بينما كانت الصراعات بين إسرائيل والقوات المدعومة من إيران تنتشر عبر الشرق الأوسط وتمتد إلى سوريا، كان الرئيس السوري بشار الأسد صامتاً بشكل واضح.
الشعور باليأس تعمق بسبب عدم غياب الرغبة في تسوية سياسية
ومع استمرار الحرب الأهلية الطويلة في سوريا، وانهيار الدولة وإفلاسها، وانشغال الداعمين للحكومة السورية: روسيا وإيران وحزب الله، وإضعافهم بسبب صراعاتهم الخاصة، كان يبدو أن الأسد يتحوط في رهاناته.
لكن صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقول إن الهجوم المفاجئ الذي شنه المتمردون الإسلاميون الأسبوع الماضي، الذين استولوا على حلب، ثاني أكبر مدينة في البلاد، في غضون 48 ساعة من شن هجومهم، كشف بشكل كبير عن عدم الاستقرار في سوريا.
وقال حايد حايد، المحلل السوري في تشاتام هاوس: " الجميع ينتظرون لمعرفة ما إذا كان الحكومة السورية قادرة على حشد قواتها وحلفائها للرد".
مأزقوكان الأسد بالفعل في مأزق، إذ حذرت إسرائيل، التي شنت عشرات الضربات ضد أهداف تابعة لإيران في سوريا، الأسد علناً من أنه في مرمى نيرانها وأن عليه اختيار أحد الجانبين.
This is why we need to support Ukraine with everything we have.
Assad’s dictatorship regime is Syrian collapsing, while he is hiding in Moscow. Syrian Rebels launched their offensive only 48 hours ago and they are already taking over the historic center of Aleppo.
1/n pic.twitter.com/E9I0a8UHwc
ويرى مراقبون للشأن السوري أن الرئيس بشار الأسد قد يكون وجد فرصة لاستعادة بعض الاستقلالية عن داعميه الدوليين، مع تصاعد الحديث في بعض الدول العربية والأوروبية حول إمكانية إعادة العلاقات معه.
ومع انحسار أسوأ فصول الحرب الأهلية، برزت الحاجة للتعامل مع ملفات شائكة كأزمة اللاجئين وتهريب المخدرات.
رغم ذلك، كشفت التطورات الأخيرة عن اعتماد الأسد الكبير على روسيا وإيران والمجموعات المسلحة المدعومة من إيران لمواجهة التهديدات الداخلية.
وهذا الاعتماد ظهر جلياً مع تقدم المتمردين، بقيادة هيئة تحرير الشام، باتجاه مدينة حلب ذات الكثافة السكانية العالية، واستمرارهم جنوباً نحو حماة.
الرد العسكريفي مواجهة هذا التقدم، تراجعت القوات الموالية للنظام، لكنها حاولت إعادة تنظيم صفوفها.
ويوم الأحد، استهدفت الطائرات الحربية السورية والروسية مناطق في حلب وإدلب بعدة غارات جوية، حيث تُعد إدلب معقلاً رئيسياً لهيئة تحرير الشام.
Syria’s Assad trapped by rebel advance and refusal to compromise https://t.co/EmJMKGsN8Y
— FT World News (@ftworldnews) December 1, 2024 الإحباط واليأسبعد 13 عاماً من الحرب الأهلية السورية، يقول المحللون إن مشاعر الإحباط واليأس تفشت حتى داخل الجيش السوري.
وأوضح تشارلز ليستر، من معهد الشرق الأوسط، أن "الوحدات العسكرية كانت تتراجع واحدة تلو الأخرى، تنهار وتنسحب من مواقعها".
الأسد يطالب بدعم الحلفاء في صد الهجمات الإرهابية - موقع 24أكد الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، "أهمية دعم الحلفاء" في التصدي للهجمات الإرهابية، في خضم هجوم واسع، تشنّه هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها في شمال البلاد، وخصوصاً في حلب.فيما يعاني الاقتصاد السوري منذ سنوات من أزمات متراكمة، أبرزها العقوبات الغربية وانهيار النظام المصرفي في لبنان، الذي كان ملاذاً تقليدياً لرجال الأعمال السوريين.
ووفقاً للخبير الاقتصادي جهاد يازجي، ازدادت معاناة السوريين فقراً خلال السنوات الخمس الماضية، بينما لم تتمكن الحكومة من تحسين الأوضاع.
وأشار يازجي إلى أن الاقتصاد يعاني من الفساد المتغلغل في الدولة، فضلاً عن سياسات مثل فرض الضرائب المتزايدة ومصادرة الأراضي.
وأضاف: "الكثيرون يشعرون بالغضب لأنهم، بعد سنوات من الولاء، أصبحوا أسوأ حالاً".
