وسط زحام الحياة اليومية في شارع فؤاد، أحد أقدم شوارع الإسكندرية ومن أبرز معالمها التراثية، توجد عمارة «أدريانا بينتو» التي تروي فصولًا من تاريخ المدينة وتراثها المعماري الفريد، إذ امتزجت فيها اللمسات الإيطالية مع الأجواء السكندرية العريقة، وهي ليست مجرد مبنى، بل شاهد حي على حقبة ازدهرت فيها عروس البحر المتوسط كملتقى للثقافات والشعوب.

قصة بناء عمارة «أدريانا بينتو»

يروي محمد السيد مسؤول الوعي الأثري بإدارة آثار الإسكندرية لـ«الوطن»، أنه جرى بناء عمارة «أدريانا بينتو» عام 1932 على يد أدريانا بينتو، وهي أحد أفراد عائلة بينتو التي هاجرت من مقاطعة ليفورنو بإقليم توسكانيا في إيطاليا إلى مصر.

وعملت عائلة بينتو في تجارة الاقطان والعقارات، وأسست في 4 أبريل 1936 شركة لحلج الأقطان، وكان على رأس مجلس إدارتها «إتيليو بينتو» و«أوبرتو بينتو»، ومن أعضائها الفرنسي «أندريية توريل» صاحب شركة العقارات الشهير، والعمارة مسجلة بقائمة المباني التراثية برقم 1786 تحت اسم بينتو وزربيني.

وقال الباحثون إن زربيني هو يوناني مقيم في الإسكندرية، ومؤسس شركة كفر الزيات للأقطان عام 1980، إذ اشترى العمارة من عائلة بينتو، وتزوج من مصرية تدعى كليوباترا، وأنجب ابنه «ديمتري» الذي توسع في الشركة، وأصبحت تمتلك عدة مصانع لحلج الأقطان وإنتاج الزيوت والصابون في ذلك الوقت.

تحفة معمارية بتوقيع لوريا 

وصمم العمارة المهندس الإيطالي الشهير جياكومو أليساندرو لوريا، الذي وُلد في مدينة المنصورة، وهي على الطابع الإيطالي، كما أنه ينسب له تصميم عمارة ميرامار وفندق سيسيل وغيرها من الأعمال، ولا يزال المبنى بعد مرور نحو 82 عاما، محتفظا بجماله الأصلي، وشاهدا على تاريخ طويل من التبادل الثقافي والاقتصادي بين مصر وإيطاليا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تراث الإسكندرية الطابع المعماري شارع فؤاد آثار الإسكندرية تجارة الأقطان

إقرأ أيضاً:

التصديري للحرف اليدوية يعيد تراث مصر إلى الحياة بإحياء حرفة "البروبي"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أطلق المجلس التصديري للحرف اليدوية والصناعات الإبداعية أولى فعاليات مبادرة "صمم في مصر" من خلال تدريبات موسعة شملت عدة محافظات في صعيد مصر، كان أبرزها محافظات أسوان والأقصر وسوهاج، وذلك في خطوة رائدة لدعم التراث المصري وإحياء الحرف اليدوية الأصيلة.

ونظم هشام العيسوي، رئيس المجلس التصديري للحرف اليدوية والصناعات الإبداعية، تدريب موسع استهدف عددًا كبيرًا من الحرفيين في جنوب الصعيد، حيث ركز على توعيتهم بسبل رفع جودة المنتجات لتكون صالحة للتصدير، ما يسهم في دعم الاقتصاد المصري وتعزيز تنافسية المنتجات الحرفية المصرية في الأسواق العالمية.

ووفقًا لتصريحات هشام العيسوي، أكد أن الجولة تميزت بإعادة إحياء حرفة مصرية نادرة شهيرة بأسوان تُعرف بـ"البروبي"، التي اختفت منذ أكثر من سبعين عامًا.

وأكد هشام العيسوي أن هذه الخطوة تُعد إنجازًا كبيرًا ضمن أولى فعاليات ونتائج لجنة حماية الإبداع والتراث بالمجلس التصديري للحرف اليدوية، وأحد أهداف مبادرة "صمم في مصر".

