصغيرة المتوارية خلف أزقة طويلة في قرية نائية هي مكتبة رائدة متخصصة في الإصدارات العمانية بمختلف مجالاتها العلمية والأدبية. يصل إلى المكتبة زوار كثر، من داخل عُمان وخارجها.

ومن هنا بدأت القصة. حين باع إبراهيم الصلتي أول كتاب، كانت لحظة اكتشافه لنفسه وشغفه الذي لم يجده قبل هذه اللحظة. ففي وسط الكتب، وبين عناوينها التي نزفت بحبر قلوب كتّابها، وجد ضالته. كان بوسعه أن يختار طريقًا آخر، أن ينحني للواقع ويشكو ويطالب كغيره أو ينتظر مترقبا تقطير يد سخيّة له بعطاء، لكنه اختار المقاومة الصامدة؛ بعناد مُبصر غير أعمى، وبيقين العارف أن الأشياء العظيمة تولد من الرهان على المستحيل.

إبراهيم الصلتي، رجل ذو رسالة سامية. يؤمن أن وطنه لا يكتمل إلا بمفرداته، وأن حضارته لا تزدهر إلا بسطورها. سار في الطرقات، جمع ما استطاع، حمل صناديق الكتب على كتفه كما يحمل المحارب درعه في الميدان، وتفاوض مع المؤلفين والناشرين كأنما يفاوض القدر نفسه. بدأ البيع بلا مقر، متنقلًا بين أصدقائه من القرّاء، يحمل المعرفة في يديه كما يحمل المتصوّف يقينه.

لم تكن الأيام رحيمة، لكنه كان أقسى منها. كان ينام محاطا بالكتب بعد أن ينهكه إحصاء الديون وغلبتها على الأرباح، ورغم ذلك لم يتراجع. فقد كان يؤمن بأن كل كتاب يُباع بمثابة خطوة إضافية نحو الضوء وتحقيق الحلم المنشود.

وحين اشتد عوده، ولدت «مكتبة قرّاء المعرفة»، كيانًا يترجم نضاله. حتى أصبحت المكتبة اليوم له ولمرتاديها ولعًا خاصًا، ومساحة لاكتشاف الجمال الجدلي في الفكر. حيث اتسعت الرؤية لدى الصلتي. وأصبح ينظّم الأمسيات في صالون ثقافي بسيط. يجمع المثقفين من كل حدب وصوب.

يقول الصلتي: «إن النجاح ليس حتميًا للشغوف، بل لمن يقاتل». حيث كانت هناك لحظات فكر فيها بالاستسلام، لكنه لم يفعل؛ ليس لأنه لم يعرف الخوف، بل لأنه لم يسمح له بأن يكون سيد قراره. وتحوّلت المعاناة من عتبة للعقبات إلى أدوات صقل جعلته اليوم صاحب واحدة من أنجح المكتبات في سلطنة عمان ونقطة وصل بين الكاتب العماني والقارئ والناشر في الوطن العربي.

عن تجربة الصلتي في القراءة الأولى يقول: «إن الكتب لا تُختار، بل تقتنص قُرّاءها». تمامًا كما اختارته رواية «الخيميائي» لباولو كويلو، ليبدأ بحثه عن أسطورته الشخصية. وكما اختاره كتاب «الجمال الصوتي» للكاتب بدر العبري، ليكون أول كتاب يبيعه. لكنه يدرك اليوم تماما أن المكتبة وسيلة للخلود. ويريد لها بإصرار أن تبقى ما أراد الله لها أن تبقى من بعده، وأن تمتد لأبنائه وأحفاده، لتكون شاهدة على أن النضال من أجل المعرفة لا يموت. وعلى أن الفكرة تتحول إلى إرث سامق.

واليوم، بعد أن مضى على رحلته خمس سنوات، لم يعد يخشى السقوط. فقد تحصّن وصار يفهمه. وتيقن بأن هاجس القلق من الفشل الذي رافقه حتى كانت نبوّته عندما بلغ سن الأربعين، وأدرك أن ذاك القلق نفسه ما كان إلا محركًا يدفعه للأمام. فحين تعبر الزقاق المؤدي إلى «مكتبة قرّاء المعرفة»، لا تدخل مجرد متجرٍ لامع يبيع الكتب، بل تدخل سردابًا مقدّسًا لنضالٍ طويل، تدخل ملحمة مكتوبة على الرفوف، في كل صفحة بيعت، في كل قارئ وجد ضالته بين الأغلفة. مكتبة قراء المعرفة اليوم من أكثر المكتبات رواجًا في سلطنة عمان. فهي قصة إنسان رفض أن يكون رقمًا في جداول الباحثين عن عمل والمسرحين.

مقالات مشابهة

  • سيرة نضال تأسيس مكتبة قرّاء المعرفة
  • الأهلي السعودي يتصدر قائمة أفضل الفرق عالميا من حيث النتائج منذ نوفمبر 2024
  • هيئة الأزياء تنظم لقاءً افتراضيًا بعنوان “الأزياء كموروث ثقافي: اكتشاف التراث السعودي”
  • “ستاربكس” تغلق أربعة فروع لها في الأردن بسبب المقاطعة
  • هيئة الأدب والنشر والترجمة تقود مشاركة المملكة في معرض لندن الدولي للكتاب 2025
  • ستاربكس تغلق أربعة فروع لها في الأردن بسبب المقاطعة
  • وزير الثقافة: معرض الكتاب حقق إيرادات 954 مليون جنيه
  • شعبة الأدوات الكهربائية: الأسواق الإفريقية والآسيوية تقود الصادرات المصرية للنمو بنسبة 20%
  • الإحصاء: 2.3 مليار دولار ارتفاعا في قيمة الصادرات المصرية لدول العالم خلال 2024
  • الإحصاء: 2.3 مليار دولار ارتفاعاً في قيمة الصادرات المصرية لدول العالم خلال 2024