تراجع المعنوياتمحاولات إصلاح الجيش جاءت "أقل من اللازم ومتأخرة للغاية"، بحسب يازجي، حيث استمرت المعنويات المنخفضة نتيجة التجنيد الإجباري وإلغاء الإعانات، ما أثّر سلباً على الجنود.
ورغم المحاولات الروسية لدفع النظام نحو تسوية سياسية، لم تظهر أي إرادة حقيقية لتحقيق ذلك. ومع ذلك، برزت جهود إعادة التواصل مع الأسد عقب زلزال فبراير (شباط) 2023 الذي ضرب تركيا وشمال سوريا.
أعادت دول أوروبية، مثل إيطاليا، فتح سفاراتها في دمشق، بينما قادت السعودية جهوداً لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
أما تركيا، الداعم الرئيسي للمعارضة السورية، فقد أبدت اهتماماً بتطبيع العلاقات مع الأسد. ومع ذلك، رفض الأخير أي تنازل، خاصة بشأن قضية اللاجئين، التي تُعد حساسة في السياسة الداخلية التركية.
الأسد يرفض التنازلبدلاً من التفاوض مع أنقرة، واصل الأسد قصف إدلب، ما تسبب في نزوح آلاف السوريين نحو الحدود التركية، التي تستضيف بالفعل نحو 3 ملايين لاجئ وتدعم المتمردين شمال سوريا.
ويرى محللون أن الهجوم الأخير لهيئة تحرير الشام قد يخدم المصالح التركية، وربما يمنح أنقرة نفوذاً أكبر في المفاوضات المستقبلية.
الجيش السوري يشن هجمات مضادة ويقتل 320 إرهابياً - موقع 24أرسل الجيش السوري تعزيزات إلى شمال غرب البلاد، وشنّ غارات جوية على مدينة كبيرة، الأحد، في محاولة لدفع الفصائل المسلحة، التي سيطرت على حلب، ثاني أكبر المدن السورية، في هجوم مفاجئ خلال الأيام الماضية.وأشار المحلل السوري مالك العبدة إلى أن الأسد كان بإمكانه استغلال فرصة للتفاوض مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لترتيب منطقة نفوذ تركية في شمال سوريا، بشكل يحفظ ماء الوجه سياسياً، لكنه رفض، متمسكاً برؤيته أن التنازلات تمثل ضعفاً.
وهذا التعنت، مع الاعتماد المستمر على روسيا وإيران والجماعات المرتبطة بهما، يؤكد حجم الدور الذي تلعبه القوى الأجنبية في استمرار النزاع السوري.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حرب سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية روسيا إيران حزب الله الأسد حلب إسرائيل حرب سوريا روسيا إسرائيل وحزب الله حزب الله إيران بشار الأسد حلب إسرائيل تحریر الشام
إقرأ أيضاً:
هل لا يزال الحل الدبلوماسي للأزمة السورية ممكنا؟
قال مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، إن الضربات التي وُجِّهت إلى حزب الله مؤخرا وانشغال إيران، وانغماس روسيا في أوكرانيا، عجَّلت بالتطورات الحاصلة في سوريا.
وخلال مداخلته في برنامج "الحرة الليلة"، شدد شينكر على أن تركيا تتطلع إلى استغلال هذا المشهد لتغيير الوضع القائم، خصوصًا وأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد رفض حتى الآن الانخراط في مفاوضات مع أنقرة.
شينكر وصف سيطرة المعارضة على حلب والمناطق المجاورة بـ"العملية الناجحة التي جاءت في وقتها".
والأحد، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إن الحركة التي قام بها المتمردون في سوريا لم تكن مفاجأة بالنسبة إلى واشنطن.
وأشار إلى أن المعارضة المسلحة السورية تحاول استغلال الوضع الجديد في المنطقة، حيث إن أبرز داعمي النظام السوري، وهم إيران وروسيا وحزب الله، مرتبكون وأصبحوا أضعف بفعل النزاعات المختلفة بعيدًا عن دمشق.
شينكر ذكر من جانبه أن نظام الأسد "انهار تقريبًا في 2014، لولا التدخل الروسي جوًا عبر الطائرات التي قتلت أو مسحت نصف مليون سوري"، وأشار إلى مساعدة كل من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله على الأرض في تلك المساعي.
وقال إن النظام السوري كان عليه أن ينخرط في عملية أممية لتنفيذ قرار 2245 الذي يدعو إلى نوع من مشاركة السلطات مع ممثلين ديمقراطيين سوريين.