وأشار العيسوي إلى أنه كنتيجة مباشرة لهذه التدريبات تم إنتاج أول منتج من "البروبي" مرة أخرى بعد انقراضه، وإعادة إحيائه بعد أكثر من 70 عامًا في غرب أسوان، في نجع الغللاب، وهو إنجاز يؤكد قدرة المجلس على حماية وإحياء الحرف التراثية المصرية من الاندثار، والعمل على تطويرها لتكون ذات قيمة اقتصادية وثقافية كبيرة، ولتعظيم الصادرات وزيادة الريادة والتنافسية في الأسواق العالمية.

وأوضح العيسوي، أن حرفة "البروبي" المندثرة تُعد من أهم الحرف الأسوانية الأصيلة، والتي عانت من الإهمال والاندثار منذ ما يقرب من قرن من الزمان، وهي حرفة تعتمد على تطعيم صناعات خوص النخيل، مثل الأطباق  متعددة الأشكال، بسيقان نبات الشعير الذهبية اللون، والتي يتم تلوينها بألوان وزخارف مميزة.

وقال العيسوي، إن كافة منتجات النخيل قد تم تسجيلها كتراث مصري غير مادي في منظمة اليونسكو، وضمن قائمة تضم 10 حرف مصرية مسجلة.

ولفت إلى أن هناك العديد من المحاولات التي لم تنجح في إعادة إحياء وإنتاج "البروبي" المصري، ولكن المجلس نجح بالفعل خلال فعاليات تدريبية على أعلى مستوى أُقيمت في جمعية قرية الغللاب بغرب أسوان.

ونوه إلى أن لمجلس يعمل بقوة على إعادة إحياء الحرف التراثية المندثرة، مثل "البروبي"، حيث يُعد ذلك جزءًا من رؤية المجلس الشاملة التي وضعها وتم إطلاقها الشهر الماضي، ومن أهداف هذه الرؤية تعزيز وحماية الإبداع التراثي المصري عالميًا، ورفع جودة المنتجات اليدوية لتتناسب مع المعايير الدولية، ودعم الحرفيين وتوفير فرص تدريب وتأهيل تسهم في تحسين مستوى معيشتهم، من خلال فعاليات تحت شعار مبادرة "صمم في مصر"، وهي علامة جماعية تدل على الجودة لزيادة تنافسية المنتجات المصرية في الخارج، والتي أطلقها المجلس الشهر الماضي.

وأشار العيسوي إلى أن مبادرة "صمم في مصر" ليست مجرد مشروع قصير الأمد، بل رؤية متكاملة تهدف إلى الحفاظ على التراث المصري، وحماية الهوية الثقافية، وخلق فرص جديدة للنمو الاقتصادي من خلال التصدير. 

مقالات مشابهة

  • شعار حملة «شكراً الشيخة هند» يزين معالم دبي
  • إعلام إيطالي: رئيسة الوزراء ستلتقي ترامب في فلوريدا
  • مهرجان فلج المعلا يبرز تراث أم القيوين العريق ويدعم رواد الأعمال
  • التصديري للحرف اليدوية يعيد تراث مصر إلى الحياة بإحياء حرفة "البروبي"
  • شركة الصرف الصحي بالإسكندرية تطلق حملة "معًا ضد التدخين" للعاملين بالشركة
  • بينتو والحمدان وبيتزي.. «حالات خاصة» في لُعبة «الأوراق البديلة»!
  • محافظة الإسكندرية تواصل جهودها لإزالة التعديات وإيقاف أعمال البناء المخالف
  • أحياء الإسكندرية تنفذ حملات موسعة لإزالة التعديات و إيقاف أعمال البناء المخالف
  • رجال في الشتاء.. اللواء أركان حرب محمود نافع يكشف لـ "الفجر" جهود شركة الصرف الصحي وأبرز التحديات بالإسكندرية
  • أحياء الإسكندرية تشن حملات إزالة للتعديات وإيقاف المخالفات