الحل المهمّش للمسألة السورية.. ما هو القرار 2254؟ يستمر التصعيد العسكري بين فصائل معارضة سورية وقوات النظام مدعومة بحليفها الروسي، لليوم الخامس على التوالي، بحصيلة أكثر من 400 قتيل بينهم مدنيون، قال مسؤلان أممي وأميركي أن سبباً واحداً أدى لاشتعال الوضع في سوريا، هو عدم الالتزام بقرار مجلس الأمن (2254) أو السعي في مفاوضات لتحقيقه. هل بقي مجال للدبلوماسية؟في إجابته على هذا السؤال، أوضح شينكر أن المساعي الدبلوماسية "ستكون صعبة"، وأشار إلى أنه من الصعب "أن تقول لهيئة تحرير الشام أن تبطئ من هجماتها ضد قوات الأسد".
وأعرب عن اعتقاده بأن هيئة تحرير الشام لا تريد التفاوض.
ولفت المتحدث إلى أن نظام الأسد لا يتحدث عن أي نوع من الحلول التوافقية، بينما نشاهد تصعيدًا عسكريا.
"نظام الأسد سيحشد أي قوات يستطيع حشدها وهو لا يزال يحظى بدعم إيران والميليشيات التابعة له"، يؤكد شينكر قبل أن يضيف أن التصعيد العسكري مفتوح طالما حظي نظام الأسد بدعم خارجي.
وقال: "ربما نرى المصريين أو الإماراتيين الذين عبروا عن دعمهم لنظام الأسد، يحاولون إرسال نوع من المساعدة"، ثم أردف: "أعتقد أن الأمور قد تكون أسوأ قبل أن تنصلح".
موقف واشنطن؟قال سوليفان، الأحد، في تصريحات صحفية، إن الولايات المتحدة ليست طرفًا في ما يحصل بسوريا، وأنها تتابع عن كثب ما يحدث هناك. كما شدد بيان وقعته كل من واشنطن وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة على ضرورة خفض التصعيد في سوريا، وحماية المدنيين.
في هذا الصدد، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، إن الولايات المتحدة كانت منخرطة في عملية سياسية لجزء كبير من العقد الماضي بدون أية نتائج.
وأشار إلى أن نظام الأسد تجاهل المجتمع الدولي ورفض الموافقة على أعضاء لجان للنقاش. وقال: "لذلك لا أعتقد أن إدارة الرئيس جو بايدن ستتعاطى دبلوماسيًا مع نظام الأسد، هي أمامها شهر ونصف فقط.. هي تأمل ألا ينتشر التصعيد إلى أجزاء أخرى".
عسكريا وسياسيا.. سيناريوهات هجوم الفصائل المسلحة في حلب في وقت تواصل فيه فصائل المعارضة السورية المسلحة هجومها الكبير ضد النظام السوري على عدة جبهات في حلب وإدلب وحماة شمالي البلاد، تثار تساؤلات عن حدود السيطرة التي ستكون على الأرض في المرحلة المقبلة، وكذلك الأمر بالنسبة للميدان السياسي، فما هي السيناريوهات التي يتوقعها خبراء ومراقبون؟.أما بخصوص المشهد خلال ولاية الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، لفت شينكر إلى أن سوريا حاولت تنفيذ القرار (5422) عندما كان ترامب في منصبه. وقال: "إدارة ترامب تسعى إلى عقد صفقات ولكن أشك أنها ستبحث عن صفقة تحافظ على هيمنة الأسد على سوريا"، وأشار إلى أن نظام الأسد قتل نصف مليون سوري بمساعدة الروس وحزب الله، ودفع 6 ملايين سوري خارج البلاد. وقال: "لا أعتقد أن معظم السوريين يريدونه".
ومنذ الأربعاء، شنت الفصائل السورية المسلحة، وبعضها مدعوم من تركيا، هجمات في شمال سوريا.
وتمكنت الفصائل من السيطرة على معظم حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، والتقدم في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط).
مصادر للحرة: فصائل المعارضة السورية تستعد لدخول حماة تمكنت فصائل المعارضة المسلحة في سوريا خلال الساعات الماضية من السيطرة على قرى وبلدات ومواقع عسكرية في محيط مدينة حماة التي تقع وسط البلاد وتبعد عن العاصمة دمشق (210 كم) وعن مدينة حلب (135 كم).وذكر المرصد السوري، الأحد، أن إدلب بالكامل باتت تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" إلا بعض المناطق أقصى شرق إدلب، وكذلك مدينة حلب باتت تحت سيطرة "الهيئة" إلا أحياء يسيطر عليها الأكراد.
وهدد بشار الأسد، الأحد، باستخدام "القوة" للقضاء على ما وصفه بـ"الإرهاب".
وقال الأسد، وفق ما نشر حساب الرئاسة السورية على تيلغرام: "الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة التي سنكسره، ونقضي عليه بها أياً كان داعموه ورعاته".